قناة احمد علي على تيليجرام ( شروحات تقنية ، تطبيقات ، أفلام ومسلسلات ، خلفيات ، و المزيد )
Last updated 4 months ago
يرمز تيليجرام إلى الحريّة والخصوصيّة ويحوي العديد من المزايا سهلة الاستخدام.
Last updated 5 months, 1 week ago
- بوت الإعلانات: ? @FEFBOT -
- هناك طرق يجب ان تسلكها بمفردك لا اصدقاء، لا عائلة، ولا حتى شريك، فقط انت.
My Tragedy Lies With Those Things That Happen in One Second And Remain
- @NNEEN // ?: للأعلانات المدفوعة -
Last updated 5 months, 4 weeks ago
⬇️
فيا أخي العزيز:
إن غفلتَ عن هذه الأمور ستكون أنت الأداة الجديدة التي سيستفيد منها العدوّ لقتل روح الإسلام في النفوس، ومن خلال قتل القيم الإسلاميّة سيتمكّن من إقناع الناس بترك القتال، فلأجل أيّ شيءٍ نحاربهم إن كنّا وإيّاهم على ملّة واحدة؟! فكن الوفيّ لدماء من رحل من الصالحين وكن سلاحًا في صدور الأعداء لا في صدور المؤمنين، أنا وأنتَ وأنتِ، كلّنا اليوم مسؤولون، وسيسألنا الله تعالى يوم القيامة عمّا فعلنا وكيف كان حفاظنا على الدين، هل تمسّكنا بالاستحسانات والميول النفسيّة؟ أم كنّا نستند على البيّنات الواضحة والبراهين المحكمة؟
اليوم نرسم مستقبلنا، إمّا الخيانة وسوء العاقبة، وإمّا الوفاء والفوز بالآخرة، رحم الله الماضين منّا، وسدّد الله الباقين.
إن أغاظك الپيجر الذهبي، فلا تساهم أنت في حرب الپيجر القادمة وتقتل إخوانك، ولا تنسى أبدًا:
إنّ هذا المنتشي بسفك دمائنا صرّح قبل فترة قصيرة - بما كان قد صرّح به قبل أكثر من ٢٠ عامًا - أنّه بعد الحرب العسكريّة يجب عليهم ممارسة الحرب الثقافيّة والقضاء على القِيَم الإسلاميّة واستبدالها بالقيم الغربيّة، خصوصًا بالنسبة للأطفال، وباستخدام المدارس والمساجد والأماكن التي يأخذ منها الطفل ثقافته، وباستخدام التلفزيون كما قال سابقًا.
إنّ الحرب العسكريّة واضحة المعالم، لكنّ الحرب الثقافيّة في غاية الخفاء، وهي في غاية الأهمّيّة والعدوّ يعرف خطورتها، فلو قتل ودمّر لسنوات، لن يستطيع القضاء على المقا//ومة، المؤمنون موجودون فهي موجودة، لأنّها من صلب شريعتهم، فما الحل؟ تغيير الهويّة الثقافيّة، لكن كيف؟ بالكفر؟ إطلاقًا، فالعدو ليس أحمقًا، هو يعرف جيّدًا أنّ إخراج ملايين الناس عن الدين أمر مستحيل، لذلك الحل هو بالحفاظ على دينهم مع إجراء التعديلات عليه، والتعديلات ليست مُعلنة صريحة بطبيعة الحال، ولا يقوم بها العدو بنفسه.
لن يخرج مسؤول من عندهم ويقول: أيها المسلمون، فلتتركوا الاهتمام بالعبادات. بل سيعملون على نشر الأدوات التي من شأنها أن تصرف الإنسان عن الآخرة، انظر حولك إلى الأجيال الناشئة، كم هو عدد المهتمّين بالقرآن وبحفظه مثلًا؟ بأيّ الأمور يصرف أطفالنا أوقاتهم؟ في إحدى المرّات كنتُ في الطريق إلى طهران مع أحد أولاد الأساتذة في الحوزة، عمره تقريبًا ١٠ سنوات، في الذهاب كان منشغلًا بقراءة القرآن، وفي العودة كان منشغلًا بكتابة مقال دينيّ، وكان يسأل حول الأحاديث وحول أسانيدها، في حين أنّ جلّ الأطفال من جيله يصرفون عمرهم في Fortnite أو Roblox أو غيرها من السخافات، الطفل يلعب ويلهو بلا شك، لكن بما ينفع ويناسب، لا على الإطلاق ولا في جميع الأوقات، والكلام هو الكلام بالنسبة للكبار خصوصًا ضحايا الReels والسهر حتى الصباح.
