🔹خَـاتِـمَـة🔹
( لاَتـحْـزنْ واللهُ ربُّـك)

بعد أن بيّنا فيما سبق أسباب الحزن وعلاجه..

🔺في خاتمة المطاف:- وصايا إلى كل محزون ومهموم:

١-لاَتـحْـزنْ واللهُ ربُّـك..
إن داهمك الحزن؛ فاستعذ بالله منه، واطرق باب الدعاء، وخفّف حزنك بأنّ ماأصابك من المحن لطفاً من الله بك ليسوقك إلى كمال النعيم..فإنّه لا حزن مع الله أبداً.

٢-لاَتـحْـزنْ واللهُ ربُّـك..
قُلْ بلسانك وقلبك:(رضيتُ بالله رباً) رضاً بربوبيته، رضاً بإلوهيته، رضاً بقضائه وقدره، فمن رضي بالله رباً؛ رضيه الله له عبداً.

٣-لاَتـحْـزنْ واللهُ ربُّـك..
فالدنيا لم تَصْفُ لنبيك محمد ﷺ ولا للرسل من قبله، أتريدها أن تصفو لك؟!

٤-لاَتـحْـزنْ واللهُ ربُّـك ..
خلق الله القلب ليكون عبداً لله، يقوم بحق الله فيه، فقد يضعفه الحزن من السير إلى الله.

٥-لاَتـحْـزنْ واللهُ ربُّـك..
فعجلة الحياة تسير؛ ضحكت أم بكيت، فرِحت أم حزنت،فلا تُشقي نفسك بالهموم والاحزان.
فأضرار الحزن على صحة الجسد كثيرة معلومة عند أهل الطب.

٦-لاَتـحْـزنْ واللهُ ربُّـك ..
احمد الله أن المصيبة لم تكن في دينك، فمصيبة الدين هي أعظم المصائب،
ومن دعاء النبي ﷺ:
"وَلَاتَجْعَلْ مُصِيبتَنَا فِي دِينِنَا".
-وافرح بالنعم التي منّ الله بها عليك، واستمتع بها، واشكره عليها، وانظر إلى غيرك ممن أصيبوا بعظائم الأمور يسهُل عليك مُصابك.

٧-لاَتـحْـزنْ واللهُ ربُّـك كَفْكِفْ دموعك، وانهض
واستمتع بالحياة، فهي حلوة جميلة بطاعة ربك والقرب منه والأُنس به، وجدّ في العمل الصالح حتى تلقى ربك وهو عنك راضٍ، فتفوز بجنة عرضها السماوات والأرض، لاحزن
فيها ولا كدر ، ولا تعب فيها ولاضجر..
إذا دخلها أهلها قالوا : "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ۖ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ".

-جعلنا الله وإياك من سكان الجنان، وأزال عنّا الهموم والاحزان..إنه مجيب الدعاء.

…….تم النقل من كتابي
(لاتحزن والله ربك).

١٣-سلسلة( لاَتـحْـزنْ واللهُ ربُّـك):

🔹تتمة علاج الحزن:
٢٧-‏شرب اللبن:
{اللبن أو الحليب}.
وهو من الاشربة المباركة، و علاج للغموم ، ومما يدل على فضله،عن عائشة رضي الله عنها: كَانَ ﷺ إِذَا أُتِي بلبنٍ قال: "بركة أو بركتان"، وقال ﷺ: "مَن أطعمه اللهُ الطَّعامَ فليقل: اللهم بارك لنا فيه، وأطعمنا خيرًا منه، ومَن سقاه اللهُ لبنًا فليقل: اللهم بارك لنا فيه، وزدنا منه"، وقال ﷺ: "ليس شيءٌ يجزي مكان الطَّعام والشَّراب غير اللَّبن".
أي أنه طعامًا لِمَنْ أراد الطعام، وشرابًا لِمَنْ أراد الشراب.
-قال ابن القيم عن فوائد اللبن: وهو محمود، يولد دماً جديداً ، ويُرطب البدن اليابس، ويغذو غذاءً حسناً، وينفع من الوسواس والغمّ والأمراض السوداوية (ما يعبر عنها في هذا العصر بالاكتئاب وغيره).

