الإمام الصنعاني -رحمه الله- كان إذا طيّبه أحدٌ صلى على النبي -ﷺ- فسُئل: هل في ذلك سنة واردة؟
فأنشد قائلًا:
يقولون عند الطِّيب تذكرُ أحمدًا
فهل عندكم من سنّةٍ فيه تُؤثرُ

فقلتُ لهم لا، إنما الطيب أحمدٌ
فأذكره، والشيء بالشيء يُذكرُ

ديوان الأمير الصنعاني.

فوائد وفرائد
-----------------------------
وهذه من العادات الجميلة الطيّبة التي ما زالت في المجتمع الصوماليّ، عندما تطيّب أحدهم أو طيّبه أحدٌ يصلّي على النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم.

إن الحياة فرصة سريعة التصرّم، ولها فراغات ينبغي ملؤها بمشاريع جدّية مكثَّفة نبتغي بها وجه الله عزّ وجلّ إلى حين انسداد تلك الفراغات بالموت ونحن نمسح العرق من الجبين.

جواب لسؤال فضولي !!.

يقال إن رجلا جاء إلى أبي حنيفة فقال له: إذا نزعت ثيابي ودخلت النهر أغتسل فإلى القبلة أتوجه أم إلى غيرها؟ فقال له: الأفضل أن يكوم وجهك إلى جهة ثيابك؛ لئلا تسرق.

بدر الدين الغزي | المراح في المزاح (ص٨٩).

النسخة الإنجليزية الأصلية

النسخة العربية المترجمة

رؤية تيميّة ثاقبة !

سُئِلَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابن تيْمِيّةَ: أَيُّمَا طَلَبُ الْقُرْآنِ أَوْ الْعِلْمِ أَفْضَلُ؟
فَأَجَابَ: "أَمَّا الْعِلْمُ الَّذِي يَجِبُ عَلَى الْإِنْسَانِ عَيْنًا، كَعِلْمِ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَمَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ فَهُوَ مُقَدَّمٌ عَلَى حِفْظِ مَا لَا يَجِبُ مِنْ الْقُرْآنِ؛ فَإِنَّ طَلَبَ الْعِلْمِ الْأَوَّلِ وَاجِبٌ، وَطَلَبَ الثَّانِي مُسْتَحَبٌّ، وَالْوَاجِبُ مُقَدَّمٌ عَلَى الْمُسْتَحَبِّ.

وَأَمَّا طَلَبُ حِفْظِ الْقُرْآنِ: فَهُوَ مُقَدَّمٌ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّا تُسَمِّيهِ النَّاسُ عِلْمًا، وَهُوَ: إمَّا بَاطِلٌ أَوْ قَلِيلُ النَّفْعِ. وَهُوَ أَيْضًا مُقَدَّمٌ فِي التَّعَلُّمِ فِي حَقِّ مَنْ يُرِيدُ أَنْ يَتَعَلَّمَ عِلْمَ الدِّينِ مِنْ الْأُصُولِ وَالْفُرُوعِ؛ فَإِنَّ الْمَشْرُوعَ فِي حَقِّ مِثْلِ هَذَا فِي هَذِهِ الْأَوْقَاتِ أَنْ يَبْدَأَ بِحِفْظِ الْقُرْآنِ؛ فَإِنَّهُ أَصْلُ عُلُومِ الدِّينِ بِخِلَافِ مَا يَفْعَلُهُ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ مِنْ الْأَعَاجِمِ وَغَيْرِهِمْ حَيْثُ يَشْتَغِلُ أَحَدُهُمْ بِشَيْءِ مِنْ فُضُولِ الْعِلْمِ مِنْ الْكَلَامِ أَوْ الْجِدَالِ وَالْخِلَافِ أَوْ الْفُرُوعِ النَّادِرَةِ أَوْ التَّقْلِيدِ الَّذِي لَا يَحْتَاجُ إلَيْهِ أَوْ غَرَائِبِ الْحَدِيثِ الَّتِي لَا تَثْبُتُ وَلَا يُنْتَفَعُ بِهَا وَكَثِيرٍ مِنْ الرِّيَاضِيَّاتِ الَّتِي لَا تَقُومُ عَلَيْهَا حُجَّةٌ وَيَتْرُكُ حِفْظَ الْقُرْآنِ الَّذِي هُوَ أَهَمُّ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ، فَلَا بُدَّ فِي مِثْل هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ مِنْ التَّفْصِيلِ.

وَالْمَطْلُوبُ مِنْ الْقُرْآنِ هُوَ فَهْمُ مَعَانِيهِ وَالْعَمَلُ بِهِ؛ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ هَذِهِ هِمَّةَ حَافِظِهِ لَمْ يَكُنْ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالدِّينِ.
وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ أَعْلَمُ".

مجموع الفتاوى (٥٤/٢٣).

