القناة الرسمية والموثقة لـ أخبار وزارة التربية العراقية.
أخبار حصرية كل مايخص وزارة التربية العراقية.
تابع جديدنا لمشاهدة احدث الاخبار.
سيتم نقل احدث الاخبار العاجلة.
رابط مشاركة القناة :
https://t.me/DX_75
Last updated 1 year, 9 months ago
Last updated 3 months, 3 weeks ago
#لَكِنْ تَجِدُ أَهْلَ الْفِتَنِ لَا يَخْرُجُونَ عَنْ هَذَا، وَ عَلَيْهِ التَّحَلِّي بِالصَّبْرِ وَالْأَخْلَاقِ الصَّحِيحَةِ السَّلِيمَةِ، وَعَدَمَ الاكْتِرَاثِ وَالْمُبَالَاةِ بِمَا يَفْعَلُونَ و يَحْتَاطَ مِن أَسَالِيبِهِمِ الْمَاكِرَةِ. وَمَا أَمَرَهُ الشَّرْعُ أَنْ يَدْعُوَ إِلَيْهِ فَلْيَدْعُ، فَإِنْ حَصَلَ الْعِلْمُ وَعَمِلَ بِهِ فَلْيَدْعُ. وَهَذَا أَمْرٌ كَسَائِرِ الْأَوَامِرِ الشَّرْعِيَّةِ: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ...}. إِنَّ الإِنسَانَ الَّذِي مُكَّنَ فِي الدَّعْوَةِ يَدْعُو، (مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمِثْلِ الْغَيْثِ...). إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَسَاجِدُ أَوْ مَدَارِسُ فَأَيْنَمَا كَانَ، إِذَا كَانَ فِي مَجْلِسٍ أَوْ فِي سَفَرٍ، يَبَيِّنُ أُمُورًا أَوْ يَدْعُو إِلَى اللَّهِ. وَالْأَحْسَنُ أَنْ تُوَفَّرَ لَهُ مَدْرَسَةٌ خَاصَّةٌ بِالْعُلُومِ، لَكِنْ بِحَسَبِ حَالِهِ يَبْقَى دَائِمًا مُسْتَمْسِكًا مُؤَدِّيًا.
#فِيهِ عُنْصُرٌ أَسَاسِيٌّ لَمْ أَذْكُرْهُ لِلْعِلْمِ بِهِ، وَهُوَ أَنْ يَكُونَ دَائِمًا مَعَ اللَّهِ فِي الرَّخَاءِ وَالشِّدَّةِ، فِي حَالِهِ وَتِرْحَالِهِ، أَيْ يَسْتَعِينُ بِهِ فِي كُلِّ شَارِدَةٍ وَوَارِدَةٍ، فِي كُلِّ أَفْرَاحِهِ وَأَسْرَارِهِ وَمَصَائِبِهِ فِي كُلِّ أَحْوَالِهِ. يَسْتَعِينُ بِاللهِ وَيَبْقَى مَعَهُ يَذْكُرُهُ كَثِيرًا وَاللَّهُ يُعِينُهُ. وَلِهَذَا قَالَ: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ... تُفْلِحُونَ}. فَإِنَّ فَلَاحَ الْمُؤْمِنِ مَرْتَبطٌ بِكَثْرَةِ الذِّكْرِ، وَكَثْرَةُ الذِّكْرِ مَنْجَاةٌ مِنْ كَثِيرٍ مِنَ الْمَصَائبِ. هَذَا شَيْءٌ أَسَاسِيٌّ، كَانَ حَرِيًّا أَنْ أَبْدَأَ بِهِ، وَلَكِنَّهُ أَمْرٌ مَعْلُومٌ عُمُومًا، فَذَكَرْتُهُ فِيهِ.
واللهُ أَعْلَمُ، وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
مِنْ مَجْلِسِ الْقُبَّةِ بَعْدَ فَجْرِ يَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ، 6 شَعْبَانٍ 1446 هـ، المُوَافِقِ 5 فِبْرَايِرَ 2025م.
#كَذَلِكَ فِي قِصَّةِ هِرَقْلَ، عَلِمَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَقٌّ لَكِنَّهُ لَمْ يُسْلِمْ، وَلَوْ أَسْلَمَ لَزَلْزَلُوا بِهِ الأَرْضَ، لَكِنْ كَانَ بِالإِمْكَانِ أَنْ يُسْلِمَ وَيُخْفِي إِسْلَامَهُ كَمَا فَعَلَ النَّجَاشِيُّ الَّذِي أَسْلَمَ وَأَخْفَى إِسْلَامَهُ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ عِنْدَمَا تُوُفِّيَ.
