عاجل | مراسل #الجزيرة: المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت

من بدهيات الحروب الكبرى أنها متى اندلعت فلا يسهل التحكم بمسارها، حتى العدو قد يريد وقفها ولكن تقوم له موانع، ولهذا لم تستطع الأطراف التحكم بمسار الحرب في الحرب العالمية الأولى التي ظنوها لا تزيد عن بضعة أشهر فبلغت أربع سنين، وكذا الحرب العالمية الثانية التي بلغت سبع سنين.

ومع المرونة التي ينبغي أن يتحلى بها المفاوض إلا أن مطالبة بعض خيار البلد وأئمة الفضل بوقف المعركة فيها ذهولٌ عن تلك الطبيعة التي تتسم بها الحروب الكبرى، ومن ثم فليس لذلك طريقٌ إلا الاستسلام والخزي، هذا لا غير، واستحضار تلك المُسلَّمة معينٌ في تجميع الناس على واجب الجهاد والثبات والجَلد.

اللهم يا حي يا قيوم ائذن للحرب أن تضع أوزارها.
{ربنا أفرغ علينا صبرًا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين}.

أهمية وضرورة ثبات المجاهدين حول راية الجهاد وعدم انكسارهم

بثبات البعض في الجهاد -ولو كان البعض، فالمهم أن تبقى راية الحق مرفوعة ولو لم يرفعها إلا عدد قليل من الناس- لا يمكن أن ننكسر بإذن الله تعالى.

وهؤلاء القلة الذين يرفعون لواء الجهاد ويُبقونه مرفوعا لهم أجر عظيم جدا عند الله سبحانه وتعالى، فالعَشَرة الذين كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول لهم: (مَنْ يَرُدُّهُمْ عَنَّا وَهُوَ رَفِيقِي فِي الْجَنَّةِ)؟

فالذي يقاتل الآن ويثبت في ميدان الجهاد في هذه الظروف الصعبة نرجو له أن يكون مع النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة؛ لأنه لا يدافع عن نفسه ولا عن بلد اسمها غزة أو فلسطين وإنما يدافع عن دين الله وراية الله وراية الإسلام. فهو يرد الكفار عن دين الله سبحانه وتعالى، فنرجو له أن يكون مع النبي صلى الله عليه وسلم.

ونحن نرى اليوم ثباتا عجيبا جدا واللهِ، وهذا أمر عجيب جدا فوق العمل البشري والطاقة البشرية، فهناك تأييد من الله سبحانه وتعالى.

فالثبات على الجهاد سبب عظيم جدا من أسباب النصر، وهذا ممكن بالنسبة لنا.

فينبغي علينا اليوم أن نثبت على الجهاد: فالمجاهد يثبت على جهاده. والذي ليس بمجاهد يثبت على دعمه للمجاهد بكل ما يستطيع، بالدعاء -وهو أقل القليل وأقل الإيمان- والمال والجهد وكل ما يستطيع.

فإذا فعلنا ذلك وثبتنا في الجهاد وثبتنا على راية الجهاد فإن هذا الثبات كفيل بألا ننكسر كما لم ينكسر رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون في أُحُد -مع وجود بعض الهزيمة وعدم النصر والمصائب- ولكن بدون انكسار؛ وذلك بسبب الثبات على الجهاد.

وأعظم ما يدل على ذلك ويشير إلى ذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ذكر فيه مراحل الأمة:
(أولُ هذا الأمرِ نبوةٌ ورحمةٌ، ثمَّ يكونُ خلافةٌ ورحمةٌ [خلافةٌ على مِنهاج النبوة]، ثمّ يكون مُلكاً ورحمةً [مُلكاً عاضّاً]، ثمّ يتكادمون عليه تكادُم الحُمُرِ [مُلكًا جبريَّةً]، فعليكُم بالجهادِ، وإن أفضلَ جهادِكم الرِّباطُ، وإن أفضلَ رباطِكم عسقلانُ). حديث صحيح.

فطوبى للمرابطين، فالرباط من خير الجهاد الآن، (وأفضل رباطكم عسقلان) أي على حدود عسقلان، وهي غزة.
ولذلك نحن في خير الرباط؛ فلن ننكسر بإذن الله سبحانه وتعالى.

