- القناة الرسمية على التيليجرام استمتعو بالمشاهده ? ♥️ .
•┊اقتباسات ? •
•┊رمزيات ?
•┊فيديوهات ?
- @xxzbot // ? بوت تنزيل ستوريات انستا -
- @zzxzz // ? لـ التمويل -
Last updated 1 year, 7 months ago
- القناة الرسمية على التيليجرام استمتعو بالمشاهده ? ♥️ .
•┊فيديوهات ? •
•┊رمزيات ?
•┊اختصارات ?
- @zezbot // ?بوت زخرفه -
- @zzxzz // ? لـ التمويل -
Last updated 1 year, 7 months ago
- بوت تحميل من الأنستا ومن جميع مواقع التواصل الإجتماعي: ✅ .
- بوت التحميل من التيك توك: @EEEBOT
- بوت التحميل من الأنستا: @xxzbot
- بوت التحميل من اليوتيوب: @EMEBOT
- ? ? .
- للتمويل: @NNEEN
Last updated 1 year, 7 months ago
وقد استنكر الذهبي هذا الخبر فقال في تلخيص الموضوعات :" 985 - حَدِيث: الْغلابِي - كَذَّاب - ثَنَا ابْن عَائِشَة، عَن أَبِيه - مُنْقَطع - قَالَ: " كَانَ يزِيد فِي حداثته صَاحب شراب، فأحس مُعَاوِيَة بذلك، فَأحب أَن يعظه، فأنشده أبياتا يرخص لَهُ فِي ذَلِك بِاللَّيْلِ يقزل فِيهَا:
(حَتَّى إِذا اللَّيْل أَتَى بالدجى ... واكتحلت بالغمض عين الرَّقِيب)
(فباشر اللَّيْل بِمَا تشْتَهي ... فَإِنَّمَا اللَّيْل نَهَار الأريب)
(كم فَاسق تحسبه ناسكا ... قد بَاشر اللَّيْل بِأَمْر عَجِيب)
(وَلَذَّة الأحمق مكشوفة ... شعر بهَا كل عَدو قريب)
وَإِنَّمَا الأبيات ليحيى بن خَالِد الْبَرْمَكِي كتب بهَا إِلَى ابْنه عبد الله، وَقد أحب مغنية"
ومن غفلة أصابت ابن كثير ذكر الخبر ولم يعلق عليه بما يدفعه مع ظهور العور في سنده
وابن كثير قد ذكر فضائل لمعاوية وثبتها وقوى أسانيدها فلا يعتد عدنان إبراهيم إلا بما يريد
فقال ابن كثير في البداية والنهاية :" وَرَوَاهُ ابْنُ عَدِيٍّ وَغَيْرُهُ مِنْ حَدِيثِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيِّ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهمّ عَلِّمْ مُعَاوِيَةَ الْكِتَابَ وَالْحِسَابَ وَقِهِ الْعَذَابَ» . وَقَالَ مُحَمَّدُ بن سعد: ثنا سليمان بن حرب والحسين بن موسى الأشيب قال: ثَنَا أَبُو هِلَالٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ ثَنَا جَبَلَةُ بْنُ عَطِيَّةَ عَنْ مَسْلَمَةَ بْنَ مُخَلَّدٍ، وقال الأشهب: قَالَ أَبُو هِلَالٍ أَوْ عَنْ رَجُلٍ عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ مُخَلَّدٍ، وَقَالَ سُلَيْمانُ بْنُ حَرْبٍ أَوْ حَدَّثَهُ مَسْلَمَةُ عَنْ رَجُلٍ أَنَّهُ رَأَى مُعَاوِيَةَ يَأْكُلُ فَقَالَ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: إِنَّ ابْنَ عَمِّكَ هَذَا لَمِخْضَدٌ: قَالَ أَمَا إِنِّي أَقُولُ لَكَ هَذَا وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «اللَّهمّ عَلِّمْهُ الْكِتَابَ وَمَكِّنْ لَهُ فِي الْبِلَادِ وَقِهِ الْعَذَابَ» . وَقَدْ أَرْسَلَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ التَّابِعِينَ مِنْهُمُ الزهري وعروة بن رويم وجرير بْنُ عُثْمَانَ الرَّحَبِيُّ الْحِمْصِيُّ، وَيُونُسُ بْنُ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ. وَقَالَ الطَّبَرَانِيُّ: ثَنَا أَبُو زُرْعَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ الدِّمَشْقِيَّانِ قَالَا: ثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ ثَنَا سَعِيدُ بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عُمَيْرَةَ الْمُزَنِيِّ- وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِمُعَاوِيَةَ: «اللَّهمّ عَلِّمْهُ الْكِتَابَ وَالْحِسَابَ وَقِهِ الْعَذَابَ» قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: وَهَذَا غَرِيبٌ، وَالْمَحْفُوظُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ حَدِيثُ الْعِرْبَاضِ الَّذِي تَقَدَّمَ، ثُمَّ رَوَى مِنْ طَرِيقِ الطَّبَرَانِيِّ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ رَبِيعَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عُمَيْرَةَ الْمُزَنِيِّ. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِمُعَاوِيَةَ: «اللَّهمّ اجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا وَاهْدِهِ وَاهْدِ بِهِ» وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبى عميرة عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ ذَكَرَ مُعَاوِيَةَ فَقَالَ: «اللَّهمّ اجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا وَاهْدِ بِهِ» وَهَكَذَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِهِ. وَقَالَ حَسَنٌ غَرِيبٌ. وَقَدْ رَوَاهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ وَمُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمانَ الْحَرَّانِيُّ كَمَا رَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَأَبُو مُسْهِرٍ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عُمَيْرَةَ. وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّاطَرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا لِمُعَاوِيَةَ فَقَالَ: «اللَّهمّ عَلِّمْهُ الْعِلْمَ، وَاجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا، وَاهْدِهِ وَاهْدِ بِهِ» وَقَدْ رَوَاهُ سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ وَصَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ وَعِيسَى بْنُ هِلَالٍ وَأَبُو الْأَزْهَرِ عَنْ مَرْوَانَ الطَّاطَرِيِّ، وَلَمْ يَذْكُرُوا أَبَا إِدْرِيسَ فِي إِسْنَادِهِ.
بيان جهل عدنان إبراهيم في مقطعه ( معاوية ينصح ابنه يزيد بشرب الخمر ليلاً )
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
فينتشر مقطع للمدعو عدنان إبراهيم يذكر فيه أن معاوية نصح ابنه يزيد بشرب الخمر ليلاً لكي لا يراه الناس !
واعتمد على ذكر ابن كثير لهذا الخبر
قال ابن كثير في البداية والنهاية :" وَقَالَ الطَّبَرَانِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْغَلَابِيُّ ثَنَا ابْنُ عَائِشَةَ عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: كَانَ يَزِيدُ فِي حَدَاثَتِهِ صَاحِبَ شَرَابٍ يَأْخُذُ مَأْخَذَ الْأَحْدَاثِ، فَأَحَسَّ مُعَاوِيَةُ بِذَلِكَ فَأَحَبَّ أَنْ يَعِظَهُ فِي رِفْقٍ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ مَا أَقْدَرَكَ على أن تصل إِلَى حَاجَتِكَ مِنْ غَيْرِ تَهَتُّكٍ يَذْهَبُ بِمُرُوءَتِكَ وقدرك، ويشمت بك عدوك ويسيء بك صديقك، ثُمَّ قَالَ: يَا بُنَيَّ إِنِّي مُنْشِدُكَ أَبْيَاتًا فَتَأَدَّبْ بِهَا وَاحْفَظْهَا، فَأَنْشَدَهُ: -
انْصَبْ نَهَارًا فِي طِلَابِ الْعُلَا ... وَاصْبِرْ عَلَى هَجْرِ الْحَبِيبِ الْقَرِيبِ
حَتَّى إِذَا اللَّيْلُ أَتَى بِالدُّجَى ... وَاكْتَحَلَتْ بِالْغُمْضِ عَيْنُ الرَّقِيبِ
فَبَاشِرِ اللَّيْلَ بِمَا تَشْتَهِي ... فَإِنَّمَا اللَّيْلُ نَهَارُ الْأَرِيبِ
كَمْ فَاسِقٍ تَحْسَبُهُ نَاسِكًا ... قَدْ بَاشَرَ اللَّيْلَ بِأَمْرٍ عَجِيبٍ
غَطَّى عَلَيْهِ اللَّيْلُ أَسْتَارَهُ ... فَبَاتَ فِي أَمْنٍ وَعَيْشٍ خَصِيبٍ
ولذة الأحمق مكشوفة ... يسعى بها كل عدو مريب
قُلْتُ: وَهَذَا كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ «مَنِ ابْتُلِيَ بِشَيْءٍ مِنْ هَذِهِ الْقَاذُورَاتِ فَلْيَسْتَتِرْ بِسِتْرِ الله عز وجل» "
أقول : من المعلوم أن عدنان إبراهيم ينكر أحاديث الختان وعذاب القبر تبشير الصحابة بالجنة وأحاديث نزول المسيح والدجال وغيرها من الأخبار المتواترة
فلماذا صدق هذا الخبر ؟
لقد صدقه لأنه يخدم هواه ، وفي سند هذا الخبر كذاب وهو محمد بن زكريا الغلابي
قال ابن حجر في لسان الميزان :" 6791 - محمد بن زكريا [بن دينار] الغلابي البصري الأخباري أبو جعفر.