#أَمَّا_اليَهُودُ فَحَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ: {يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ} [البقرة: 146]، {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [النِّسَاء: 54]، النَّاسُ هُنَا عُمُومٌ أُرِيدَ بِهِ الخُصُوصُ وَهُوَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. لِمَ لَمْ تَأْتِ الرِّسَالَةُ لِفُلَانٍ دُونَ فُلَانٍ؟ حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ، وَاللهُ يَخْتَارُ مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ، وَلَا مُعَقِّبَ لاِخْتِيَارِهِ وَهُوَ العَلِيمُ الخَبِيرُ. قَالَ اللهُ تَعَالَى: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [المُلك: 14]. فَلَابُدَّ أَنْ يَرْضَى الإِنْسَانُ بِمَا يُعْطِيهِ اللهُ لِعِبَادِهِ، كَمَا فِي حَدِيثِ: «ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالأُجُورِ ... قَالَ: "ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ"» (رواه مسلم).
#إِذًا_كَانَ لَهُمْ هَذَا الفَضْلُ، فَلَا يَحْسُدُونَهُمْ، وَعَلَيْهِمْ أَنْ يَسْلُكُوا سَبِيلَ الحَقِّ مَعَهُمْ إِذَا كَانَ مَعَهُمْ هَذَا الحُكْمُ المُعَزَّزُ بِالأَدِلَّةِ. أَي أَقْصِدُ الدَّعْوَةَ إِلَى اللهِ. وَيُوجَدُ أَسْبَابٌ كَثِيرَةٌ تَعَرَّضَ لَهَا العُلَمَاءُ مِنْ خِلَالِ الآيَاتِ.
#وَيُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ إِنَّ مِنَ الْأَسْبَابِ أَيْضًا هُوَ الدُّخُولُ فِي مُعْتَرَكِ الْفِتْنَةِ، وَهُوَ مَا يَحْدُثُ عِندَمَا يَكُونُ الْأَمْرُ مُتَعَلِّقًا بِأَنْصَافِ الطَّلَبَةِ، لَا أَنْصَافِ الْعُلَمَاءِ. أَنْصَافُ الطَّلَبَةِ أَوْ أُو۟لَـٰٓئِكَ الَّذِينَ لَا يَحْمِلُونَ فِي جُعْبَتِهِمُ الْعِلْمَ، وَيَسْلُكُونَ سَبِيلَ الْبَاطِلِ وَالتَّعَصُّبِ. فَالتَّعَصُّبُ وَالتَّقْلِيدُ هُمَا آفَتَانِ تَزِيدَانِ مِنْ عُمْرِ الْفِتْنَةِ. وَفِي كُلِّ جَانِبٍ مِنْ هَذِهِ الْجَوانِب، هُنَاكَ بَعْضُ هَذِهِ الْأُمُورِ، وَقَدْ تَجْتَمِعُ فِي أَشْخَاصٍ دُونَ آخَرِينَ. تَجِدُ قَوْمًا يَطْغَى عَلَيْهِمْ الْجَانِبُ التَّعَصُّبِيُّ.
#الْآنَ، فِي مُوَاجَهَةِ الصُّوفِيَّةِ، يَقُولُونَ: "لَا بُدَّ مِنْ مَرْجِعِيَّتِنا"، وَنَحْنُ نَقُولُ: "لَا بُدَّ مِنْ مَرْجِعِيَّتِنا، أَيِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ". وَهُمْ يَعْرِفُونَ الْبَاطِلَ، لَكِنَّ عَصَا السُّلْطَانِ وَمَنْ وَرَاءَهُ هِيَ الَّتِي تُسَيطِرُ. إِذَا رَأَوْا فِيهِمْ مِنَ الْأَئِمَّةِ مَنْ يَحِيدُ عَنْ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ، فَيَضْرِبُونَ بِأَيْدِيهِمْ فِي الْجَرَائِدِ وَالصُّحُفِ. لَا أَتَحَدَّثُ عَنْ جَانِبِ الدُّعَاةِ الْمُنْتَسِبِينَ لِلسَّلَفِيَّةِ، وَلَكِنَّ الْحُكْمَ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ عَامًّا. لَا يَنْبَغِي النَّظَرُ إِلَى الْفِتْنَةِ فِي هَذَا الْجَانِبِ فَقَطْ، بَلْ هِيَ أَعْمُّ. فَتَسْلُكُ هَذِهِ الْمَسَاكِكَ لِتَكُونَ جُزْءًا مِنْ هَذَا كُلِّهِ.
#وَالْوُجُوهُ جَمِيعًا تَتَشَابَهُ مُنْذُ زَمَانٍ، فَقَدْ كَانَ أَهْلُ الْبَاطِلِ يَسْتَعِينُونَ بِالسُّلْطَانِ لِلقَضَاءِ عَلَى دَعْوَةِ أَهْلِ الْحَقِّ. فِي عَصْرِ الإِمَامِ أَحْمَدَ، سَجَنُوهُ وَضَرَبُوهُ لِيَقُولَ كَلِمَةَ الْبَاطِلِ، وَكَذَٰلِكَ ابْنُتَيْمِيَّةَ وَ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْعِلْمِ الَّذِينَ وَقَعُوا تَحْتَ يَدِ مَنْ لَا يَحْكُمُ إِلَّا بِهَوَاهُ، مِثْلَ الْحَجَّاجِ الَّذِي مَاتَ تَحْتَ يَدِهِ كَثِيرُونَ. هَؤُلَاءِ يَحْكُمُونَ عَلَيْكَ وَيَرَوْنَ أَنَّكَ لَسْتَ أَهْلًا لِأَدَاءِ مُهِمَّةِ الدَّعْوَةِ إِلَى اللَّهِ. فَيُمْلُونَ عَلَيْكَ وَهُمْ جُهّال. لِهَذَا تَبْقَى الْفِتَنُ قَائِمَةً، وَيَبْقَى الصِّرَاعُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ.
