مجلة أنصار النبي ﷺ

Description
مجلة شهرية تصدر عن الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ
We recommend to visit

القناة الرسمية والموثقة لـ أخبار وزارة التربية العراقية.
أخبار حصرية كل مايخص وزارة التربية العراقية.
تابع جديدنا لمشاهدة احدث الاخبار.
سيتم نقل احدث الاخبار العاجلة.
رابط مشاركة القناة :
https://t.me/DX_75

Last updated 1 year, 8 months ago

القناة الرسمية لابن بابل
الحساب الرسمي الموثق على فيسبوك: https://www.facebook.com/Ibnbabeledu?mibextid=ZbWKwL

الحساب الرسمي الموثق على يوتيوب :https://youtube.com/@iraqed4?si=dTWdGI7dno-qOtip

بوت القناة ( @MARTAZA79BOT

Last updated 6 months ago

Last updated 2 months ago

2 months, 2 weeks ago

الحمد لله الذي منّ على المسلمين في سوريا بزوال حكم عائلة الأسد، ومهّد لهم الطريق لبناء دولتهم الجديدة على أسس مختلفة وقواعد متينة راسخة، ولكنهم يواجهون تحديات كبيرة ومشاكل لا حصر لها، تركها النظام البائدُ وراءه، فأورثهم دولة متهالكة ومجتمعاً مليئاً بالانقسامات الطائفية والعرقية وبنية تحتية في غاية الضعف والوهن.

وأمام هذه العقبات والمشاكل والتحديات لا بد للقائمين على الإدارة الجديدة من الاستعانة -بعد الله عز وجل- بهذا الموروث المبارك من فقه الموازنات بين المصالح والمفاسد، ولا بد من استشارة الخبراء والفقهاء الذين أنعم الله عليهم بنعمة الفقه في الدين وعندهم قدرة على خوض غمار هذه الترجيحات والموازنات.

والواجب هو أن يقوم المختصّون من أهل الفقه والعلم وأئمة المساجد في تلك البلاد بنشر قواعد هذا العلم وتبسيطه لعامة الناس، حتى يلتمسوا العذر للقيادة الجديدة إذا أقبلت على ترجيح مصلحة على أخرى أو ارتكاب مفسدة صغرى في مقابل دفع ما هو أعظم من المفاسد والشرور.

والعاقل الحكيم تكفيه الإشارة والله سبحانه وتعالى الموفق لكل خير، يهدي الله لنوره من يشاء، ومن يُرد الله به خيراً يفقهه في الدّين.

والحمد لله ربّ العالمين.

2 months, 2 weeks ago

الحمد لله وكفى وصلاة وسلام على النبي المصطفى وبعد:

فقه الموازنة بين المصالح والمفاسد باب من أبواب الفقه يجهله كثيرٌ من الناس بسبب غلبة العاطفة على مشاعر النّاس، خاصّة في القضايا العامة التي تشغل بال النّاس هذه الأيام والتي قد تختلط فيها المصالح والمفاسد أو تتزاحم المصالح فيما بينها، حتى يحتار المرء في كيفية الترجيح بينها.

فينظرُ أناسٌ إلى أمر ما من زاوية واحدة وينظر إليه آخرون من زاوية أخرى، وعندها يحدث التعارض بين الآراء وتكثرُ المشاكسات بين النّاس على وسائل التواصل الاجتماعي أو في واقع حياتهم اليومية.

والسبب الآخر في عدم انتشار هذا الفقه بين عوام النّاس هو قلة المتحدثين حوله من الفقهاء والعلماء والدّارسين لشريعة ربّ العالمين.

وهو علم قد تمنّى الحبيب ﷺ أن يزداد منه، حيث تمنّى أن يكون موسى عليه السلام قد صبر مع الخضر عليه السّلام، كي يقصّ علينا الثاني من أعاجيب هذا العلم وغرائبه أثناء رحلة موسى عليه السّلام في طلبه للعلم والتعلم من نبي من الأنبياء1 جمع الله له بين العلم والرحمة2.

فقد روى الشيخان في حديث طويل قوله ﷺ: “يرحمُ الله موسى، لوددت أنّه كان صبر حتى يقُصَّ علينا من أخبارهما”3.

قد يقول قائل: ألم يعلم النبيّ ﷺ أنّ الله قد قدّر لقصة موسى مع الخضر ﷺ أن تنتهي إلى هذا الحدّ الوارد في سورة الكهف لعلمه سبحانه وتعالى أنّ هذا القدر كافٍ في إقامة الحجّة على النّاس حتى يتعرفوا على أسرار هذا العلم وقواعده؟

والجوابُ: بلى، فالرسول ﷺ أعلمُ النّاس بأسرار الوحي وحكمة الله البالغة في التنزيل، ولكنّه المعلم الأوّل لهذه الأمة، فلربما قال ما قال رغبة في الحث على تعلم هذا العلم الذّي يسمّيه الفقهاء “فقه الموازنة بين المصالح والمفاسد”.

