بقية المشتركات في قادم الايام ان شاء الله وليلة جمعة مباركة نتمناها لكم 💞

المشترك الثاني: مشترك الوزارة

المشار له بقوله تعالى: (وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلي ﴾ ، والوزارة .وإن اشتقت من الوزر وهو الثقل، فتشير للأخ الذي يُعين أخاه على تحمل المسؤولية، وإن كانت مُشتقةً من الوَزَر وهو الملجأ،(( كَلَّا لَا وَزَرَ)) ، فهي تشير أيضاً للأخ الذي يلتجئ إليه أخوه ويأوي إليه، وإن اشتقتُ من الأَزْر وهو الظهر، فهي تشير للأخ الساند لأخيه، والمعاني الثلاثة تواجدَتْ في أمير المؤمنين سلام الله عليه.
فعلى مستوى الثقل: أخرج الطبري في تاريخه)، عن أبي رافع قال: لما قتل علي ابن أبي طالب يوم أحد أصحاب الألوية، أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعةً من مشركي قريش، فقال لعلي: احمل عليهم، فحمل عليهم ففرّق جمعهم، وقتل عمرو بن عبد الله الجمحي، قال: ثمّ أبصر رسول الله جماعةً من مشركي قريش، فقال لعلي: احمل عليهم، فحمل عليهم ففرّق جماعتهم، وقتل شيبة بن مالك، فقال جبريل: «يا رَسُولَ اللهِ، إِنّ هذا للمواساة!»، فقال رسول الله : «إنّه مِنّي وأنا منه»، فقال جبريل: «وأنا

منكُما». قال: فسمعوا صوتاً: «لا سَيْفَ إِلا ذُو الفقار، ولا فَتى إِلَّا عَليّ» وعلى مستوى الملجأ فرسول الله الله طالما كان يلجأ لابن عمه وكان يلوذ به، ولا داعي لاستثقال هذا المعنى لحدوثه.

وعلى مستوى الظهر : فلطالما كان الأمير خير ظهير لرسول الله ، حتى نزل فيه قوله تعالى: ﴿وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِير ﴾ ، وعلي عليه السلام هو صالح المؤمنين في الآية الشريفة.

أهم المشتركات القرآنية:

المشترك الأوّل: مشترك الأخوّة

المشار له بقوله تعالى: ﴿وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيّا﴾ وهذا حدث مع رسول الله وأمير المؤمنين صلى الله عليهما وألهما مرتين: مرّةً في مكة المكرّمة، وأُخرى في المدينة المنوّرة ، فالنبي آخى بين المسلمين قبل الهجرة وبعدها، وقد جاهر بمؤاخاته لأمير المؤمنين الا عندما قال: «يا عَلِيُّ، أَنتَ مِنّي في الدُّنْيا والآخرة»

ولذلك قال الشيخ الأزري في أُزريته المعروفة:

لك ذات كذاتِه حيث لولا. أنها مثلها لما آخاها.

أمسكتُ بيده وقلت له لاتغير الموضوع اخبرني ما اثار الحروق هذه في يدك؟

ابتسم وقال :ذات ليلة جائني الشيطان فأستقبلته بهذه الطريقة...

الشهيد محمد هادي ذوالفقاري

¤ قوله تعالى:{الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُمْ وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ ۚ وَمَن تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.
لقد بيّن الحقُّ تعالى #جوهر عقيدة الوساطة والواسطة الإلهيّة الّتي اعتقد بها الشيعة، فالملائكة تستغفر للّذين آمنوا وتكون شفيعةً لهم إلى الله بغفران ذنوبهم ورفع مراتبهم، وعلماؤنا كتبوا كثيراً حول الشفاعة وجاؤوا بثلاثة آراء مع أدلّتها حول كون معناها غفراناً للذنوب أو رفع المنزلة أو الإثنين معاً.#والشفاعة في الشاهد أعلاه مشروطةٌ بالتوبة واتّباع سبيل الله المتمثّل بالنبيّ وآله الأطهار صلوات الله عليهم، كما بيّنَت ذلك آيات المودة الثلاث الّتي جمعها المعصوم في دعاء #الندبة:{قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ۗ}، و{قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ ۖ}، و{قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَن شَاءَ أَن يَتَّخِذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا}، وبذلك تؤدّي هذه الآية نفس مؤدّى قوله تعالى:{وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ}، أي: اهتدى لولاية أمير المؤمنين والأئمّة من ولده عَلَيهِم السَّلَامُ،{إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ ۖ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ}،{وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ ۖ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ}.
¤ قوله تعالى:{وَلَٰكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ}.
بيّن أنّ محبة الإيمان تكون بجعلٍ إلهيٍّ خاصٍّ لمن يستحقّها.
¤ قوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا}.
أشارت الآية #للمؤمنين الكُمّل، وهم النبيّ صَلى اللهُ عَلَيهِ وآلهُ الأطهار عَلَيهِم السَّلَامُ، الّذين حُبّبوا لبعض القلوب استجابةً لدعوة جدّهم إبراهيم الخليل عَلَيهِ السّلاٰم:{رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ}.