#لَا_بُدَّ لِلْإِنسَانِ أَنْ يَظَلَّ مُتَمَسِّكًا بِالْحَقِّ الَّذِي يَعْلَمُهُ، وَلَا يَتَكَبَّرَ عَلَيْهِ إِذَا مَا نُصِحَ فِيأَمْرٍ،ٍ وَلَا يَتَّصِفَ بِصِفَاتِ أُو۟لَـٰٓئِكَ الَّذِينَ رَكِبُوا الْمَحَارِمَ، وَهُمْ الَّذِينَ لَا يَلْتَزِمُونَ بِشَرْعِ اللَّهِ مِنْ حَيْثُ التَّطْبِيقِ، إِمَّا اسْتِكْبَارًا أَوْ تَعَصُّبًا لِفُلَانٍ أَوْ تَقْلِيدًا، أَوْ لِأَنَّ دِرَاسَتَهُمْ كَانَتْ كَذَٰلِكَ، أَوْ كَانَ إِسْلَامُهُمْ إِسْلَامًا وِرَاثِيًّا، كَمَا قَالَ الشَّيْخُ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَادِيسٍ. الْكَلَامُ فِي هَذَا طَوِيلٌ وَأَخَذَ مِنَّا وَقْتًا طَوِيلًا.
الشيخ كربوز:
#جديد_مجالس_العلم_القبية
أَسبَابُ اِنْحِرَافِ بَعْضِ الدُّعَاةِ فِي الْفِتَنِ وَسُبُلُ الثَّبَاتِ عَلَى الْحَقِّ
#السؤال:
شيخَنا الفاضِلَ، أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكُمْ وَبارَكَ في عِلْمِكُمْ. مَعَ ما تَمُرُّ بِهِ الأُمَّةُ مِنْ فِتَنٍ، يَثْبُتُ بَعْضُ أَهْلِ العِلْمِ، بَيْنَما يَنْحَرِفُ آخَرُونَ. وَقَدْ عايَشْتُمْ – بِفَضْلِ اللهِ – كَثِيرًا مِنْ هذِهِ الفِتَنِ، وَمَرَرْتُمْ بِتَجارِبَ عَظِيمَةٍ في خِضَمِّها. فَما أَسْبابُ الثَّباتِ في الفِتَنِ؟ وَكَيفَ يُمْكِنُ لِلْمُسْلِمِ أَنْ يُحَصِّنَ نَفْسَهُ لِيَسْتَقِيمَ عَلَى الحَقِّ؟ نَفَعَنا اللهُ بِعِلْمِكُمْ.
🎙جَوَابُ الشَّيْخِ أَبِي عَبْدِ الْمُعِزّ مُحَمَّدٍ علِي فَرْكُوسٍ:
#أَوَّلًا: هذِهِ سُنَّةُ اللهِ فِي الكَوْنِ، وَاللهُ يُثَبِّتُ مَن يَشَاءُ مِن عِبادِهِ، وَالثّابِتُ عَلَى الحَقِّ هُوَ مُثَبَّتٌ مِنَ اللهِ. الأَسْبابُ الَّتِي تَرجِعُ إِلَى الثَّباتِ: أَوَّلًا: العِلْمُ الَّذِي يُوصِلُ إِلَى المَعرِفَةِ الحَقِيقِيَّةِ فِي المَسْأَلَةِ المُثَارَةِ. فَتارَةً تَحْصُلُ شُبُهَاتٌ وَيَنْحَرِفُ هَؤُلاءِ، وَسَبَبُ انْحِرَافِهِمْ غالِبًا يَأْتِي مِنَ التَّقْلِيدِ وَلَا يَأْتِي مِنَ العِلْمِ، لِهَذَا قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَن سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الجَنَّةِ» وَالطَّرِيقُ إِلَى الجَنَّةِ هُوَ الطَّرِيقُ المُسْتَقِيمُ، وَغَالِبًا مَا تَقَعُ الخِلَافَاتُ المَنْهَجِيَّةُ وَالعَقَدِيَّةُ، فَيَدْعُو اللهَ أَنْ يَسْلُكَ بِهِ سَبِيلَ الحَقِّ، وَالتِمَاسِ ذَلِكَ الهُدَى بِإِذْنِ اللهِ. لِهَذَا كَانَ فِي دُعَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يُشِيرُ إِلَى ذَلِكَ: «اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الحَقِّ بِإِذْنِكَ إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ».
