السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
سيتم عقد مجلس التفسير يوم غدٍ الجمعة بإذن الله ?

التوقيت:

14:00 زوالًا بتوقيت الجزائر ??
16:00 عصرًا بتوقيت مكة المكرمة ?

والله الموفق.

{وَلاَ تَمُدَنَّ عَينَيكَ}

وفعل الأمر هنا مؤكد بنون التوكيد الثقيلة، فهو أمر صارم من الله سبحانه إلى نبيه صلى الله عليه وسلم، وإنما كان التوكيد لبيان الأهمية، فالعين سبيل مباشر إلى القلب، وإن كان الخطاب لسيد ولد آدم، فما بالك بمن دونه؟

ومنه:

- المسلم مطالب بعدم التطلع لما في أيدي الناس، فيعم ذلك الزوج وزوجته، والمرء وصاحبه، وغيرهم حتى لا يستسيغوا ما لهم فيفرطوا فيه ويخسروا الموجود ويتحسروا على البعيد.

- بيان حكمة الله في سد ذرائع الفساد عمومًا وفساد القلب خصوصًا، لأنه مضغة الصلاح أو الفساد.

- وجوب شكر الله على نعمه حتى لا يزدريها العبد فترفع عنه.

- الاجتهاد في العمل للآخرة وعدم التحسر على ما فات من الدنيا.

وما في ذلك من فوائد كثير وإنما كرهنا الإطالة بغية أن يكون كلمها ساريًا والعمل بها ظاهرًا ، والله سبحانه هو الحكيم الخبير، وله الملك وإليه المصير.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(من كانتِ الآخرةُ هَمَّهُ جعلَ اللَّهُ غناهُ في قلبِهِ وجمعَ لَه شملَهُ وأتتهُ الدُّنيا وَهيَ راغمةٌ)
والهم: كل ما شغل البال وانقلبت إليه الجوارح وأكثر من ذكره اللسان وظهر على حال الإنسان، فيكون بذلك هو العمل للآخرة والاعتقاد بذلك وذكره آناء الليل والنهار، فيقبل على الله فيرضى عنه ويكفيه هم الدنيا، ومنه قوله تعالى:

{وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا }

فهو سبحانه جواد كريم، يشكر لعباده سعيهم مع غناه عنهم ويجازيهم على ذلك من جنس عملهم، والله سبحانه الموفق للصواب.

{وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ}

هذه الآية من العمد في حياة المؤمن، فيقدم مرضاة ربه على كل هوى وشهوة ورغبة في نفسه أو بطلب من غيره
وإن رضي الله عن العبد، رفع مقامه وأحبه وأبعد عنه سخطه وحببه إلى الناس فكان هاديا مهديا.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيبدأ المجلس بعد ١٠ دقائق بحول الله

إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ (128)

وقوله : ( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ) أي : معهم بتأييده ونصره ومعونته وهذه معية خاصة ، كقوله : ( إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا ) [ الأنفال : 12 ] وقوله لموسى وهارون : ( لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى ) [ طه : 46 ] وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - للصديق وهما في الغار : ( لا تحزن إن الله معنا ) [ التوبة : 40 ] وأما المعية العامة فبالسمع والبصر والعلم ، كقوله تعالى : ( وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير ) [ الحديد : 4 ] وكقوله تعالى : ( ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ) [ المجادلة : 7 ] وكما قال تعالى : ( وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا [ إذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين ] ) [ يونس : 61 ] .
ومعنى : ( الذين اتقوا ) أي : تركوا المحرمات ، ( والذين هم محسنون ) أي : فعلوا الطاعات ، فهؤلاء الله يحفظهم ويكلؤهم ، وينصرهم ويؤيدهم ، ويظفرهم على أعدائهم ومخالفيهم .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، سيبدأ المجلس بعد 5 دقائق بحول الله