هل ‎#غزة_تنتصر ؟!

في غزوة أحد انتصر المشركون على المسلمين، لأن الغلبة كانت للمشركين، وقُتل من المسلمين سبعون رجلاً، كلهم من الرجال المقاتلين.
وقد سمى الله ما حصل للصحابة مصيبة، وعاتب من تولى وفرّ عن القتال، وأخبر تعالى أنه عفا عنهم.
وهذا ليس فيه أي عيب ولا تنقص للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فالحرب سجال.
ولا شك أن ما حصل في غزوة أحد من مصيبة وبلاء فيه حكم ومصالح كثيرة. انظرها في "زاد المعاد" (٣/ ١٩٦ - ٢١٧).
فالعجيب حال من يعتقد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه لم يظفروا بالنصر في غزوة أحد، ولكنه يرى ما حصل لأهل غزة نصراً ويحتفل به.
ولقد حزن النبي -صلى الله عليه وسلم- حزناً شديداً على من قُتل من أصحابه في أحد -خصوصاً عمّه حمزة، وبقي حزنه حتى بعد إسلام وحشي بن حرب-، مع علمه -صلى الله عليه وسلم- أنهم شهداء عند ربهم يرزقون، كما نزل القرآن بذلك.
فكيف يصح الاحتفال مع مقتل سبعين ألفاً (أكثرهم لا شأن لهم بالقتال من النساء والأطفال..) وتدمير أكثر مدينة غزة؟!
وإنما يكون الفرح بسلامة من بقي منهم، مع الحزن الشديد على الخسائر والمصائب الكثيرة التي أوقعها بهم اليـ.ـهود عليهم لعائن الله المتابعة إلى يوم القيامة.

إن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقاتل لأجل كسر شوكة العدو، وحفظ بيضة الإسلام والمسلمين -خصوصاً من لا شأن لهم بالقتال-، وأما الإخوان المفلسون فلا يبالون بكثرة الخسائر في الأرواح، والدمار في المساكن والمصالح، لأنهم يخالفون منهج النبي -صلى الله عليه وسلم- في الجهاد من عدة جوانب، وهذا أحدها.
ومع ما عندهم من انحراف في مفهوم الجهاد؛ فإنهم يغلون في جهادهم غلوّاً فاحشاً، فما حصل في غزة من خسائر وكوارث لا يرونه شيئاً، بل يحتفلون به، ويعدونه نصراً تأريخياً.
وجهادهم هو الجهاد المقدس الذي من انتقده أو وصفه بالخسارة والهزيمة فهو صهـ.ـيوني، منافق، لا يعرف معنى الرجولة...، وأما ما حصل للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في غزوة أحد فلا بأس لو سميته مصيبة، أو أنهم لم ينتصروا...
وقد اغتر بهم مَن عطّلوا عقولهم عن التفكير والاعتبار، بعد أن أعرضوا عن نصائح أهل العلم الكبار وأساءوا بهم الظنون، فصاروا يشاركون في هذا الجنون (وهو الاحتفال بالكوارث والمصائب)، والله المستعان.

https://t.me/badokhon2

Live now