"يعني ايه تثوير القرآن" -

سؤال جميل

التثوير مصدر الفعل ثوّرَ ومعناه بحث الأمر واستقصاء مضامينه وإستثارة مكنونه

وتثوير القرآن هو قراءته قراءة الباحث عن الهداية يتلمس مواضعها في القرآن بقلبه ويستثير الأسئلة ويستنطق القرآن كأنه نزل إليه وحده يخاطبه بإصلاح نفسه وصلاح من حوله وهو يسترشده كيف يفعل ذلك وماذا قصد جل ثناؤه بقوله كذا ولماذا قال كذا وماذا يريد منا جل ثناؤه بقوله هذا ولماذا يتوعد ذلك في هذا الموضع وبماذا يبشرنا هنا ومماذا يحذرنا هناك وهكذا

ونوع آخر من التثوير وهو البحث في مُشكِل القرآن وما لا نفهمه على وجهه وما قد يساء فهمه نظرا لعجمتنا وبعدنا عن الأساليب العربية الفصيحة وما قد يستخدمه ضدنا أعداء القرآن مستغلين جهلنا به ثم تطلب الجواب زيادة في اليقين بأن هذا الكتاب ما كان أن يُفترى من دون الله ولو كان مع عند غير الله لوجدنا فيه اختلافا كثيرًا

وهناك أنواع أخرى من معاني تثوير القرآن ذكرها الشيخ عمرو الشرقاوي جزاه الله خيرًا في هذا المقال المفيد إن شاء الله

https://ar.islamway.net/article/76033/%D8%AA%D8%AB%D9%88%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86

فتح الله علينا وعليكم أسرار كتابه المجيد https://tellonym.me/Barbari36/answer/4704616261

ar.islamway.net

تثوير القرآن

إن مصطلح (تثوير القرآن) من المصطلحات التي أطلقها الإمام الحبر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم= عبد الله بن مسعود.

س \ كيف اعرف نتيجة الاستخارة؟

ج \ يسر الله لك

نتيجة الاستخارة لا تكون رسالة ولا مناما ولا شيئا مجسما تراه رأي العين كما يظن كثير من الناس

أنت تريد شيئا من أمر الدنيا ولا تعلم أهو خير لك أم غير ذلك فتستخير ربك جل ثناؤه الذي يعلم ولا تعلم ويقدر ولا تقدر
فتقول اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر من أمور الدنيا مثل العمل أو السفر أو الزواج أو شراء شيء أو بيعه وهكذا خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه وإن كنت تعلم أن هذا الأمر وتسمّيه شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به

ولا تجلس تنتظر نتيجة الاستخارة بل تمضي في أمرك هذا وفي أثناء مضيّك إن كان سهلا ميسرا فيكون ظنك بربك أنه قدره له ويسره لك لأنه خير لك في دينك ومعاشك وعاقبة أمرك وتكمل طريقك فيه فمثلا لو كان سفرا فبعد الاستخارة تبدأ في تجهيز ورق السفر ومتطلباته ثم تسافر فإن وجدت في أثناء التجهيزات أو في أثناء فترة السفر أن العقبات كثير فهذا أيضا ليس معناه أنه شر من أول وهلة وهذه نتيجة الاستخارة وهكذا فهذا عجز بل تأخذ بأسباب الإصلاح وتخطي هذه العقبات وتصلحها فإن وجدت أنك كلما أصلحت عقبة ظهرت أخرى والأمر ليس ميسرا فلعل هذا يكون شرا لك فإن شئت انصرفت عنه وإن شئت حاولت حتى تنقطع دونك الأسباب وتوقن تماما أنه ليس لك وهكذا الزواج مثلا رجل يريد الزواج من امرأة فيدعو بها في الاستخارة ثم يذهب يتقدم ولا يجلس ينتظر نتيجة الاستخارة فإذا تقدم وكان الأمر ميسرا في الرؤية الشرعية ثم الاتفاقات ثم التجهيزات وهكذا فيكون ظنه بربه أنها خير له في دينه ومعاشه وعاقبة أمره وإن وجد بعض العقبات فيأخذ بأسباب حلها قدر وسعه أولا فليس نتيجة الاستخارة أن لا تكون عقبات قط فالحياة لا تخلو من كدر ولكن يجتهد في حل العقبات فإن وجد الأمور تتعقد كل فترة عن الأول فلعل ذلك يكون لأنها ليست خيرا له فإن شاء استمر حتى تنقطع الأسباب أو تراجع ويبحث عن غيرها ممن تكون زيجتها ميسرة سهلة له وهكذا

