-
أنت تعرف أحد الكرام، وهو بالغ الكرم ولن يردك إن طلبته حاجتك، أو هو يعرفها بالفعل ولن يتأخر في قضائها لك وقد فعلها مرارًا، ثم رأيته -متصل الآن- في تطبيق الواتس أو رأيته يمشي في الشارع، ألن تطمئن على انقضاء حاجتك حتى قبل أن تذكرها؟

كذلك تأتيك هذه الآيات الثلاث، تخبرك في البداية أن الذي يرزق كل حي هو الله وهو السميع العليم، ثم تنتقل بك مباشرة لتنظر إلى الشمس والقمر ودوام تنقلهما وتذكرك بالسماوات والأرض وعظم خلقهما، ثم تعود بك إلى قضية الرزق وأن الله يبسطه لمن يشاء من عباده وهو بكل شيء عليم.

وكأن هذه الآيات الثلاث تخبرك: الذي يسخر الشمس والقمر وخلق السماوات والأرض حي لا يموت وآياته مستمرة تراها أنت كل يوم ولا ينسى حاجاتك ولا شؤونك وهو السميع بدعائك العليم بشأنك وما يصلح لك، فاطمئن.

- لِصاحبه.

إذا ولَّى الشباب ولم تربح، ففي المشيب يكون الخسران، أملك طويل بعيد، وربما هُيئت لك الأكفان.

قف على ساحل التوبة، فبحار المعاصي طوفان، ضيّعت ربيع الشباب حتى ذبل من معاصي الرحمن، فعند إقبال المشيب، ندمت على ما قد كان.

- ابن الجوزي.

سُورة الذاريات | القارئ عُمر عُكاشَه.

كل شيء بالله وأنت ضعيف، كله بتوفيق الله وأنت لا حول لك ولا قوة، كل ما أنت عليه الآن من أمور ربما كانت أحلامًا لك فيما مضى، أو من أمور آتاك الله إياها بلا سؤال..
الله من فعل لك، ورزقك كل ذلك، فأين وجه الصحة في قلقك من غدِك؟!

‏﴿فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾

﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ﴾

كيفَ لشابٍ مُطلِق بصرهُ في الحرام، ينظُر إلى هذه وتِلك، لا يتورَّعُ عن أن يُغلِق هاتين العينَين عن ما حرّم الله عز وجل، كيف يطيبُ له عَيش وهو يسمعُ ربّه، ومولاهُ، وحبيبهُ، وطبيبهُ، وطبيبَ قلبه، واللطيف بهِ، والرؤوف بهِ وبنفسه، يقول له:
"قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ.."

لِمَا؟ من شفقة الله، ورحمة الله، أنه يُخبركَ بالحكمة!
"ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ"
هذا أطهرُ لِقلبك، ذلك أزكى لكَ ولِقلبك، ذلك أطهرُ لِنفسك، ذلك أعظمُ لِحفظ الإيمان فيك!

"إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ"
إيّاك أن تظن أن الله يخفى عليهِ شيءٌ ممّا تفعل، إيّاك أن تظن أن هذا القرآن لم ينزل لكَ أنت خصيصًا ليُربيَّك!

- د. أحمد العربي.

ينبغي أن يستحضر القائل هذه الأذكار اليقين بها، وأن يكون مستحضرًا لمعانيها، وهذا مما يغفل عنه كثير من الناس ممن يسردون الأذكار ويهذُّونها من غير تدبر واستحضار لمعانيها امتثالاً لتوجيه النبي ﷺ في حديث سيد الاستغفار قال: (من قاله موقنًا به)

واليقين يكون مع استحضار القلب، إذ لا يقبل الله من قلب ساهٍ لاهٍ، معرضٍ عنه سبحانه، وكم من المتعبدين والعوام من يكثر من الذكر وقراءة القرآن بلا تدبر ونية حاضرة، وربما يذكرها كما يأخذ المريض دواءه ليبرأ، ولا يدري ما هو دواؤه وما نوعه، وما لونه، فيهذّ الذكر ليتحصن به، ولا يدري معنى التسبيح والتهليل والتكبير، فإن اليقين المذكور في الحديث لا يتحقق في القلب إلا بمعرفة حقيقة الذكر ومنزلة المذكور سبحانه.

- أذكار الصباح والمساء رواية ودراية | الطريفي "فكَّ الله أسرَه!"