[مقتطفات من درس لفضيلة الشيخ د. رامي بن محمد الدالي حفظه الله.
بعنوان/ ثبات المجاهدين ورفع لواء الدين: طريقا النصر والتمكين]

وذكر أنه كان شافعيا ثم قال بالاجتهاد. ثم ذكر لي أن الاجتهاد شيء صعب، وأنه في صغره (شبابه) كان يحب أن يقول بذلك، لكنه لما كبر رأى نفسه أنه كان على خطأ.
وذكر أن ذلك لأن المجتهد يجب أن يحيط بكل دقائق المذهب المنتقد والذي يريده، وهذا صعب جدا.
وسألته عن قول من قال: إن الكتانيين شافعية؟ فقال: إنهم اجتهدوا في أمور فوافقت الشافعي.
وقال عن نفسه في الصلاة إنه فعل ذلك فوافق الشافعي دون قصد، ولو كان الشافعي حيا لذهب لخدمته.
هكذا قال لي يوم 22 محرم (1409).
وذكر أن من مزايا أبناء الصديق أنهم كلهم علماء.
وسألته عن قول من قال: إن مذهب الإمام أحمد مذهبه أجمع أو أحسن المذاهب لأنه جاء بعد الكل؟ فرد هذا القول وكأنه قال (أشك في ذلك): إن كثيرا من العلماء جاؤوا بعدهم ولم يفعلوا شيئا والله تعالى أعلم. والحمد لله رب العالمين.