ولن يخرج مسؤول من عندهم ليقول: يا أهل الإسلام، اتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. بل سيجبرون المدارس على تعليم مواد مثل "التربية المدنية"، وسيضعون فيها المفاهيم الغربيّة مثل "حرّيّة الإنسان في كذا وكذا"، كما سيجعلون هذه المفاهيم في مسلسلات الكرتون الجاذبة للأطفال، فينشأ الطفل ويكبر وفي باله: أنا حرّ في المساحة التي لا أضرّ فيها بغيري، وغيري كذلك حرّ بهذا القدر، وهكذا. لذلك إن رأى هذا الطفل مغسول الدماغ مسلمًا يستمع للغناء أو ينظر للمشاهد المحرّمة لن يقوم بنهيه، بل سيتركه وحرّيّته.
ولن يخرج مسؤول من عندهم ليقول: يا نساء المسلمين، عليكنّ بالتحرّر من الحجاب. بل سيجعل الأعداء لهنّ فكرة الموضة، وسيجعلون النماذج المختلفة للنساء المشهورات الجاذبات للعقول بالتزيّن والجمال، وسيجبرون المرأة على الانجذاب إلى هذه الأمور، سيتكفّل أهل الإسلام حينها بإجراء تغييرات على الحجاب تلفّق بين الإسلام والموضة، وستكون المحجّبة حينها لوحة فنّيّة تمشي على الأرض، وسيفقد الحجاب معناه الحقيقيّ.
لن يقولوا: يا نساء المسلمين، اخرجنَ إلى مختلف ساحات الاختلاط، أنتنّ من البشر كالرجال ولستنّ أدوات جنسيّة في يد الرجل حتى يتمّ إخفاؤكنّ، بإمكانكنّ فعل جميع وظائف الرجل وليس الرجل خيرًا منكنّ. لن يقولوا ذلك، بل سيمارسون بالإعلام والفنّ ومواقع التواصل وغيرها إخراج النساء، الممثلة والفنانة والبلوغر، وسيحرصون على إيصال ذلك إلينا، لأنّ الجوّ السائد يطغى ويصعب على الإنسان مخالفته، وسيمارسون الإرهاب الفكريّ في حقّ كلّ مخالف، فالدور المنزليّ للمرأة من الماضي المتخلّف، نحن اليوم وصلنا إلى القمر والنساء خرجنَ إلى الفضاء، وأنتم تقولون وظيفتها في المنزل؟! أيّ تخلّفٍ هذا؟! وسيتكفّل "مولانا" مغسول الدماغ من قبل العدوّ بصياغة المطلب هذا بطريقة إسلاميّة، نتجاهل الآيات ودلالاتها والأحاديث الصحيحة ونتمسّك ببعض الأخبار المرسلة ونلوي معانيها لصالح ما في دماغنا من فكر فاسد.
سيقوم الأعداء باستغلال كلّ أدواتهم: السينما، الإعلام، برامج البثّ مثل Netflix، الألعاب، الأمم المتحدة الراعية للمدارس وقوانين الدول، المشاهير في الرياضة والفنّ. سيكرّسون كلّ ذلك ليتغيّر أهل الإسلام شيئًا فشيئًا، وهذا لن يقع مستقبلًا، بل قد وقع قطعًا وهو سرطان يستمرّ في الانتشار.
والحلّ يكون في الرجوع إلى القرآن والإسلام مع ترك جميع ما عليه الآباء والأجداد وما سمعناه في المسلسلات والأفلام والإعلام وما تعلّمناه في المدارس والجامعات، صعبٌ مستصعب لا يُوفَّق إليه إلّا أهل البصائر الذين اتّبعوا دينهم عن علمٍ لا عن تقليد، وفهموا آيات كتاب الله وعرفوا أمراض أقوام الأنبياء عليهم السلام.