٢٨-التطيب بالمسك:
قال ﷺ:" أَطْيَبُ الطِّيبِ الْمِسْكُ".
ذكر أهل العلم فوائده: أنه من أقوى المفرحات، يقوي القلب، وفيه من التوحش تفريح ، ويصلح الأفكار، ويذهب بحديث النفس، ويُسرُّ النفس ويقويها، مصفٍ للذهن، مصلح للفكر…

٢٩-الرياضة كالمشي والسباحة:
فهي تقلل من مستوى هرمونات التوتر في الجسم، وتساعد في الوقاية من القلق والاكتئاب.

٣٠-العلاج النفسي:
قد يحتاج من أصيب بداء (الاكتئاب):
الذي من أعراضه:- الحزن الطويل والقلق و الأرق وكثرة النسيان وفقدان الشهية للطعام إلى علاج نفسي ليخفف او يزيل عنه ما يجد.

عافانا الله وإياكم من كل بلاء في ديننا ودنيانا.

…………وللحديث بقية.

١٢-سلسلة( لاَتـحْـزنْ واللهُ ربُّـك):

تتمة علاج الحزن:
٢٦-ذكر الله:
إذا انشغل المهموم بالذكر اطمئن قلبه وانشرح صدره….وأعظم الذكر :
أ- قراءة القرآن، قال تعالى:"الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ"،قال ابن كثير: أي تطيب وتطمئن إلى جانب الله،وتسكن عند ذكره، وترضى به مولى ونصيراً، ولهذا قال:"أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ".
-لاأنسى تلك المرأة الكبيرة الصالحة التي مرت عليها مصائب كثيرة، وقد جعلت جلّ وقتها لقراءة القرآن، فلما قيل لها: ألا يضيق صدرك؟ قالت: يضيقُ صدري وعندي كتاب الله ؟!

ب-التسبيح والتهليل: قال تعالى: وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ *فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ "، قال ابن القيم: فللذكر تأثير عجيب في انشراح الصدر ونعيم القلب، وللغفلة تأثير عجيب في ضيقه وحبسه…والذكر يزيل الهمّ والغمّ من القلب، ويجلب له الفرح والسرور والبسط.

ج- قول:لا حول ولا قوة الا بالله: قال ﷺ :"لاحول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة"،أي : ثوابها مدَّخر كما يُدَّخرُ الكنز، قال الشيخ محمد بن عثيمين: هي كلمة استعانة؛ عندما يعييك الشيء ويثقلك وتعجز عنه : قل لا حول ولا قوة الا بالله يسر الله لك الأمر.

د- الاستغفار:
قال ﷺ:"من لزم الاستغفار جعل الله له من كل همّ فرجًا،ومن كل ضيق مخرجًا ،ورزقه من حيث
لا يحتسب"
قال ابن القيم: أما تأثير الاستغفار في دفع الهمّ والغمّ والضيق، فمِمّا اشترك في العلم به أهل الملل وعقلاء كُل أمة؛ أنَّ المعاصي والفساد توجب الهمّ والغمّ وضيق الصدر، ولا دواء لها إلا بالتوبة والاستغفار.

هـ-الاستعاذة بالله من الحزن:
كان ﷺ يكثر من:"اللهم إني أعوذُ بكَ منَ الهمِّ والحزَن" لأن الهمّ والحزن يُضعف القلب، ويُشوش الفكر، ويجلب القلق والأرق.

و-المداومة على أذكار الصباح والمساء :
فهي قوت القلوب والأرواح، تورث في القلب السكينة والطمأنينة والراحة والسرور، وتُبعد الهموم والأحزان.

………….. وللحديث بقية.

١١-سلسلة( لاَتـحْـزنْ واللهُ ربُّـك):

