اللّهُمَّ أَحْيِنِي عَلى ما أَحْيَيْتَ عَلَيْهِ عَلِيَّ بْن أَبِي طالِبٍ وَأَمِتْنِي عَلى ما ماتَ عَلَيْهِ عَلِيَّ بْنُ أَبِي طالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَم

Many love humanity only in order to forget God with a clear conscience.

اللهم لك الحمد على النِعم التي مننت بها عليَّ وعلى والدي وأخواني. اللهم لك الحمد حمدًا يليق بجلال وجهك الكريم. يا ولي نعمائي ويا غايتي ورجائي في منقلبي ومثواي.

﴿إنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أنْ تَشِيعَ الفاحِشَةُ في الَّذِينَ آمَنُوا لَهم عَذابٌ ألِيمٌ في الدُّنْيا والآخِرَةِ واللَّهُ يَعْلَمُ وأنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾ [النور ١٩]

ولِشُيُوعِ أخْبارِ الفَواحِشِ بَيْنَ المُؤْمِنِينَ بِالصِّدْقِ أوِ الكَذِبِ مَفْسَدَةٌ أخْلاقِيَّةٌ، فَإنَّ مِمّا يَزَعُ النّاسَ عَنِ المَفاسِدِ تَهَيُّبُهم وُقُوعَها وتَجَهُّمُهم وكَراهَتُهم سُوءَ سُمْعَتِها وذَلِكَ مِمّا يَصْرِفُ تَفْكِيرَهم عَنْ تَذَكُّرِها بَلْهَ الإقْدامُ عَلَيْها رُوَيْدًا رُوَيْدًا حَتّى تُنْسى وتَنْمَحِيَ صُوَرُها مِنَ النُّفُوسِ، فَإذا انْتَشَرَ بَيْنَ الأُمَّةِ الحَدِيثُ بِوُقُوعِ شَيْءٍ مِنَ الفَواحِشِ تَذَكَّرَتْها الخَواطِرُ وخَفَّ وقْعُ خَبَرِها عَلى الأسْماعِ فَدَبَّ بِذَلِكَ إلى النُّفُوسِ التَّهاوُنُ بِوُقُوعِها وخِفَّةُ وقْعِها عَلى الأسْماعِ فَلا تَلْبَثُ النُّفُوسُ الخَبِيثَةُ أنْ تُقْدِمَ عَلى اقْتِرافِها، وبِمِقْدارِ تَكَرُّرِ وُقُوعِها وتَكَرُّرِ الحَدِيثِ عَنْها تَصِيرُ مُتَداوَلَةً.

[التَّحرِيرُ والتَّنوِيرُ، الطَّاهِرُ بن عَاشُور 185/18]

ما خاب من تمسك بحب محمد وآلـه
يزهو فؤاده بالصلاة عليهم ويستطب

الا لعَنَ اللهُ حُبًّا ليسَ لــوجـهـهِ
يشقى مِنهُ الفؤادُ ومِنهُ يَكتَئبُ

‏{إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}

إلامام المُنتظر حق، وله في قضاء الحوائج المستعصية جاهٌ وشأنٌ عند الله تعالى، ولا حول ولا قوة إلا بالله وحده لا شريك له.

«اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ».

يَجِبُ أَنْ يَتَمَّ تَرْوِيضُ «العَدُوِّ» الَّذِي يُقَاوِمُنَا وَ«الْكَافِرِ» الَّذِي يَكْمُنُ فِي دَاخِلِنَا وَوَضْعُهُ فِي قُيُودٍ. هَذَا العَدُوُّ هُوَ الشَّهْوَةُ وَالْغَرِيزَةُ الْحَيَوَانِيَّةُ، وَالتَّعَدُّدُ غَيْرِ الْمُنَظَّمِ لِلدَّوَافِعِ، وَالْقُيُودُ الَّتِي تَفْرِضُهَا عَلَيْنَا الذَّاتُ الْوَهْمِيَّةُ، وَبَالتَّالِي أَيْضًا الْخَوْفُ وَالضَّعْفُ وَعَدَمُ الْيَقِينِ؛ هَذَا التَرْوِيضُ لِلْعَدُوِّ هُوَ الطَّرِيقَةُ الْوَحِيدَةُ لِتَحْقِيقِ الْحُرِّيَّةِ الدَّاخِلِيَّةِ أَوْ الْوِلَادَةِ مِنْ جَدِيدٍ فِي حَالَةٍ مِنَ الْوَحْدَةِ الدَّاخِلِيَّةِ الْأَعْمَقِ وَالسَّلَامِ بِالْمَعْنَى الْبَاطِنِيِّ وَالْانْتِصَارِيِّ لِلْكَلِمَةِ.

— يوليوس إيفولا | ثورةٌ ضِدَّ العالَمِ الحَديثِ (١٩٣٤م)