عن عبد الله بن رجاء الغداني، وَأبي الوليد والطبقة.
وعنه أبو القاسم الطبراني وطائفة.
وهو ضعيف.
وقد ذكره ابنُ حِبَّان في الثقات وقال: يعتبر بحديثه إذا روى عن ثقة.
وقال ابن منده: تكلم فيه.
وقال الدارقطني: يضع الحديث. [ص:140]
الصولي: حدثنا الغلابي حدثنا إبراهيم بن بشار عن سفيان، عَن أبي الزبير قال: كنا عند جابر فدخل علي بن الحسين فقال جابر: دخل الحسين فضمه النبي صلى الله عليه وسلم إليه وقال: يولد لابني هذا ابن يقال له: علي , إذا كان يوم القيامة نادى مناد: ليقم سيد العابدين ويقوم هو. ويولد له ولد يقال له: محمد , إذا رأيته يا جابر فاقرأ عليه مني السلام. فهذا من كذب الغلابي.
وقال الغلابي: حدثنا ابن عائشة، عَن أبيه قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن الله أمرني أن يكون نطقي ذكرا وصمتي فكرا ونظري عبرة. هذا حديث معضل. انتهى.
وبقية كلام ابن حبان: فإن في روايته عن المجاهيل بعض المناكير.
وقال الحاكم في تاريخه: حدثنا الحسن بن محمد حَدَّثَنا محمد بن زكريا حَدَّثَنا إبراهيم بن بشار حَدَّثَنا سُفيان، عَن ابن المنكدر، عَن جَابر رضي الله عنه رفعه: لا تسبوا ربيعة ومضر فإنهما كانا مسلمين، وَلا تسبوا ضبة من أد، وَلا تيم بن مرة، وَلا أسد بن خزيمة , فإنهم كانوا على دين إسماعيل.
رواته ثقات إلا محمد بن زكريا وهو الغلابي المذكور فهو آفته.
قال أبو عبد الله بن منده: حدث الغلابي، عَن أبي زيد الأنصاري. صاحب أخبار , تكلم فيه , توفي بالبصرة بعد سنة ثمانين ومئتين , وسمى ابن منده جده دينارا.
وذكر إبراهيم بن حماد بن إسحاق عن الحارث بن أبي أسامة إجازة: حَدَّثَنا محمد بن زكريا البصري عن العباس بن بكار الضبي، عَن أبي بكر الهذلي قال: أصابت عُبَيد الله بن الحسن العنبري القاضي تخمة فدعى زكويه الطبيب فقال: ويحك أهدي لنا رَغْبِذ في فِيخَة فأكلته فأصابتني عِلْوِصَة فقال له: خذ حَقِّق وبَقِّق ونَقِّق واسحقه ناعما وبندقه واستفه.
فقال: ويحك ما هذا؟ قال: ما رغبذ في فيخة؟ قال: زبد في سكرجة أكلته فأصابتني تخمة فقال: خذ زبيبا وحب رمان وسعدا فدقه ناعما واستفه.
قال: فحلف بعض من حضر أن محمد بن زكريا هو الذي عمل هذا - وكان في الحياة - فذهب إليه فقال له: ما رغبذ في فيخة؟ فقال: من أين لك هذا؟ فما ذكرته من نحو أربعين سنة , اجتمعنا عند ابن أبي الدنيا ومعنا ذلك الشيخ النكد الحارث بن أبي أسامة فأحضر لنا ابن أبي الدنيا قليل زبد مع تمر أزاد كثير فأكلنا ففرغ الزبد , فحدثتهم بهذا والعباس بن بكار حدثني به"
67 - وأنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ الْوَاعِظُ، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُعَدَّلُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خُبَيْقٍ، نا يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ، قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ: " كَانَ يُقَالُ: مَنْ تَزَوَّجَ فَقَدْ رَكِبَ الْبَحْرَ، فَإِذَا وُلِدَ لَهُ فَقَدْ كُسِرَ بِهِ "
وسفيان نفسه كان متزوجاً وعنده أولاد وكان يحث على النفقة على الأولاد ويقول ( الكسب الحلال عمل الأبطال )
وإنما مثل هذا الأثر توجيهه حكاية أحوال الناس وأن أحدهم لا يصبر على طلب العلم وتحصيل المعالي مع وجود الزوجة والأولاد وهذا حال أغلب الناس ، فهذا ليس ذماً للزواج وإنما ذم لحال الناس مع الزواج وفرق بين الأمرين
ومثل هذا آثار السلف في ذم القضاء بل ورد حديث مرفوع ( من ولي القضاء فقد ذبح بغير سكين ) وهذا ذم باعتبار الأكثر من أحوال الناس وإلا لا بد للناس من قاض ولكن ما أندر العدل على الناس
ومثل هذا في الأثر الوارد في تعود أفخاذ النساء فهذه كناية عن الإقبال الكلي على أمر الشهوة وحقاً من كان كذلك لا يفلح وإنما الفلاح بالاقتصاد وهذا كذم الإكثار من الطعام والشراب ولهذا كان كثير من المحدثين يروون هذه الآثار ولا يستشكلونها
ولا يختلف علماء السلف في الثناء على إبراهيم بن أدهم
قال ابن معين : عابد ثقة .
و قال ابن نمير و العجلى : ثقة .
و قال ابن حبان فى " الثقات " : كان صابرا على الجهد و الفقر ( فى الأصل : الفقه ، والتصويب من " الثقات " ) و الورع الدائم و السخاء الوافر إلى أن مات فى بلاد الروم سنة إحدى و ستين .
ثم روى عن أبى الأحوص قال : رأيت من بكر بن وائل خمسة ما رأيت مثلهم فذكره فيهم .
و قال أحمد فى " الزهد " : سمعت سفيان بن عيينة يقول : رحم الله أبا إسحاق يعنى إبراهيم بن أدهم قد يكون الرجل عالما بالله ليس يفقه أمر الله . اه
قال النسائى : ثقة مأمون أحد الزهاد .
و قال أبو عبد الرحمن السلمى النيسابورى : سألت الدارقطنى عنه ، فقال : إذا روى عنه ثقة ، فهو صحيح الحديث .
و قال عباس الدورى عن يحيى بن معين : إبراهيم بن أدهم ، رجل من العرب من بنى عجل .
و قال البخارى : قال لى قتيبة : هو تميمى كان بالكوفة ، و يقال له : العجلى كان بالشام .
و قال المفضل بن غسان الغلابى : أخبرنى أبو محمد اليمامى : أن إبراهيم بن أدهم خرج مع جهضم من خراسان ، هرب من أبى مسلم . فنزل الثغور و هو رجل من بنى عجل .
و قال يعقوب بن سفيان : إبراهيم بن أدهم عربى كان ينزل خراسان ، فتحول إلى الشام ، و هو من الخيار الأفاضل .