فالاستخارة في الأصل عبادة يتقرب بها العبد لربه جل ثناؤه فإن شاء يسر له الأمر وإلا فأجره على الله في الآخرة إن شاء الله كما باقي الأدعية التي قد يدعو العبد بها فإما أن تعجل له النتيجة في الدنيا أو يصرف عنه من السوء مثلها أو تدخر له في الآخرة وما عند الله خير وأبقى

ربنا يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به

س \ رأيك في فكرة ان الغيرة معناها نقص ثقة؟

ج \ غلط طبعا

الجهة منفكة
الثقة منتج فكري تنشأ من المنظومة المعرفية للإنسان
أن يثق رجل بامرأة أو العكس هو ناشئ عن النموذج المعرفي الذي يفكر به هذا الشخص وما يعرف عن المرأة عموما ثم عن هذه المرأة التي تزوجها خصوصا وما عوامل الشك وفقدان الثقة عنده التي قد تختلف عن غيره ونمط تفكيره هل يعمم كل ما يسمع من قصص الخيانة مثلا أو يضعها في سياقها ونسبتها ثم تجاربه السابقة هل حدث معه أن خانه أحد قبل ذلك أو فقد الثقة في مقرب له قبل ذلك وما طريقة تعامله مع تجاربه السابقة وهكذا عوامل كثيرة جدا تؤثر في ثقة رجل بالناس عموما ثم بزوجته أو العكس خصوصا

أما الفطرة فمركب فطري يولد به الرجل مجبولا عليه ثم ترقيه النشأة والتربية فيجد نفسه يغار على حريمه ثم يرى أباه ورجال عائلته هكذا ثم يجد دينه يمدح الغيرة ويحث عليها فينشأ غيورا يغار أن تمس حريمه فضلا عن أن يتعرض لها أحد بطرف عينه وهذه الغيرة المحمودة هي من ضمن الدوافع إلى الزواج وأحيانا الحرب والقتال والثبات فيها والضرب في الأرض غيرة أن تتعرض حريمه لما عند الناس بسبب الفاقة أو غيره فقد يقضي عمره كل في كسب العيش خشية أن تذل زوجته أو ابنته لغيره من الرجال من الفاقة فضلا عن أن يتعرض لها فاسق ويترك ذلك من غير أن يهريق الدم على جوانب شرفه الرفيع ألا يقربه واغل

ومثل كل شيء في هذه الدنيا كلها الغلو فيها مضر كما أن تركها مهلك

والغلو في الغيرة قد ينشأ عن فقدان الثقة أو الوسواس أو التعلق المرضي وخوف الهجر أو سوء التربية كالتربية بنموذج خاطئ مثل بعض نماذج الغيرة في الصعيد التي قد تمنع الخاطب من رؤية المرأة قط إلا يوم البناء فهذه غيرة مذمومة نشأت عن نموذج معرفي تربوي خاطئ تربوا عليه هناك مثلا وأشياء أخرى قد ينتج عنها غلو في الغيرة مثل أحيانا بعض الاضطرابات النفسية فيحدث البغي والعدوان والظلم أحيانا وأحيانا تحريم ما أحله الله أو التضييق على النساء ليما أحله الله لهن وهكذا

فليست كل الغيرة المذمومة أصلا ناشئة عن فقدان الثقة بل هناك عوامل أخَر كما ذكرت ومما لم أذكر
هذا فضلا عن تكون الغيرة الفطرية المحمودة ناشئة عن فقدان الثقة أو غير ذلك بل هي فطرة تحرك المرء لمعالي الأمور إن أحسن تطبيقها وقد كان سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم أغير من سعد والله تعالى أغير منه صلى الله عليه وسلم وغيرة الله أن يزني عبده أو تزني أمته كما في الحديث الصحيح

وهي محمودة من الرجل ومذمومة من المرأة

فالرجل إذا غار أغار والمرأة إذا غارت بارت

والله الهادي لأحسن الأخلاق

س\ تمام شكرا لحضرتك ربنا ينفع بيك
أنا الحمد لله مشتركة في البناء
لو أمكن كان عندي سؤال تاني عن كيفيه استغلال عشر ليالي من رمضان مع ظروف كلية طب

ج \ آمين آمين
الحمد زادك الله من فضله

الوضع فعلا بيكون صعب أيام الكلية وخصوصًا في النظام الجديد بتاعكم ربنا ييسر لكم ويعينكم

احنا أيامنا كان الامتحانات فترة واحدة بس في السنة لكن في نظامكم كل فترة امتحانات تقريبا ربنا يوفقكم