#إِذًا_أَوَّلًا: إِذَا حَصَلَتِ الفِتْنَةُ، يَعْرِفُ مَن هُوَ المُحِقُّ مِن المُبْطِلِ. فَإِنْ عَلِمَ الحَقَّ بِدَلِيلِهِ وَأَمَارَاتِهِ، تَشَبَّثَ بِهِ وَصَبَرَ عَلَى الأَذَى كَمَا فَعَلَ الأَوَّلُونَ، وَكُلَّمَا ثَبَتَ عَلَى الحَقِّ اشْتَدَّتْ عَلَيْهِ الزَّوَابِعُ وَالأَذَى، وَالوَاجِبُ وَالحَالُ هَذِهِ هُوَ الصَّبْرُ، وَذَلِكَ الصَّبْرُ مُعَزَّزٌ بِاليَقِينِ. وَهَذِهِ جَعَلَهَا ابْنُ تَيْمِيَةَ مِنَ الإِمَامَةِ فِي الدِّينِ: بِالصَّبْرِ وَاليَقِينِ تُنَالُ الإِمَامَةُ فِي الدِّينِ، مِصدَاقًا لِقَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة: 24].
#فَإِذًا_لَا_بُدَّ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ مَوْجُودَةً. الشُّبُهَاتُ الَّتِي تَدُورُ فِي المَسَائِلِ، لَا بُدَّ أَيْضًا أَنْ يَكُونَ لَهُ دِرايَةٌ بِهَا وَجَوابٌ مِنَ المُنطَلَقِ السَّلِيمِ الصَّحِيحِ، وَهُوَ الكِتَابُ وَالسُّنَّةُ، لِأَنَّ هَؤُلَاءِ يَتَشَبَّثُونَ بِبَعْضِ الشُّبُهَاتِ الَّتِي يَظُنُّونَ أَنَّهَا الحَقُّ، فَيَعْرِفَ هَذِهِ الشُّبُهَاتِ المَعرِفَةَ الحَقَّةَ وَطُرُقَ تَفنِيدِهَا لِيَهتَدِيَ مَن يَتَشَبَّثُ بِهَا، أَوْ عَلَى الأَقَلِّ يُقِيمَ الحُجَّةَ عَلَيْهِ.
#الفِتَنُ أَسْبابُهَا كَثِيرَةٌ، مُمكِنٌ أَنْ يَكُونَ الحَسَدُ هُوَ مِحْوَرُ ذَلِكَ، وَلَا يُرِيدُ الإِنسَانُ الحَسُودُ أَنْ يَعُودَ لِلْحَقِّ وَلَوْ ظَهَرَتْ كُلُّ الأَدِلَّةِ فِيهَا، فَيَبْقَى مُتَشَبِّثًا بِرَأْيِهِ. كَذَلِكَ المَنَاصِبُ الأَدَبِيَّةُ أَوْ المَنَاصِبُ المَالِيَّةُ الَّتِي تُدِرُّ المَالَ عَلَيْهِ، فَيَخْشَى إِنْ عَادَ إِلَى الحَقِّ
أَذْعَنَ لَهُ أَنْ تَذْهَبَ هَذِهِ المَنَاصِبُ ،
فَيَختَلِقُ أَشْيَاءَ حَتَّى يَبْقَى عَلَى هَذِهِ الفِتْنَةِ أَكْثَرَ، لِأَنَّ مِنْ وَرَائِهَا مَنَافِعَ. هَذِا إِخْلَالٌ بِالإِخْلَاصِ لِأَنَّ الإِخْلَاصَ أَنْ يَصْبُوَ المُسْلِمُ لِلْحَقِّ وَ يُذْعِنَ إِلَيْهِ وَيَتَقَرَّبَ إِلَى اللهِ، لَا أَنْ يَعْلَمَ الحَقَّ وَيَعْمَلَ بخِلَافَهُ لِأَجْلِ المَكَاسِبِ فَيَكُونَ فِيهِ إِخْلَالٌ مِنْ هَذَا الجَانِبِ.
#لِهَذَا تَجِدُ العُظَمَاءَ وَالمُلُوكَ وَغَيْرَهُمْ كَانُوا لَا يُرِيدُونَ الدُّخُولَ فِي الإِسْلَامِ لِأَنَّهُمْ رَأَوْا أَنَّ الإِسْلَامَ سَيُصْبِحُ أَكْبَرَ مِنْهُمْ فَيُذْعِنُونَ وَيُصْبِحُونَ تَحْتَ قَبْضَةِ المُسْلِمِينَ، فَلَمْ يَعُدْ لَهُمْ ذَلِكَ الشَّأْنُ الَّذِي كَانُوا عَلَيْهِ. لِهَذَا قَالَ تَعَالَى: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ} [النمل: 14]، أَي هُمْ يَعْلَمُونَ الحَقَّ يَقِينًا كَجُحُودِ فِرْعَوْنَ فِي قِصَّةِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ، لَكِنَّ الحِفَاظَ عَلَى المَكَانَةِ تَمْنَعُهُمْ مِنَ الإِذْعَانِ.