فكلما علا شأنُ علم من العلوم في نظر الطالبين، اجتهد الدّارسون وأهل الفضل والفقه في تحصيله وسبر أغواره، والله أعلم بمراده ومراد رسوله ﷺ.

وقد لخّص شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الهدف الأساسي من هذا الباب الدقيق من أبواب الفقه، فقال: “وقد كتبت ما يشبه هذا في “قاعدة الإمارة والخلافة”، وفي أنّ الشريعة جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها، وتعطيل المفاسد وتقليلها، وأنّها ترجح خير الخيرين وشر الشرين، وتحصيل أعظم المصلحتين بتفويت أدناهما، وتدفع أعظم المفسدتين باحتمال أدناهما”4.

والمطالعُ لسنة الحبيب ﷺ يجد أنه قد مارس هذه الموازنات بين المصالح والمفاسد أو بين المفاسد على اختلاف مراتبها، فقد يتحمّل مفسدة صغرى في مقابل دفع مفسدة كبرى واضحة المعالم يُتوقّعُ حصولها إذا لم تندفع بوقوع المفسدة الصغرى.

والأمثلة كثيرة منها:

أنّ النبي ﷺ ترك صلاة الجنازة على مَن مات وعليه دَين لم يترك في مقابله وفاءً، فقد روى سلمة بن الأكوع رضي الله عنه في حديث طويل قال في آخره: “ثمّ أُتِيَ بالثالثة، فقالُوا: صلّ عليها، قال: هل ترك شيئا قالُوا: لا، قال: فهل عليه دينٌ، قالوا: ثلاثةُ دنانير، قال: صلُّوا على صاحبكم، قال: أبو قتادة: صلّ عليه يا رسول الله، وعليّ دينه، فصلّى عليه”5. وهنا جاز لرسول الله ﷺ أن يترك صلاة الجنازة على المدينِ الذي لم يترك وفاءً لدينه. وهي مفسدة خاصة تقع بفوات مصلحة وبركة دعاء النبيّ ﷺ للميّت رغم ما قد يؤدّي ذلك إلى انكسار خواطر أقاربه ومحبيه، ولكنّها تبقى مفسدةً محدودةً في مقابل دفع مفسدة أكبر منها قد تنتُجُ عن التساهل في قضاء الديون وضياع الحقوق المالية بين النّاس.

ومن ذلك أيضاً الموازنة التّي بنى عليها النبيّ ﷺ قبوله لشروط كفار مكة في صلح الحديبية، فبعض هذه الشروط كانت قاسية ومجحفة في حقّ المسلمين حيث أحدثت صدمة لدى بعض الصّحابة رضي الله عنهم. روى مسلم في صحيحه من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قوله في قصة صلح الحديبية: “فاشترطوا على النبيّ ﷺ أنّ من جاء منكم لم نردَّهُ عليكم، ومن جاءكم منّا رددتموه علينا، فقالُوا: يا رسول الله، أنكتب هذا؟ قال: نعم، إنّه من ذهب منّا إليهم فأبعده الله، ومن جاءنا منهم سيجعلُ الله له فرجا ومخرجا”6. وقد ذكر علماؤنا7 المصالح الظاهرة المترتبة على هذا الصلح رغم ما فيه من بعض المفاسد التي أنكرها بعض الصّحابة لعجزهم عن إدراك أسرار هذه الموازنة التي ذهب إليها النبي ﷺ، بسبب كمال فقهه وعلمه بأسرار الشريعة وقواعدها، أو لصدور أفعاله وتصرفاته من منطلق الوحي الربّاني. فكان هذا الصلح فاتحة خير على المسلمين بشّر الله بها نبيّه ﷺ عندما أوحى إليه بسورة الفتح وهو في طريق العودة إلى المدينة النبويّة.