⬇️
معالم الشخصية الإيمانية (٣)
المؤمن والصلاة (٣)
روى الشيخ الكليني رحمه الله في كتابه الكافي:
أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، عَنْ صَفْوَانَ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حُمْرَانَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عَلَيْهِ السَّلامُ)، قَالَ:
«قَالَ رَسُولُ اللّٰهِ (صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ): مَثَلُ الصَّلَاةِ مَثَلُ عَمُودِ الْفُسْطَاطِ، إِذَا ثَبَتَ الْعَمُودُ نَفَعَتِ الْأَطْنَابُ وَالْأَوْتَادُ وَالْغِشَاءُ، وَإِذَا انْكَسَرَ الْعَمُودُ لَمْ يَنْفَعْ طُنُبٌ، وَلَا وَتِدٌ، وَلَا غِشَاءٌ».
يميل الناس إلى العدوانيّة عند التواصل بالكتابة من وراء الشاشات، فإن أراد شخصٌ مناقشة آخر من خلال الكتابة على مواقع التواصل يرتفع احتمال الابتعاد عن الضوابط الأخلاقيّة، في حين أن الشخص نفسه قد لا يجرؤ على الكلام بهذه الطريقة العدوانيّة وجهًا لوجه. ومن أسباب ذلك أنّ غياب المستمع عن عيون الناقد يعني الأمان من ردّة الفعل، فترتفع الجرأة، والحقّ أنّ الذي ينبغي أن يردع أهل الإيمان هو الله تعالى، فهو حاضرٌ على كلّ حال ويرى جميع ما يصدر منّا في جميع أحوالنا. كما أنّ غياب المستمع يفتح الباب للخيال وسوء الظنّ فيه، بحيث يُتصوَّر خبث نواياه مثلًا، فلو رأيتَه وهو من أهل الإيمان كنتَ أقرب إلى فهم حسن نيّته وأنّه مثلك، ولذا علينا الرفق ببعضنا والعمل على تأصيل خصلة حسن الظنّ في نفوسنا والالتزام بما ورد في وصايا أهل البيت عليهم السلام للتعامل بين أهل الإيمان، نسأل الله أن يعيننا على أنفسنا.
روى الشيخ الكليني رحمه الله في كتابه الكافي بسندٍ صحيح:
مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ:
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلامُ، قَالَ: «يَا مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمٍ، ذُنُوبُ الْمُؤْمِنِ إِذَا تَابَ مِنْهَا مَغْفُورَةٌ لَهُ؛ فَلْيَعْمَلِ الْمُؤْمِنُ لِمَا يَسْتَأْنِفُ بَعْدَ التَّوْبَةِ وَالْمَغْفِرَةِ؛ أَمَا وَاللهِ، إِنَّهَا لَيْسَتْ إِلاَّ لِأَهْلِ الْإِيمَانِ».
قُلْتُ: فَإِنْ عَادَ بَعْدَ التَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ مِنَ الذُّنُوبِ، وَعَادَ فِي التَّوْبَةِ؟
فَقَالَ: «يَا مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمٍ، أَتَرَى الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ يَنْدَمُ عَلى ذَنْبِهِ وَيَسْتَغْفِرُ مِنْهُ وَيَتُوبُ، ثُمَّ لَا يَقْبَلُ اللهُ تَوْبَتَهُ؟!».
قُلْتُ: فَإِنَّهُ فَعَلَ ذلِكَ مِرَاراً، يُذْنِبُ ثُمَّ يَتُوبُ وَيَسْتَغْفِرُ؟
فَقَالَ: «كُلَّمَا عَادَ الْمُؤْمِنُ بِالِاسْتِغْفَارِ وَالتَّوْبَةِ، عَادَ اللهُ عَلَيْهِ بِالْمَغْفِرَةِ، وَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ، يَقْبَلُ التَّوْبَةَ، وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ؛ فَإِيَّاكَ أَنْ تُقَنِّطَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ».
