❁ أذكر كلمة سمعتها من سماحة المفتي -حفظه الله ومتَّع به- قبل أكثر من عشرين سنة، كنَّا في اجتماع عنده، فكان يعتب على بعض الإخوة أنَّه إذا جاء إلى محاضرة أو ندوة فإنَّه لا يُحضِّر؛ يأتي ويُلقي الكلام هكذا حسب ما يخطر في البال.

◍ فيأتي الشَّيخ على هذا ويقول: هذا الفائدة فيه قليلة، ثمَّ قال: "أنا لي ستة وأربعون عاماً أخطب، وإلى يومي هذا لا بدَّ أنْ أُحضِّر للخطبة".

↲ فأكبرتُ هذا في الحقيقة؛ الشَّيخ على جلالة قدره وسعة علمه، ويعتني بهذا، فهذا دليل على أنَّه يحترم نفسه ويحترم المُتلقِّين.

⬙ فالله الله -يا إخوتي- بالتَّحضير الجيِّد، يُؤسف أن تلحظ ببعض الفضلاء أنَّه لا يعتني بالتَّحضير الجيِّد، وجمع المعلومات المناسبة، وسَبك المعلومات وحُسن طرحها.

⇐ فهذا في الحقيقة ممَّا يؤدِّي إلى ضعف الاستفادة منه؛ والسَّبب: أنَّه ما اهتم كثيراً في مسألة الاستعداد والتَّحضير.

• - فضيلة الشَّيخ صالح سندي -حفظه اللَّه-.
• - كلمة بعنوان: #اثنا_عشر_وصية_للدعاة_وطلبة_العلم.

https://t.me/rayahen_hmm

⬗ ومن أحسن ما يكون في الدَّعوة إلى الله -عزَّ وجلَّ-: أن يكون الإنسان مُتفنِّناً في دعوته، هناك تفنُّن في العلم، وهناك تفنُّن في الدَّعوة.

❁ التَّفنُّن في العلم: أن يكون للإنسان مشاركة في علوم شتَّى؛ وهـذا مـن أحسن مـا يكون في طالب العلم.

◍ ربَّما لا تَبرز في كلِّ العلوم، لكن المهم أن يكون لك مشاركة في علوم كثيرة؛ لأنَّ العلوم مُتشابكة؛ يأخذ بعضها برقاب بعض؛ فجَهلك بعلم سيُؤثِّر على جهلك بعلوم أخرى وعدم بروزك حتَّى في العلم الذي تريد أن تخصّصه.

❁ كذلك الشَّأن في الدَّعوة إلى الله -عزَّ وجلَّ-:
يا حبَّذا أن يكون في الدَّاعية إلى الله تفنُّن؛ بمعنى أنَّه:
» يُحسن دعوة الصِّغار.
» ويُحسن دعوة الكبار.
» ويُحسن مقام التَّعليم.
» ويُحسن مقام الوعظ.
» ويُحسن مقام الرَّدِّ على المخالفين.
» ويُدرك خطر كلّ المُهدِّدات العقدية، وعنده مشاركة ومعرفة بكيفية مواجهتها.

• - فضيلة الشَّيخ صالح سندي -حفظه اللَّه-.
• - كلمة بعنوان: #اثنا_عشر_وصية_للدعاة_وطلبة_العلم.

https://t.me/rayahen_hmm

❍ "وترك العمل بالعلم على قسمين:
الأول: ترك الائتمار بالواجبات الشَّرعية، وترك الانتهاء عن المحرَّمات الشَّرعية".

◈ الشَّرح:

◍ يعني أن يعلم طالب العلم أنَّ الأمر واجب ولا يفعله من غير عذر.
⇠ كأن يعلم طالب العلم أنَّ صلاة الجماعة واجبة، ويصلِّي في المَهجع من غير عذر، والعجيب أنَّ بعض الطلاب يُتعب نفسه في الفرار من المشرف أكثر من تعبه لو ذهب إلى المسجد.
← فإذا علم طالب العلم أنَّ هذا الأمر واجب؛ فإنَّه يجب عليه أن يكون ألزم النَّاس لهذا الواجب ما دام مستطيعاً.

◍ أو يعلم أنَّ هذا الأمر حرام ويفعله ولا يجتنبه ولا يتركه؛ فهذا كبيرة في حقِّه، ولو كان الذَّنب صغيراً في ذاته، يعني بالنِّسبة لطالب العلم، لا يعني هذا أنَّ طالب العلم يكون معصوماً، بل طالب العلم من بني آدم، وكلُّ بني آدم خطاء، ولكنَّه يكون حريصاً قبل الوقوع، أوَّاباً بعد الوقوع، لا يَتجارى مع معصية، ولا يتساهل في معصية.