فكيف إذا تجردت الروح، وفارقت دار الأحزان والآفات، واتصلت بالرفيق الأعلى ﴿مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا ۝ ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما﴾

فإذا أفضى إلى دار النعيم؛ فهناك من أنواع اللذة، والبهجة، والسرور ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر،

فبؤسًا وتعسًا للنفوس الوضيعة الدنيئة؛ التي لا يهزها الشوق إلى ذلك طربًا، ولا تتقد نار إرادتها لذلك رغبًا، ولا تبعد عما يصدّ عن ذلك رهبًا.

ابن القيّم | روضة المحبين.

«يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ، أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، وَلاَ تَكِلْنِي إِلَىٰ نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْن!»

أعيذُ قلبَك أن تستفتح صباحًا لا تخلّي فيه نفسَك إلىٰ ربّك وتفوّض إليه أمرها، أعيذُك به سبحانه أن يكِلَك إلىٰ نفسِك طرفة عين..

أنتَ بعونِه ولطفه وفضله ومعيّته، فإذا خلّاك عنه فما أنت؟
لا شيء!

٢٦ أكتوبر!

ها أنا قد أتمَمتُ العشرونَ عامًا.
ويا حَسرتاه من طولِ الوقوف للحساب!
لا أدري كيف مرَّ عشرونَ عامًا من عمري!، فأنا أتذكرُ الأيام التي كنت أنتظر فيها إتمامَ السادس عشر عامًا بلهفةٍ كأنها كانت بالشهرِ الماضي!
بصدقٍ لا أشعرُ إلا بخَوف، وندمٍ على ما ضاعَ هباءً من عمري.
ويا لخوفِ المرء إن كان ما زال هناك أيامًا سوف تضيعُ من عمرهِ في اللا شيء!

على المرء أن يفيقَ لنفسهِ، وأن يُعاتبها، وأن يُجاهدها، وأن يجُرها إلى الله!
على المرء أن ينشغل بنفسهِ كثيرًا جدًا، وأن يُحاسبها، وأن يعدّها للسؤال!
على المرء ألّا ينشغل بغيرِ نفسهِ أكثر منها!، فهي نفسٌ واحدة!
وليسأل نفسه: كيفَ إن نجوا وهلكَت هيَ؟! كيف!?

ولذلك أريدُ أن أخبركم بأنني أخذتُ قرارًا بوقفِ هذا القناة، ولن أنشرَ بها شيئًا بعد الآنِ إن شاء الله.
لن أحذفها أبدًا إن شاء ربِّ هذا، فأنا أحب هذه القناة كثيرًا، فهي بها كثيرٍ من المنشورات التي قد لمست الفؤاد، وأثّرت بي، وأعانَتني في السيرِ إلى الله والحمدلله!، وبها أيضًا التلاوات التي أحب تكرار سمَاعها، والتي تجعلُني بخَيرٍ بفضل الله!، وهي صدقة جارية لنا بإذن الله!، فهو يعلم بمجاهدتي على أن تكون النية خالصةً له سبحانه، فأسألهُ أن يعفو عني إن كان غير ذلك، وأن يتقبلَها مني')

أردتُ أن لا أختفي مرةً واحدةً هكذا، ولا أعلمُ لِمَا!
ولكن لا أحب أن يُفعَلَ معي هكذا، ولا أحب الإختفاء بدونِ معرِفة!
أيًا كان، فهذا ليسَ بموضوعِنَا.

تركتُ لكم بعض القنواتِ النافعة في الرسائلِ المثبَّتة، والدالِ على الخيرِ كفاعله، وهذا أحمِدُ الله عليه والله، فالحمدلله حمدًا كثيرًا!
لا أعلمُ إن كان لي رجعةً بعد الآنِ أم لا، ولكن إن عدتُ؛ فستكون هذه العودة بعد طولِ مدَّة.
ولكن في النهاية الله أعلم!، فالإنسان يجهل قدَرهُ الذي يكون بعد عدةِ دقائقٍ حتى!

تذكَروني بدعوةٍ بينَ الحينِ والآخر، وأنا -إن شاء الله- لن أغفل أبدًا عن الدعاءِ لكم جميعًا.
أستودِعكم الله، دُمتم في رعايةِ اللهِ وحفظِه!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.