لقد كان –رحمه الله- أثرياً عاملاً بالدليل، شديداً على متعصبة المذاهب، قوَّالاً بالحق، بعيداً عن الظلمة وذوي السلطة، شديداً عليهم وعلى المتفرنجين، زاهداً في الدنيا. وكان بينه وبين جدي رحمه الله علاقة وطيدة، وقد قال لي جدي: أعلم الصديقيين أحمد وأورعهم وأتقاهم محمد الزمزمي.
فمن تلاميذه العلماء المدرسون أبناؤه الثلاثة صهيب وعبد الباري وأبي، ومنهم عبد الله التليدي ومحمد الأعرج الجرفطي ومحمد الجردي السعيدي ومحمد احمامو ومحمد بن التهامي الصمدي وعمر بن مسعود الحدوشي وأبو الطيب مولود بن الحسن السريري وغيرهم كثير.
له تآليف كثيرة، منها: (دلائل الإسلام) و(الإسلام والتفرنج) و(المحجة البيضاء) و(إعلام الفضلاء بأن الفقهاء ليسوا من العلماء) و(تحذير المسلمين من مذهب العصريين) و(المحجة البيضاء في نفي العلو والفوقية) و(كشف الحجاب عن المتهور الكذاب) و(إعلام المسلمين بوجوب مقاطعة المبتدعين والفجار والظالمين) و(الطوائف الموجودة في هذا العصر). وكتب أخرى كثيرة، تميزت بسهولة عبارتها والدعوة لتعظيم السنة والتحذير من البدع، ومحاربة العلمانية والتفرنج، والغيرة الشديدة على حدود الله.
ولقد ألمَّ بالشيخ مرض ألزمه الفراش مده حتى توفاه الله في يوم الجمعة 28 من ذي الحجة عام 1408هـ.
راجع لترجتمه: "إعلام الإخوان الراغبين" للشيخ محمد الفاطمي ابن الحاج السلمي رحمه الله (ص 121).
وقد بارك الله له في جهوده، فكان له تلاميذ كثر، وبارك له في ذريته فكان أبناؤه ممن حفظ كتاب الله واشتغل بالعلم والتزم السنة ودافع عن الشرع، وكذلك أحفاده حفظهم الله ورحم من توفي منهم.
وقد كتبت في مذكراتي يوم 22 محرم 1409 ما يلي:
ذكر أولاد ابن الصديق:
هم أبناء الصالح الشريف البركة الأجل، [العلامة الكبير]، مولانا الشيخ سيدي أبي عبد الله محمد بن الصديق الغماري الحسني الأندلسي الأصل.
1. أكبرهم شيخ جدنا العلامة المجتهد [أبو الفيض] أحمد، درس على يديه جدي شيئا من علم الحديث، فقد كان محدثا، وقد كان حركيا سياسيا. حبسه عبد الناصر في زنزانة أرضية، ولما أخرجه مات بعد أيام، قيل حزنا وقيل: سمم.
2. ومنهم العلامة المحدث [أبو الفضل] عبد الله، وقد درس جدي كذلك، ومازال بقيد الحياة، أطال الله تعالى في عمره، وهو بقية علماء المغرب.
3. ومنهم العلامة السيد أبو عبد الله الزمزمي، وهو أول من قال بالاجتهاد منهم، وكان أورعهم كما ذكر لي جدي.
وزعموا أنه وهابي، لكن لما سأله جدي أنكر وقال جدي: إنه أنكر على إخوته الغلو في والده، فاتهموه بأنه وهابي، وقيل إنه يتقاضى أموالا من السعودية، لكن جدي كذب ذلك، وهو المتوفى حديثا. رحمة الله تعالى عليه، وله ابن بالبيضاء اسمه عبد الباري، له شهرة بين الناس، [وله صهيب وأبي وكلهم علماء تخرجوا على يديه].
جدي رحمه الله بين محمد الزمزمي وابنه أبي
4. ومنهم الشيخ عبد العزيز
5. والشيخ عبد الحي
6. والشيخ إبراهيم. وكلهم عالم.
7. ومنهم السيد الحسن، وهو كذلك فقيه له برنامج في المرياء المغربي. اهـ. ما كتبته وفيه إلحاقات وتصويبات وضعتها بين قوسين، كتبتها بعد ذلك بسنوات.
وكتبت بعد ذلك يوم 5 صفر 1409 في كناش آخر تحت عنوان:
فصل فيمن سألت عنهم شيخي الجد أطال الله له العمر في عز ومجد:
1. ابن حزم:
سألت يوم 22 محرم الحرام عن قولهم: "من الحزم ألا تأخذ برأي ابن حزم"؟
فرد علي هذا الكلام وأنه غير صحيح، وأن كل شخص يؤخذ منه ويرد عليه، إلا النبي، صلى الله عليه وسلم.
وسألته عن قولهم: "إن ابن حزم لم يطلب العلم حتى كبر"؟
فرد عليه، وأحالني إلى مقال كتبه عنه في مقدمة "المحلى"، وأظنه يقصد "معجم ابن حزم الظاهري"، إذ راجعت فيه هذا الكلام فوجدته.
وذكر لي أنه انتقده، فوجدت ذلك، ومع أنه انتقده إلا أنه يحبه ويعجب بشخصيته وبعلمه.
وكنت سألته مرة وأنا في جدة عن ابن حزم لماذا طرده العلماء؟ و و. قال:"لأنه أحسن منهم".
2. ابن تيمية:
سألته عن قول من قال: "إن ابن تيمية مأخوذ به في المعاملات مطعون فيه في العقائد"؟
فقال لي ما مؤداه: "إن كل مرء يؤخذ منه ويرد عليه"، دلالة على أن ابن تيمية مثل الكل. وقال لي عن الوهابية: "إنهم يدعون الحنبلية والتيمية، وليسوا لا حنبلية ولا تيمية". ذلك أن ابن تيمية رحمة الله عليه رد على الصوفية أغلاطهم، لكنه لم يرد التصوف جملة واجدة، بل إن جدي ذكر لي أن ابن تيمية له كلام في التصوف.
3. ابن القيم:
لما سألته عنه أثنى عليه، لكن قال:" ما بينه وبين شيخه كما بين السماء والأرض"، والمراد في علمه، والله تعالى أعلم. فابن تيمية أعلم منه، ومعروف علم ابن القيم، وهذا يقتضي أن ابن تيمية عالم من الفطاحل الجهابذة.
4. أحمد بن الصديق:
هو شيخ الجد، حفظه الله تعالى، سألته ماذا درس عليه؟ فذكر كتبا ما بقي في ذهني منها سوى "مقدمة ابن الصلاح"، وقال عنه: إنه محدث. وأثنى على علمه وأنه يعجبه أكثر من باقي إخوته.
وانتقد أبناء ابن الصديق بانتقاصهم العلماء عند الرد عليهم.