• - شرح الشَّيخ سُليمان الرَّحيلي -حفظه اللَّه-.
• - #عوائق_الطلب | للشَّيخ عبد السَّلام البرجس -رحمه اللَّه-.

https://t.me/rayahen_hmm

❐ وقد كان دأب السَّلف الصَّالح العمل بالعلم، وبذلك حازوا قصبات السَّبق، وبُورك في علمهم، ولذا قال أبو عبد الرحمن السلمي -رحمه الله تعالى-: حدَّثنا الذين كانوا يُقرئوننا أنَّهم كانوا يستقرئون من النَّبي -ﷺ- وكانوا إذا تعلَّموا عشرَ آيات لم يخلفوها حتَّى يعملوا بما فيها من العمل فتعلموا القرآن والعمل جميعاً".

◈ الشَّرح:

← هذا ديدن السَّلف الصَّالح رضوان الله عليهم، ما كانوا يقرؤون القرآن طَرَباً، ولا كانوا يقرؤون القرآن في المناسبات، وإنَّما كانوا يقرؤون القرآن تقرُّباً إلى الله بهذه القراءة، وتفقُّهاً في دينه، فكانوا يُعشِّرون الآيات عشراً عشراً؛ يقرؤونها، ويفهمونها، ويعملون بما فيها، ويحفظونها.

↫ ولذلك عند أئمة القراءة إذا أردت ضبط الحفظ؛ فإمَّا أن تُعشِّر وإمَّا أن تُخمِّس، إمَّا أن تُعشِّر عشر آيات عشر آيات، وإمَّا أن تُخمِّس خمس آيات خمس آيات، وتحرص على فهم معانيها، فإنَّ هذا ممَّا يُعين على حفظها.
◍ فإن عملت ثبَّتَّ، فمن أعظم ما يُثبَّت به الحفظ؛ أن تعمل بما في الآيات.

• - شرح الشَّيخ سُليمان الرَّحيلي -حفظه اللَّه-.
• - #عوائق_الطلب | للشَّيخ عبد السَّلام البرجس -رحمه اللَّه-.

https://t.me/rayahen_hmm

❍ قال -رحمه الله-: "وفيه عن علي -رضي الله عنه- أنَّه قال: هتف العلم بالعمل، فإن أجابه وإلا ارتحل".
◈ الشَّرح:

"وإلا ارتحل": إمَّا بذاته؛ بأن يُحرم طالبُ العلمِ العلمَ الذي حصَّله، وإمَّا بفضله، فيبقى العلم ويرحل الفضل.
إذاً الأمران قرينان: الإخلاص قبل الطَّلب، وأثناء الطَّلب، والعمل بعد العلم، على ما يأتي تفصيله.

❍ قال -رحمه الله-: "وعن الفُضيل بن عياض أنه قال: لا يزال العالم جاهلاً بما علم حتَّى يعمل به، فإذا عمل به كان عالماً.
◍ العمل بالعلم مَدعاة لحفظه وثباته".

◈ الشَّرح:

⇐ والله إنَّ العلم الذي تعمل به يَثبُت، وإنَّ العلم الذي لا تعمل به يتفلَّت.
• ولذلك من أفضل طُرق مراجعة حفظ القرآن:
أن تُراجعه في قيام الليل، وأنتم ترون الإمام الآيات التي يقرأها في الصَّلاة يكون أكثر إتقاناً لها.

↲ فالعمل قيدٌ للعلم، إذا اصطدت العلم بالطَّلب فقيِّده بالعمل؛ يبقى ويثبت.

• - شرح الشَّيخ سُليمان الرَّحيلي -حفظه اللَّه-.
• - #عوائق_الطلب | للشَّيخ عبد السَّلام البرجس -رحمه اللَّه-.

https://t.me/rayahen_hmm

⬗ قال -رحمه الله-: "يستدلُّ بعض النَّاس على أنَّ العمل يُورث العلم دون تعلُّم، بقوله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ﴾ [البقرة: ٢٨٢].
» قال في تفسير المنار نقلاً عن شيخه: اشتهر على ألسنة المدَّعين للتَّصوف في معنى هاتين الجملتين: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ﴾ أنَّ التقوى تكون سبباً للعلم".

◈ الشَّرح:
أي التَّقوى بمجرَّدها بدون طلب العلم، أمَّا التَّقوى مع الطَّلب؛ فلا شكَّ أنَّها سبب لزيادة البركات والخيرات.

↲ لكن أن يُظنَّ أن مجرَّد التَّدين ومجرَّد التَّعبد يحصل به العلم بدون طلب؛ هذا الظَّنُّ الفاسد، الباطل، المُخالف للمنقول والمعقول.

• - شرح الشَّيخ سُليمان الرَّحيلي -حفظه اللَّه-.
• - #عوائق_الطلب | للشَّيخ عبد السَّلام البرجس -رحمه اللَّه-.

https://t.me/rayahen_hmm