روى الشيخ الكليني رحمه الله في كتابه الكافي:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عَلَيْهِ السَّلامُ قَالَ:
«قَالَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لِمُوسى: أَكْثِرْ ذِكْرِي بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَكُنْ عِنْدَ ذِكْرِي خَاشِعاً، وَعِنْدَ بَلَائِي صَابِراً، وَاطْمَئِنَّ عِنْدَ ذِكْرِي، وَاعْبُدْنِي، وَلَا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً، إِلَيَّ الْمَصِيرُ؛ يَا مُوسى، اجْعَلْنِي ذُخْرَكَ، وَضَعْ عِنْدِي كَنْزَكَ مِنَ الْبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ».
أدب الخطاب مع المعصومين عليهم السلام
قد يغيب عن بعض الأذهان اليوم أهمّيّة مخاطبة المعصومين عليهم السلام بالخطاب الذي يناسب شأنهم ويليق بمقامهم الشريف، وقد يتصوّر البعض نتيجة الحبّ العفويّ وعدم الالتفات أنّه بإمكاننا مخاطبة المعصومين عليهم السلام بالطريقة التي تحلو لنا ومن دون ضوابط، لكنّ هذا يخالف بوضوح ما أدّبنا عليه الأئمّة عليهم السلام، ولو كان الحال كذلك لَما كانت كتبُ محدِّثينا مليئة بالزيارات التي علّمنا إيّاها الأئمّة عليهم السلام، وإنّ مراجعة بعض الزيارات تكشف عن أنّ الأصحاب كانوا ملتفتين إلى أنّه لا يمكن إنشاء الخطاب بأيّ نحو كان، فكانوا حريصين على سؤال الأئمّة عليهم السلام عن كيفيّة الكلام مع المعصوم عند زيارته، وأشيرُ إلى بعض ما رأيتُه من ذلك في التهذيب وكامل الزيارات وغيرها من الكتب المعتبرة:
• عن أحمد بن محمد بن أبي نصر: «قلت لأبي الحسن [يعني الرضا] عليه السلام: كيف السلام على رسول الله صلّى الله عليه وآله عند قبره؟».
• عن إسحاق بن عمّار: «قلتُ لأبي عبد الله عليه السلام: علِّمني تسليمًا خفيفًا على النبيّ صلّى الله عليه وآله».
• عن يونس بن يعقوب: «سألتُ أبا عبد الله عليه السلام عن وداع قبر رسول الله صلّى الله عليه وآله».
• عن معاوية بن عمّار: «قلتُ لأبي عبد الله عليه السلام: ماذا أقولُ إذا أتيتُ قبر الحسين عليه السلام؟».
• عن أبي الصباح الكناني أو عن أبي بصير أنه قال لأبي عبد الله الصادق عليه السلام: «كيف السلام على الحسين بن عليّ عليه السلام؟».
• عن موسى بن عبد الله النخعيّ أنّه قال للإمام الهادي عليه السلام: «علّمني يا ابن رسول الله قولًا أقوله، بليغًا كاملًا إذا زُرتُ واحدًا منكم».
• بل في إحدى الروايات يسأل الإمام عليه السلام أحد أصحابه وهو إبراهيم بن أبي البلاد: كيف السلام على أبي عبد الله عليه السلام؟
فيجيبه إبراهيم بالسلامِ الذي يعرفه.
فيقول له الإمام: نعم هو هكذا.
فهذه السيرة الموجودة تكشف عن أهمّيّة التعبّد بكلمات المعصومين عليهم السلام عند زيارتهم، وترشدنا إلى أهمّيّة الحفاظ على الخطاب الذي أنشأه المعصوم ومراعاته عند إنشاء أيّ خطاب مع المعصومين عليهم السلام ومنها ما في القصائد الحسينيّة وغيرها.
ومن الفوائد النافعة لمراعاة كلمات المعصومين عليهم السلام عند مخاطبتهم: التزام الأدب المطلوب وعدم مخالفته ولو سهوًا، والابتعاد عن الغلوّ والتقصير والشبهة.
فالْزَم كلمات المعصومين عليهم السلام تَسْلَم!