و قال أبو زرعة الدمشقى فى ذكر نفر أهل فضل و زهد : منهم إبراهيم بن أدهم .
و قال أبو عبد الله بن مندة الحافظ : إبراهيم بن أدهم بن منصور بن يزيد بن جابر بن ثعلبة بن سعد بن حلام بن غزية بن أسامة بن ربيعة بن ضبيعة بن عجل بن لجيم . نسبه إبراهيم بن يعقوب عن محمد بن كناسة .
و روى عن إبراهيم بن شماس قال : سمعت الفضل بن موسى يقول : حج أدهم أبو إبراهيم بأم إبراهيم بن أدهم و كانت به حبلى ، فولدت إبراهيم بمكة ، فجعلت تطوف به على الخلق فى المسجد و تقول : ادعوا لابنى أن يجعله الله رجلا صالحا .
وما يذكر عنه في كتب متأخري الصوفية لا ينبغي أن يكون معياراً في الحكم على الرجل لأن عامته لا يصح إن انفرد عن كتب الأوائل
وأما ما يذكر عنه أنه قال :" إِنْ كُنْتَ تُحِبُّ أَنْ تَكُونَ لِلَّهِ وَلِيًّا وَهُوَ لَكَ مُحِبًّا فَدَعِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ وَلَا تَرْغَبَنَّ فِيهِمَا وَفَرِّغْ نَفْسَكَ مِنْهُمَا وَأَقْبِلْ بِوَجْهِكَ عَلَى اللَّهِ يُقْبِلِ اللَّهُ بِوَجْهِهِ عَلَيْكَ وَيَلْطُفْ بِكَ"
فهذا في سنده السلمي المتهم بالكذب وفي سنده مبهم
والعجيب أن هذه الكلمة التي لا يتكلم بها رجل صالح لأن فيها دعوة لترك الآخرة ! ذكرها عبد الكريم بن صالح الحميد مقراً لها ! في كتابه منازل الحور العين ! ص82 وينبغي عليه التوبة من هذا الأمر
والعجيب أن إبراهيم بن أدهم مع اتفاق الأوائل على الثناء على زهده يتحاذق المتأخرون عليه ويتحاملون وأما أبو حنيفة صاحب الرأي الذي جرحه الأوائل وتكلموا في فقهه وحديثه وعقيدته فهو محل تعظيم خارج عن الحد فسبحان الله
ونظير هذا جرأتهم على كعب الأحبار وجرأتهم على بعض الصحابة الذين نسب إليهم كذباً المشاركة في قتل عثمان كعمرو بن الحمق الخزاعي كما فعل محب الدين الخطيب في تعليقه على العواصم
والمأخذ العظيم على رسالة إحسان أنه صدق ما ينقل متأخري الصوفية عن رجال صالحين ثم أطلق لسانه في أولئك الصالحين وهذا غلط
وبعض ما ينقل صحيح عن أقوام فجرة والصوفية يخلطون بين الصالح والطالح إذا ذكروا متبوعيهم كما يفعل أهل الكلام والصالحون بريئون منهم جميعاً
كما أن إحسان استسلم لأكاذيب المستشرقين استسلاماً مذلاً
قال الرملي في حاشية أسنى المطالب :" قَوْلُهُ: وَإِطْلَاقُ كَثِيرِينَ أَوْ الْأَكْثَرِينَ يَقْتَضِي أَنَّهُ يُعَزَّرُ) يُعَزَّرُ مُوَافِقُ الْكُفَّارِ فِي أَعْيَادِهِمْ وَمَنْ يُمْسِكُ الْحَيَّةَ وَيَدْخُلُ النَّارَ وَمَنْ قَالَ لِذِمِّيٍّ يَا حَاجُّ وَمَنْ هَنَّأَهُ بَعِيدٍ وَمَنْ سَمَّى زَائِرَ قُبُورِ الصَّالِحِينَ حَاجًّا"
وقال ابن حجر الهيتمي في الإقناع :" (خَاتِمَةٌ) يُعَزَّرُ مَنْ وَافَقَ الْكُفَّارَ فِي أَعْيَادِهِمْ"
قال الخطيب الشربيني في الإقناع :" وَلَا يجوز تَركه إِن كَانَ لآدَمِيّ عِنْد طلبه كَالْقصاصِ على الْمُعْتَمد وَإِن خَالف فِي ذَلِك ابْن الْمقري وَيُعَزر من وَافق الْكفَّار فِي أعيادهم وَمن يمسك الْحَيَّة وَيدخل النَّار"
وجاء في حاشية القليوبي وعميرة :" فَرْعٌ: يُعَزَّرُ مَنْ وَافَقَ الْكُفَّارَ فِي أَعْيَادِهِمْ وَمَنْ يُمْسِكُ الْحَيَّاتِ، وَمَنْ يَدْخُلُ النَّارَ، وَمَنْ يَقُولُ لِذِمِّيٍّ يَا حَاجُّ، وَمَنْ سَمَّى زَائِرَ قُبُورِ الصَّالِحِينَ حَاجًّا"
وقال ابن حجر الهيتمي الشافعي في ( باب الردة ) :
(ثم رأيت بعض أئمتنا المتأخرين ذكر ما يوافق ما ذكرته فقال : ومن أقبح البدع موافقة المسلمين النصارى في أعيادهم بالتشبه بأكلهم والهدية لهم وقبول هديتهم فيه وأكثر الناس اعتناء بذلك المصريون وقد قال صلى الله عليه وسلم { من تشبه بقوم فهو منهم } بل قال ابن الحاج لا يحل لمسلم أن يبيع نصرانيا شيئا من مصلحة عيده لا لحما ولا أدما ولا ثوبا ولا يعارون شيئا ولو دابة إذ هو معاونة لهم على كفرهم وعلى ولاة الأمر منع المسلمين من ذلك ومنها اهتمامهم في النيروز بأكل الهريسة واستعمال البخور في خميس العيدين سبع مرات زاعمين أنه يدفع الكسل والمرض وصبغ البيض أصفر وأحمر وبيعه والأدوية في السبت الذي يسمونه سبت النور وهو في الحقيقة سبت الظلام ويشترون فيه الشبث ويقولون إنه للبركة ويجمعون ورق الشجر ويلقونها ليلة السبت بماء يغتسلون به فيه لزوال السحر ويكتحلون فيه لزيادة نور أعينهم ويدهنون فيه بالكبريت والزيت ويجلسون عرايا في الشمس لدفع الجرب والحكة ويطبخون طعام اللبن ويأكلونه في الحمام إلى غير ذلك من البدع التي اخترعوها ويجب منعهم من التظاهر بأعيادهم) ا.هـ
الفتاوى الفقهية الكبرى (4/238-239)
فهذا كلام الشافعية فيمن يوافق المشركين في أعيادهم
وكلام الفقهاء في هذا كثير ومن أراد البسط فليراجع اقتضاء الصراط المستقيم
وقبل الختم أود التنبيه على أمرين هامين
الأمر الأول : أنه على المفتي قراءة الحالة العامة قراءة إصلاحية وليس قراءة انبطاحية من المشاهد اليوم أن قومنا متأثرون إلى حد كبير ومرضي بالثقافة الغربية بل كبير من أبناء المسلمين لا يفرق بين المزاج الغربي والعقل والفطرة
حتى أنك لو ذكرت له أن الأمر الفلاني يحدث في الغرب فإن ذلك يغنيك عن كثير من الاحتجاج بالآيات والأحاديث والآثار والله المستعان
والغرب ما استغنى بشكل كلي عن ميراثه المسيحي ( النصراني ) فقد بقيت فيه بقايا منه
والمزاج المتأثر بالنصرانية بين كثير من أبناء المسلمين واضح جداً
فانظر إلى موقف الكثيرات من تعدد الزوجات تجدها محجبة وتصلي ولم تتزوج بعد وتتكلم عن تعدد الزوجات كأي كاهن في كنيسة بل قصص الحب والغرام بين شابين مقبولة في المزاج العام أكثر من تعدد الزوجات
والنصرانية لها موقف شديد في باب تعدد الزوجات حتى أنهم اليوم قبلوا بكل شيء حتى المثلية وتعدد الزوجات لا زالوا يرفضونه بشدة وفهم هذا عسير إلا إذا كانوا يتقربون للنساء بمثل هذا