وعموما الأمر يسير على من يسره الله عليه ومفتاحه تنظيم الوقت وترتيب الأولويات

يعني لو مفيش امتحانات الفترة دي يبقى
الأولوية للإكثار من النوافل في العشر الأواخر وإن أمكن الاعتكاف كمان مع المذاكرة المهمة في الوقت الحالي فقط

لكن لو عندكم امتحانات زي حالتنا كده يبقى الأولوية للمذاكرة للامتحان بنية تحصيل العلم النافع ونفع المسلمين والتقرب إلى الله ببر الوالدين وغيرها من النيات الصالحة من المذاكرة وتخطي الامتحان بتفوق ثم التركيز على أمهات الأعمال مثل الأذكار الأعلى أجرا مثل سيد الاستغفار ومن قال سبحان الله مائة فله ألف حسنة ومن قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة كان له عدل عشر رقاب وله ألف حسنة وغفر له ألف خطيئة ولم يقربه الشيطان من يومه وهي تأخذ أقل من ربع ساعة مثلا وغيرها والنوافل الأعلى أجرا مثل لا يدخل النار من صلى قبل العصر أربعا وصلاة الوتر وتعويض الأعمال التي تحتاج لمجهود بدني وذهني يأخذ وقتا قد يؤثر على المذاكرة بالأعمال التي لا تأخذ وقتا ولا مجهودا كبيرا وأجرها كبير مثل الصدقة ولو بجنيه كل ليلة من العشر والدعاء ولو ١٠ دقائق بعد كل صلاة وسلامة الصدر من الحسد أو الحقد لأي مسلم ومسامحة من نقدر على مسامحتهم ممن آذونا بقصد أو بدون قصد من المسلمين والعفو عمن ظلمنا إن استطعنا
والكلمة الطيبة والبسمة في وجه أخواتك المسلمات وبر الوالدة ولو بكلمة طيبة فليس شيء يقرب إلى الله من بر الوالدة ومساعدة المحتاجين ولو بأن ينشر المرء بعض التلخيصات أو الأسئلة المهمة لأصحابه من باب لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه وإماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان وإسباغ الحجاب من رضا الله جلّ ثناؤه وحفظ اللسان وترك الغيبة والنميمة في هذه العشر من أجلّ الطاعات وغيرها الكثير من الطاعات اليسيرة ولكنها عند الله عظيمة والدعاء بالتوفيق لكل هذا لا غنى عنه والله الهادي إلى سواء السبيل

وفقنا الله وإياك لما يحبه ويرضاه

تثوير القرآن

"سألتَ عن قولِ اللهِ جلَّ وعزَّ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ}.
وقلتَ: كيف يأمر الذين آمنوا بأن يؤمنوا، وقد آمنوا؟ وهل يَجوزُ أَنْ يُقالَ للرجلِ قد فعلَ فعلًا: افْعَلْهُ؟.

• والذي عندي أن في هذا قَوْلَينِ: أَحَدُهُما أنَّ الناسَ كانوا في عصرِ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أصنامًا، فمنهم مُؤْمِنٌ مُخْلِصٌ، ومنهم مُنافِقٌ آمَنَ بلسانِهِ, وكَفَرَ بقلبِه، ومنهم شاكٌّ في أمرِه، لا يُقْضى عليه بصحةِ إيمانٍ، ولا بطلانٍ, ومنهم رقيقُ الإِيمانِ فخاطبَ الله جميعَ هؤلاءِ فقال: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} لأنهم جميعًا قد آمنوا وإن اختلفت أحوالُهُمْ في إيمانِهِمْ، ثم قال: {آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ}, ولا تفرقوا بين رُسُلِه، فتؤمنوا ببعضٍ، وتكفروا.
وقد قالَ اللهُ جلّ وعزّ في مَوْضعٍ آخَرَ {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} أرادَ أنّ المنافقينَ الذين آمنوا بألسِنَتِهِمْ واليهودَ والنصارَى والصابئينَ
ثم قال: {مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِر} ولا يجوزُ أن يُريدَ المؤمنينَ المُخْلِصينَ لأَنّهُ جَمَعَهُمْ واليهودَ والنصارَى لأنَّهُ قالَ: {مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِر} وهم مؤمنون بذلك.

