خطبة الإمام الحسن بمحضر أبيه أمير المؤمنين عليه السَّلام.
رُوِيَ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «قُمْ فَاخْطُبْ لِأَسْمَعَ كَلَامَكَ».
فَقَامَ وَقَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي مَنْ تَكَلَّمَ سَمِعَ كَلَامَهُ، وَمَنْ سَكَتَ عَلِمَ مَا فِي ضَمِيرِهِ، وَمَنْ عَاشَ فَعَلَيْهِ رِزْقُهُ، وَمَنْ مَاتَ فَإِلَيْهِ مَعَادُهُ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ وَسَلَّمَ. أَمَّا بَعْدُ؛ فَإِنَّ الْقُبُورَ مَحَلُّنَا، وَالْقِيَامَ مَوْعِدُنَا، وَاللَّهَ عَارِضُنَا، إِنَّ عَلِيّاً بَابٌ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً مُؤْمِناً، وَمَنْ خَرَجَ عَنْهُ كَانَ كَافِراً».
فَقَامَ إِلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ فَالْتَزَمَهُ، وَقَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ﴿ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾
- نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: ص٧٢-٧٣.
إلهي قَرَعتُ بابَ رَحمَتِكَ بيَدِ رَجائي، وَهَرَبتُ إلَيكَ لاجِئاً مِن فَرطِ أهوائي.
دعاء الصباح لإمام المتقين صلوات الله وسلامه عليه
ولسْتُ أعجَبُ مِن عِصيَانِ قَلبِكِ لِي
حقًّا، إذَا كانَ قَلبِي فِيكِ يَعصِينِي
- البحتري.
لَقَد زِدتُ بِالأَيّامِ وَالناسِ خِبرَةً
وَجَرَّبتُ حَتّى هَذَّبَتني التَجارِبُ
وَما الذَنبُ إِلّا العَجزُ يَركَبُهُ الفَتى
وَما ذَنبُهُ إِن حارَبَتهُ المَطالِبُ
وَمَن كانَ غَيرَ السَيفِ كافِلُ رِزقِهِ
فَلِلذِلِّ مِنهُ لا مَحالَةَ جانِبُ
وَما أُنسُ دارٍ لَيسَ فيها مُؤانِسٌ
وَما قُربُ دارٍ لَيسَ فيها مُقارِبُ
- الأمير.
ثمّ إنّه عليه السّلام بنى لها بيتا في البقيع نازحا عن المدينة، يسمّى: [بيت الأحزان] وكانت إذا أصبحت قدّمت الحسن والحسين عليهما السّلام أمامها، وخرجت إلى البقيع باكية فلا تزال بين القبور باكية، فإذا جاء الليل أقبل أمير المؤمنين عليه السّلام إليها وساقها بين…
وَإنْ بَذلَ الإنسانُ لي جُودَ عَابِسٍ
جَزَيتُ بِجُودِ التَّارِكِ المُتَبَسِّمِ
المتنبي
قال رجل للأحنف بن قيس: بمَّ سوّدك قومك (أي بمَّ أتتك السيادة في قومك) وما أنت بأشرفهم بيتا، ولا أصبحهم وجها، ولا أحسنهم خلقا؟!
قال الأحنف: بخلاف ما فيك يا ابن أخي.
قال الرجل: وما ذاك؟
قال الأحنف: بتركي من أمرك ما لا يعنيني، كما عناك من أمري ما لا يعنيك.
فخجل الرجل وانصرف.
وأمْطَرَتْ لُؤْلُؤًا مِنْ نَرْجسٍ، وَسَقَتْ
وَرْدًا، وَعَضَّت عَلَى العُنَّابِ بِالبَرَدِ
- الوأواء.
وأمْطَرَتْ لُؤْلُؤًا: وبكت دموعًا متلألئة.
مِنْ نَرْجسٍ: من عينيها شديدتَي الرقة.
وَسَقَتْ وَرْدًا: سقت بدموعها خديها الأحمَرَين.
وَعَضَّت عَلَى العُنَّابِ بِالبَرَدِ: عضَّت على شفتها الحمراء، بأسنانها البيضاء كالثلج.