#الأمة_أمة_واحدة3

حق لكل أحد ومشفق المخاوف المستقبلية حول الأحداث الراهنة في سوريا، ولكن هذا لا يمنعنا من الابتهاج أولا بسقوط طاغية العصر وأعوانه، ثم بالتفاؤل بالمستقبل الجميل لهذا الشعب العظيم.

وينبغي أن نعي يقينا بأن ما حصل لم يكن بتوقع أحد من الأطراف الإقليميين والدوليين؛ بل يمكن أن يعتبر ذلك من ضمن نصر الله الآتي عند الأيس من جميع الأطراف المعتنين بالقضية السورية حينما كادت أن تنسى وتمحى من الذاكرة.

ومما يبرهن أن ما حصل لم يكن على توقع أحد، فضلا عن علمه ما وقع من دول المنطقة ولا سيما المحور السني من التقارب النسبي للنظام البائد؛ حين أعيد كرسي البشار في الجامعة العربية، وحصل الاستقبال في العواصم العربية، متناسين كل الفظائع التي ارتكبها - ولا زال يرتكبها -.
وحتى الطرف الأقرب للمعارضة المتمثل بتركيا قد حاول في الشهور الأخيرة التقارب مع البشار ونظامه، وكاد أن يحصل اللقاء بينهم، وقُدّمت تصريحات إيجابية من قبل كبار الأتراك؛ مما يدل على أنهم كانوا آيسين تقريبا من نجاح أعمال المعارضة في تغيير النظام السوري بالكامل.

ولأجل ذلك؛ نستبشر بمستقبل واعد جميل للشعب السوري، وأن الإرادة التي حطمت وكسرت حصون بشار وأعوانه ستتحطم أمامها المكايد والأطماع، ورغم ذلك لا ننسى التحديات الجسيمة المحدقة بالشعب السوري، المتمثلة بالنزاع والتنافس الداخلي، والمكر الخارجي المتمثل بجهات دولية قوية وأخرى إقليمية مؤثرة؛ إضافة إلى التحدي المستقبلي البعيد المتمثل بالكيان الغاصب المجاور لهم.

#الأمة_أمة_واحدة2

وقفات سريعة حول الأحداث في سوريا

أولا: إن ليل الظلم وإن طال أمده لا بد أن ينبلج صبحه، وإن ذلك من سنن الله الكونية الثابتة التي لا تتغير بتغير العصور، وإن إرادة الله النافذة في خلقه تفوق على التوقعات البشرية وتقييماتهم القياسية؛ فلا أحد - حتى الثوار - كان يتوقع بأن ذلك النظام العنيد المتجبر المتحالف مع القوى الإقليمية والدولية سينهار بتلك السرعة.

ثانيا: إن الظالم ضعيف وجبان مهما تتجبر واستأسد على العزل والمساكين؛ وهذا الضعف ناجم عن الضعف القلبي الحاصل بسبب تلك المظالم التي تُحرق قلبه؛ فلا يستطيع الوقوف أمام أصحاب الحق وإن كانوا أقل منه عداد وعتادا.

ثالثا: إن الرهان في بعض القوى الكبرى الدولية لن يجدي نفعا أمام أصحاب الأرض الأصليين، فهذا الطاغي البائد سلّم نفسه ودولته إلى روسيا بمصالح متبادلة، وأذاقت الأخيرة الويلات للشعب السوري، ولكن في النهاية تخلت عنه لأسباب ما، كما حشد أيضا مليشيات إيرانية وعربية طائفية، مارست الكراهية والتنكيل والتعذيب في ذلك البلد الكريم.

رابعا: إن الإعداد الجيد المسبق - وإن قل - والتحرك بالعقلانية في المسافة الممكنة ينفع في ساعة الصفر، وإن المتهورين الذين لا يعدون أنفسهم إعدادا جيدا مزدوجا تنتهي مساعيهم بالفشل والدمار.

خامسا: إن هذه القضية المحسوبة ضمن أعدل القضايا كشفت لنا عن الوجه الحقيقي لبعض من يدعي محاربة الظلم والفساد والاستبداد، تارة باسم الدين، وتارة بأسماء أخرى؛ فأمسكوا العصا من الوسط، أو تجنبوا عن قرعها أصلا، وكل ذلك له دواع متراكمة يعرفها المترصد لأوضاع الكتاب والمثقفين في العقدين الأخيرين.

سادسا: إن بشار المتبجح طوال العقدين الماضيين بأنه مقاوم للصهيونية كذبا لا زالت جبهته - الجولان - أهدأ الجبهات مع حدود الكيان الغاصب، ولذلك لم يطلق هو وأبوه رصاصة تذكر إلى جانب الكيان أكثر من خمسين سنة، وانظر الئن كيف قصفوا المخازن والمعامل بعد انهياره مباشرة؛ مما يبرهن لك أنه لم يكن خطرا على الكيان يوما، وهذا بديهي؛ فإن المرء لا يقاتل من جبهتين.

المختصر في أصول الدين