أنا مديرٌ بمتوسِّطةٍ في إحدى ولايات الجزائر، يدرِّس ـ عندي ـ أستاذٌ يأتي ـ دائمًا ـ في الفترة المسائيَّة إلى العمل مُتأخِّرًا ببِضعِ دقائقَ، ولمَّا استفسرتُ منه ـ كتابيًّا ـ عن تأخُّرِه أجابَ أنه بسببِ أداءِ صلاة الظهر في المسجد جماعةً، فهل تأخُّرُه جائزٌ شرعًا؟ وهل عليَّ أَنْ أَقتطِعَ تأخُّرَه مِنْ مُرتَّبِه، أم ماذا عليَّ أَنْ أفعل؟ أفيدونا، جزاكم اللهُ خيرًا.
الجواب للشيخ فركوس حفظه الله :
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلام على مَنْ أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:
فالأصل المُقرَّرُ في الوظائف ذاتِ العِوَضِ دخولُهَا في باب الإجارة الخاصَّة المُقدَّرة بزمنٍ؛ إذ الأجيرُ الخاصُّ هو مَنْ قُدِّرَ عِوَضُه بزمنٍ مُقابِلَ المُعوَّض، وهذه الوظائفُ معدودةٌ مِنْ جملة الأمانات التي اؤتُمِنَ عليها المُكلَّفُ، وهو مأمورٌ بإيصالِ كُلِّ ما اؤتُمِنَ عليه إلى أصحابه؛ ويدلُّ عليه قولُه تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُكُمۡ أَن تُؤَدُّواْ ٱلۡأَمَٰنَٰتِ إِلَىٰٓ أَهۡلِهَا﴾ [النساء: ٥٨]، قال ابنُ كثيرٍ ـ رحمه الله ـ في تفسيره لهذه الآية: «يُخبِرُ تعالى أنَّه يأمر بأداء الأمانات إلى أهلها .. وهذا يعمُّ جميعَ الأمانات الواجبةِ على الإنسان، مِنْ حقوق الله عزَّ وجلَّ على عباده مِنَ الصَّلَوَات والزَّكَوَات والكفَّارات والنُّذورِ والصِّيام، وغيرِ ذلك ممَّا هو مُؤتمَنٌ عليه لا يَطَّلِعُ عليه العبادُ، ومِنْ حقوق العباد بعضِهم على بعضٍ كالودائع وغيرِ ذلك ممَّا يَأتمِنُون به بعضَهم على بعضٍ مِنْ غيرِ اطِّلاعِ بيِّنةٍ على ذلك؛ فأَمَر اللهُ عزَّ وجلَّ بأدائها، فمَنْ لم يفعل ذلك في الدُّنيا أُخِذَ منه ذلك يومَ القيامة»(١).
فوقتُ العمل المُثمَّن ـ إذن ـ هو مِلكٌ للمُستأجِر وليس مِلكًا للأجير، بل هو أمانةٌ على عاتِقِه يجب عليه أداؤُها إلى مَنِ ائْتَمَنَه عليها، وبالوجه المطلوبِ والأكملِ، مِنْ غيرِ إضاعةِ شيءٍ مِنْ حقوقِ غيرِه المُرتبِطةِ بعمله؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ يُتْقِنَهُ»(٢)، فلا يجوز للأجيرِ أَنْ يَبْخَسَ النَّاسَ أشياءَهم بإنقاصِ وقتِ غيرِه لمَنافِعِه الخاصَّةِ أو مصالحه الخارجةِ عن نطاقِ وظيفته إلَّا بسببٍ شرعيٍّ مُرخّصٍ له، أو عذرٍ يُقِرُّهُ النِّظامُ الوظيفيُّ.
هذا، ولا يخفى أنَّه لا يجوز ـ شرعًا ـ تأخيرُ الصَّلاةِ عن وقتِها؛ لأنَّ لها وقتًا مُحدَّدًا لا يجوز تَجاوُزُه إلَّا مِنْ عُذرٍ لقوله تعالى: ﴿إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ كَانَتۡ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ كِتَٰبٗا مَّوۡقُوتٗا ١٠٣﴾ [النساء]؛ وقد جاء الوعيدُ الشَّديد لمَنْ ضيَّع الصَّلاةَ، وأخَّرها عن أجَلِها المُحدَّدِ، ولم يأتِ بها على الوجه المأمورِ به، وذلك في قوله تعالى: ﴿فَخَلَفَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ خَلۡفٌ أَضَاعُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوَٰتِۖ فَسَوۡفَ يَلۡقَوۡنَ غَيًّا ٥٩﴾ [مريم]؛ لذلك كان الواجبُ أَنْ يحرص المسلمُ على أداء الصَّلاة في وقتها وفي المسجد على أرجحِ أقوالِ أهل العلم، ولا يُقْدِمُ على تأخيرها إلَّا مِنْ عذرٍ، هذا مِنْ جهةٍ.