وكثير من أبناء المسلمين في باب الحدود والحكم على الأشخاص يتمثل ( أما أنا فلا أدينك ) و ( من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر ) وإن كانوا لا يطلقونها بهذه الألفاظ الانجيلية إلا أنهم يقررون معناها بألفاظ متعددة
فهذا أمر يحتاج إلى علاج ودراسة لا إلى مداهنة وتعايش
الأمر الثاني : يلاحظ في كثير من الشباب الذين لهم حظ في علم الحديث أنهم أصابهم غرور عجيب بمجرد أن يجد علة في السند يطرح الحديث ويقدم على استنكاره دون النظر إلى الشواهد من بقية الأحاديث والآثار والتفاسير ومقالات الفقهاء وقد ذكر الشافعي في كتابه الرسالة من عواضد المرسل آثار الصحابة وقول عامة الفقهاء
والإقدام على استنكار أحاديث مروية في المصادر المشهورة وكثيرة التداول بين العلماء بدون أي مستنكر لها أمر لا يقدم عليه إلا متعجل
تنبيه : بعد تدوين الكلام السابق وفي ظل هجمة مسعورة على الإسلام رأيت فتيا لصاحبه المتنحبل يجيز عيد الميلاد ويحتج بالطائرات والسيارات التي جاءت من الكفار والمصيبة أن هذا الأخرق ينتسب لمذهب أحمد
انظر التعليل بأنها من لباس الكفار ، وانظر قول النبي صلى الله عليه وسلم ( أأمك أمرتك بهذا ) وهذه نبرة غضب يؤكدها قوله ( بل احرقهما )
قال أبو نعيم في الحلية حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، أَنَّ زِيَادَ بْنَ حدير الْأَسَدِيَّ، قَالَ: " قَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعَلَيَّ طَيْلَسَانُ وَشَارِبِي عَافٍ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَنَظَرَ [ص:198] إِلَيَّ وَلَمْ يَرُدَّ السَّلَامَ، فَانْصَرَفْتُ عَنْهُ، فَأَتَيْتُ ابْنَهُ عَاصِمًا، فَقُلْتُ لَهُ: لَقَدْ رَمَيْتَ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فِي الرَّأْسِ، فَقَالَ: سَأَكْفِيكَ ذَلِكَ. فَلَقِيَ أَبَاهُ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَخُوكَ زِيَادُ بْنُ جَرِيرٍ يُسَلِّمُ عَلَيْكَ فَلَمْ تَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ. فَقَالَ: " إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ عَلَيْهِ طَيْلَسَانًا، وَرَأَيْتُ شَارِبَهُ عَافِيًا قَالَ: فَرَجَعَ إِلَيَّ فَأَخْبَرَنِي، فَانْطَلَقْتُ فَقَصَصْتُ شَارِبِي، وَكَانَ مَعِي بُرْدٌ شَقَقْتُهُ فَجَعَلْتُهُ إِزَارًا وَرِدَاءً، ثُمَّ أَقْبَلْتُ إِلَى عُمَرَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: وَعَلَيْكَ السَّلَامُ، هَذَا أَحْسَنُ مِمَّا كُنْتَ فِيهِ يَا زِيَادُ.
لاحظ عمر يغضب على رجل إلى درجة عدم رد السلام لأمور في هيئته الظاهرية وهيئته إنما فيها تشبه بالكفار
والتعليل في الأحكام الشرعية بمخالفة أهل الكتاب كثيرة جداً وسأذكر مجموعة من آثار الصحابة في ذلك
قال ابن أبي شيبة في المصنف [6542]:
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَن خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ أَبِيهِ:
أَنَّ عَلِيًّا رَأَى قَوْمًا يُصَلُّونَ وَقَدْ سَدَلُوا، فَقَالَ: كَأَنَّهُمَ الْيَهُودُ خَرَجُوا مِنْ فِهْرِهِمْ
فهنا علي عاب عليهم مشابهتهم لليهود
قال عبد الرزاق في المصنف 3338 - عن معمر والثوري عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة نهت أن يجعل الرجل أصابعه في خاصرته في الصلاة كما يصنع اليهود قال معمر في حديثه فإنه معشر اليهود.
وقال ابن أبي شيبة في المصنف 13712- حدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، عَنْ رَبَاحِ بْنِ أَبِي مَعْرُوفٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ؛ أَنَّهُ كَرِهَ قِيَامَ الرَّجُلِ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ ، إِذَا أَرَادَ الانْصِرَافَ إلَى أَهْلِهِ مُنْحَرِفًا نَحْوَ الْكَعْبَةِ ، يَنْظُرُ إلَيْهَا وَيَدْعُو ، وَقَالَ : الْيَهُودُ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ.
13713- حدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الأَسْوَدِ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، قَالَ : سَمِعْتُهُ وَرَأَى رَجُلاً يَلْتَفِتُ إلَى الْكَعْبَةِ عِنْدَ بَابِ الْمَسْجِدِ فَنَهَاهُ ، وَقَالَ : الْيَهُودُ يَفْعَلُونَ هَذَا.
وكلام الفقهاء كثير جداً في هذا فإذا كان في لبسهم فكيف بالأعياد وأمرها أعمق فعامة أعياد الناس لها متعلقات بأديانهم والأعياد هي أخص خصائص الأمم
وإذا كان هذا صنيع السلف مع أهل الكتاب وهم أقرب الناس إلى أهل الملة فما عسى يكون صنيعهم مع سنن الملاحدة وما تيقنا أنه محدث حتى في دين أهل الكتاب
قال الإمام البخاري في صحيحه [3834]:
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ بَيَانٍ أَبِي بِشْرٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى امْرَأَةٍ مِنْ أَحْمَسَ يُقَالُ لَهَا زَيْنَبُ فَرَآهَا لَا تَكَلَّمُ فَقَالَ: مَا لَهَا لَا تَكَلَّمُ؟
قَالُوا: حَجَّتْ مُصْمِتَةً , قَالَ لَهَا: تَكَلَّمِي فَإِنَّ هَذَا لَا يَحِلُّ هَذَا مِنْ عَمَلِ الْجَاهِلِيَّةِ.
فَتَكَلَّمَتْ فَقَالَتْ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: امْرُؤٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ.
قَالَتْ: أَيُّ الْمُهَاجِرِينَ؟ قَالَ: مِنْ قُرَيْشٍ , قَالَتْ: مِنْ أَيِّ قُرَيْشٍ أَنْتَ؟ قَالَ: إِنَّكِ لَسَئُولٌ.
أَنَا أَبُو بَكْرٍ. قَالَتْ: مَا بَقَاؤُنَا عَلَى هَذَا الْأَمْرِ الصَّالِحِ الَّذِي جَاءَ اللَّهُ بِهِ بَعْدَ الْجَاهِلِيَّةِ؟
قَالَ: بَقَاؤُكُمْ عَلَيْهِ مَا اسْتَقَامَتْ بِكُمْ أَئِمَّتُكُمْ. قَالَتْ وَمَا الْأَئِمَّةُ؟ قَالَ: أَمَا كَانَ لِقَوْمِكِ رُءُوسٌ وَأَشْرَافٌ يَأْمُرُونَهُمْ فَيُطِيعُونَهُمْ؟ قَالَتْ: بَلَى. قَالَ: فَهُمْ أُولَئِكِ عَلَى النَّاسِ.