وهناك أمثلة أخرى لا يتسع المقام للتفصيل فيها، كعدول النبي ﷺ عن قتل كبار المنافقين الذين كانُوا يسعون بالفتنة داخل المجتمع المسلم، خشية أن يقول النّاسُ إنّ محمّداً ﷺ يقتلُ أصحابه، وهذا قد يجر إلى مفسدة كبرى وهي نفور الناس من الدعوة الإسلامية وخوفهم من اللحاق بجماعة المسلمين بسبب ما يخشونه من القتل والتنكيل.
سوريا الجديدة أمام التحديات

2 months, 2 weeks ago

في قمة الجاهزية تحت مشيئة الله الواحد الأحد يقهر بها من يشاء، ويبتلي بها من يشاء، لا يبيدها أحد من الخلق، ولا يفنيها أحد من الناس مهما كانت مبيداته وتحصيناته، يهلك بها الجاحدون المعرضون، وربما سلطها على المؤمنين ابتلاءً واختبارًا.

﴿‌وَلِلَّهِ ‌جُنُودُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾.

4 months, 3 weeks ago

أهل غزة مع ما نالهم من الدمار وما راح منهم من الشهداء ومع ما جُرح منهم، فقد ضاع منهم كل شيء، حقًا كل شيء من متاع الدنيا، لكن بقي لهم الإيمان والأجر والثواب، فهذا اليوم يومهم، والفرحة فرحتهم، وسبحان الله على صبرهم وثباتهم، جزاهم الله عن المقاومة وعن الأقصى وعن فلسطين وعن الإسلام والمسلمين خيرًا، وإنهم ليستحقون أعظم وسام أعطي لشعب في التاريخ، والله أعلم بجزائهم في الآخرة.

إنه يوم من أيام الله أعزّ الله فيه الإسلام، وسيعزّ الله بعده المسلمين، وأذلّ الله فيه أهل الكفر والطغيان، ألا فسيروا على درب الطوفان، فوالله إنها لفرصة عظيمة، نسأل الله تعالى أن يتمها بالنصر العظيم لجميع المسلمين!

4 months, 3 weeks ago

وهناك منعطف آخر قد لا يفطن له الكثيرون، وهو منعطف حركات التحرر الوطني في كل دول العالم وخاصة دول إفريقيا التي ظلت مستعمرة لقرون عدة، فهي اليوم تفكر جادة أنه لا حل حقًا إلا في المقاومة، والمقاومة أثبتت فعاليتها، وإن صحبها كثير من التضحيات لكن هذه سنة الله في خلقة، وهي سنة التدافع بين الناس، والتدافع لابد له من ضريبة، لكنه حتمًا يكون في صالح صاحب الحق ما دام مدافعًا عن حقه.

شهر أكتوبر وما أجمله!

هذا الشهر صار يحمل لنا الذكريات الجميلة، فمن يوم السادس من أكتوبر وتحطيم خط (بارليف)، وإزالة الساتر الترابي، ووقوف (جولدا مائير) تبكي بحرقة وتستغيث بأمريكا، والعبور العظيم لجيش مصر بقيادة سعد الدين الشاذلي -رحمه الله- وصيحة "الله أكبر" المدوية في سماء سيناء ومصر كلها، والفرحة الغامرة ساعتها لكل عربي ولكل مسلم بالإنجاز العظيم، رغم ما تلاه من عمالة وخيانة وتطبيع مذل، ليأتي شهر أكتوبر أيضًا بالقضاء على من طبع وخان القضية.
فمن نصر السادس إلى نصر السابع من أكتوبر -ولا مقارنة عندي بينهما- لأن نصر السابع كان في دائرة المستحيل فتحول للمكن ثم للمحقق، ونتائجه أجمل وأحلى وأعظم من الأول، واستمرارية المقاومة بعده والانتصارات الجميلة التي تلته.. جعلته أحلى طعمًا، فصمود المقاومة عامًا كاملًا أمام العالم بأسره لهو والله أعظم إنجاز، ونصر ما بعده نصر، فضلًا عن أن المقاومة لا نية عندها للخذلان ولا التطبيع ولا للاستسلام -حفظهم الله تعالى- كل هذا يجعلنا حقًا نفتخر بيوم السابع من أكتوبر.

وضوح الرؤية بالنسبة للحكام

إن الطوفان الذي غمر أرض فلسطين خاصة، ووصل مداه لكل بقعة في الأرض عامة، قد كان طوفانًا كاشفًا، وطوفانًا لا يحابي أحدًا ولو كان يدّعي مَن يدعي تلبيسًا على الناس، فابن نوح الذي رفض الحق أغرقه الطوفان ولم يقل الطوفان: إن أبا كنعان -إن صح هذا الاسم له- هو نبي الزمان، وهو أول أولي العزم من الرسل -من حيث التاريخ- ورغم أن كنعان ظن أن الجبل الذي سيأوي إليه سيعصمه من الماء، ولكن الطوفان كشف زيفه وخداعه وأظهر كفره وعناده، وحال الطوفان بينه وبين أبيه وبين السفينة والنجاة فكان من الهالكين.