وعقدُ الإجارة ـ مِنْ جهةٍ أخرى ـ لا يُخوِّلُ له الجمعَ بين الصَّلاتين؛ لانتفاءِ الحَرَجِ والعذر المُبيحِ للجمع بينهما؛ والمعلومُ أنَّ الجمع بين الصَّلاتين مِنْ غيرِ حَرَجٍ أو عُذرٍ تلاعُبٌ بالشَّرع يعقبه إثمٌ ووعيدٌ لا يخرج عن معنَى إضاعة الصَّلاة الواردِ في الآية السَّابقة؛ لذلك نصَّ العلماءُ على أنَّ زمن الطَّهارة وأوقاتَ الصَّلوات ـ وهي مِنْ حقِّ الله على عباده ـ مُستثناةٌ ـ شرعًا ـ مِنْ مُدَّةِ عَقْد الإجارة؛ والقيامُ بها على الوجه الصَّحيح لا يُعَدُّ إخلالًا بالعقد المُتَّفَقِ عليه، كما أنَّه ليس على الأجير الخاصِّ ضمانٌ في مدَّةِ عَقْد الإجارة ـ على أرجحِ قولَيِ العلماء ـ ولا تنقص مِنْ أُجرَتِه شيئًا.
لو تسكت عن الصوفية، وغيرهم .. معناه أنك لست هنا في الطريق، ولكنت في المساجد .. لكن لمّا تبيّن عوارهم .. يقفون لمحاربة الدعوة إلى الله .. فالنبي -عليه الصلاة والسلام- كانوا يسمّونه الأمين .. ولما نقض آلهتهم عادَوه وحاربوه .. ولو لم يذكر هذا لعاش دون أي مشكل .. لكن الله تعالى أمره أن يصدع بالحق، وبما أُمر به، وبما نُهي عنه.
تقوم بهذا، ولما تصدع بالحق يأتيك ردّ فعل، والله تعالى يعطيك الحلول في القرآن: ومنها الصبر، والرجوع إلى الله، والتوكّل عليه، والثبات على الحق .. ولا تكون هذه إن كانت دعوة هنيئة، والقرآن فيه هذا كله، فأين العمل والتطبيق؟!
في المسألة الأولى أنا معك بشرطه.
وفي المسألة الثانية خالفت القرآن الذي تحفظه بتعليمك عند هذا الشخص، فتنظر محلا آخر.
إن كان في مسجد فيه إمام كما ذكرت، وطلب منك الصلاة؛ وجاء وقت الصلاة فتصلّي بهم ما لم يصلّ هو، ولا ترضى بهذا، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (يصلّون لكم ..) الحديث، فإن لم يكن إمام؛ وبحثوا عن من يصلي بهم فتصلّي بهم؛ لا من أجل الإمامة إنما لإقامه الشعيرة؛ ما لم يكن المسجد فيه قبور، أو الإمام قبوري؛ أو له شركيات تخرجه من دائرة الإسلام .. فلا يصلّ وراءه.
وليس معناه أن يصلي وراء إمام وهو مبتدع أنه يرضى به، بل هو -أي الإمام المبتدع- الّذي لا ترفع صلاته -إن كانت الكراهة لسبب شرعي-
ولمّا يصلي بالناس ليس معناه أن يجالسه في المقصورة، ويسافر معه .. يصلي وانتهى، ولا يدخل المقصورة، وكلّ لوحده، المهم أن هذه الشعيرة يقيمها."
? فوائد وتوجيهات لشيخنا فركوس -حفظه الله- (الجمعة ١٤ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ)
س: أنا معلم قرآن منذ سنة ٢٠١٦ .. كانت لدي معاملة بيع وشراء دراجة هوائية .. وقلت للمشتري أمهلني أسبوعا لأقضي بها أشغالي .. ثم انشغلت عنه حتى رأيته على دراجة أخرى فقلت لعله اشتراها .. بعدها قالوا لي أن هذا مخالفة للوعد .. وبه تسقط عدالتك ..
وأنا أدرّس في مسجد إمامه صوفي، ولكن لا يضيّق علينا، ويبدأ خطبه كلها بخطبة الحاجة .. ولم يمنعني من تدريس التوحيد ..
ج: "بالنسبة للمعاملة المالية الّتي قمت بإجرائها مع هذا الرجل ببيع دراجة هوائية؛ واتّفقتم على كل شيء (الثمن ..)، واشترطت عليه أن تبقى عندك مدة معلومة -ولا يجوز أن تكون مدة غير معلومة- فالمدة المجهولة قد تُصيّر العقد قابلا للإبطال، أما المعلومة كشهر، أو عشرة أيام .. واتفقتم على ذلك؛ فيبقى الضمان على البائع؛ لأنه لم يسلّم المبيع للمشتري، بمعنى لو هلكت فعليه، بخلاف لو سلّمها له، أو هو -أي المشتري بعد استلامها- أعطاها له إعارة؛ فتدخل في باب الأمانات، فإذا هلكت بغير يد ولا تفريط منه؛ فعلى صاحبها -أي المشتري- بخلاف ما لم يتمّ تسليمها؛ فسواء هلكت بقوة قاهرة، أو بتقصير، أو بغير تفريط وتقصير .. فهي مضمونة منه -أي البائع ما لم يسلّمها للمشتري- وينفسخ العقد، ويرجعان إلى ما كانا عليه قبل.
أما عن الطعن بهذا؛ ليس فيه إخلاف للوعد، فالعقد يستمر إلى المدّة المعلومة، وليقضي حاجته، فأين مكمن خلاف الوعد؟!
