بَـقيـتُ هُـنـا
وَحـدي أنـا
حَيـثُ الـلا شَـيء
بَـردَ العِـنـاق وَ هُـجِـرَ المَـكـان
وَ ذبـلَ الـوردُ وَ مَـر الـزَمـان
غَـادرَ الجَميـع وَ بَـقيـتُ أنـا
أتَـعثَـر بَيـنَ ذِكـرىٰ وَ أُخـرىٰ
وَ أنثُـر مـا تَـبقىٰ مِني علـىٰ الأسطُـر .

تُـبعِـدُكَ متـاهـات الحيـاة عَـن
روحَـك الحقيقيـة مِـن دون درايَـة ..
تـلـك الـروح التـي تَـبحـث فِـي كُـل لحظَـة
عَـن قَـصيـدة تَـشبههـا تَـنتمـي إليهـا
تَعـود إليهـا بَـيـن الحـيـن والآخـر
لأنَـك صَـنعـت مَـعهـا ذكـريـات
ولـو أنَـك سَمعتهـا لأول مَـرة
أنـت الـذي تَـصنـع ذكـرىٰ مَـع
كُـل شَـيء تُـقـابلـهُ فِـي طـريـق حيـاتَـك
ثـم تَـعـود لـلحظـةٍ مُـميـزة
وأنـت فِـي وسَـط تـلـك المَتـاهـات
تَبحـث عَـن قَـصيـدة فَـتجـد
أن روحَـك تَـشكـرك لأنَـك تُـحـاول
أن تُـعيـد لـهـا أصـلهـا .

‏ولأنَـنـي لا عـذر لـي
‏حـاولـت أن أخـفـي عَـن المـرآة
كُـل مَـلامـحِـي
‏وأسيـرُ مِـن سَـفـرٍ إلـىٰ سَـفـر
‏ومِـن تَـعـبٍ إلـىٰ تَـعـب
‏ومِـن حُـبٍ بـلا ذنـبٍ إلـىٰ ذنـب
بـلا قـلـب ‏يُـلاحـقنـي بـلا حُـب
‏ويـتعبنـي بـلا ذنـب
‏ويـرمينـي بـلا قـلـبٍ إلـىٰ نَـفسـي
‏فَـيـا ويـلاه مِـن نَـفسـي .

مُـتعبَـة
مِـن مَـشقـة الطَـريـق
ومُحـاولات الـوصول
مِـن فَـزعِـي المُستمـر
مِـن أن تَـكـونَ الـوجـهـة خـاطِـئَـة
مِـن كُـل شَـيء أبـذل فـيـهِ جُـهـد قَـلبـي
ولا يَـعطـي لـهـذهِ الـروح طـمَـأنِـينـة كـامِـلـة.

تحاول تتخطىٰ موضوع معين
بَس دائماً ترجع لنقطة الصفر !!

إنَـهـا الثـالثـة فَـجـراً الآن
كُـل عـائِـلـتـي تَـعـتَـقـد
بـأنَـني لـم أنـم الليلـة
لأنَـني أسـهَـر علىٰ هـاتـفـي فـقـط !
لـم تَـكـن تَـعـرف مـا مَـعنـىٰ
أن أكـون مُـصـاب
بِـالأرق والأفـكـار ،
للحَـد الـذي يَـجعـل النَـهـار
غـيـر كـافِ لـلتَـفكيـر ،
فتَـمتَـد حَـتىٰ طَـوال الـلـيـل .

أريـدُ أن أبـدأ مِـن حـيـثُ أنـتَهيـت
أسيرُ مُـعتـدلاً كـأني لـم أتـعـرض
إلىٰ أي إصـابـةٍ مِـن قَـبـل
أنـظُـر إلىٰ الأشيـاءِ التي لـم تَـعُـد لـي
ولا أريـدُ استـعَـادتـهـا
أتَـفقَـدُ مـاضي دُونَ أن يـرِفَ جِـفنـي
أو يَـحـنَّ قَـلـبـي
أو يَـتحـركَ شـعـورٌ قَـد سـكَـن
أريـدُ أن أنـهَـض بـالمحَبـة لا بـالغَـضـب
بـالأمَـلِ لا بـالـيـأسِ
خـاليـاً مِـن أي ضَـغينـةٍ 
وداعـيـاً إلىٰ كُـل فَـضيلـةٍ
أبـحَـثُ عَـن السكينـةِ في الأرجـاء
لأعـودَ بكـامـلِ سَكينتي إلىٰ اللحظـة الراهنـة .

إن كُنتُ أحبَبتُ الحُسَين فَهَل يُحبُني الحُسَين !

-