واليوم يكشف الطوفان زيف مَن تستروا خلف عباءة فلسطين، وأوهمونا دهرًا أنهم حماة القدس، وقد كانوا يبيعونها سرًا ويتظاهرون بحمايتها جهرًا، عام من الطوفان أظهر من يدعي كاذبًا ممن يقف مع فلسطين حقًا، وإن كان هناك من يحاول عابثًا أن يوهمنا أنه ما زال مع القضية أو ما زال يعمل لصالحها، ولكن الجميع كشف كذبه وخداعه.

وأول من أزال الطوفان الغطاء عن خيانتهم وأظهر سوأتهم هم الحكام، الذين كانوا يصدعوننا بحفاظهم على قضية فلسطين، ويقولون: القدس خط أحمر! لما جاء الطوفان جرفهم فما وجدناهم إلا في صندوق القمامة مع كنعان، وهلكوا معه وإن كانوا على قمة الجبل، وجدنا منهم من يبكي بحرقة على حليفه الصهيوني بدموعه ويترحم عليه وينفق على ذويه ورحمه، ومنهم من أرسل طائراته تساند العدو، بل وظهرت كتائب من بعض الدول تقاتل على أرض فلسطين لكنها -يا للأسف- تقاتل الفلسطينيين، ومنهم من سيّر أسطول المساعدات وما زال يسيره والعالم كله يرى ذلك.

فالحكام هم أول من كشف الطوفان زيفهم، وأظهر الطوفان أنهم لا يمثلوننا ولن يمثلونا، وآن الأوان لاستبدالهم بمن هو أصلح لنا ولأمتنا، وبقاؤهم أكثر يزيد من شقائنا ويصبّ في مصلحة أعدائنا، ووجوب استبدالهم بات واضحًا للعوام قبل الخواص من الناس، فمن يفرط في القدس وفي فلسطين سيفرط في مصر غدًا وفي سوريا بعد غد وفي الأردن بالليل بين اليومين، حتى تتشكل ما يزعمونه بدولتهم العظمى -وهذا خيال لا مكان له- وإن قلنا بإذن الله نقولها تحقيقًا لا تعليقًا، فحكام وجيوش تشارك في إبادة المسلمين وتحاصرهم وتمد عدوهم، فهذه فئة لا خير فيها من البشر، بل هي نبتة خبيثة لا بد من اجتثاثها من فوق الأرض، وهم كزبد سيذهب جفاءً، لكنه ينتظر نفخة صادقة من عباد لا يحبون إلا الدار الآخرة، وكما قال الشاعر عن هؤلاء:
ولسوف تعلم حين ينقشع الغبار *** أفرسٌ كان تحتك أم حمار

فلقد كشف الطوفان عنهم وأظهر أنهم لا يعرفون للفروسية طريقًا، وهم شر من الحمر.
ولا أقصد بوضوح الرؤية هنا أنها لم تكن واضحة، لا والله كانت واضحة منذ زمن بعيد، منذ زمن التطبيع، والخيانات، واستقبال السفراء، والتبادل التجاري، والحميمية التي كانت لا تخفى، وأصحاب البصيرة كانوا يرون هذا، لكن بعض الناس كانت على عينه غشاوة، فكان ما زال يؤمل فيهم خيرًا، أما بعد الطوفان فقد بانت سوأتهم للقاصي والداني، وهذا معنى وضوح الرؤية.

وأخيرًا إنه عام أهل غزة الأبطال

4 months, 3 weeks ago

نستحضر دائمًا كلمة الملا عمر -رحمه الله تعالى- عندما أعلنت أمريكا الحرب على أفغانستان فقال: "لقد وعدنا الله بالنصر ووعدنا بوش بالهزيمة وسنرى أي الوعدين أصدق"! فجاهَد -رحمه الله- هو ومن معه جهاد الأبطال، ولقد انكسر بوش وانكسرت حملته الصليبية، وانتصر الأفغان وحرروا دولتهم وأقاموا الحكم فيها بعد جهاد مضنٍ دام عشرين عامًا مع الصليبين، وذلك مصداقًا لوعد الله لهم بالنصر.