والمؤمنون على شروطهم، وهو اشترط بقاء المبيع إلى وقت معلوم، وإن جاء في الوقت يسلّمها له، والآخر إن لم يستلمها فهو أخلف الوعد -ما داموا قد اتفقوا على بقائها فترة معلومة- (ولابد أن تكون مدة معلومة).
رؤيته بدراجة أخرى لا يُبطل البيع، ويبقى قائما ما دام أنه قد تمّ؛ واتّفقا على بقائها عنده، كمن يبيع دارا؛ ويطلب من المشتري البقاء فيها شهرا حتى ينقل أمتعته، فيبقى، وإن جاء الشهر فالواجب تسليم الأمانة، والواجب تسليم المبيع.
هذا سارع واشترى من جهة أخرى؛ فالمشتري هو أخلّ بالتزامه، والله تعالى قال: {أوفوا بالعقود}، وقال: {أوفوا بالعهد}، والعقود عهود، وبالتالي يقال أن العقد لا يزال قائما حتى ينفسخ، وإن اتّفقا على فسخه فيعودان إلى ما كانا عليه قبل.
والآخر؛ ما الأسباب التي تركته لا يريد هذا؟!
يسلمه البضاعة والآخر المال؛ فإن لم يفعل فهو المخلّ وليس البائع، وذكرت أنه إن حدث هلاك فعلى البائع لا على المشتري.
٢- الجزئية الثانية:
الأصل أن الإنسان لا يتعلّم العلم، ولا يأخذ القرآن عند من يخالف القرآن، لأنه حجّة، قد يكون لك وقد يكون عليك.
هذا الذي فيه ابتداع، ومخالفات عقدية، وتصوّف .. فهذه تنافي ما في صدره من القرآن، والقرآن حجّة عليه (الحديث)، فإن علمت أنه حجّة عليه، وهو غير ملتزم به، بمعنى أنه يحفظه لا لأجل العمل به إنما للتكسب، والأصل أن حافظه يعمل بمقتضاه، ويعمل بالسنة -فالقرآن يأمر بالعمل بالسنة- ويتحلّى بالأخلاق المذكورة في الكتاب والسنة؛ ومنها الإخلاص، والصدق، والوفاء، والعدل، والاعتدال، والصبر، وغيرها .. فإن لم يتحلّ بهذا فمعناه أنه لا يعمل بالقرآن، إنما تركه.
قال تعالى: {وقال الرسول يا رب إن قومي اتّخذوا هذا القرآن مهجورا}، أي: هجروا حِفظه، وتلاوته، والعمل به، والحكم به، والتحاكم إليه .. فإذا كان لا يعمل به، ولا يتحاكم إليه، ولا يحكم به، ولا يتحلّى بأخلاقه .. حتى وإن كان معلّما له؛ فهذا اتّخذه مهجورا.
حتى الاستشفاء به، فالله تعالى جعله شفاء لما في الصدور ..
أنت تعرف أنه لا يأتي بهذه، فما فائدة حِفظه وقد جعله حجّة عليه؟!
الأصل أن تنكر عليه، إن استجاب نعم، وإلا فأرض الله واسعة، والمساجد كثيرة، ولأن تُحفِّظه في البيت أفضل من هذا، فأنت ساكت عنه، وهو يأخذ تزكية بك، فلا تعطه تزكية وهو تارك له -وإن كان حافظا- انتبه لهذا، فالإنسان دائما يكون مع القرآن، ومع ما يمليه عليه، فيعتقد ما فيه، ويعمل به، ويتحلّى بأخلاقه، ويناصره، ويدافع عنه، ويناصر من ناصر الله؛ من رسله، وأصفيائه .. فيقف معهم لا ضدّهم.
تجده هكذا، ويأتي بالبدع .. فمعناه لم يطبّق الآية: {وما آتاكم الرسول فخذوه ..} الآية، وقوله تعالى: {من يُطع الرسول فقد أطاع الله}، وقوله: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ..} الآية، وقوله: {وإن تطيعوه تهتدوا} الآية.
هذا يأتي ببدعة تناقض اتّباع السنة؛ فكيف يحلو لك المقام للبقاء معه؟! لأنه لا ينكر عليك .. أنت تنكر عليه، وهنا مربط الفرس، فإن أنكرت سيأخذ موقفا منك .. أما إن فرشت له الطريق فهذا تزكية له، وسيسكت عنك .. والدعوة إلى الله ليست هكذا.
..ما أشبه اليوم بالبارحة
لله درك شيخنا الحبيب محمد علي فركوس
قال رجل لابن المبارك : " ما تقول فيمن يزني ويشرب الخمر ؛ أمؤمن هو ؟ قال : لا أخرجه من الإيمان . فقال الرجل : على كبر السن صرت مرجئا ! فقال له ابن المبارك : إن المرجئة لا تقبلني ! أنا أقول : الإيمان يزيد وينقص ، والمرجئة لا تقول ذلك . والمرجئة تقول : حسناتنا متقبلة ، وأنا لا أعلم تقبلت مني حسنة ، وما أحوجك إلى أن تأخذ سبورة فتجالس العلماء ! .