فهذا أبو بكر الصديق ينكر على امرأة تتعبد بالصمت ويعلل ذلك أنه من عبادة أهل الجاهلية مع أن الصمت يكون عن غيبة ونميمة وغير ذلك وهو محمود بالجملة
وهذا المفتي مشتفع يدعي أنه شافعي
وقال ابن رجب رحمه الله تعالى في شرح العلل (1/355):« وابن سيرين رضي الله عنه هو أول من انتقد الرجال وميز الثقات من غيرهم، وقد روي عنه من غير وجه أنه قال:إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم، وفي رواية عنه أنه قال:إن هذا الحديث دين فلينظر الرجل عمن يأخذ دينه؛ قال يعقوب بن شيبة:قلت ليحيى بن معين:تعرف أحداً من التابعين كان ينتقي الرجال كما كان ابن سيرين ينتقيهم ؟ فقال برأسه أي لا ». ( مستفاد من بحث محمد خلف سلامة )
فما بالك وأبو عبيدة هذا هو ابن صحابي أصلاً ويروي عن أبيه قوله ومعلوم النهج في التسمح في الموقوفات
فاستبان أن خبر ابن ثوبان قد اعتضد بموقوف حذيفة وبمرسل طاووس وقد روي أيضاً هذا عن عمر من رواية قتادة عنه وقتادة لم يسمع عمر ولكنه فقي
فإذا كان كل من الأوزاعي ويحيى بن سعيد وسفيان وقتادة وغيرهم يروون هذه الألفاظ ولا يرون فيها رائحة النكارة فما بال المعاصرين ظهر لهم ما لم يظهر للمتقدمين
كان يكفي الانفصال لتضعيف الحديث إسنادياً ولكن الطعن في دلالته المتنية هنا الباقعة
والشواهد لمعنى هذا الخبر عديدة في التحري والحذر من التشبه بالكفار
قال الترمذي في جامعه 2761 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ لَمْ يَأْخُذْ مِنْ شَارِبِهِ فَلَيْسَ مِنَّا» وَفِي البَابِ عَنْ المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ» حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ صُهَيْبٍ، بِهَذَا الإِسْنَادِ نَحْوَهُ
وهذا الحديث بمعنى حديث ( من تشبه بقوم فهو منهم ) لو تأمل المرء فإن عدم الأخذ من الشارب هي سمة أهل الإشراك ولا فرق بين ( ليس منا ) و ( فهو منهم )
ولو احتججنا بقوله تعالى (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فإنه منهم )
لتثبيت دلالة الحديث لما كان ذلك بعيداً فإن التولي له صور من أهمها التشبه بالخصائص
قال ابن أبي حاتم في تفسيره 6512 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ «1»
أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ ذَبَائِحِ نَصَارَى الْعَرَبِ فَقَالَ: كُلْ. قَالَ اللَّهُ: وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ وَرُوِيَ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ نَحْوُ ذَلِكَ.
ونصارى بني تغلب يسمون أنفسهم نصارى وهم لا يتمسكون من النصرانية بشيء سوى شرب الخمر فاعتبرهم ابن عباس بانتحالهم الاسم متولين للنصارى
قال ابن المبارك في الزهد [578]:
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى الطَّوِيلُ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ قَالَ:
بَلَغَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَنَّ يَزِيدَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ يَأْكُلُ أَلْوَانَ الطَّعَامِ، فَقَالَ عُمَرُ لِمَوْلًى لَهُ يُقَالُ لَهُ يَرْفَأُ:
إِذَا عَلِمْتَ أَنَّهُ قَدْ حَضَرَ عَشَاؤُهُ فَأَعْلِمْنِي، فَلَمَّا حَضَرَ عَشَاؤُهُ أَعْلَمَهُ، فَأَتَى عُمَرُ، فَسَلَّمَ، وَاسْتَأْذَنَ، فَأَذِنَ لَهُ، فَدَخَلَ، فَقَرَّبَ عَشَاءَهُ، فَجَاءَ بِثَرِيدَةِ لَحْمٍ، فَأَكَلَ عُمَرُ مَعَهُ مِنْهَا، ثُمَّ قَرَّبَ شِوَاءً، فَبَسَطَ يَزِيدُ يَدَهُ، فَكَفَّ عُمَرُ، ثُمَّ قَالَ عُمَرُ: وَاللَّهِ يَا يَزِيدُ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، أَطْعَامٌ بَعْدَ طَعَامٍ؟ وَالَّذِي نَفْسُ عُمَرَ بِيَدِهِ، لَئِنْ خَالَفْتُمْ عَنْ سُنَّتِهِمْ لَيُخَالِفَنَّ بِكُمْ عَنْ طَرِيقَتِهِمْ.
هذا إسناد صحيح وتأمل كيف أن عمر جعل التشبه بهذا المستصغر ذريعة للتشبه بما هو أكبر كما هو مشاهد اليوم
قال مسلم في صحيحه 5487- [28-...] حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ الْمُوصِلِيُّ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ الأَحْوَلِ ، عَنْ طَاوُوسٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيَّ ثَوْبَيْنِ مُعَصْفَرَيْنِ ، فَقَالَ : أَأُمُّكَ أَمَرَتْكَ بِهَذَا ؟ قُلْتُ : أَغْسِلُهُمَا ، قَالَ : بَلْ أَحْرِقْهُمَا.
وقال أيضاً : 5485- [27-2077] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ يَحْيَى ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ ، أَنَّ ابْنَ مَعْدَانَ ، أَخْبَرَهُ ، أَنَّ جُبَيْرَ بْنَ نُفَيْرٍ ، أَخْبَرَهُ ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، أَخْبَرَهُ ، قَالَ : رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيَّ ثَوْبَيْنِ مُعَصْفَرَيْنِ ، فَقَالَ : إِنَّ هَذِهِ مِنْ ثِيَابِ الْكُفَّارِ فَلاَ تَلْبَسْهَا.
( وفي البزارية : قال علماؤنا : من قال أرواح المشايخ حاضرة تعلم يكفر ومن قال بخلق القرآن فهو كافر ومن قال إن الإيمان مخلوق فهو كافر , كذا في كثير من الفتاوى وهو محمول على أنه [ أي الإيمان ] بمعنى هداية الرب وأما فعل العبد فهو مخلوق )اهـ
وفي سنن البيهقي الكبرى ج10/ص206 :
( أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو أمية الطرسوسي ثنا يحيى بن خلف المقرئ قال : كنت عند مالك بن أنس فجاءه رجل فقال : ما تقول فيمن يقول القرآن مخلوق ؟ قال : عندي كافر فاقتلوه ) اهـ
وعدنان يدمغ القوم ويقول لا فرق بين قولكم وقول المعتزلة والخلاف لفظي
فتنطبق عليهم الإجماعات القديمة وهنا مكفر الأشاعرة يشكر عدنان على هذه اللفتة والتي استفادها أصلاً من أبحاث سلفية
وإنكار العلو أشد وأشد
فإذا كان تكفيرهم قول الإمامية والزيدية والإباضية والمعتزلة وابن حزم وعدد من متقدمي الصوفية وبعض المعاصرين وعقد فيه الهروي فصلاً وهو حقيقة قول الإمام أحمد والشافعي فما المزعج في الأمر ؟
هذا مع اعتراف بعض أعيانهم أن عقيدتهم غير عقيدة عامة الصحابة وأن العوام لا يفهمون عقيدتهم مع غلوهم في التكفير كما شهد بذلك عدنان فالأمر جزاء وفاقاً
وإنني لأعجب ممن يكفر بعض الصحابة ثم يتباكى على الجهمية
وقد كفر الغزالي ابن سينا لقوله أن الله لا يعلم بالجزئيات فألزمه ابن رشد بأنهم يقولون ما هو أشد من إنكار العلو والعديد من الصفات وهذا الإلزام أخذه من ابن سينا نفسه وهذا إلزام قوي فنصوص العلو أظهر من نصوص المعاد الجسماني والعلم الجزئيات التي اعتمدها الأشاعرة في تكفير الفلاسفة
وإذا تم تأويل هذه النصوص انفتح الباب لتأويل أي شيء غيرها
النقطة التالية : ادعى في أول خطبته أن مشكلة الناس أنهم لا يقرأون في التاريخ
وفي هذه الخطبة فقط جاء بكلام لابن قدامة المقدسي وجعله لعبد الغني
وسمى أبا إسماعيل الهروي أبا عبد الله وإنما كنيته أبو إسماعيل واسمه عبد الله
وقال أن المالكية والحنابلة لا يقولون برفع اليدين قبل الركوع وبعده
وهذا كذب على الحنابلة بشكل فج وأما المالكية فالأمر عندهم روايتان وغيرها من الأخطاء التاريخية
النقطة التالية : تكلم عن الاقتران السياسي بالدين