كثير من المسلمين -يا للأسف- إذا حدثته عن تحرير القدس، وتحرير فلسطين، وزوال الكيان الصهيوني، يسارع بالقول: ماذا تقولون؟! فالكيان يفعل ما يريد ويضرب هنا وهناك، ويهلك الحرث والنسل، وقد علو علوًا كبيرًا!
وينسى هؤلاء وعد الله سبحانه وتعالى إذ قال: ﴿فَإِذَا جَاۤءَ وَعۡدُ ٱلۡـَٔاخِرَةِ لِیَسُـࣳـُٔوا۟ وُجُوهَكُمۡ وَلِیَدۡخُلُوا۟ ٱلۡمَسۡجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةࣲ وَلِیُتَبِّرُوا۟ مَا عَلَوۡا۟ تَتۡبِیرًا﴾ [الإسراء: ٧] بل وتوعد بني صهيون في الآية التي بعدها بقوله تعالى: ﴿وَإِنۡ عُدتُّمۡ عُدۡنَاۚ وَجَعَلۡنَا جَهَنَّمَ لِلۡكَـٰفِرِینَ حَصِیرًا﴾ [الإسراء: ٨].

الكثيرون يتغنّون بوعود (النتن) وأمثاله، ويرون أن دولة بني صهيـون من الفرات إلى النيل قائمة لا محالة! لأن الغرب يتبناها وهم يعملون لها ليل نهار، وما أدري من أين جاء هذا؟ سوى أكاذيب كذبوها علينا حتى صدقناها نحن وصارت كأنها واقع محتوم، رغم أنه لا القرآن ولا سُنة العدنان جاءا بشيء من هذا، بل وجاء القرآن بما ينسف هذا، ولكنه الشعور بالذلة وبالضعف وبالهوان.

لقد وعد الله تعالى بتحرير المسجد الأقصى، وبزوال دولة بني صهيون، ووعد النتن كاذبًا بقيام دولته من الفرات إلى النيل، فيا ترى أي الوعدين أصدق؟! هل نصدق (النتن) في وعده وقد رأينا جنوده الأشاوس يبولون على أنفسهم ويستخدمون الحفاظات أكثر من استخدامهم للمناديل، من جبنهم وخوفهم!

هل نصدق النتن في وعده؟! ونحن ما رأينا اليهود إلا كما وصفهم الله تعالى، ﴿لَا یُقَـٰتِلُونَكُمۡ جَمِیعًا إِلَّا فِی قُرࣰى مُّحَصَّنَةٍ أَوۡ مِن وَرَاۤءِ جُدُرِۭۚ بَأۡسُهُم بَیۡنَهُمۡ شَدِیدࣱۚ تَحۡسَبُهُمۡ جَمِیعࣰا وَقُلُوبُهُمۡ شَتَّىٰۚ ذَ ٰ⁠لِكَ بِأَنَّهُمۡ قَوۡمࣱ لَّا یَعۡقِلُونَ﴾ [الحشر: ١٤]. ولولا حبل من الناس بل من كل الناس اليوم لهم لرأينا كيف هي ذلتهم التي كتبها الله عليهم.

وهل تحقق لليهود شيء مما قالوه من قبل؟ فمنذ قيام حماس وهم في كل مرة يقولون: "سنقضي على حماس". فلا تزداد حماس إلا قوة، وذلك مصداقًا لوعد الله على لسان رسوله ﷺ: "إذا فسدَ أَهْلُ الشَّامِ فلا خيرَ فيكم، لا تَزالُ طائفةٌ من أمَّتي منصورينَ لا يضرُّهم من خذلَهُم حتَّى تقومَ السَّاعةُ".

واليوم نفس الأمر ونفس الوعد، فالله وعد المؤمنين بالنصر، إذا جاهدوا الكافرين وجالدوهم، ووعدنا بهلاك الكافرين إذا سرنا وفق سنن الله الكونية. و(النتن) يتوعدنا بالهلاك التام للفئة المؤمنة -وهذا من المحال على الله تعالى لوعده بنصر المؤمنين- وبقيام دولة الظلم والفجور من الفرات للنيل حسب زعمهم. فيا ترى نصدق من؟! فإن كنا نصدق الله تعالى، فأين يقيننا بذلك؟ وأين جهادنا في سبيله؟! وإلى مَن يخشون (النتن) وأمثاله، ويصدقون وعودهم الباطلة، أين أنتم من الإيمان؟!

منعطف تاريخي عظيم

نعم، يوم السابع من أكتوبر يمثل أكبر منعطف تاريخي في العالم بأسره، فبينما البوصلة تتجه لإتمام التطبيع مع بقية الدول الإسلامية، وطبع أقفية هذه الدول بطابع الخزي والعار والذلة والمهانة، وبينما تتجه الصهيونية للهيمنة والسيادة على الشرق الأوسط، يخرج لها من القمقم من يقول لها: كفى! بل ويصفعها أكبر صفعة على القفى، فيذل كبرياءها، ويحطم أحلامها، ويجعلها تفكر في نهايتها، ويرحل الكثير من أبنائها، وينسى الكثيرون منهم أرض الميعاد، فحقًا إنه لمنعطف خطير.