رواه ابن راهويه في مسنده
(لسان حال ومقال الشيخ فركوس والطاعنين فيه)
قيل للشيخ فركوس : ما تقول في الإنكار العلني على ولي الأمر
فقال: الأصل في الإنكار والنصيحة تكون في السر ولكن للضرورة وبالضوابط الشرعية ودون تهييج و عدم ترتب مفاسد أعظم يجوز
فقالوا على كبر السن صرت سروريا (تكفيريا)
فقال لهم الشيخ فركوس : إن السرورية لا تقبلني
أنا أقول لا يجوز الخروج على ولي الأمر بالقول والفعل والسرورية لا تقول ذلك
السرورية يرون التحزب ولهم جماعة وبيعة وأنا لا أرى ذلك
السرورية يجيزون دخول البرلمانات والانتخابات والتحاكم إلى الديمقراطية وأنا لا أجيز ذلك .
وما أحوجكم إلى أن تأخذو سبورة فتجالسوا العلماء....
في حكم السَّكن في البيوت المُؤمَّمةِ مِنَ الدَّولة | الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله
? فوائد وتوجيهات من مجلس شيخنا فركوس -حفظه الله- (الإثنين ٠٣ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ)
إذا كان الإمام خفيف القراءة، ولا يعطي الركوع والسجود حقه .. هل يجوز للمأموم متابعته؟ أو يخرج ويعيد صلاته لوحده؟! كما قال البعض استدلالا بحديث معاذ ..
"إذا كان الإمام لا يعطي حق الصلاة؛ لا طمأنينة، ولا .. فإنه يتمّ معه، ثم يعيد تلك الصلاة، أما أن يخرج منها فإنه يُحدث إيحاشا في صدر الإمام، وإذا خرجت الجماعة كلّها من الصفّ -وفي كل مرة كذلك- فإنه يحدث مشكلة في المسجد، لذا أقول:
درءًا لهذا؛ تصلي تلك الصلاة، لكن ما لم تكن بصورتها المجزئة الصحيحة -غاب عنها الخشوع والطمأنينة- فتعيد الصلاة ..
نعم يجوز له الخروج إذا كان للحاجة، والاستدلال بحديث معاذ فيه شيء، لأن صلاة معاذ -رضي الله عنه- كانت سليمة طويلة، والرجل خرج لطولها، لأنه كان وراءه حاجة (شغل)، والطول هذا قد يُفوّت عليه مصالحه، وقد يشوّش عليه في أمر صلاته، لذا رأى أنه يتمّ صلاته لوحده، ثم بعد ذلك يأتي لحاجته، فخرج، وقالوا له لقد نافقت، لنشكونّك إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال أنا أشكوكم .. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لمعاذ: (أفتّان أنت يا معاذ ..) الحديث، وبيّن له ..
صلاة معاذ -رضي الله عنه- كانت صحيحة بأركانها وشروطها .. وغاية ما في الأمر أنها كانت طويلة شاقّة على البعض، وأنت تقيس على إمام لا تصحّ صلاته ..
فالذين استدلوا بهذا؛ هذا استدلال معكوس، فمعاذ -رضي الله عنه- صلاته حسنة، لكن فيهم العاجز، وذو الحاجة .. فهنا صلاته صحيحة، وهذا الإمام لا، والرجل مع معاذ خرج للحاجة، وهذا لبطلانها، فهذا رتّب على أمر لكن جاء الشّرع موافقا .. وهذا رتّب عليه لكن من الناحية المقاصدية سيُحدثون إيحاش صدر الإمام، وسيُتكلم فيهم بأنهم يريدون الفتنة، وما يتبع ذلك ..
في هذه الحالة نقول:
يتمّون صلاتهم وهم ليسوا راضين بذلك، وإن شاؤوا صلّوا بعد ذلك تلك الصلاة في المسجد، أو في بيوتهم.
ولهم في ذلك الرخصة في الصلاة في مسجد آخر، وراء إمام يصلي صلاة تامّة.
جاء في الحديث: (.. ولا يتخطّى المساجد ..) الحديث، فيُمنع التخطّي، لكن يجوز أن يتخطّى إذا كان فيه إمام رُمِي ببدعة، أو أعلن بفجور، أو يلحن في قراءته، أو صلاته لا تُوافق الشّرع وما أمر به .. فيجوز الانتقال إلى مسجد آخر، وليس عليه أي إثم، بل فَعل ما هو صحيح
بمعنى: لا يكرّرون هذا الفعل، إنما ينتظرون فراغها، ثم لهم أن يصلّوا في المسجد وينصرفوا، وإن كان يصلّي هو دائما يغيّرون المسجد."
القناة الرسمية والموثقة لـ أخبار وزارة التربية العراقية.
أخبار حصرية كل مايخص وزارة التربية العراقية.
تابع جديدنا لمشاهدة احدث الاخبار.
سيتم نقل احدث الاخبار العاجلة.
رابط مشاركة القناة :
https://t.me/DX_75
Last updated 1 year, 9 months ago
Last updated 3 months, 3 weeks ago