٢٣-تغافل عن زلات الآخرين:
وخاصة في علاقتك مع🔺إخوتك وأخواتك وأقاربك🔺فحقهم عظيم أمر به ربنا سبحانه ورسوله ﷺ..
-مَنْ لم يتغافل تنغصت عيشته، ودخل في دوامة من الهمّ والغمّ والقلق النفسي.
ومَنْ تغافل عن العثرات فقد أغلق أبواباً من الشر، وسلِم قلبه من الحقد والغل.
قال ابن الجوزي: ما يزال التغافل عن الزلات من أرقى شيم الكرام فإنّ الناس مجبولون على الزلات والأخطاء فإن اهتم المرء بكل زلة وخطيئة تعب وأتعب.
-واعلم أنّ العفو عملٌ صالح تُثاب عليه، وقُربة إلى ربك، ودحرّ للشيطان.
إنك إن عفوت عمّن ظلمك ستشعر ببرد يلامس شغاف قلبك، ولذة وأُنس وطمأنينة وطيب عيش، لايُحسُّ بهذا إلا من جربه، وأيقن بالجزاء العظيم الذي ينتظره( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ) قال الحسن : إذا كان يوم القيامة نادى مناد : من كان له على الله أجر فليقم، فلا يقوم إلا من عفا ، ثم قرأ هذه الآية.

٢٤-أكل التلبينة:
إذا أصاب العبد همّ وحزن قد لا يرغب في طعام يأكله ولاغذاء يشتهيه، فعليه بالتلبينة،قال ﷺ:"التَّلْبِينَةُ مَجَمَّةٌ لِفُؤادِ المَرِيضِ، تَذْهَبُ ببَعْضِ الحُزْنِ".
التلبينة : حساء من دقيق أو نخالة، وربما يجعل فيها شيء من العسل واللبن{الحليب}.
مجمة: من الإجمام وهو الراحة.
-وفي الحديث عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان ﷺ إذا أخذ أحداً من أهله الوعك أمرَ بالحساء من الشعير فصُنع، ثم أمرهم فحَسوا منه ثم يقول:(إنه ليرتو فؤاد الحزين، ويسرو عن فؤاد السقيم كما تسرو إحداكنّ الوسخ بالماء عن وجهها).
الشعير:يقول أهل الطب أنّه غني بالبوتاسيوم، في حالة نقص البوتاسيوم في الجسم يزداد شعور الإنسان بالاكتئاب والحزن.
يرتو: يشدّه ويقويه، لأنّ الحزن يُرخي القلب ويضعفه.

…………وللحديث بقية.

٩-سلسلة( لاَتـحْـزنْ واللهُ ربُّـك)

🔺تتمة علاج الحزن:
١٧-‏اطوِ ماضيك الحزين:
تناسى الذكريات المؤلمة الحزينة التي عصفت بك في ماضي حياتك، فكما قيل :ملف الماضي عند العقلاء يُطوى ولا يُروى…ولا تلتفت إلى الوراء فتتعثر في الطريق، انظر إلى المستقبل، وأمّل خيراً من ربٍ كريم .

١٨-كن قويا تجاه الأحداث:
هبّ أن هذه المشكلة التي أورثتك الحزن حصلتْ لك قبل عشرين سنة ،أتستحق كل هذا الهمّ؟!
أما تسمع أحياناً فلاناً يروي قصته الحزينة التي وقعت له منذ زمن طويل ،وكأنها قصة لغيره، ولو رواها في زمن حدوثها لكان لها طابعاً آخراً؟!
-هبّ أنّك أخطأت في أمرٍ ما، أما يكفيك أنك تعلمت درساً من مدرسة الحياة؟!
-هبّ أنّ هذه المشكلة عجزت عن حلها؛ فوّض أمرك إلى الله والزم الدعاء، ولا تحزن والله ربك.

١٩-ترتيب الأولويات:
يُصاب البعض عند كثرة الأعمال والمشاغل بشيء من الهمّ والغمّ..
وليُعلم أنّ ترتيب الأولويات حقيقة شرعية وبديهة عقلية، ففي حال تداخل الحقوق والأعمال؛ يُبدء بالأقرب فالأقرب، والأهم فالأهم، فمثلاً:
-في الحقوق الاجتماعية: إذا تعارض حق الأم مع حق الاب؛ قُدّم حق الأم
لقوله ﷺ: "أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك".
- وإذا تعارض حق الزوج مع حق الوالدين؛ قُدّم حق الزوج ، قال ابن تيمية: المرأة إذا تزوجت كان زوجها أملك بها من أبويها، و طاعة زوجها
عليها اوجب".
و "أَيُّما امرأةٍ ماتت و زوجُها عنها راضٍ دَخَلَتِ الجنةَ"، كما ورد عن نبينا ﷺ .

……………….وللحديث بقية.