من أكثر ما يثير العجب أن ترى أقوامًا كانوا يشاهدون مسلسلاتٍ وأفلامًا وقنواتٍ مليئةً بالفحش والعهر وفيها كل بلايا الدنيا ولم يحركهم انتهاك حرمات الله ولا هذا الوسخ الذي لطخوا أيديهم وقلوبهم به، ثم تراهم يمتنعون عن كل ما سبق بدافع المقاطعة ولنصرة القضية الفلسطينية!!!!

يعني بالله عليكم أنتم أين عقولكم وأين فطركم؟ عندما تعلق الأمر بحق العباد وسفك الدماء أقلعتم ولما كانت حرمات الله تنتهك أمامكم وتستمتعون بها لم يتحرك لكم أنملٌ واحد!

ألهذه الدرجة هان حق الله عندكم؟ إباحيةٌ وشذوذ واختلاط وتبرج وخمور واستهزاء بالشرائع وكل هذا الفسوق والفجور ما حرك لكم شعرةً واحدة وعندما جاءت المقاطعة استحيتم وتركتم كل هذا؟!

ثم تأتي وتحدثني عن نصر الله؟ بالله أي نصرٍ هذا وأنت قد جعلت حق الله عندك أهون الأمور ثم تأتي في المقدمة رغباتك وشهواتك وأفكارك الفاسدة التي تبرر بها انغماسك في هذه القاذورات. كيف تريدون نصر الله وأنتم لا تنصرونه أصلا؟

العجب كل العجب على من لا يهمه أن حق الله ينتهك ولا يهمه أن يقع في المحرمات ولكن عندما يتعلق الأمر بالقضية وبسفك الدماء تجده قد أخرج روح المجاهد المناصر من داخله، وكأن نصرة الله ومجاهدة النفس لا تعدل في ميزانه شيئًا. ثم تأتي وتقول لي هي مسألة ضمير؟ بالله أين ضميرك عندما يتعلق الأمر بحرمات الله وأين ضميرك عندما يتعلق الأمر بالتطبيع مع كل هذه النجاسة أم أن ضميرك يصحو عند المقاطعة فحسب؟!

ما كان بودي الحديث في مثل هذا الأمر ولكن الجدل الحاصل في الساحة على مقاطعة مجموعة القنوات إياها قد أثار غضبي لحدٍ لا يوصف! حتى أنني رأيت من فترة من ينصحون بمقاطعة مجموعة أفلامٍ شهيرة لأن الشركة المنتجة لها داعمة للكيان وقد كان هذا الفيلم مليئًا بالإباحيات والنجاسات التي تعرف من اسمه فقط.

لست استنكر أمر المقاطعة ولا أقول أنني ضده بالكلية، انا شخصيًا مقاطعٌ أصلًا، ولكن صححوا أولوياتكم ونواياكم فما يدري أحدكم لعل الله يحبط عمله بمثل هذا.

اعجب ممن ‌نجا ‌كيف ‌نجا!

عن يحيى بن أبي كثير أن سليمان -عليه السلام- قال لابنه: يا بني لا تعجب ممن هلك كيف هلك، ولكن اعجب ممن ‌نجا ‌كيف ‌نجا. [ حلية الأولياء ]

وعن وهب بن منبه رحمه الله أنه قال: مر رجل عابد على رجل عابد، فقال: مالك؟ قال: أعجب من فلان إنه كان قد بلغ من عبادته ومالت به الدنيا فقال: لا تعجب ممن تميل به ولكن ‌اعجب ‌ممن ‌استقام. [ زوائد الزهد للإمام أحمد ]

وقال يونس بن عبيد رحمه الله: العجب ممن يدعو اليوم إلى السُّنَّةِ ‌وأعجب ‌منه ‌من ‌يجيب إلى السُّنَّةِ فيقبل. [ شرح السُّنَّةِ للبربهاري ]

وقال ابن القيم في «مدارج السالكين»:
ليس العجب ممّن هلك كيف هلك؟ إنّما العجب ممّن ‌نجا ‌كيف ‌نجا؟
تَعجَبين من سَقَمي ... صحّتي هي العجبُ.

