عن الأوزاعي، قال:

كتب عمر بن عبد العزيز إلى عماله:

اجتنبوا ‌الأشغال حضرة الصلوات، فمن أضاعها فهو لما سواها من شرائع الإسلام أشد تضييعا.

«فوائد منتقاة من حديث أبي شعيب الحراني»

قال عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد: حدثنا سريج بن يونس، قال: ثنا المطلب بن زياد، قال: ثنا عبد الله بن عيسى، قال:

كنا عند عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وهو يخطب الناس يوم الجمعة، فقام إليه نصراني، فقال: يا أمير المؤمنين، إني أبرأ إلى الله عز وجل من النصرانية، ففرض له عمر وأمر له،

فلما كان الجمعة الأخرى قام أعرابي، فقال: يا أمير المؤمنين، إني أبرأ إلى الله عز وجل من الأعرابية !

قال: فضحك أهل المسجد، قال: فكأني رأيته افترَّ شيئًا، قال: وأمر له.

تلك المكارم لا قعبان من لبن ... شيبا بماء فصارا بعد أبوالا !

البيت الذي كان عمر بن عبد العزيز يستشهد به

- قال يعقوب بن سفيان في المعرفة :

حدثنا عبد العزيز حدثنا ابن وهب حدثني يعقوب عن أبيه قال:
دخل على عمر بن عبد العزيز من أهل الشام شيخ جليل فقال: يا أمير المؤمنين إني دخلت مصر مع مروان وغزوت دير الجماجم وغزوة كذا وكذا فتأمر لي بشيء؟
فقال: اجلس أيها الشيخ.
قال: فكلمه غلام من الأنصار فقال: يا أمير المؤمنين أنا فلان بن فلان أبي ممن شهد العقبة وشهد بدرا وشهد أحدا حتى ذكر مغازيا.
فقال عمر: أيها الشيخ الذي ما ذكر. قال: فجثا الشيخ على ركبتيه أو قام.
فقال: ها هو ذا يا أمير المؤمنين. فقال: هذه المكارم لا ما تعدد ايها الشيخ منذ اليوم
تلك المكارم لا قعبان من لبن
شيباً بماء فصارا بعدُ أبوالاً ..
خذوا حاجة الفتى ..

-عن عبيد الله بن عمر قال: دخلت ابنة عبد الله بن زيد على عمر بن عبد العزيز فقالت: يا أمير المؤمنين أنا بنت عبد الله بن زيد أبي شهد بدراً، وقتل يوم أحد
فقال عمر:
تلك المكارم لا قعبان من لبن شيبا بماء فعادا بعد أبوالا
سليني ما شئت
فسألت فأعطاها ما سألت.
[ حلية الأولياء ]

- عن يونس بن عبيد؛ أن رجلا من الأنصار أتى عمر بن عبد العزيز، فقال: يا أمير المؤمنين, أنا فلان بن فلان, قتل جدي يوم بدر، وقتل أبي يوم أحد, فجعل يذكر مناقب آبائه
فنظر عمر إلى عنبسة بن سعيد وهو إلى جنبه، فقال: هذه والله المناقب لا مناقبكم مسكن ودير الجماجم !
تلك المكارم لا قعبان من لبن ... شيبا بماء فعادا بعد أبوالا
[ طبقات ابن سعد ]

- عن عاصم بن عمر بن قتادة عن جده قتادة ابن النعمان أنه سالت عينه على خده يوم بدر فردها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فكانت أصح عينيه
قال عاصم
فحدثت به عمر بن عبد العزيز فقال :
تلك المكارم لا قعبان من لبن * شيبا بماء فعادا بعد أبوالا
[ تاريخ ابن عساكر ]
وفي روايات أنها كانت في أحد لا في بدر

والبيت لأبي الصَّلْت بن ربيعَة الثقفى ونسبه بعض الناس للنابغة

ومعناه المجمل أن هذا هو الفضل وهذه هي المكارم التي يفتخر بها فيها عز للإسلام والمسلمين
لا الافتخار بالمال والابل والغزوات بين بعضهم البعض

قعبان مفردها قعب وهو ما تحلب به الناقة من الآنية
شيبا يعني مخلوطا بماء

لا تراجعني في مظلمة !

كتب عمر بن عبد العزيز إلى عامله باليمن :

إني أكتب إليك آمرك أن ترد على المسلمين مظالمهمة
فتكتب إلي تراجعني ! أولا تعرف مسافة ما بيني وبينك ؟!
ولا تعرف أخذات الموت !

حتى لو كتبت إليك أن ترد على رجل شاة لكتبت إلي أأردها عفراء أم سوداء !!

فأردد على المسلمين مظالهم ولا تراجعني .. والسلام

[ المعرفة والتاريخ 1 / 594 ]

كان الإمام عمر بن عبد العزيز يقول :

ينبغي أن تؤدي الرعية إلى الراعي حقه
وينبغي للراعي أن يؤدي إلى الرعية حقهم غير مسؤول لذلك ولا مسرور به

[ المعرفة والتاريخ 1 / 592 ]

يعني يؤدي حقهم من غير أن يسألونه ذلك ولا سرور به يعني يراه فرضا عليه لا فضلا ً له

قال الإمام مالك رحمه الله : كان رياح بن حيان على المدينة ( يعني واليا )
وحدثني رياح فقال :

ما قدم علينا بريد لعمر بن عبد العزيز إلا : بإحياء سنة أو قسم مال أو أمر فيه خير ..

[ المعرفة والتاريخ 1 / 590 ]

بعث الإمام العادل عمر بن عبد العزيز مالاً مع عبدة بن أبي لبابة إلى المدينة
فأتى الماجشون الفقيه ليفرقها في فقراء الأمصار
فقال له ابن الماجشون : ما أعلم أن اليوم فيهم محتاج .. لقد أغناهم عمر بن العزيز ..

قال : فدفع إليهم ( يعني وهم أغنياء ) فلم يترك منهم أحداً إلا الجند

[ المعرفة والتاريخ 1 / 587 ]

قال أبو عبيد :

حدثنا نعيم عن ضمرة عن كريز بن سليمان قال :

كتب عمر بن عبد العزيز إلى عبد الله بن عوف القاري :

أن اركب إلى البيت الذي برفح الذي يقال له : " بيت المكس "

فاهدمه ثم احمله إلى البحر فانسفه فيه نسفا .

قال أبو عبيد : قد رأيته بين مصر والرملة .

( بيت المكس بيت يجمعون فيه المكوس = الضرائب = من الناس )

استعمل عمر بن عبد العزيز رجلا على بعض العمل
ثم بلغه أنه عمل للحجاج
فعزله
فجاء الرجل يعتذر اليه ويعلل ما عمل

فقال له عمر : حسبك من صحبة هذا شرا

[ المعرفة والتاريخ 1 / 608 ]