**«الفقرُ، يا سيّدي، ليسَ عيبًا ولا نقيصةً. وكذلكَ كالسُّكْرِ ليسَ فضيلةً.. ولكنَّ الحاجةَ يا سيّدي.. الحاجة وحدَها هيَ النقيصةُ النكراءُ. إنَّ بإمكانِكَ، معَ الفقرِ، أنْ تُحافظَ على النبلِ الذي فُطِرَ عليهِ فؤادُكَ. أما معَ الشقاءِ والحاجةِ، فليسَ من إنسانٍ قادرٍ على المحافظةِ على نبلِ قلبِهِ. إنكَ، بسببِ حاجتِكَ، لا تُطْرَدُ بالعصا فقط، وإنما تُكْنَسُ بمكنسةٍ، خارجَ المجتمعِ الإنسانيِّ، حتى يكونَ ذلكَ أكثرَ تحقيرًا لكَ.»

فيودور دُستويَفسكي | الجريمة والعقاب**

إِذا أَنتَ لَم تُنصِف أَخاكَ وَجَدتَهُ عَلَىٰ طَرَفِ الهِجرانِ إِن كانَ يَعقِلُ...

محاضرات في التفكير المنطقي - الفصل الأول • | أنواع البيان (2) |

• يُقسم البيان إلى: بيان كلي، وبيان جزئي، وبيان شرطي.

1- تعريف البيان الكلي: هو عبارة عن تعيين خاصية معينة لجميع عناصر المجموعة.
مثال ذلك: ’’كل السيارات زرقاء’’ أي كل السيارات اللائي في مجموعة السيارات هي زرقاء. فإذا كانت عناصر مجموعة السيارات هي {x1, x2, x3} فهذا يعني أن كل العناصر بدءًا من x الأولى إلى الثالثة لها خاصية أنها زرقاء، وهذا وفق البيان الذي يدعي الكلية. فلكي يتم تصديق البيان سنذهب إلى المجموعة وسنأخذ العنصر الأول منها ونقول:

إن x1 سيارة وهي زرقاء.
إن x2 سيارة وهي زرقاء.
إن x3 سيارة وهي زرقاء.

إذن مجموعة السيارات كل عناصرها (أي كل السيارات) تتصف بأنها زرقاء.

2- تعريف البيان الجزئي: هو يخبرنا أن واحد على الأقل من عناصر المجموعة لهُ الخاصية الفلانية.

مثال ذلك: ’’هناك سيارة زرقاء واحدة على الأقل بين مجموعة السيارات’’.

3- تعريف البيان الشرطي: إذا كان شرطًا واحدًا صحيحًا؛ فإن شرطًا آخر يكون صحيحًا.

مثال ذلك: ’’إذا ألقيت الحجر إلى الأعلى فإنه سينزل بدوره إلى الأسفل’’ أي أن هذا البيان يدعي أننا كلما فعلنا x سينتج y. فتكون صحة y مشروطة في فعل x. والتحقق من صدق هذا البيان يكون عن طريق أخذ حجرة ومن ثم رميها إلى الأعلى، فإذا سقطت كان الكلام سليمًا؛ وإذا ضلت معلقة في الهواء كان كلام صديقنا كذبًا.

-|العبث في منطق الألفاظ|-

1-إن هنالك طائفة من الأفكار جعل الناس يتبادلونها في وصف تجاربهم وخبراتهم، تسليما منهم بأنها معلومة مفهومة، فتراهم يتحدثون عن هذا الشيء أو ذاك، عن المقاعد والنوافذ وما إليها. يتحدثون عنها فيقولون إنها في «مكان» معين وإنها في اللحظة الفلانية من (الزمان) قد حدث لها كيت وكيت، وأنها «تتغير» لهذا السبب، أو ذلك؛ ثم يأتِى العلم فيأخذ هذه الأفكار من الاستعمال اليومِى ليستخدمها بدوره بغير تعديل كبير، فيستخدم فكرات «المكان» و «الزمان» و «التغير» و «السببية»، وغيرها، كأنما هي واضحة المعنى لا تحتاج إلى تحليل وتفسير .

2-لكنها في حقيقة الأمر فكرات غامضة بعيدة جداً عن التحديد والوضوح، وإذا لم يكن غموضها هذا بادياً في معظم حالات استعمالها، فذلك لأننا في معظم هذه الحالات إنما نستعملها في دائرة لا يكاد يكون هنالك اختلاف بيننا في حدودها، غير أننا قد تجاوز هذه الدائرة أحياناً، وعندئذ يتبين ما كان يكتنف تلك الفكرات من غموض، لما يقوم بيننا عندئذ من اختلاف في معانيها، فمثلا قد نسأل عن مكان دبوس فنتفق جميعاً على مكانه، ثم نرى صورته في المرآة فنسأل عن مكان تلك الصورة، وهل نقصد بالمكان هنا نفس ما نقصده حين نسأل عن مكان الدبوس؟ عندئذ نعجز عن الجواب حتى نحدد أولا معنى «مكان».

~|(خرافة الميتافيزيقا) - زكي نجيب محمود|~