وأخفى أمراً عظيماً أن أهل الحديث لم يكونوا على وئام مع الولاة في معظم تاريخهم فسعيد بن المسيب جلد في زمن عبد الملك بن مروان وحلقت لحيته وكذا أبو الزناد ومالك جلد في زمن المنصور وسفيان كان مختفيا من المنصور وما حصل في محنة القول بخلق القرآن معروف والعبيديون حكموا المسلمين مدة طويلة في مصر والمغرب وكانوا يمنعون حتى من مجالس الحديث
جاء في السير :" قَالَ ابْنُ طَاهِر: لَمَّا عزم سَعْدٌ عَلَى المجَاورَة عزمَ عَلَى نَيِّفٍ وَعِشْرِيْنَ عزِيمَة أَنْ يُلزمهَا نَفْسَه مِنَ المُجَاهِدَات وَالعِبَادَات فَبقِي بِهِ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً لَمْ يُخلَّ بعزِيمَةٍ مِنْهَا. وَكَانَ يُمْلِي بِمَكَّةَ فِي بَيْته يَعْنِي خوَفاً مِنْ دَوْلَة العُبَيْدِيَّة"
وفي وقت التتر حصل ما حصل والحروب الصليبية وغيرها فمحاولة تصوير العلماء على أنهم كرهبان النصارى محاولة ضعيفة وفاشلة
ولكن تنبه لنقطة لم يزل أهل السنة والأشعرية والمعتزلة يبين كل منهم حجته في مختلف الظروف السياسية فما سبب ذلك ؟
السبب أن هذه أبحاث لا غناء للبشر عنها تحت أي ظرف معرفة الله وأسمائه وصفاته والكلام عن حكمته سبحانه ( وهذا بحث مهم ) وعن حكم الفاسق الملي وعن منهج الاستدلال فهذا لب الدين ولا يصفو القلب إلا بتحقيق السنة في هذا
وبينهم خلافات في مسائل هامة كمسائل الإمامة ومن تنعقد له الإمامة وحكم إمامة الفاسق
فالذي يتباكى على الأشاعرة بحجة أن هناك من يكفرهم أو يتباكى على تنازع الأمة هو يرمي الأشاعرة وغيرهم بعظيمة أكبر أنهم أشغلوا الأمة وضيعوها بما لا طائل تحته
وقد قال الله تعالى : ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول )
ومن أعلم الناس بما جاء به الرسول إلا أهل الحديث فليس هذا ميدان أهل الكلام ولا الفرق التي تجرأت على الصحابة
ونفث نفثة استشراقية حيث ادعى أن القادر بالله حين فرض الاعتقاد القادري كان ذلك لغرض سياسي وهو إضعاف الشيعة !
ويا ليت شعري المأمون حين فرض القول بخلق القرآن من كان يريد أن يضعف ؟
اختزل الخلاف بين الأشاعرة والمعتزلة في بعض أصعب المسائل ليخدع الناس
وأهمل أنهم اختلفوا في الفاسق الملي هل يخلد في النار أم ؟
وأن من صدق بقلبه ولم ينطق بلسانه ينجو أم لا وهذه مسائل كبار تهم كل مسلم
وخلافهم في مسائل القدر متعلق بإثبات الحكمة ونفيها وهذا بحث خطير
فإن قيل : ادعى بعض الدكاترة المشتغلين بمقارنة الأديان أن إحياء البحث مع الأشاعرة يخدم العلمانيين الذين يطرحون العلمانية كبديل للخلافات الدينية
فيقال : العلمانيون يعتبرون كل المناقشات في الدين خادمة لطرحهم فهل يترك هذا الباحث ردوده على اليهود والنصارى والملاحدة لهذا الغرض ؟
وأما مسألة اللفظ فالذين قالوا لفظي بالقرآن مخلوق إنما أرادوا ما أراد جهم لأنهم خصوا القرآن بالذكر وقد قال تعالى : ( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ) فسمى تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم كلام الله فلو أطلقنا إطلاق اللفظية لقلنا كلام الله مخلوق
وتحرير المسألة أن اللفظ يدخل فيه الملفوظ فلا ينبغي إطلاق هذا وقد صرحوا فيما بعد أنه في الأرض قرآن هو كلام الله بل هو حكاية عن كلام وليس بين دفتي المصحف قرآن فعلم حذق الأئمة معهم وأحمد ليس وحده بل أجمع الناس جميعاً على إنكار هذا معه
قال الخطيب في تاريخه وأخبرنا عبيد الله قال أخبرنا أحمد بن كامل قال حدثني أبو عبد الله الوراق جواز قال: كنت أورق على داود الأصبهاني فكنت عنده يوماً في دهليز مع جماعة من الغرباء فسئل عن القرآن؟ فقال: القرآن الذي قال الله: {لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} (1) وقال: {في كِتَابٍ مَكْنُونٍ} غير مخلوق. وأما ما بين أظهرنا يمسه الجنب والحائض فهو مخلوق. قال القاضي أحمد بن كامل: وهذا مذهب الناشئ وهو كفر بالله العظيم. صح الخبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه: "نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو مخافة أن يناله العدو" فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما كتب في الصحف والمصاحف قرآناً. فالقرآن على أي وجه تلي وقرئ فهو واحد وهو غير مخلوق
وهذا سبب إنكار الأئمة على داود الأصبهاني وقد ذكر ابن تيمية هذا وقد استبعدته قد وقفت على هذا الكلام
وقال ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى (6/161) :" وَذَكَرَ أَبُو بَكْرٍ الْخَلَّالُ هَذِهِ الرِّوَايَةَ فِي " كِتَابِ السُّنَّةِ " وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: اسْتَأْذَنَ " دَاوُد " عَلَى أَبِي فَقَالَ: مَنْ هَذَا. دَاوُد؟ لَا جَبَرَ وُدُّ اللَّهِ قَلْبَهُ وَدَوَّدَ اللَّهُ قَبْرَهُ فَمَاتَ مُدَوَّدًا"
وهذه من كرامات الإمام رحمه الله
وإنكار أن يكون القرآن الذي بين أيدينا كلام الله قول خبيث كفري نقضه السجزي في رسالته إلى أهل زبيد واستدلال ابن كامل قوي وقد استدل الإمام أحمد بقوله تعالى ( حتى يسمع كلام الله ) في نقض هذا القول وهناك التسعينية لابن تيمية عظيمة في هذا الباب
وقد كان داود لفظياً
قال السبكي في طبقات الشافعية الكبرى :" قَالَ المروزى حَدَّثَنى مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم النيسابورى أَن إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه لما سمع كَلَام دَاوُد فى بَيته وثب عَلَيْهِ إِسْحَاق فَضَربهُ وَأنكر عَلَيْهِ
قَالَ الْخلال سَمِعت أَحْمد بن مُحَمَّد بن صَدَقَة سَمِعت مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن صبيح سَمِعت دَاوُد الأصبهانى يَقُول الْقُرْآن مُحدث ولفظى بِالْقُرْآنِ مَخْلُوق"
فهذا يدل على أنه تكرر مراراً بالتكلم بهذه البدع وأنه مصر عليها
وهذا يبين لك أن اللفظية إنما يريدون أن يقولون أن القرآن الذي بين أيدينا مخلوق وأن مقالتهم كمقالة الكلابية والأشعرية
بدليل قولهم ( لفظي بالقرآن ) فيخصصون القرآن بالذكر ولو كانوا صادقين لقالوا ( أفعال مخلوقة والقرآن كلام الله غير مخلوق ) وهذا ما لم يفهمه جماعة ما بعد السلفية فتكلموا بهجر من القول في كتابهم الآنف وتحجج بعض مناصيرهم ببحث لابن عبد البر وبحثه مليء بالأغاليط ونقضها الشيخ حمود التويجري في رده على أبي غدة وابن عبد البر متأثر بالكلابية
ويظهر ذلك من عدة مواطن في التمهيد
قال الأصبهاني في الحجة في بيان المحجة :" قَالَ: وَحَدَّثَنَا وَالِدي، أَنا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم، نَا أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ قَالَ: من كَلَام جهم بن صَفْوَان، وحسين الْكَرَابِيسِي، وَدَاوُد ابْن عَليّ أَن لَفظهمْ الْقُرْآن مَخْلُوق، وَأَن الْقُرْآن الْمنزل على نَبينَا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مِمَّا جَاءَ بِهِ جِبْرِيل الْأمين حِكَايَة الْقُرْآن فجهمهم أَبُو عبد الله أَحْمَد بن مُحَمَّد ابْن حَنْبَل، وَتَابعه عَلَى تجهيمهم عُلَمَاء الْأَمْصَار طرا أَجْمَعُونَ، لَا خلاف بَين أهل الْأَثر فِي ذَلِكَ."
