"ستغلبك الأيام إن كنت واهنًا
‏وإن كنت صبارًا فذو الصبرِ أغلبُ".

يا غائِبِينَ وَفي سُرِّي مُحَلَّهُم
دَمُ الفُؤَادِ بِسَهمِ البَيْنِ مَسْفُوكُ

أَشْتَاقُكُم وَدُمُوعُ العَيْنِ جَارِيَةٌ
وَالقَلْبُ في رِبْقَةِ الأَشْوَاقِ مَمْلُوكُ

هَلاّ عَلِمْتُمْ بِأَنَّ الرُّوحَ مُرْتَهَنَةٌ
إِلى لِقَاءِ بَيِنَنَا بَاتَ مَحْبُوكُ

فَإِنَّ وِصْلَكُم عِزٌّ، وَحُسْنُ كَرَامَة
وَالبُعْدُ نَارٌ، وَلَحْظُ البَيْنِ مَشْكُوكُ

رُدُّوا عَلَى القَلْبِ نَبْضاً كَانَ يَهْتِفُهُ
فَالشَّوْقُ بَحْرٌ، وَمَوْجُ الحُزْنِ مَذْفُوكُ

بَادِرْ بِوَصْلِكَ يَا حَبِيبِي عَاجِلًا
تَشُوفْ مَا أُقَاسِي وَتَنْظُرْ حَالَتِي

إِذَا نَظَرْتُكَ طَابَ قَلْبِي فِي الْهَوَى
وَانْهَارَتْ أَحْزَانِي وَطَابَتْ عِيشَتِي

يا بدرُ كم شُبّهتَ وجهاً لأحبةٍ
راحوا ولم يتركوا للقلبِ تسلاًّ
كلّما طلعتَ شوقي يُعيدهمُ
وكلّما غِبتَ زاد الوجدُ مُشتعلا

والبدرُ في أفُقِ السماءِ كأنّهُ
عينٌ تلمَّعُ في الدجى بجمـالِ
فكأنّهُ في حُسنِهِ ليلٌ مضيء
يُذكي القلوبَ بمظهرٍ ووصالِ

"وكنت أظنُّ أن البُعدَ يُنْسي
‏مضوا ومضى الزمانُ وما نسيتُ

‏أودِّعهم إذ ارتحلوا وإني
‏لمودِعهم بقلبي ما حييتُ"
‏-

‏أعمالنا تُعلي وتَخفض شأننا
‏وحسابُنا بالحق يوم الغاشية
‏
‏حورٌ، وأنهارٌ، قصورٌ عالية
‏وجهنمٌ تُصلى، ونارٌ حامية

‏فاختر لنفسك ما تُحب وتبتغي
‏ما دام يومُك والليالي باقية

‏وغداً مصيرك لا تراجع بعده
‏ إما جنان الخلد وإما الهاوية

‏وظننت أن المُلاذ في الاعلى
‏ وإذ بنار النور تكويني
‏ بعزمي أنشد القمة
‏ ولكن نور الاعالي يبليني
‏وأتضح أن الفتيل أنا
‏ والنور مُتيم فيني

«أَموتُ شَوقًا وَلا أَلقاكُمُ أَبَدًا
‏يا حَسرَتا ثُمَّ يا شَوقا وَيا أَسَفا»
‏— العباس بن الأحنف

لو خيروك بين الحب والمال ماذا تختار؟.