منعطف في السياسات العالمية، وفي موازين القوى، وفي الجغرافيا والتاريخ والاقتصاد، فأصبحت القضية الفلسطينية هي محور الحديث العالمي بعد أن كادت تُنسَى، وأصبحت حرب الطوفان أشهر حرب في التاريخ الحديث كما كانت في القديم، فغطت على الحرب العالمية المصغرة التي دارت عجلتها في أوكرانيا.

فضلًا عن كونه منعطف في فكر الناس مسلمهم وكافرهم، وتحولِ الكثيرين عالميًا لنصرة القضية الفلسطينية، وانهيار مظلومية الصهاينة التي كانت تسيطر على العقول، وظهورها بصورة الجاني بل والجاني المجرم بعد أن كانت تسوّق أنها المجني عليها، بل وتحول فكر الكثيرين في العالم الإسلامي، وتركوا نظرية اللاممكن إلى الممكن، ومن اللامعقول إلى المعقول، وأصبح فكر الجهاد حاضرًا في الأذهان بعد غيابه، وقضية الأقصى صارت القضية الأولى لدى المسلمين.

5 months ago

أكتب لكم من داخل قفص المحاكمة في القضية المعروفة إعلامياً باسم: "فض رابعة"، وذلك قبل دقائق من إسدال الستار وإصدار ما يُسمى بالأحكام؛ فالبراءة والإعدام كلاهما باطل ولا محل لهما عند العقلاء من الإعراب.

القضية معروفة.. بدأت بالخيانة والبطلان في 3 يوليو/ تموز 2013 حتى وصلنا الآن إلى أقصى درجات الفشل ومرحلة الهذيان، ويظل أنصع ما في المشهد المصري الدماء التي سالت من الآلاف منذ ثورة "25 يناير" مروراً بميدان رابعة وحتى الآن، وكأن لسان حالها يقول: "أتموا الثورة لله".

إن حياة الأمم وبقاء الشعوب هما في المنعة والمقاومة.. لا في دفقة واحدة بل دفقات، ولا في محاولة وحيدة بل سيل من المحاولات؛ وانظروا معي كيف استشف داهية من دواهي العرب هذا الأمر؟، وماذا قال عن سر البقاء؟!

فقد قال أحد الصحابة: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "تقوم الساعة والروم أكثر الناس". فقال له عمرو أبصر ما تقول، قال: أقول ما سمعت من رسول الله ﷺ، قال: لئن قلت ذلك إن فيهم لخصالاً أربعاً: إنهم لأحلم الناس عند فتنة، وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة، وأوشكهم كرة بعد فرة، وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف، وخامسة حسنة جميلة وأمنعهم من ظلم الملوك".

إن مواجهة الظلم ومقاومة الاستبداد جزء أصيل من حركة الحياة؛ فالله خلق الكون على مبدأ الزوجية: ﴿وَمِن كُلِّ شَیۡءٍ خَلَقۡنَا زَوۡجَیۡنِ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ﴾ [الذاريات: ٤٩]؛ فلا يزال الصراع بين الحق والباطل، والعدل والظلم، ما بقيت السماء والأرض، وتعاقب الليل والنهار، وكلما خرجت الزفرات من صدور الفاسدين، وترددت الأنفاس بين ضلوع المجاهدين.

وأنادي كل مصري حر أبيّ مهيب الجناح.. نداء القريب لا البعيد؛ فأقول: اخلع عنك ثياب المظلوم! فهذه هي البداية.. أن تعيش بثوب الغالب لا المغلوب. أن تنطلق كصخر جلمود لا أن تنحني بظهر مجلود.. أن تبسط كفك عاليًا؛ فالعليا خير من السفلى.. أن تسري الروح في الجسد حاملة الفأل الصالح لا أن تتغذى بلعن الفاجر والمستبد والطالح.. هذا قليل من كثير تجلى بعد ثورة "25 يناير"؛ فلماذا نعود للوراء؟!

أتموا الثورة لله..

لا.. لا لن أقبل أبدًا بولاية ظالم.. "لا تقولوا للمنافقين سيدنا؛ فإنه إن يك سيدكم فقد أسخطتم ربكم"1.

فندائي.. أن نستمر.. أن نبقى.. أن نواصل.. على ما بدأناه وسرنا فيه وخضنا من أجله كل هذه المسيرة للوصول إلى حكم رشيد، قال الشافعي:

إني رأيت وقوف الماء يفسده **إن سال طاب وإن لم يسَل لم يطبِ
أعلم أن ما قُدم من تضحيات هو كثير، وكذلك أعلم أن كثيراً ممن فشلوا لم يدركوا كم كان النجاح قريباً منهم عندما استسلموا!