روى الشيخ الصدوق رحمه الله في كتاب «الخصال» بسندٍ صحيح:
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُورٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا جَمَاعَةٌ مِنْ مَشَايِخِنَا مِنْهُمْ أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ وَهِشَامُ بْنُ سَالِمٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ حُمْرَانَ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (عليه السلام) قَالَ:
عَجِبْتُ لِمَنْ فَزِعَ مِنْ أَرْبَعٍ كَيْفَ لَا يَفْزَعُ إِلَى أَرْبَعٍ:
• عَجِبْتُ لِمَنْ خَافَ كَيْفَ لَا يَفْزَعُ إِلَى قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَ: {حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ يَقُولُ بِعَقِبِهَا: {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ}.
• وَعَجِبْتُ لِمَنِ اغْتَمَّ كَيْفَ لَا يَفْزَعُ إِلَى قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَ: {لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ بِعَقِبِهَا: {فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ}.
• وَعَجِبْتُ لِمَنْ مُكِرَ بِهِ كَيْفَ لَا يَفْزَعُ إِلَى قَوْلِهِ: {وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ}؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ جَلَّ وَتَقَدَّسَ يَقُولُ بِعَقِبِهَا: {فَوَقاهُ اللَّهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا}.
• وَعَجِبْتُ لِمَنْ أَرَادَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا كَيْفَ لَا يَفْزَعُ إِلَى قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {ما شاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ}؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ عَزَّ اسْمُهُ يَقُولُ بِعَقِبِهَا: {إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالًا وَوَلَداً فَعَسى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِنْ جَنَّتِكَ}. وَعَسَى مُوجِبَةٌ.
يقرّ بالبعض بعدم رضاهم بإبراز بناتهم وزوجاتهم ونسائهم في الكثير من ساحات الاختلاط، وفي الوقت نفسه، يشجّعون النساء على ذلك وباسم الإسلام!
لا أدري لماذا يطنّ في أذني ما روي من خطابِ أمير المؤمنين صلوات الله عليه لصاحبة الجمل:
«واللهِ ما أنصفكِ الذين أخرجوكِ، إذ صانوا عقائلهم وأبرزوكِ»!
سبحان الله، إنّ الله يفتح مسامع من يشاء!
لا مانع من أن يقال:
سويسرا جنّة على الأرض.
قم المقدّسة في الصيف جهنّم.
زيدٌ أسد.
ولكن هناك مانع من أن يقال:
الكتاب الفلانيّ هو قرآن عصرنا.
كنيسة القيامة هي الكعبة المشرّفة.
الجنديّ كلبٌ عند قائده.
ما هي المفارقة بين المجموعة الأولى والمجموعة الثانية؟
ليس التشبيه نفسه هو المفارقة، فالمجموعتان لا إشكال فيهما من جهة شروط التشبيه، المفارقة هي «نظر العرف» إلى كلّ مجموعة، ففي المجموعة الأولى، العرف يتصوّر المشبّه به ووجه الشبه فيه بالنحو المراد مجرّدًا عن سائر صفات المشبّه به غير المقصودة في التشبيه، فلا أحد في قول «سويسرا جنّة على الأرض» يلتفت إلى كون سويسرا بلدًا يسكنه الكفّار وإلى كون الجنّة محرّمة على الكفّار، ولا إلى قداسة الجنّة العظيمة قبال سويسرا، بل ينظر العرف إلى أنّ سويسرا جميلة والجنّة جميلة، وهذا التشبيه للمبالغة في توصيف جمال سويسرا، فيكون التشبيه هذا في قوّة قولنا: «سويسرا في غاية الجمال».
كما لا يلتفت أحد إلى قبح جهنّم أو قبح الأسد في المثالين الآخرين حول قم المقدسة وزيد، بل يكون القولان في قوّة قولنا: «قم المقدّسة في الصيف شديدة الحرّ»، و«زيد في غاية الشجاعة».
فالمشبّه به في المجموعة الأولى صار كأنّه مرآة تعبّر عن وجه الشبه، فالذي استخدم التشبيه والمخاطبين بالتشبيه لم يلتفتوا أصلًا إلى شيءٍ في المشبّه به سوى وجه الشبه المراد.