مستفاد من أبي حمزة المأمون.

هكذا يفعل الرَّب بعباده في عقوبات جرائمهم، فيؤدِّب عبده المؤمن الذي يحبه وهو كريم عنده بأدنى زلة وهفوة، فلا يزال مستيقظاً حذراً.

وأما من سقط من عينه، وهان عليه فإنه يُخلِّي بينه وبين معاصيه، وكلما أحدث ذنباً أحدث الله له نعمة.

والمغرور يظن أن ذلك من كرامته عليه، ولا يعلم أن ذلك عين الإهانة، وأنه يريد به العذاب الشديد، والعقوبة، التي لا عافية معها.

كما في الحديث المشهور: «إذا أراد الله بعبده خيرا عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد بعبده شرا أمسك عنه عقوبته في الدنيا فيرد القيامة بذنوبه».

(ابن القيم).

القرآن:

روح الحياة
وحياة الروح

فيه الوعظ
فيه القصص
فيه الأُنس
فيه السكينة
فيه الشفاء
فيه العلم
فيه الذكرى

فهل من مُدَّكر؟

- الشيخ بدر العتيبي حفظه الله

[ ما جاء في النهي عن ركوب النساء السروج وغيرها من مراكب الرجال ]

قال ابن عدي في «الكامل» (6/313):
حدثنا زيد بن عبد الله الفارض، حدثنا كثير بن عبيد، حدثنا بقية عن علي المهدي، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذوات ‌الفروج ‌أن ‌يركبن ‌السروج».

شيخ بقية هو علي بن أبي علي القرشي وهو متروك منكر الحديث، والحديث منكر لا يصح. ينظر «ميزان الاعتدال» (3/147).

وقال ابن عدي (4/271):
حدثنا الحسين بن أحمد بن منصور سجادة، حدثنا بشر بن الوليد، حدثنا سليمان بن داود اليمامي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «والذي بعثني بالحق لا تنقضي هذه الدنيا حتى يقع بهم الخسف والمسخ والقذف»، قالوا: ومتى ذاك يا رسول الله، بأبي أنت وأمي؟ قال: «إذا رأيت ‌النساء ركبت ‌السروج، وكثرت القينات وشهد شهادات الزور وشرب المصلي في آنية أهل الشرك الذهب والفضة واستغنى الرجال بالرجال والنساء بالنساء فاستنفروا واستعدوا»، وقال بيده هكذا: فوضعها على جبهته يستر وجهه.

ورواه البزار وغيره، وهو حديث منكر آفته سليمان بن داود اليمامي أبو الجمل. انظر «ميزان الاعتدال» (2/202).

وقال ابن عدي (1/537):
حدثنا عبد الكريم بن إبراهيم بن حيان بمصر، حدثني عبد الصمد بن الفضل الربعي، حدثنا إسحاق بن نجيح، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكر حديثًا. ثم قال: وبإسناده؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر، أن ‌تفرج ‌على ‌السرج».

وهذا الحديث موضوع، إسحاق بن نجيح الملطي كذاب يضع الحديث. «ميزان الاعتدال» (1/200).

وفي الباب من المرفوعات غير ما ذكرت من الواهيات والأباطيل وما لا أصل له.

وقد جاء التنصيص على ذلك في بعض الآثار عن السلف:

فقد بوب أبو بكر ابن أبي شيبة في «مصنفه» (14/103) في ركوب ‌النساء ‌السروج:

حدثنا حفص، عن ميمون أبي عبد اللَّه، عن الضحاك بن مزاحم، أنه كره ركوب النساء السروج.

حدثنا وكيع، عن سفيان، عن عاصم قال: كانوا يكرهون مركب الرجل للمرأة، ومركب المرأة للرجل.

حدثنا وكيع، عن ابن عون، عن ابن سيرين قال: كانوا يكرهون زي الرجال للنساء وزي النساء للرجال.اهـ

والأصل في ذلك أن ركوب السروج مما يختص بالرجال دون النساء، وقد جاء الوعيد الشديد على تشبه المرأة بالرجل:

قال البخاري في «صحيحه»:
5885 - حدثنا محمد بن بشار، حدثنا غندر، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء، ‌والمتشبهات ‌من ‌النساء ‌بالرجال».

