«كتبي هي كل ما أبقاني على قيد الحياة.»

بعد ذلك بعقد من الزمان، سيصف الفيلسوف الألماني آرثر شوبنهاور هذه المفارقة المركزية في العلاقة الحميمة في القصة الرمزية الفلسفية عن مأزق الشَّيهَم: في برد الشتاء، جثمت ثلة من الشَّيَاهم متقاربة طلبًا للدفء. وإذ أخذت تتقارب أكثر بدأ بعضها يجرح بعضها الآخر بأشواكه. كانت تشعر بالدفء ولكنها مجروحة ، وما كادت تتفرق غريزيا حتى ألفى كل منها نفسه يرتعد ويتوق إلى دفء الأجساد الأخرى ثانية. وفي نهاية المطاف، اكتشفت أن الدفء الذي لا يسبب الجروح يكمن في المدى الصحيح للمسافة، أن تكون قريبة على نحو كاف لتتقاسم دفنا مشتركا أكبر، ولكن ليس قربًا شديدًا يسبب لها الوخز.

-وحده الحالم يصحو ، ماريا بوبوفا

«لا أودُّ أن اخرج من سجني الحاضر إلى سجن اكبر قليلاً ، أودُّ أن أحطِّم كل السجون.»

"والذي يؤلم حقاً، أن كل ما قرأناه وسمعناه ونُقِلَ إلينا في الأغنيات والأفلام والحكايات والخطابات وشكّل وعينا عن العروبة والنخوّة والفزعة برومانسية الأمة الواحدة، سقطَ وانهار بمجانيّة مفرطة واتضح أن الحقيقة هي النقيض تماماً، فها هو مفهوم الأمة يبدو بالياً دون أن يعترض على انهياره أحد.
الآن، كيف لنا أن نثق بصدق وحقيقة ما نُقِلَ وقيل لنا عن هذه المفاهيم، إذا كان الحاضر الآن أمام أعيننا يُكتب في سرديات مضللة كاذبة.
إذا ما قُدّر لي أن أكتب سطرا واحدا في كتاب التاريخ عن هذا الحاضر، فلا أجد أصدق من قول الحقيقة كما هي؛ وقفت وحدها غزّة، بلحمها وحليب أطفالها في مواجهة العالم."

يتطلب الأمر شجاعة نادرة كي ندرك أنَّ المشاعر أكثر ما نَمْلِكُ عرضة للفناء، حتى أكثر من الأفكار، وذلك لأنَّ الفكرة أي الفكرة الحقيقية التي تختلف نوعا عن انطباع عابر أو موقف مستعار - يصل إليها المرء عبر حجة منطقية مع النفس. ليس الأمر هكذا مع الشعور ، فالمشاعر تلتحم من الأبخرة التي تفلت من أعمق أعماق كينونتنا اللامنطقية واللاعقلانية وأيما كان ما تنثره من أقواس قُزح لحظةً حينما يمسها ضوء كينونة آخر، فإنها تتشتّت وتتطاير بالسهولة نفسها، بالغموض نفسه.

-وحده الحالم يصحو ، ماريا بوبوفا

قضيت في سبيل الجمال،
ولكن ما كدت
أستوي في اللَّحد
حتى مُدّدَ ذاك الذي قضى في سبيل الحقيقة
في حجرة مجاورة
سألني بلطف لِمَ أخفقت ؟
فأجبت: «في سبيل الجمال.»
قال: «وأنا في سبيل الحقيقة، كلاهما واحد
شقيقان نحن ».
وهكذا ، مثلنا يجتمع الاقارب ليلاً،
تحدَّثنا بين الحجرتين،
حتى بلغت الطحالب شفاهنا،
وكست اسماءنا.

-ايميلي ديكنسون

رَفاهية العودة للمنزل

وليس الفلسطيني مهنة أو شعاراً. إنه، في المقام الأول، كائن بشري، يحب الحياة وينخطف بزهرة اللوز، ويشعر بالقشعريرة من مطر الخريف الأول، ويُمارس الحب تلبية لشهوة الجسد الطبيعة، لا لنداء آخر ... وينجب الأطفال للمحافظة على الاسم والنوع ومواصلة الحياة لا لطلب الموت، إلا إذا أصبح الموت فيما بعد أفضل من الحياة! وهذا يعني أن الاحتلال الطويل لم ينجح في محو طبيعتنا الإنسانية، ولم يفلح في إخضاع لغتنا وعواطفنا إلى ما يريد لها من الجفاف أمام الحاجز.

-حيرة العائد ، محمود درويش

لا بأس من أن يكون ماضينا أفضل - من حاضرنا. ولكن الشقاء الكامل هو أن يكون حاضرنا أفضل من غدنا. يا لهاويتنا كم هي واسعة !

-محمود درويش

ضع نفسك بعيدًا عن الأشياء
آه ياقلبي،
أنت يا من يتيه
في أوراق الشجرٍ .

- إيتيل عدنان