وفي المجموعة الثانية لم يفكّك العرف بين المشبّه به وبين صفاته الأخرى، ولم يقتصر نظره على وجه الشبه، ولا يمكنه ذلك، لاستحكام الصفات الأخرى في الذهن واستحضارها عند ذكر المشبّه به، فحين تقول: «الكتاب الفلانيّ قرآن عصرنا»، لن ينتقل ذهن المخاطبين إلى: «الكتاب الفلانيّ يتفوّق على كتب هذا العصر في البلاغة»، ولن يقدروا على التفكيك بين القرآن وبين كونه كتاب الله الذي يعجز البشر عن الإتيان بمثله، ولذا إن قلتَ مثل هذه المقولة اليوم سيعترض عليك المسلمون، وسيعدّونها إهانة، وهذا نتيجة العرف، رغم صحّة وجود وجه شبه بين المشبّه والمشبّه به، وكذلك الكلام في قولك: «كنيسة القيامة هي الكعبة المشرّفة»، لن ينتقل ذهن الناس إلى: «كنيسة القيامة هي أقدس مكان بالنسبة للمسيحيّين»، وكذلك الكلام في قولك: «الجندي كلبٌ عند قائده»، فليست في نظر العرف في قوّة قولك: «الجنديّ شديد الوفاء لقائده»، بل هي إهانة عظيمة، ففي هذه الأمثلة ليس المشبّه به مرآة لوجه الشبه، بل هو حاضرٌ بصفاته الأخرى التي قد تغلب وجه الشبه في الحضور.
(مع ملاحظة أنّ اختلاف العرف قد يغيّر هذه المسائل، فقد عبّر العلماء قديمًا عن كتاب سيبويه أنّه قرآن النحو، وبعض المجتمعات تعبّر بالكلب عن البشر دون التفات لجهة الإهانة، وهذا ينبّه على ضرورة رعاية العرف المخاطب عند إطلاق التشبيهات).
وهذا الكلام يسري في التشبيهات اليوم، فلا يفكّك العرف بين كربلاء وبين قداستها وخصوصيّاتها، ولا بين المعصوم وبين قداسته وصفاته، فحين تقول: «الحادثة الفلانيّة كربلاء العصر» فهذا ليس في قوّة قولك: «الحادثة الفلانيّة ظلمٌ عظيم مفجع»، وحين تقول: «فلان حسين العصر» فهذا ليس في قوّة قولك «فلان يقود جبهة حق»، وليس المشبّه به هنا مرآة لوجه الشبه قطعًا، ولو كان الأمر كذلك لما تنازع الناس في ذلك أصلًا، ونزاعهم كاشفٌ عن عدم تفكيك العرف في هذه الأمثلة بين المشبّه به وبين صفاته الأخرى غير وجه الشبه، وكم رأينا تكرّر هذه النزاعات في صفحات الفيسبوك وفي مجموعات الواتساب ومن قبل الأشخاص الذين يحترمون ويجلّون المشبّه والمشبّه به، بل إنّ بعض الناس لا يفهمون وجه الشبه المراد في مثل هذه التشبيهات نتيجة عدم التفكيك عند العرف، بل إنّ الناس ليسوا متّفقين على وجه شبهٍ واحد أصلًا، فالبعض يريدون وجوهًا باطلةً بلا إشكال، نعم، من كان متفقّهًا في دينه وملتفتًا غير غافلٍ فهو يريد وجه شبهٍ مقبول، ولكنّه مع ذلك تشبيه غير موفّق كما عرفتَ، والصواب لمن يريد إيصال رسالةٍ ما في مثل هذه الموارد أن يعبّر بطريقة لا تؤدّي إلى اللبس والشبهة، فما أجوَدَ كلام المتكلّم إن أدّى مراده لدى المخاطبين بسهولة ووضوح. والحمد لله ربّ العالمين.
قناة احمد علي على تيليجرام ( شروحات تقنية ، تطبيقات ، أفلام ومسلسلات ، خلفيات ، و المزيد )
Last updated 4 months ago
يرمز تيليجرام إلى الحريّة والخصوصيّة ويحوي العديد من المزايا سهلة الاستخدام.
Last updated 5 months, 1 week ago
- بوت الإعلانات: ? @FEFBOT -
- هناك طرق يجب ان تسلكها بمفردك لا اصدقاء، لا عائلة، ولا حتى شريك، فقط انت.
My Tragedy Lies With Those Things That Happen in One Second And Remain
- @NNEEN // ?: للأعلانات المدفوعة -
Last updated 5 months, 4 weeks ago