فهذا نقل إجماع من رجل شافعي وقد نقل الإجماع على هذا اللالكائي الشافعي وحرب الإمام وغيرهم كثير جداً ليظهر تهاويل عدنان
وإليك نصوص المذاهب الفقهية في تكفير القائلين بخلق القرآن
وفي تبيين الحقائق للزيلعي 1/134 :
( قال المرغيناني : تجوز الصلاة خلف صاحب هوى وبدعة ولا تجوز خلف الرافضي والجهمي والقدري والمشبه ومن يقول بخلق القرآن, حاصله: إن كان هوى لا يكفر به صاحبه يجوز مع الكراهة , وإلا فلا ) اهـ
وفي الفتاوى الهندية 2/257 :
( ومن قال بخلق القرآن فهو كافر, وكذا من قال بخلق الإيمان فهو كافر ومن اعتقد أن الإيمان والكفر واحد فهو كافر ومن لا يرضى بالإيمان فهو كافر كذا في الذخيرة. ) اهـ
وفي البحر الرائق ج5/ص134 :
قَالَ أَبُو مُحَمَّد وَهَذَا كفر مُجَرّد بِلَا تَأْوِيل وَذَلِكَ أننا نسألهم عَن الْقُرْآن أهوَ كَلَام الله أم لَا فَإِن قَالَ لَيْسَ هُوَ كَلَام الله كفرُوا بِإِجْمَاع الْأمة وَإِن قَالُوا بل هُوَ كَلَام الله سألناهم عَن الْقُرْآن أهوَ الَّذِي يُتْلَى فِي الْمَسَاجِد وَيكْتب فِي الْمَصَاحِف ويحفظ فِي الصُّدُور أم لَا فَإِن قَالُوا لَا كفرُوا بِإِجْمَاع الْأمة وَإِن قَالُوا نعم تركُوا قَوْلهم الْفَاسِد وقروا أَن كَلَام الله تَعَالَى فِي الْمَصَاحِف ومسموع من الْقُرَّاء ومحفوظ فِي الصُّدُور كَمَا يَقُول جَمِيع أهل الْإِسْلَام"
وله كلام آخر وخوض حتى في بعض أعيانهم تجريحاً وتكفيراً كالباقلاني وابن فورك
أحمد بن محمد بن الصديق الغماري الذي أثنى عليه عدنان إبراهيم ووصفه بالحافظ واستعان به في أمر معاوية وفي أمر الصحيحين
هو الآخر كان يختار تكفير الأشعرية بل وتكفير من يسميهم أهل سنة
حيث يقول في كتابه الإقليد :" والآية صريحة في أن الأشعرية مبتدعة ، زائغون ومن زعم أنهم من أهل السنة والجماعة فهو كافر مكذب بخبر الله تعالى "
وقد ذكر عدنان في خطبته الهروي أبا إسماعيل وهذا الرجل كان الجويني الأشعري يترضى عليه لجلالته مع شدته على الأشاعرة وراوي صحيح البخاري أبي الوقت السجزي يعرف نفسه بخادم أبي إسماعيل
قال ابن تيمية في الاستقامة :" وَالْمَقْصُود هُنَا أَن الْمَشَايِخ المعروفين الَّذين جمع الشَّيْخ أَبُو عبد الرَّحْمَن أَسْمَاءَهُم فِي كتاب طَبَقَات الصُّوفِيَّة وَجمع أخبارهم وأقوالهم دع من قبلهم من أَئِمَّة الزهاد من الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ الَّذين جمع ابو عبد الرَّحْمَن وَغَيره كَلَامهم فِي كتب مَعْرُوفَة وهم الَّذين يتَضَمَّن أخبارهم كتاب الزّهْد للْإِمَام أَحْمد وَغَيره لم يَكُونُوا مَذْهَب الْكلابِيَّة الأشعرية إِذْ لَو كَانَت كَذَلِك لما كَانَ أَبُو عبد الرَّحْمَن يلعن الْكلابِيَّة
وَقَالَ شيخ الْإِسْلَام الْأنْصَارِيّ سَمِعت أَحْمد بن حَمْزَة وَأَبا عَليّ الْحداد يَقُولَانِ وجدنَا أَبَا الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد النهاوندي على الانكار على أهل الْكَلَام وتكفير الاشعرية وذكرا عظم شَأْنه فِي الْإِنْكَار على ابي الفوارس القرمسيني وهجر ابْنه إِيَّاه لحرف وَاحِد قَالَ شيخ الْإِسْلَام سَمِعت أَحْمد بن حَمْزَة يَقُول لما اشْتَدَّ الهجران بَين النهاوندي وَأبي الفوارس سَأَلُوا ابا عبد الله الدينَوَرِي فَقَالَ لقِيت ألف شيخ على مَا عَلَيْهِ النهاوندي "
فهذا ينقل عن أكثر من ألف نفس هذا القول
ولكن دعنا من هذا كله
عدنان نفسه أقام حجة مكفريهم
حيث قال أن الأشاعرة يقولون بخلق القرآن ونفي الرؤية والخلاف بينهم وبين المعتزلة لفظي
وقال قبلها أو بعدها أن الإمام أحمد يكفر القائلين بخلق القرآن وأن الأشعري نفسه ينتسب لأحمد في السنة من تبجيله له
وأزيد على عدنان أن تكفير القائلين بخلق القرآن هو مذهب الشافعي إمام عدنان في الفقه وحادثته مع حفص الفرد معروفة
وهذا مذهب مالك أيضاً ونقل الإجماع على تكفير القائلين بخلق القرآن العشرات منهم قتيبة بن سعيد وسويد بن سعيد وعبد الله بن أحمد وابن بطة والآجري واللالكائي وأبو حاتم وأبو زرعة وحرب الكرماني وغيرهم كثير
نقلوا إجماع علماء الحديث الذين نعرف صحة الحديث وضعفه من خلالهم وإجماع الفقهاء الذين نتدين بأقوالهم ومذاهبهم
وقد حاول عدنان تسخيف هذا البحث تلبيساً على العامة وهل كان أحمد والشافعي ومالك وغيرهم سفهاء ليكفروا المسلمين في مسألة محتملة
البحث حقيقته القول بخلق القرآن من عدمه والذي سخر من البحث فيه
هو حقيقته هل الله يتكلم أم لا فالمعتزلة الذين قالوا بخلق القرآن هم ينفون أن يقوم بالله صفة اسمها الكلام
ويفسرون الكلام بأنه خلق يخلقه الله عز وجل في المخلوقات
ولو قلت لك أن معنى سمع الله وبصره أنه يخلق السمع والبصر في المخلوقات هل تشك أنني لا أثبت لله سمعاً ولا بصراً حقيقة
وكل من يرى في كلام المعتزلة وصفهم لمن يثبت لله عز وجل الكلام ويقول أن كلامه غير مخلوق بالتشبيه يعلم حقيقة أنهم يريدون أن وصف الله بأنه متكلم بصفة تقوم به تشبيه كقولك في المخلوق متكلم سميع بصير فهم يفهمون من هذا التشبيه
وتأويلهم للنصوص اعتقاد منهم أن ظاهرها تشبيه وهذا اتهام منهم للنصوص والأنبياء
ولهذا حين وجدوا مجالاً لإنكار أحاديث الصفات أنكروها بكل وضوح وقالوا أخبار الآحاد لا تقبل مع أن الصفات التي في السنة لها نظائر في القرآن
فالقوم عندهم معركة مع الأنبياء في الواقع
ولهذا لما طرد الفلاسفة هذا الأصل وصاروا ينكرون نصوص المعاد الجسماني كما أنكروا هم نصوص الصفات ضاقوا ذرعاً ورأوا بذلك هدما للشريعة
وإذا كنا لن نغضب ممن يناقض النصوص في صفات الله فما وجه غضبنا من النصارى في قولهم أن لله ولد !
