بسم الله
يقول تعالى: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون)
وقال صلى الله عليه وسلم: 《حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات》
والشأن في التكاليف الشرعية: المشقة، ولكن مهما كثرت مشاق الدنيا.. فهي لا شيء بالنسبة لحق الله على عباده، ولا شيء في مقابلة جزاءه وإحسانه؛ فمن نظر للحق، ولم يرض بالدنيا والعاجلة، وما تميل إليه نفسه وهواه.. حمل الله عنه ثقل التكاليف؛ (استعينوا بالله واصبروا، إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده، والعاقبة للمتقين).
وكلما عظم المطلوب.. زاد ثمنه؛ فمن أراد الجنة.. بذل لها، ومن أراد الله.. قتل نفسه في الله، ومن قتل نفسه لله.. كان حقا على الله أن يدفع ديته؛ (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله) أي قتلوا أنفسهم في الله قبل أن يموتوا (أمواتا، بل أحياء) ومن سواهم نائم محجوب بنفسه (عند ربهم يرزقون) النظر لوجهه الكريم، والتنعم بالترقي في معرفته تعالى
====
القصد، انظر ما يشق عليك من التكاليف والعبادات.. وافعله وجاهد فيه، واطلب من الله الإعانة عليه؛ فأصل الدين بعد التوحيد هو الجهاد، بل لا يتم التوحيد الخالص إلا بالجهاد (المجاهدة بكل أنواعها) فجاهد ليرى الله منك صدقا، فيعرفك نفسه ويصطفيك.
قال ابن الخصاصية: أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأبايعه على الإسلام ، فاشترط علي " تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ، وتصلي الخمس ، وتصوم رمضان ، وتؤدي الزكاة ، وتحج البيت ، وتجاهد في سبيل الله.

قلت : يا رسول الله ، أما اثنتان فلا أطيقهما ، أما الزكاة فمالي إلا عشر ذود ، هن رسل أهلي وحمولتهم، وأما الجهاد فيزعمون أنه من ولى.. فقد باء بغضب من الله ، فأخاف إذا حضرني قتال كرهت الموت ، وخشعت نفسي.
قال : فقبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يده، ثم حركها ثم قال : " لا صدقة ولا جهاد فبم تدخل الجنة ؟
ثم قلت : يا رسول الله ، أبايعك فبايعني عليهن كلهن.

فمن لم يجاهد بما يحب.. بم يدخل الجنة؟!
وكتبه الشيخ مصطفى عبد النبي

قال أبو القاسم ثابت بن أحمد بن الحسين البغدادي: (أنَّه رأى رجلاً بمدينة الرسول ﷺ أَذَّنَ الصُّبحَ عند قبرِ رسولِ اللهِ ﷺ، وقال فيه: الصَّلاة خيْرٌ مِنَ النَّومِ.

فجاءه رجل من خدم المسجد فلطمَهُ حين سمع ذلك ، فبكى الرجل ، وقال: يا رسول الله ؛ في حضرتِكَ يُفْعَلُ بي هذا الفعال؟

قالَ : فَفُلِجَ الخادم في الحال !! وحُمِلَ إلى داره ، فمكث ثلاثةَ أَيَّامٍ ومات).

[ذكره في تاريخ دمشق، وتاريخ الإسلام، وأنس المحاضرة]

وذر ما قيل في عيسى افتراء ..... وقل ما شئت مدحا لست تطري

ابن الجزري

[وذكرهم بأيام الله]
المولد = هو قراءة كتب سيرة النبي ﷺ الموجزة تذكيرا بسيرته ﷺ.

سيرة النبي ﷺ والاجتماع لها = تدارس لكتاب الله.
فتدخل تحت حديث ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله....

قراءة السيرة سبب معين لزيادة محبة النبي ﷺ

وعلى المحتفلين الاعتناء بقراءة كتب السيرة والقصائد.

بمناسبة المولد:

لم يُجعل للبشر سبيلٌ إلى السرائر، ولا أُمِرُوا بالبحثِ عنها؛ بل نهى النبي ﷺ عن التحكّم عليها؛ وذمّ ذلك وقال: (هلاّ شَقَقتَ عن قَلبِه).
[الشفا للقاضي عياض]

﴿وَالَّذينَ يَرمونَ المُحصَناتِ ثُمَّ لَم يَأتوا بِأَربَعَةِ شُهَداءَ فَاجلِدوهُم ثَمانينَ جَلدَةً وَلا تَقبَلوا لَهُم شَهادَةً أَبَدًا وَأُولئِكَ هُمُ الفاسِقونَ۝إِلَّا الَّذينَ تابوا مِن بَعدِ ذلِكَ وَأَصلَحوا فَإِنَّ اللهَ غَفورٌ رَحيمٌ﴾ [النور: ٤-٥]

﴿إِنَّ الَّذينَ يَرمونَ المُحصَناتِ الغافِلاتِ المُؤمِناتِ لُعِنوا فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ وَلَهُم عَذابٌ عَظيمٌ﴾ [النور: ٢٣]

أما بعد

فقد تبين واتضح أن العالم الذي لا يتّقي الله ولا يخشاه.. شرٌ كله، وظلمة وبلاء، وفتنة، على نفسه وعلى المسلمين؛ لأنه يوسّع لهم، ويحسّن لهم الوقوغ في الشبهات والمحرمات؛ فليس ذلك من شأن العلماء بدين الله الذي يخشون الله.

وأن العالم التقي المصلح خيرٌ كله، ونور، ونفع، وصلاح لنفسه وللمسلمين؛ لأنه يشرح لهم سبيل الورع، ويفتح لهم أبواب الاحتياط في الدين، ويحذّرهم من الوقوع في الشبهات والمحرمات، فذلك شأن العلماء بدين الله.

قال الإمام مالك: ليس العلم بكثرة الرواية، وإنما العلم نور يقذفه الله في القلب.

يستحب لكل من ارتكب ما يدعو الناس إلى الوقيعة في عرضه أن يستره.

[شيخ الأزهر الشرقاوي]

عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: لَا تَكُونُ عَالِمًا حَتَّى تَكُونَ مُتَعَلِّمًا،
وَلَا تَكُونُ بِالْعِلْمِ عَالِمًا حَتَّى تَكُونَ بِهِ عَامِلًا،
وَكَفَى بِكَ إِثْمًا أَلَّا تَزَالَ مُخَاصِمًا،
وَكَفَى بِكَ إِثْمًا أَلَّا تَزَالَ مُمَارِيًا.