#استكمالا_لذخيرة_الزمان_في_العقيدة_والسيرة_والقرآن*?*?#أهمية_الإيمان_ومدخليته_في_كل_شيء ذكرتُ فيما سبق أنّ #العقيدة هي الأساس الّذي تقوم عليه الأشياء، والعمل يُقبّل على أساس عقيدة الإنسان، ولذلك ركّز الحقّ تعالى على ضرورة اقتران العقيدة الصحيحة #بالعمل الصالح:{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}، ومن هذا المنطق وضع العلماء أصولاً للدين تمثّلَت بالعقيدة الّتي ترتّبَت عليها الفروع المتمثّلة بالعمل بمقتضيات الاعتقاد، وأهمّيّة الإيمان تتضح من خلال:
¤قوله تعالى:{أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ لَا يَسْتَوُونَ عِندَ اللَّهِ ۗ}.
فقد بيّن الحقُّ تعالى عدم إمكانيّة مقارنة الإيمان بالله تعالى بأيّ حسنةٍ أُخرى، ولو كانت سقايةَ الحجيج وعمارةَ بيت الله الحرام؛ لكون الإيمان عموماً وإيمان عليّ بن أبي طالب عليهِ السّلاٰم خصوصاً مستكملاً للأسهُم السبعة التي ذكرها الشيخ الكُلينيّ في روايته. 
نعم، العمارة والسقاية تُقبَلان عند #اقترانهما بالإيمان الّذي يرفع من قيمتهنّ، كما حصل مع إبراهيم عليهِ السّلاٰم:{وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}، ولكنّ الإتيان بهما بمعزلٍ عن الإيمان بالله لا فائدة منه.

والغريب أنّ آية سقاية العّباس للحجيج وعمارة شَيبة لبيت الله الحرام لها ربطٌ لصيقٌ بقوله تعالى:{إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ۖ}، وبذلك يكون إيمان وعمارة أمير المؤمنين علي بن أبي طالبٍ عليهِ السّلاٰم مشابهٌ تماماً لعمارة وإيمان جدّه إبراهيم عليهِ السّلاٰم في السابق**.

بس هذني حتى تقرونهن بقه موضوع واحد ويخلص المبحث الثاني
ورانا مباحث هواية ويراد نمشي بالمادة ?

#القسم_الثاني: آمن بالله عَزَّوَجَلَّ وببعض الأنبياء عَلَيهِم السَّلَامُ وجحد بالآخرَ، كاليهود الّذين آمنو بموسى وأنكروا نبوّة يحيى، والنصارى الّذين آمنو بموسى وعيسى وأنكروا نبوّة رسول الله عليه وآله أفضل الصلاة والسلام، وبذلك لم يُقبل إيمانهم،{إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا}.#القسم_الثالث: دخل الكفر من أوسع أبوابه، لعدم إيمانه بالله ورسُله أجمعين.#القسم_الرابع: آمن بالله وجميع رسُله، سواءٌ كانوا أنبياء أو رسُلاً أو أئمّةٌ أو حُجَجاً أو ملائكة،{قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}.
إننا قُلنا #بأفضلية_رسول الله صَلىَّ اللهُ عَلَيهِ وآله على الجميع من حيث درجته المقاميّة لا من حيث أصل النبوّة؛ لأن الحقّ تعالى قال:{تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۘ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّهُ ۖ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ ۚ}، و{وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ ۖ}، أمّا من حيث أصل النبوّة فقد قال تعالى:{لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ}.

#استكمالا_لذخيرة_الزمان_في_العقيدة_والسيرة_والقرآن*?*?#أركان_الإيمان يقوم الإيمان في الثقافة القرآنية على #ركنين:

▪️الأول: الإيمان بالحقّ تعالى.
▪️الثاني: الإيمان برسُل الله تعالى على اختلاف مقاماتهم، كالأنبياء والأوصياء والحُجج المُصطَفين عَلَيهِم السَّلَامُ.

والناس وفقاً لهذين #الركنين انقسموا إلى #أربعة_أقسام:#القسم_الأول: آمن بالله واعتقد به بشكلٍ فطريّ، وجحد بالأنبياء عَلَيهِم السَّلَامُ ولم يعتقد بهم لعدّة أسباب، منها:إنكاره لإمكانيّة اتّصال البشر بالحق تعالى عن طريق الوحي، وحتّى الآن لازال هذا الإشكال مطروحاً، ولكن بعباراتٍ ثقافيّةٍ تناسب تطوّرات العصر،فيُقال الآن أنّ مايُسمّى بالوحي الّذي ينزل على الأنبياء مصدره عبقريّة النبيّ وعقليّته الفذّة وكثرة تفكّره وتأمّله، وقد تُرجم ذلك لعباراتٍ منمّقةٍ نُسبَت إلى الحقّ تعالى، إنّ هؤلاء يشملهم قوله تعالى:{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ ۗ}، ولن يُقبل إيمانهم؛ لانتفاء الركن الثاني وهو الاعتقاد بنبوّة الأنبياء عَلَيهِم السَّلَامُ واتّصالهم بالسماء.
إنّ العلم الّذي حازه رسول الله صَلىَّ اللهُ عَلَيهِ وآله وتعلّمه ليس بإمكان العقل الاهتداء إليه بمعزلٍ عن الوحي، قال تعالى:{وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ ۚ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا}، فالقائلون بعدم احتياج البشرية للأنبياء لوجود العقول غفلوا عن حقيقة عدم إمكانيّة وصول العقول لتلك العلوم اللَّدُنيّة الغَيبيّة دون وحيٍ إلهّي، وهنا دعَت الحاجة لوجود قوابل تستقبل الوحي وتوصله بشكلٍ مبسَّطٍ لعوامّ الناس**.

المواضيع القادمة لها أهمية بقراءتها وفهمها
للتنبيه?