والقولُ الآخَرُ أنّهُ أَرادَ: يا أيها الذين آمنوا آمِنوا بالله واليومِ الآخِر، أي دُومُوا على الإِيمانِ باللهِ واليَوْمِ الآخِرِ والملائكَةِ والكتبِ والرُّسُلِ أو ازْدادُوا إيمانًا.
وقد تقول مثل ذلك في الفِعْلِ المُسْتَمِرِّ الذي يَتَّصِلُ بَعْضُهُ ببعضٍ، ويَحْدُثُ مِنْهُ شَيءٌ بَعْدَ شَيءٍ كقولِك لرجلٍ رأيتَهُ يَأْكُلُ: كُلْ: أي ازددْ، ولرجلٍ يبكي: ابكِ: أي ازدد،
ولا يجوز أن يُقالَ ذلك في فعلٍ قد تناهى، وكَمُلَ لا تقولُ لرجلٍ رأيتَهُ قائمًا, قُمْ، ولا لرجلٍ رأيتَهُ جالسًا: اجلِسْ، لأنّ ذلك قد تناهى، فلا مُسْتَزادَ مِنْهُ.
والإِيمانُ يجوزُ فيه الاستزادَة لأنّهُ يَصِحُّ في العَقْلِ واللّسانِ والعَمَل، كما أنّ اليقينَ تصديقٌ وتحقيقٌ، وهو أعلى من الإِيمانِ درجةً، وقد تَقَدَّمَ ذكرُ هذا بقولِ اللهِ جلّ وعزّ: {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا}. أي تصديقًا."

الإمام ابن قُتيبَة الدِّينَوَري رحمه الله ورضي عنه
المسائل والأجوبة

تثوير القرآن

"سألتَ عن قَوْلِ اللهِ جلّ وعزّ: {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ}
فقلتَ: الاستثناء بإنْ يَدُلُّ على الشَّكِّ، واللهُ لا يَشُكُّ، ولتَدْخُلُنَّ تحقيقٌ، فكيفَ يدخلُ شَكٌّ بَعْدَ تحقيقٍ؟.

•والذي عندي في ذلك أنّ "إنْ" تُقامُ في كثيرٍ من المواضِعِ مُقامَ "إذْ" كقولهِ: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}. وكقولهِ: {اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}. يريد إذْ كنتم مؤمنينَ

فكأنَّهُ قال جلَّ وعزّ: لتدخلنّ المسجد الحرام إذا شاءَ الله دُخُولَكُمْ إياه آمنين.

ومِثْلُهُ قَوْلُ رسولِ اللهِ في أهلِ القُبورِ: "إنّا إنْ شاءَ الله بكمْ لاحقونَ" لا يجوز أن يكونَ قَدْ شَكَّ في لُحوقِهِ بِهِمْ، وإِنّما أرادَ نحن إذْ شاءَ الله بكمْ لاحقونَ"

الإمام ابن قُتيبَة الدِّينَوَري رحمه الله ورضي عنه
المسائل والأجوبة

تثوير القرآن

"سألتَ عن قَوْلِ اللهِ جلَّ وعزَّ في القُرْآنِ: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ} 
وقلتَ: قد جعله قولًا للنبيّ - صلى الله عليه وسلم -. وهذا يَدُلُّ على أَنَّ القرآنَ كَلامُ اللهِ تبارَكَ وتعالى، وكلامُ اللهِ غَيرُ مَخْلوقٍ, وقَوْلُ النبيِّ مَخْلوقٌ؟.

والذي عندي أَنّهُ كلامٌ محذوفٌ مِنْهُ،
كأنَّهُ أرادَ: إنه لقول رسول كريم عن اللهِ. أي بَلَّغَهُ عَنْهُ،
والمحذوفُ في كلامِ العربِ كَثيرٌ.

من ذلك قولُ اللهِ عزّ وجلّ: {كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ} أي عاصف الريح فَحَذَفَ الرّيحَ لمّا كانَ في تَقَدُّمِ ذِكْرِ الريحِ دليلٌ على ذلك.

وقَوْلُهُ: {سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ} أراد تقيكم الحَرَّ والبَرْدَ، فَحَذَفَ البَرْدَ لأَنَّ ما (١)... وفي الحَرّ، وفي البَرْدِ.

وكذلك قولُهُ: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ} لمّا كان في رسولٍ دَليلٌ على مُرْسَلٍ جازَ أن يُضْمِرَهُ، ولو كان الاسمُ العلمُ لم يَجُزْ مَعَهُ الإِضمارُ.

لو قال قائل: هذا كتابُ زيدٍ لم يجز أن يكونَ أرادَ (هذا كتابُ زيدٍ عن فلانٍ) لأَنَّهُ ليس في ظاهرِ الكلام دَليلٌ على المحذوف،
فإنْ قال: هذا كتابُ وكيلٍ جازَ أنْ يُضْمِرَ عن فلانٍ لأَنَّ في وكيلٍ دليلًا على مُوْكِلٍ، كما أن في رسولٍ دليلًا على مُرْسِلٍ."

١- سقط من المخطوطة

الإمام ابن قُتيبَة الدِّينَوَري رحمه الله ورضي عنه
كتاب المسائل والأجوبة