لأن في ترك السؤال شائبة الكِبْر والتعالي، وكأن العبد قد استغنى بما عنده، وليس ذلك له، بل هو إلى مولاه في كل حين فقير. فإن الله جلَّ وعزَّ يحب أن يُسأل من فضله، ويُرْغَبَ إليه في العطاء، فمن أعرض عن سؤاله فقد زاغ قلبه عن مقام العبودية، ولم يُقِرَّ بفقره إلى ربه، فيورثه ذلك مقتًا وبُعدًا، فإنّ المبغوض من الله لا يكون إلا مغضوبًا عليه، ولا محيد له عن سخطه، ومن حُرِمَ فضل الله، فلا خير يُرجى له بعد ذلك.

دائما يلفتني جانب الرحمة من الذنوب، فرح الله بالتوبة وحلاوة يجدها العبد في قلبه وتحبيب الطاعات لقلبه

ومن أكثر ما يشعرني برحمة الله هو: وحشة الذنب وألمه، وكأنه رسالة من الله أن الشقاوة كل الشقاوة فيه
أنزل كتاب وميزان وجعل رسل وانبياء وصالحين يرشدون لطريقه
وإذا زاغ القلب أرسل ألم وحزن وضيقة لعل العبد يرجع

يا رب لك الحمد على رحماتك وألطافك

من لطيف رحمة الله في عقوبة حد الرجم، أنها طريقة بشعة جدا للموت.. رغم أن اثبات حد الزنى على شخص من أعسر ما يكون، ليش الرجم بالذات أقسى وابشع من حد الحرابة؟!

مما ظهر لي -والله أعلم- أن العقوبة لو كانت بالسيف لكان أكثر حد تطبيقا على الإطلاق..
بسبب: الإقرار..

تخيل أن حد الرجم على بشاعته في نفس أي شخص أقر صفوة من الخلق على أنفسهم ليقام عليهم -مثل ماعز والغامدية رضي الله عنهم- .. تصور لو كان ضربة سيف
كم من واحد بيشوف العقوبة هذي جنة له مقابل ضميره وشعوره بالغم والذنب اللي يحيط بروحه.

https://store.kabidak.org.sa/p/92384

احرص على جودة المدخلات:

فكثير من الناس وقوعه في الخطأ ليس من جهة نيته، فله نية صادقة، لكن من جهة ما كان يقرأه بدعوى سعة الاطلاع، أو استبانة سبيل المجرمين، أو أي مسوغ صحيح.
لكنه مع الأيام يتغير دون شعور، فلم يعد يفكر بطريقة صحيحة، لأن مدخلاته رديئة أو مخلطة.
ويتبين ذلك المرء في مواضع منها:
اللغة التي يعبر بها، إذ لا يمكننا أن نفكر بغير اللغة.

فمن ثمَّ كان ورد القرآن اليومي أهمية كبرى في حياة طالب العلم، لأنه يعرض عقله للحق مراراً، يتذكر به الحق، ويكرره ويعيده.

لا سيما من ابتلي بحكم اختصاصه بمطالعة الكتب المخلطة: ككتب الفكر الإسلامي في الأغلب، وكتب المتكلمين ومتأخري الأصوليين، أو ابتلي بمطالعة الباطل: كالفلسفة، أو ابتلي بما يحرف سليقته عن الفطرة إلى فطرة مصطنعة: كالمنطق.

فيحصل له مع الأيام بسبب الورد: تنقية مستمرة للمدخلات الخاطئة

ويحصل له: يقين بالحق، لأنه لم يزل يستيقن بهذا الورد حتى تيقن.

ويحصل له: النور في البصيرة.

ويحصل له: سداد في العبارة؛ لأنه يقرأ كلام الحق تعالى كيف يسمي الأشياء ويصفها.

والحق: أن ورد القرآن لا يمكن لوارث النبوة أن ينقطع عنه في كل الأحوال، ولكن ربما احتاج البعض إلى شيء من التذكير وكلنا ذاك الرجل.

[الثناء على الله عز وجل يقوم مقام الدعاء ويعلو عليه]

ففي الحديث القدسي: "من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته خير ما أعطي السائلين"

والمعنى: "من انشغل بالثناء علي عن دعائي أعطيته خير ما يسألني إياه أحد"، فتعتبر وكأنك دعوت الله بخير الدعاء، واستجاب لك أفضل الإجابة.

وأدلة هذا كثيرة، فقد سألت عائشة ? رسول الله ? عن أفضل الدعاء، فقال لها:
"لا إله آلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير"

وهذا ذكر كله ثناء لا دعاء فيه، فأكثروا الثناء على الله عز وجل، أكثروا ثم أكثروا..

وخير الثناء ثناؤه تبارك وتعالى على نفسه ثم ثناء نبيه عليه..

وأقول هنيئا لمن وجد في صحيفته ثناءً كثيرا.

فتش نفسك تجدك مبتلى بمعصية أو نقص في الدين، وتجد من تبغضه مبتلى بمعصية أو نقص آخر ليس في الشرع بأشد مما أنت مبتلى به؟ فهل تجد إستشناعك ما هو عليه مساويا لإستشناعك ما أنت عليه، وتجد مقتك نفسك مساويا لمقتك إياه؟

| القائد إلى تصحيح العقائد، عبد الرحمن المعلمي

#الغيث_الشامي

قال ابن القيم : ليس في الطبيعة ولا في الشريعة وقوف البتة، ما هو إلا مراحل تطوى أسرع طي إلى الجنة أو النار، فمسرع ومبطئ، ومتقدم ومتأخر، وليس في الطريق واقف البتة، وإنما يتخالفون في جهة المسير، وفي السرعة والبطء {إنها لإحدى الكبر - نذيرا للبشر - لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر} ولم يذكر واقفا، إذ لا منزل بين الجنة والنار، ولا طريق لسالك إلى غير الدارين البتة، فمن لم يتقدم إلى هذه بالأعمال الصالحة فهو متأخر إلى تلك بالأعمال السيئة .

إذا اراد الله بعبدٍ خيراً أقام في قلبه باعثُا يطلب القرب منه، وهمَّة تتعلق بمحبة مشاهدته
{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ۝ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ}
فيتجافى عن دار الغرور، ويميل إلى دار الخلود ويستعد للموت قبل نزوله
فذلك علامة من {شرح الله صدره للاسلام}

-ابن شيخ الحزاميين