لَهفِي لَها لَقدْ أُضيعَ قَدرُها
حتَّى تَوارى بالحِجابِ بَدرُها
تَجرَّعَتْ مِن غُصَصِ الزَّمانِ
ما جَاوزَ الحَدَّ مِن البَيانِ
و مَا أصَابَها مِن المُصابِ
مِفتاحُ بَابِهِ حَديثُ البَابِ
إنَّ حَديثَ البَابِ ذُو شُجونِ
بِما جَنَتْ بهِ يَدُ الخَؤونِ
أَ يَهْجمُ العِدا على بَيتِ الهُدى
و مَهبطِ الوَحي و مُنتدى النَّدى
أ يُضْرَمُ النَّارُ ببابِ دَارِها
و آيةُ النُّورِ عَلى مَنَارِها
و بَابُها بَابُ نبيِّ الرَّحمَة
و بَابُ أبوابِ نَجاةِ الأُمّة
بَل بابُها بابُ العليِّ الأعلى
فثَمَّ وَجهُ اللهِ قَد تَجلَّى
مَا اكتَسبوا بالنَّارِ غَيرَ العَارِ
و مِن ورائِهِ عَذابَ النَّارِ
مَا أَجهلَ القَومِ فإنَّ النَّارَ لا
تُطفِئُ نُورَ اللهِ جلَّ و عَلا
لكنَّ كَسرَ الضِّلعِ ليسَ يَنجَبِرْ
إلَّا بِصِمْصَامِ عَزيزٍ مُقتدِرْ
إذْ رَضُّ تِلكَ الأضْلُعِ الزَّكيَّة
رَزيةٌ لا مثلها رَزيَّة
و مِنْ نُبوعِ الدَّمِ مِن ثَديَيْها
يُعرفُ عُظمُ ما جَرى عَليها
و جَاوَزُوا الحدَّ بِلطمِ الخدِّ
شُلَّتْ يَدُ الطُّغيانِ و التَّعَدِّي
فَاحمرَّت العَينُ و عَينُ المَعرِفَة
تَذرِفُ بالدَّمعِ عَلى تلكِ الصِّفَة
و لا تُزيلُ حُمرةَ العَينِ سِوى
بِيضُ السُّيوفِ يومَ يُنشَر اللِّوا
و للسِّياطِ رنَّة صَداهَا
في مَسمعِ الدَّهرِ فمَا أشْجَاهَا
و الأثَرُ البَاقي كَمِثلِ الدُّملُجِ
في عَضُدِ الزَّهراءِ أقوى الحُجَجِ
و مِن سَوادِ مَتنِها اسودَّ الفَضا
يا سَاعدَ اللهُ الإمامَ المُرتضَى
وَ وَكْزُ نعلِ السَّيفِ في جَنبَيْها
أتَى بِكلِّ ما أتَى عَليها
و لَستُ أدري خَبرَ المِسمارِ
سَلْ صَدرَها خُزانةَ الأَسرار
و في جَنينِ المَجدِ مَا يُدمِي الحَشا
و هَلْ لَهُم إِخفاءُ أمرٍ قَدْ فَشَا
و البَابُ و الجِدارُ و الدِّماءُ
شُهودُ صِدقٍ مَا بِها خَفَاءُ
لقد جَنَى الجَانِي على جَنينِها
فَاندَكَّتِ الجِبالُ مِن حَنينِها
أ هَكذا يُصْنعُ بِابنةِ النَّبي
حِرصاً على المُلكِ فَيَا للعَجبِ
أ تُمنعُ المَكروبةُ المَقروحة
عَن البُكا خَوفاً مِنَ الفَضيحَة
بِاللهِ يَنبغي لها تَبكي دَماً
ما دَامتِ الأرضُ و دَارتِ السَّما
لِفَقدِ عِزِّها أبِيها السَّامي
و لاهتِضامِها و ذُلِّ الحَامِي