أتموا الثورة لله..

هذه بضع كلمات سطرتها إليكم وعهدي إليكم من أجل مرضاة ربي؛ فلن أهدأ أبداً.. وللخائن نهاية سوء.. لله در القائل:

ومن يتحرش بالردى يكرع الردى** زعافاً ومن يستنبت النار يحرق

والسلام.

5 months ago

الرغبة العارمة لدى ملايين الشباب والشابات في عمل شيء لرفع الذل عن الأمة، ورفعها إلى سدة السيادة العالمية من جديد، وهذا الأمر أكثر ما يزعج أعداء الإسلام ويخيفهم، ويزعزع كل الأسس التي جهدوا في إرسائها، والتي حاولوا بها أن يصرفوا الشباب عن العمل الجاد إلى الخلافات العقيمة المطولة، أو الانزواء في المساجد والزوايا والتكايا، أو الانشغال بسفاسف الأمور ودناياها، أو الانغماس في الكبائر والموبقات.
أما اليوم فقد عرف كثير من الشباب والشابات طريقهم، والتزموا إسلامهم، وصاروا يعملون -في مجملهم- ما يستطيعونه من أجل نصرة الإسلام وقضاياه.

والمطلع على المظاهرات المليونية في عدد من بلاد العالم الإسلامي، والناظر إلى القنوات الفضائية والشبكات العنكبوتية (الإنترنت) وما يجري فيها من تفاعل عدد عظيم مع قضايا المسلمين، ليدرك تمامًا أن الليلة ليست كالبارحة، وأن الأمة غيرها بالأمس، وأن كثيرًا من مظاهر التغيير الجادة بدأت تأخذ مجراها على أيدي هؤلاء الشباب الأطهار العظماء.
ختامًا أمة الإسلام

فإنه لا يفت في عضد أعداء الإسلام شيء أكثر من تفاؤلكم بالنصر ثم العمل على تحقيقه، ولا يفرحهم شيء قدر فرحهم إذا يئستم وأعرضتم وتوليتم، فاللهَ الله، فهذه أيام من أيام الله تعالى شديدة، العامل فيها ليس كالعامل في أيام الرخاء، فأروا الله تعالى من أنفسكم نصرة وحماسًا وعملاً صالحًا ومبرورًا، عسى الله أن يمنّ علينا بأن يُقرّ أعيننا بنصر الإسلام وأهله، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

5 months ago

التزام كثير من أفراد الجيوش العربية والإسلامية بالإسلام ضباطًا وجنودًا، ولو تتبعنا حال هذه الجيوش العربية إلى أربعين سنة ماضية لوجدنا أن الأغلبية الساحقة من الضباط والجنود لم يكونوا يعرفون صلاة ولا صيامًا، ولا يدركون معنى الجهاد في سبيل الله، ولم يقاتلوا على أساس من الإسلام متين، وكانت الكبائر منتشرة فيهم، وهذا الذي نراه اليوم من أفصح دلائل النصر القادم.
التزام النساء بالإسلام، وقد حاول أعداء الإسلام مرارًا أن يفسدوا المرأة المسلمة ونجحوا، حتى أصبحت أكثر العواصم العربية والإسلامية خلوًا من مظاهر الحجاب. وكان الأصل فيها تفلُّت النساء من الالتزام الشرعي، ولم تتغير هذه الصورة إلا من ثلاثين سنة خلت فقط، اليوم الأصل في أكثر العواصم الإسلامية الحجاب ولله الحمد، وقد حكى لي أحد الأساتذة الدكاترة وهو شاعر مشهور أنه كان في بلد عربي كبير في الثمانينيات الهجرية/ الستينيات الميلادية، يرجو أن يجد امرأة تقبل بوضع (الإيشارب) على رأسها ليتخذها زوجًا له، فلا يجد إلا بصعوبة!!