#مذكراتي 40
فصل
الرجوع للحجاز وبداية العام الدراسي سنة 1409
أدركتنا هذه السنة ونحن بالمغرب في عطلتنا الصيفية، وفي يوم الجمعة 7 محرم منه زار البيت كعادته كل جمعة عم أمي أبو عبد الله محمد بن محمد الباقر، رحمه الله، وكان من عادته أن يرسل السمك ليلة الجمعة، ويكون الغداء بعد صلاة الجمعة من ذلك السمك، هكذا أدركناه منذ عرفناه، وما كنا نعرف عادة المغاربة يوم الجمعة في الغداء بالكسكسي إلا بعدما سكنا المغرب، ومع ذلك فلم تكن من عادتنا نحن إلا مؤخرا.
أما بيت جدي فقد اعتادوا أكل الكسكسي في حفلاتهم المتكررة طوال العام، فكانوا يملونه، ويفضلون السمك الذي يرسله العم مولاي محمد، رحمه الله.
وفي زيارته هذه أخبر والدي بأن العالم الشريف السيد محمد الزمزمي بن محمد بن الصديق رحمه الله قد توفي إلى رحمة الله تعالى.
فلنترجم لهذا العالم الجليل ولنذكر بعض الفوائد المتعلقة بعلاقة بيتنا ببيت آل الصديق الغماريين.
ترجمة العلامة محمد الزمزمي بن الصديق وذكر علاقتنا ببيتهم:
هو أبو عبد الله محمد الزمزمي بن محمد بن الصديق بن أحمد بن محمد بن قاسم بن محمد بن محمد بن عبد المؤمن بن محمد بن عبد المؤمن بن علي بن الحسن بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن عيسى بن سعيد بن مسعود بن الفضيل بن علي بن عمر بن العربي بن علال بن موسى بن أحمد بن داود بن إدريس بن إدريس بن الإمام عبد الله بن الحسن بن الحسن بن الإمام علي بن أبي طالب وابن سيدتنا فاطمة الزهراء بنت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فهو محمد الزمزمي ابن الصديق، الغماري التجكاني المومني المنصوري. وهم ليسوا من غمارة لأن غمارة قبيلة بربرية، وإنما نسبوا إليها لكونهم نزلوا فيها، وكذلك الحال في نسبتهم لبني منصور، فهي فرع من غمارة.
فهذه الأسرة تنتسب إلى داود بن إدريس بن إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، رحمهم الله ورضي عنهم. ثم استقروا في الأندلس، ولعل ذلك كان بعد انهيار دولة الأدارسة سنة 375 هـ. ثم قدم أحد سلفهم واستوطن أحواز تلمسان في أواخر القرن الخامس، ثم انتقل جدهم عبد المؤمن بن محمد إلى منطقة تجكان، من قبيلة بني منصور الغمارية.
فهم مومنيون، نسبة لجدهم عبد المومن، ولا زال بنو عمومتهم في شرق المغرب يحملون هذا الاسم، وتقدم فيهم فضلاء وصالحون أهل سنة ودين، وهم تجكانيون نسبة للمنطقة التي نزلوها، ولازال العديد منهم يحمل هذه النسبة في تطوان وبلاد جبالة. وهم غماريون نسبة للقبيلة التي نزلوا فيها، وليسوا منها صليبة، فهي قبيلة بربرية تعربت، وهم أشراف أدارسة. [راجع "البحر العميق" و"التصور والتصديق" لأحمد بن الصديق فقد فصل هذه الأمور، ولخصتها في كتابي "فقه الحافظ أحمد بن الصديق"].
مولده ونشأته وطلبه للعلم:
ولد ببور سعيد بمصر في طريق والديه إلى الحج عام 1330هـ.
وحفظ القرآن الكريم على شيخه الفقيه محمد الأندلسي، وفي عام 1349 شرع في قراءة العلم على أخيه الأكبر أحمد، ثم شدَّ الرحلة إلى القاهرة صحبة أخيه عبدالله الذي قرأ معه الآجرومية، وطرفاً من ألفية ابن مالك، و"ورقات" إمام الحرمين، وأوائل "جمع الجوامع" على الباخرة.
ولما وصل إلى القاهرة التحق بالأزهر، فقرأ على جماعة من شيوخه، كعبدالسلام غنيم، وأبي طالب حسنين، ومحمود الإمام، وعبدالمجيد الشرقاوي، و محمد بخيت المطيعي وغيرهم، واختار في الفقه قراءة مذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى، كما أنه درس الفقه المالكي على مصطفى صفوة بشرح الدردير على "مختصر خليل".
لكنه لم يلتزم أي مذهب، بل دعا، كبقية إخوانه، لاتباع الأثر دون تقيد بمذهب، فكان يرى اتباع النص، فإن عدم فلا بأس بتقليد أحد العلماء.
ثم رجع إلى طنجة عند وفاة والده عام 1354، وجعل يلقي دروساً تطوعيَّة بالجامع الكبير، وبزاوية والده في التفسير والحديث، والتفَّ حوله جماعة من الطلبة، فقرأ معهم الأصول والمنطق والعربية والبلاغة، وغيرها.
كان على نفس منهج إخوته في تعظيم السنة والعمل بالآثار، مع التمسك بما استقر عليه متأخرو الصوفية، وصنف في ذلك رسالة "الانتصار لطريق الصوفية الأخيار".
لكنه طور فكرة العمل بالدليل، فقرر على إثر ذلك ترك كل ما خالف النصوص، وأعلن براءته من التصوف. ودعا لمحض التوحيد، وإخلاص العبادة لله تعالى. وأسس جماعة في طنجة وشمال المغرب سماها "جماعة أنصار السنة"، وتبعه خلق من الناس، وتعصبوا لاختياراته الفقهية، وكان بينه وبين إخوته وأصحابهم ردود قوية.
لكنه كان يميل في الاعتقاد لمذهب الأشاعرة، دون تعمق فيه، وكان يقيم المولد في مسجده (الهدي النبوي)، وألف رسالة في مشروعية المولد وأنه ليس من البدع المذمومة. لكنه كان يقيمه بطريقته الخاصة، كما ذكر ذلك الحافظ ابن حجر، من اجتماع وإنشاد وطعام وذكر شمائل النبي صلى الله عليه وسلم.
ويعد الشيخ، رحمه الله، من رواد الصحوة الإسلامية السلفية شمال المغرب، فقد ترك تلاميذ كثرا، جلهم خطباء وعلماء ومدرسون.