وقال الإمام أحمد في «المسند»:
8309 - حدثنا أبو عامر وأبو سلمة، قالا: حدثنا سليمان بن بلال، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «لعن الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس ‌لبسة ‌الرجل».

وفي «أنساب الأشراف» (5/ 246):
قال المدائني: رأى زياد ‌وهو ‌على ‌المنبر ‌امرأة ‌على ‌سرج ‌فقال: أفعلتموها؟! وكتب إلى عمَّاله على الأمصار في منع النساء من السروج، وأن لا توجد امرأة على سرج إلاّ اشتدّ عليها.

وقال ابن بطة العكبري الحنبلي في «الإبانة الصغرى» (532): وهو يعدد البدع: ... وركوب النساء السروج.

وذكر محمد الغزي الدمشقي الشافعي في «حسن التنبه لما ورد في التشبه» (8/49)، في كلامه على ما يمنع منه من التشبه باليهود:
السادس عشر: ‌حمل ‌النِّساء ‌على ‌السروج ‌ومراكب الرِّجال باديات وجوههن وزينتهن. بل تمكين النساء من إبدائهن زينتهن مطلقًا، وهذه دياثة، وهتك مروؤة؛ وإن كن إماءه، وإن كان لهنَّ جاه. وربما فعل ذلك كفار الفرنج، ونساء اليهود لا يحتجبن من الرِّجال.اهـ

وما قيل في ركوب السروج يقال في كل مركب يختص به الرجال دون النساء.

وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «فَإِن الله إِنَّمَا أرسل مُحَمَّدًا رَحْمَة للْعَالمين وَهُوَ سُبْحَانَهُ أرْحم بعباده من الوالدة بِوَلَدِهَا لَكِن قد تكون الرَّحْمَة الْمَطْلُوبَة لَا تحصل إِلَّا بِنَوْع من ‌ألم ‌وَشدَّة تلْحق بعض النُّفُوس،

كَمَا ورد فِي الْأَثر إِذا قَالُوا للْمَرِيض اللَّهُمَّ ارحمه يَقُول الله كَيفَ أرحمه من شئ بِهِ أرحمه (أي أن المرض رحمةٌ به)

وَكَذَلِكَ كَون الْفِعْل عفوا وصف يَقْتَضِي محبَّة الله لَهُ فَإِذا عَارضه مَا هُوَ احب إِلَى الله مِنْهُ اَوْ اشْتَمَل على بغض الله لَهُ أعظم من محبته لذَلِك الْعَفو قدم الرَّاجِح.» اهـ. بتصرف ما بين الأقواس.

منْ رَحمةِ اللهِ - تبارَكَ و تعَالَى - فِي الأوَامرِ الشَّرعيةِ ظُهورُ أثرِ اسْمِ اللهِ "الغفورِ والشَّكورِ "

●الغَفورُ فسَّرَهُ السلفُ بأنَّهُ الَّذي يغفرُ الذنْبَ العظِيمَ
●والشَّكورُ هو الَّذي يشْكرُ علَى الحسَنةِ اليَسيرةِ.

- الشيخُ | أبُو جَعفرٍ الخُلَيْفيُّ.

كان نوحٌ عليه السَّلام إذا أكلَ قال: «الحمدُ لله الذي أطعمني ولو شاء أجاعني.»

‏? سنن سعيد بن منصور (٦٣٠١)

كيف تُنال محبَّة الله؟
قال ابن مسعود : لا يسأل أحدكم عن نفسه إلا القرآن، فمن أحبَّ القُرآن فهو يُحبُّ الله ورسوله.
مجموع الرسائل (١٥٣/١)

كان الإمام أحمد يختم القرآن في النهار
في كل سبعةأيام، في كل يوم سُبعا،
لا يتركه نظرًا من الجمعة إلى الجمعة.
المغني: 2\127