ولم تكتف المرأة اليوم بالحجاب فقط بل نزلت إلى ميادين الجهاد السياسي والإعلامي والاقتصادي والاجتماعي، وأنشأت أجيالاً رائعة من الشباب والشابات، وفي هذه السنة نزلت النساء الفلسطينيات الرائعات ميادين العمليات الاستشهادية التي لا يطيقها إلا القليل من شجعان الرجال وأبطالهم. وهذا التحوّل الذي جرى على المجتمع النسائي لهو مسمار في نعش المحاولات التغريبية التي أحاطت بالمرأة المسلمة في القرنين الأخيرين، ولله الحمد.
انتشار الثقافة الإسلامية الصحيحة الواعية، والكتب الكثيرة التي تتحدث عن عظمة الإسلام وروعته، وانتشار المفاهيم الإسلامية الصحيحة، وكل ذلك لم يكن قد ابتدأ إلا منذ ستين سنة فقط في أكثر تقدير، وابتدأ بداية متواضعة على استحياء، ثم انتشر انتشارًا واسعًا حتى صارت معارض الكتب لا تقتات إلا على بيع الكتب الإسلامية وما يتبعها.

انتشار الإعلام انتشارًا عجيبًا؛ فاليوم للإعلام الإسلامي قنواته الفضائية، وبرامجه التي لا تحصى كثرة في وسائل الإعلام المسموعة والمرئية، وهناك البدائل الواضحة الجيدة عن كل الغثاء الذي كان له السيادة المطلقة قبل ثلاثين سنة بل عشرين. وهناك اليوم البديل الجيد للأطفال والنساء والرجال والشباب من المقروء والمسموع والمرئي، مما لم يكن يحلم به أكثر الناس تفاؤلاً قبل ثلاثين سنة فقط، وانتشرت اليوم المؤسسات الإسلامية والإعلامية بالمئات في القارات، أوربا وأمريكا وإفريقيا، وهذه نعمة جليلة.
وأعظم الدلائل الواضحات التي لا تقبل جدلاً ولا نقاشًا هو بزوغ الصحوة الإسلامية الرائعة في العقد الأخير من القرن الرابع عشر الهجري أو السبعينيات الميلادية، التي ألقمت أعداء الله تعالى حجرًا وكانت غصة في حلوقهم وشوكة في جنوبهم، والتي أتاهم الله تعالى بها من حيث لم يحتسبوا، فأصبح للدين جنده من ملايين الشباب والشابات الأطهار ذوي الأيدي المتوضئة.

ولم يكن عددهم يتجاوز الآلاف في العالم الإسلامي كله زمان الظلام الدامس الذي خيم على القرون الأربعة الماضية، وصار الشباب والشابات ينادون بملء أفواههم بالإسلام، ويطالبون بالجهاد، ويتمسكون بحبل الله تعالى، ويرعبون أعداء الإسلام. وهؤلاء هم عدة النصر القادم إن شاء الله تعالى، وشمس الأمة وغدها الباسم، وضياؤها المشرق، وإن زادوا إلى الحد الذي يقدره الله تعالى فليس من قوة في الأرض تستطيع مقاومتهم أو تجاهلهم، وإن غدًا لناظره قريب.

والعجيب أن أكثر هؤلاء في القطاعات التقنية والمهنية والفنية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية، أي في القطاعات التي جهد أعداء الإسلام طويلاً في العمل على تغريبها وتخريبها. ويخبرنا إخواننا الذين يكبروننا في السن أن الحرم المكي في تهجد رمضان سنة 1382هـ/ 1963م كان يصلي فيه أربعة صفوف صغيرة والإمام يقرأ بلا مكبر للصوت فيُسمعهم! وذلك بسبب قلّتهم. ولقد كانت أكثر المساجد لا يحضرها إلا كبار السن، فكيف هو الحال اليوم والحرم يصلي فيه وقت تهجد رمضان الملايين، والمساجد في العالم الإسلامي غاصة بعشرات الملايين من الشباب الطاهر والشابات العفيفات؟!

ولقد كان كبار علماء العالم الإسلامي يشكون من تفرق الشباب عنهم في السبعينيات والثمانينيات الهجرية، أي الخمسينيات والستينيات الميلادية، فأصبحوا بعد ذلك -وقد التف الشباب حولهم- ملء السمع والبصر، فعلامَ يدل كل هذا؟

We recommend to visit

القناة الرسمية والموثقة لـ أخبار وزارة التربية العراقية.
أخبار حصرية كل مايخص وزارة التربية العراقية.
تابع جديدنا لمشاهدة احدث الاخبار.
سيتم نقل احدث الاخبار العاجلة.
رابط مشاركة القناة :
https://t.me/DX_75

Last updated 1 year, 8 months ago

القناة الرسمية لابن بابل
الحساب الرسمي الموثق على فيسبوك: https://www.facebook.com/Ibnbabeledu?mibextid=ZbWKwL

الحساب الرسمي الموثق على يوتيوب :https://youtube.com/@iraqed4?si=dTWdGI7dno-qOtip

بوت القناة ( @MARTAZA79BOT

Last updated 6 months ago

Last updated 2 months ago