إنا لله وإنا إليه راجعون بلغني للتو وفاة الدكتور أبي قتيبة صالح السامرائي العراقي، أحد أعمدة الدعوة الإسلامية في اليابان، كما كانت له مشاركات في جميع قضايا الأمة، وكان من اعز أصدقاء،والدي رحمهما الله، لقيته مرارا وانا صغير في بيته وبيتنا.
ولقيته منذ سنوات في قطر وفي تركيا.
رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته. وعزائي لآل بيته وذويه وعلى رأسهم ابنه الأستاذ قتيبة.

بدعوة كريمة من مجموعة العمل الوطني لدعم فلسطين حضرت ندوة طيبة بشأن قضية الصحراء المغربية والتطبيع الصهيوني تكلم فيها الأستاذ المحجوب السالك والدكتور أحمد ويحمان وسيرها الأستاذ عبد القادر العلمي. وقد تكلم أيضآ أخونا المناضل الكبير عزيز هناوي آيت أوهني وفقه الله. وكانت الكلمات مفيدة جدا في هذه القضية الكبيرة وأن ربط قضية الصحراء بالتطبيع كان كارثة عليها.

مثل دعوى الأمريكان عند احتلال العراق أنهم يحاربون صدام وليس الشعب العراقي

ودعواهم عند احتلال أفغانستان أنهم يحاربون طالبان وليس الشعب الأفغاني

ودعوى اليهود عند ضرب لبنان أنهم يحاربون الحزب وليس الشعب اللبناني

وقديما دعوى نابليون عند احتلال مصر أنه يحارب المماليك وليس الشعب المصري

وهكذا كل احتلال لا بد أن يزعم هذا الزعم لأجل ضرب حاضنة خصمه حال الحرب، ثم يدفع الكل ثمن الاحتلال.

ومع أن هذه طريقة قديمة ومستهلكة إلا أنها ما زالت رائجة، ومن خلالها يدخل المرجفون والمخذلون والعملاء ليساندوا الاحتلال بشكل أو بآخر.