التوفيق
قال ابن علان - رحمه اللّٰه - عن التوفيق:
"وهو عزيزٌ؛ ولذا لم يُذكَر في القرآن إلّا في قوله تعالى :{وما تَوفيقي إلّا بِالله}"[١]
قال ابن سعدي رحمه الله:
" ﴿وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِالله﴾ أي: وما يحصل لي من التوفيق لفعل الخير، والانفكاك عن الشر إلا بالله تعالى، لا بحولي ولا بقوتي" [٢].
قال ابن القيم رحمه الله:
"وقد أجمع العارفون على أن كل خيرٍ فأصله بتوفيق الله للعبد، وكل شرٍّ فأصله خِذلانه لعبده.
وأجمعوا أن التوفيق أن لا يَكِلَك الله إلى نفسك، وأن الخذلان هو أن يُخليَ بينك وبين نفسك.
فإذا كان كل خيرٍ فأصله التوفيق، وهو بيد الله لا بيد العبد؛ فمفتاحه الدعاء والافتقارُ وصدقُ اللَّجأ والرغبة والرهبة إليه.
فمتى أعطى العبدَ هذا المفتاحَ، فقد أراد أن يفتح له، ومتى أضله عن المفتاح بقي باب الخير مُرْتَجا دونه"[٣].
اللهم وفقنا وسددنا، وإلى الخير اهدنا.
..........................
[١] دليل الفالحين.
[٢] تيسير الكريم المنان.
[٣] الفوائد.

[وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ] سورة الأنعام: ١٢٩.

قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره:
[ومعنى الآية الكريمة:
كما ولينا هؤلاء الخاسرين من الإنس تلك الطائفة التي أغوتهم من الجن، كذلك نفعل بالظالمين، نسلط بعضهم على بعض، ونهلك بعضهم ببعض، وننتقم من بعضهم ببعض، جزاء على ظلمهم وبغيهم].

الحب الصادق

حبك لأخيك وحبه لك،
مشاعر تكون مستقرة عندك، وتجد لذاذتها في نفسك،
ولا يحتاج أن تتكلف لها الدلائل والبراهين.

عن مجاهد، قال:
نظر ابن عباس إلى رجل فقال: إن ذاك ليحبني،
قال: قيل له: يا أبا عباس وما يدريك؟
قال: لأني أحبه، إن الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف[١].

عن الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير : أنه قال له رجل:
إني أحبك ، قال : **قد عرفت ذلك من نفسي[٢].

.................
[١] الإبانة الكبرى لابن بطة.
[٢] حلية الأولياء لأبي نعيم.**

حسن الظنّ بالله
إذا اشتدت عليك الأمور،
وضاقت عليك الدنيا،
وتقطعت بك الأسباب،
فظنّ بالله خيرا،
فو الله ما ضيع من رجاه، ولا رد من ناداه.
قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: يَقُولُ اللهُ :
[أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي]
قال ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين:
[وكلّما كان العبد:
حَسَن الظنِّ بالله،
حسنَ الرجاء له،
صادقَ التّوكُّل عليه،
فإن الله لا يخيِّب أمله فيه البتَّة،
فإنه سبحانه:
لا يخيِّب أمل آملٍ،
ولا يضيِّع عمل عاملٍ.]

الوعظ بالأعمال
قال المأمون: "نحن إلى أن نوعظ بالأعمال، أحوج منا إلى أن نوعظ بالأقوال"[١].
صدق المأمون
كم نحن بحاجة قبل أبنائنا إلى رؤية القدوات الذين تتحدث أعمالهم قبل أقوالهم، ويأسرك تطبيقهم قبل تأصيلهم.
?تراه يتمتم بالتسبيح والناس حوله يتحدثون.
?تجده في الصف الأول في المسجد راكعا تارة، وقارئا تارة، وداعيا تارة.
?تتعامل معه في محيط عملك، أو في البيع والشراء، فتلمس لطفه ونبله وصدقه.
?تراها تخرج من بيتها، وقد تجلببت بالعفة والحياء، والستر والفضيلة.
عدد ما شئت من النماذج التي تغرس القيم والخير إذا مرت بشارع، أو جلست في مكان، وهي صامتة، أفعالها تنطق، وأعمالها تتحدث.
اللهم كثّر من هؤلاء واجعلنا منهم.
..................
[١] جامع بيان العلم وفضله لابن عبدالبر

الحديث عن الإنجازات
يقتنص بعض الفضلاء مطلع العام الهجري للحديث عن الإنجازات، وحُقّ لهم ذلك .
وهناك ثلاثة أمور أحب أن أثيرها:
الأول: الاستغراق في الماضي وعثراته،
والقلق من المستقبل وأحداثه.
من أعظم عوائق الإنجاز:
تقتل اللحظة الحاضرة،
وتمنع التركيز،
وتفسح المجال للإحباط:
أن ينخر الهمّة، وأن ينحر العزيمة.
الماضي درسٌ وتجربةٌ:
يثمر في الحاضر، وينير طريق المستقبل.
الثاني: احذر من المقارنة الجائرة.
عندما يقارن صاحب مشروع صغير دخله بصاحب شركة كبيرة، فقد ظلم نفسه.
وعندما يقارن طالب علم مبتدٍ فهمه وحفظه بطالب علم  منتهٍ، فقد ظلم نفسه.
واقعك وقدراتك وفرصك تختلف عن غيرك.
ما يصلح لغيرك قد لا يصلح لك
وما يصلح لك قد لا يصلح لغيرك
هو خطيبٌ مفوه، وأنت كاتبٌ متميز
الثالث: لا تنظر بعين واحدة.
اهتمام الإنسان بأمر لاينبغي أن ينسيه بقية مجالات حياته؛ لأنه سيؤثر عليه في أمرين:
الأول: سيرى الدنيا قد أظلمت عند تقصيره أو فوات مطلوبه.
الثاني: سيُقصر في الاهتمام والرعاية والتطوير لبقية مجالات حياته.
الإنسان كتلة من المشاعر، ويقوم بأدوار متعددة في الحياة، ونجاحه الحقيقي في إعطاء كل ذي حقه.
"إنَّ لنفسِكَ عليكَ حقًّا، ولربِّكَ عليكَ حقًّا،
ولضَيفِكَ عليك حقًّا، وإنَّ لأهلِكَ عليكَ حقًّا،
فأَعطِ كلَّ ذي حقٍّ حقَّه".
في الختام:
دعونا نفترض أنا لم نحقق إنجازا واحدا في حياتنا،
وأنا قد فشلنا في تحقيق كل أهدافنا.
إذاً لنبدأ من الآن، دعونا ننطلق.
طريق الإنجازات ما زال في قدرتنا سلوكه.
البكاء على الماضي لن يفيد،
والقلق من المستقبل لن يحقق ما نريد.

اغتنموا الإجازة الصيفية?

اطلعت على إجازة في كتاب الله تعالى لفتاة يقول الشيخ الذي كتب الإجازة : عرضت علىّ فلانة القرآن الكريم كاملاً برواية حفص عن عاصم من أوله إلى آخره غيباً عن ظهر قلب في قرابة عشر ساعات في يوم واحد وقد كان حفظها غاية في الاتقان لدرجة أبهرتني حيث لم تخطئ أي خطأ طوال الختمة) .
( رسالة في أثر التركيز في صناعة الإبداع)