بيان عدم صحة قصة الزبير بن العوام مع زوجه عاتكة في الخروج من المنزل
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
فكثر الكلام في قصة الزبير بن العوام وترصده لزوجه لما خرجت ووضع يده على بعض جسدها لتطيب نفسها عن الخروج
وهذه القصة رواه الخرائطي في كتابه اعتلال القلوب
قال الخرائطي في اعتلال القلوب 439 - حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ الزُّهْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُنْذِرِ قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الضَّحَّاكِ، يَزِيدُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ أَنَّ عَاتِكَةَ بِنْتَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ كَانَتْ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَأَحَبَّهَا حُبًّا شَدِيدًا حَتَّى كَادَتْ تَغْلِبُهُ عَلَى عَقْلِهِ، وَتَشْغَلُهُ عَنْ شَوْقِهِ [ص:225]، فَأَمَرَهُ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِفِرَاقِهَا فَقَالَ:
[البحر الطويل]
وَإِنَّ فِرَاقِي أَهْلَ بَيْتٍ أُحِبُّهُمْ ... عَلَى كِبْرٍ مِنِّي لِإِحْدَى الْعَظَائِمِ
ثُمَّ عَزَمَ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ فَفَارَقَهَا، فَاطَّلَعَ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ وَهُوَ يَقُولُ:
فَلَمْ أَرَ مَثَلِي طَلَّقَ الْيَوْمَ مِثْلَهَا ... وَلَا مِثْلَهَا فِي غَيْرِ جُرْمٍ تُطَلَّقُ
لَهَا خُلُقٌ جَزْلٌ وَحِلْمٌ وَمَنْصِبٌ ... وَخَلْقٌ يُسَوَّى فِي الْحَيَاةِ وَمُصْدَقُ
فَرَّقَ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ فَرَاجَعَهَا، فَلَمَّا مَاتَ قَالَتْ تَرْثِيهِ:
[البحر الطويل]
آلَيْتُ لَا تَنْفَكُّ عَيْنِي سَخِينَةً ... عَلَيْكَ وَلَا يَنْفَكُّ جِلْدِي أَغْبَرَا
فَلِلَّهِ عَيْنًا مَنْ رَأَى مِثْلَهُ فَتًى ... أَعَفَّ وَأَمْضَى فِي الْهَيَاجِ وَأَصْبَرَا
إِذَا شُرِعَتْ فِيهِ الْأَسِنَّةُ خَاضَهَا ... إِلَى الْمَوْتِ حَتَّى يَتْرُكَ الرُّمْحَ أَحْمَرَا
فَلَمَّا خَلَتْ بِزَوْجِهَا عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَوْلَمَ عَلَيْهَا مَتَى دَخَلَ بِهَا، وَدَعَا أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا دَخَلُوا قَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَتَأْذَنُ لِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أُدْخِلُ رَأْسِي إِلَى عَاتِكَةَ أُكَلِّمُهَا، فَقَالَ: نَعَمْ، فَأَدْخَلَ عَلِيُّ كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ رَأْسَهُ إِلَيْهَا، وَقَالَ: يَا عَدُوَّةَ نَفْسِهَا
آلَيْتُ لَا تَنْفَكُّ عَيْنِي قَرِيرَةً ... عَلَيْكَ وَلَا يَنْفَكُّ جِلْدِي أَصْفَرَا
فَبَكَتْ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مَا دَعَاكَ إِلَى هَذَا يَا أَبَا الْحَسَنِ، كُلُّ النِّسَاءِ يَفْعَلْنَ هَذَا، فَلَمَّا قُتِلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَتْ تَرْثِيهِ:
[البحر الخفيف]
عَيْنُ جُودِي بِعَبْرَةٍ وَنَحِيبِ ... لَا تَمَلِّي عَلَى الْجَوَادِ النَّجِيبِ
فَجَعَتْنِي الْمَنُونُ بِالْفَارِسِ الْمُعْـ ... ـلَمِ يَوْمَ الْهَيَاجِ وَالتَّثْوِيبِ
قُلْ لِأَهْلِ الضَّرَّاءِ وَالْبُؤْسِ مُوتُوا ... قَدْ سَقَتْهُ الْمَنُونُ كَأْسَ شَعُوبِ
[ص:226]
فَلَمَّا خَلَتْ بِزَوْجِهَا الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ فَاسْتَأْذَنَتْ لَيْلَةً أَنْ تَخْرُجَ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَشَقَّ عَلَيْهِ ذَلِكَ، وَكَرِهَ أَنْ يَمْنَعَهَا لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللَّهِ مَسَاجِدَ اللَّهِ» . فَأَذِنَ لَهَا ثُمَّ انْكَمَأَ لَهَا فِي مَوْضِعٍ مُظْلِمٍ مِنَ الطَّرِيقِ، فَلَمَّا مَرَّتْ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى بَعْضِ جَسَدِهَا، فَكَرَّتْ رَاجِعَةً تُسَبِّحُ. فَسَبَقَهَا الزُّبَيْرُ إِلَى الْمَنْزِلِ، فَلَمَّا دَخَلَتْ قَالَ لَهَا: مَا رَدَّكِ عَنْ وَجْهِكِ؟ قَالَتْ: كُنَّا نَخْرُجُ وَالنَّاسُ تُسَاسُ، فَأَمَّا الْيَوْمَ فَلَا، وَتَرَكَتْ طَلَبَ الْمَسْجِدِ، فَلَمَّا قُتِلَ الزُّبَيْرُ قَالَتْ تَرْثِيهِ:
[البحر الكامل]
غَدَرَ ابْنُ جُرْمُوزٍ بِفَارِسِ بَهْمَةٍ ... يَوْمَ اللِّقَاءِ فَكَانَ غَيْرَ مُعَدِّدِ
يَا عَمْرُو لَوْ نَبَّهْتَهُ لَوَجَدْتَهُ ... لَا طَايِشًا رَعِشَ الْجَنَانِ وَلَا الْيَدِ
ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ إِنْ ظَفَرْتَ بِمِثْلِهِ ... فِيمَا مَضَى صُبْحًا تَرُوحُ وَتَغْتَدِي
كَمْ غَمْرَةٍ قَدْ خَاضَهَا لَمْ يُثْنِهِ ... عَنْهَا طِرَادَكَ يَا ابْنَ أُمِّ الْفَرْقَدِ
إِنَّ الزُّبَيْرَ لَذُو جَلَاءٍ صَادِقٍ ... سَمْحٍ سَجِيَّتُهُ كَرِيمُ الْمَشْهَدِ
فَلَمَّا خَلَتْ، خَطَبَهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَتْ: إِنِّي لَأَضِنُّ بِكَ عَنِ الْقَتْلِ
- القناة الرسمية على التيليجرام استمتعو بالمشاهده ? ♥️ .
•┊اقتباسات ? •
•┊رمزيات ?
•┊فيديوهات ?
- @xxzbot // ? بوت تنزيل ستوريات انستا -
- @zzxzz // ? لـ التمويل -
Last updated 1 year, 7 months ago
- القناة الرسمية على التيليجرام استمتعو بالمشاهده ? ♥️ .
•┊فيديوهات ? •
•┊رمزيات ?
•┊اختصارات ?
- @zezbot // ?بوت زخرفه -
- @zzxzz // ? لـ التمويل -
Last updated 1 year, 7 months ago
- بوت تحميل من الأنستا ومن جميع مواقع التواصل الإجتماعي: ✅ .
- بوت التحميل من التيك توك: @EEEBOT
- بوت التحميل من الأنستا: @xxzbot
- بوت التحميل من اليوتيوب: @EMEBOT
- ? ? .
- للتمويل: @NNEEN
Last updated 1 year, 7 months ago