نقلاً عن زوجة أحد الشهداء
على طريق القدس..
.
.
رأيتُ في منامي أن جسده الشَّريف ممدَّدًا في أرض جرداء وكانت الأرض هي أرض الحدود اللُّبنانيَّة أي مكان استشهادِه.. كنتُ واقفةً بالقربِ منه وأنظر إليه وهو شهيد وجثَّته مطروحةٌ أمامي إلاَّ أنَّ عيونَهُ مفتوحة وكان ينظُر إليَّ فقال لي : "إنَّ الخيلَ لم تسحَق جسدي بعد".. فلم أتكلّم بحرف.. واستيقظت من نومي.. عندها أدركتُ أنَّ كلَّ هذه المواساة لن تصِلَ إلى ما حلَّ بالإمام الحسين(ع) حتَّى لو بقيَ جسده دهرًا كاملاً دون كفن.. وعلمْتُ أنَّ في هذه المواساة رفعةً ومقامًا له عند الله سبحانه وتعالى..
فأرجو من الله أن يتقبَّل منَّا هذا القربان.. فلو عاد جثمانُهُ الطّاهر أو لم يعُد كلّه بعين الله وفداءٌ لسيِّد الشُّهداء(ع) والعترة الأطهر فلو قدَّمنا أزواجنا وأولادنا وأنفسنَا نبقى مقصِّرين بحقِّهم.. وأحمدُ الله أن نظر إليَّ نظرةً رحيمة واختصَّني بأن أكون من عوائل الشُّهداء..

و أيتمتُ العِيال لِكي أراكَ

السيد علي الرضوي الموسوي البعاج، عالم جليل من أعلام النجف الأشرف، عرف بطيبة القلب والتواضع، وصفاء النفس، وحب العلماء وأهل العلم، وله شرح مطبوع على بعض مطالب المكاسب للشيخ الأعظم الأنصاري رضوان الله عليه.

ولد في ناحية الدغارة في محافظة الديوانية العراقية سنة ١٣٤١هـ الموافق 1928م ونشأ بها، وكان شغوفاً بدراسة العلوم الإسلامية وجد في تحصيلها، حيث انتقل إلى النجف الأشرف سنة ١٣٨٠هـ ، وأكمل دراسته فيها، فقرأ سطوحه على:

السيد محمد حسين الحكيم والسيد مسلم الحلي، والشيخ نور الدين الجزائري. وحضر الأبحاث العالية فقهاً وأصولاً على السيد أبي القاسم الخوئي قدس سره وعليه تخرج.

كان وكيلاً لجمع من أعلام الدين، ومنهم السيد عبد الهادي الشيرازي والسيد محسن الحكيم، والسيد حسن البجنوردي، وآخرين لم أطلع عليهم.

شيوخه في الإجازة : يروي بالإجازة عن السيد حسن البجنوردي والسيد علي السيستاني والسيد عبد الاعلى السبزواري

كان يقيم صلاة الجماعة في جامعة النجف الدينية، ويأتم به جمع ويروي بالإجازة عن السيد حسن البجنوردي، والسيد علي السيستاني

غفير من المصلين.

والسيد عبد الأعلى السبزواري.

ودع الدنيا الفانية في يوم 3 جمادى الأولى ١٤٤٦هـ الموافق ٦ تشرين الثاني ٢٠٢٤م حيث أفجع خبر رحيله الأوساط العلمية ومحبيه وعارفي قدره.

من آثاره مسائل وأجوبة في الصوم. - شرح المكاسب للشيخ الأنصاري. - تقريرات الفقه وأصوله.

فرحم الله تلك الروح الطاهرة.

"وَلَوَ أَنَّ الحَيَاةَ تَبقَى لِحَيٍّ
لَعَدَدنَا أَضَلَّنَا الشُّجعَانَا
وَإِذَا لَم يَكُن مِنَ المَوتِ بُدٌّ
فَمِنَ العَجزِ أَن تَكُونَ جَبَانَا".
- #المتنبي🌿

سأبكيك العمر كله

ـ طَبِيبَة

"ارْمُوا بَنِي إسماعيل، فإن أبَاكُم كان رَامِياً"

• الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله وسلّم)