يُطيِّبُ وجدي أنني لم أشِنْ بهِ
‏على حالةٍ نفسي ولو كان دائيا

‏ولم آتِ في عُرفٍ من الناس ريبةً
‏ولم أُخزِ في مكنون سِرّيْ فؤاديا

‏فلو كُتِبتْ أحوالُ وجديَ كلُّها
‏لَناديتُ في الأشهاد هاؤمْ كتابيا

‏لِذاك إذا ما عادني منه عائدٌ
‏فرشتُ له صدري وأنعمتُ باليا

وقلتُ كريمٌ، نازلٌ بكريمةٍ
‏وأقريتُهُ حتى رَوِينا القوافيا

‏" أجبت الهوى لما دعاني بزفرةٍ
‏تقنّعتُ منها أن أُلام ردائيا … "

‏" وأعلاق ليلى في الفؤاد كما هيا … "

‏" وإنيَ لا ألفي لِما بيَ راقيا … "

‏" تَذوبُ عليها قطعةٌ من فؤاديا … "

‏" ولو أنني استأويتُهُ ما أوى ليا … "

يا ريح فيم نواحكِ
‏وعويلكِ وصياحكِ

‏قد ضاق عنه الليلُ حتـ
‏ـى ضجّ منه صباحكِ

‏تبكين والأرضون بُسْـ
‏ـطُكِ والسماءُ وشاحُكِ

‏ويقلّكِ أنّى اشتهَيـ
‏ـتِ من البلاد جناحكِ

يا رب لا ينجونّ اليوم بشارُ
‏وبطشُه فارطٌ في الناس كُبّارُ

‏نسيبُ فرعون لا يخطيه في صفةٍ
‏كأنهم لفراخ الشر أظآرُ

‏طارت به ذمةٌ للروس جاهلةٌ
‏أنْ ليس يمنع من رب الورى جارُ

‏فاجعله رب أخا فرعون مهلكةً
‏يصيح فيها بأن الله قهارُ

‏واجعلهما رب مقرونَين في قرَنٍ
‏إذا دنت منهما في البرزخ النارُ

أَدِمْ ليْ هوايَ كِفافًا كِفافا
وقدِّرْ له في الحِيَاضِ النِطافا

فإنْ هوَ إلا كَـ واهيْ النباتِ
تقتُلُهُ غَرَقًا أو جَفافا

وفنجانِ سمراءَ لا تُستساغُ
بالـ عَبِّ لكنْ تَطيبُ ارتشافا

لها شاربٌ لا يرى العيشَ إلا
جلوسًا إلى دَنِّها واختلافا

يموت بهجرانها ثم يحيى
إذا عبَقَتْ في يديه و سافا

يضيءُ لها وجهُهُ بعد جَهْمٍ
وينكشفُ الغمُّ عنه انكشافا

فما في الورى عاقلٌ عاذلٌ
لعاشقها إن رمَتْهُ الشغافا

جلاءُ العقولِ وماءُ النفوسِ
تحسُّ لها في الفؤاد اعترافا

تَزينُ المجالسُ في دَنِّها
‏إذا فُضَّ منهُ الخِتامُ فـ طافا

‏وإمّا خلوتَ فنعمَ الأنيسُ
‏تُجريْ الخواطرَ منك سُلافا

رضيتكِ لي ما دمتِ نفسا عزيزةً
‏فإن ذلّ منك جانبٌ فدعيني

‏غنيتُ بحمد الله عن كل جاهل
‏بمعدنِ صدقٍ في الكرام مكينِ

تَقاذفْنا أنا والنفسُ
‏جَورَ القصدِ ألوانا

‏تمادتْ هيَ في غيٍّ
‏يخلّي القلبَ حرَّانا

‏به نارٌ من الحسْراتِ
‏لا تألوه إحزانا

‏وجَيَّشتُ عليها اللومَ
‏ضرّابا وطَعّانا

‏وواليتُ عليها الحربَ
‏أبكارا وأعوانا

‏فما زالت وما زلتُ
‏بها عبسا وذبيانا

قد حان حينكِ أبشري بهلاكِ
‏بشرى تضم إليك من والاكِ

‏هي ساعةٌ فاطغي يهودُ وزمجري
‏يجتثّ ملككِ مالكُ الأملاكِ

يا رب صلّ وبارك
‏على النبي وسلِّمْ

‏ما أبصرتْ بهداه
‏رشادَها نفسُ مسلِمْ

‏وما تبسّمَ من ذكـ
‏ـره الـشمائلَ مَبسِمْ

‏أحبه ولوَ اني
‏أزلّ حينًا وأظلِمْ

‏وإنّ حبي نبيي
‏لَخيرُ زادٍ أُقدِّمْ

‏ناشدتكِ الله إن أدركتِ قافيةً ‏وليّنتْ لك منها المتن والعَجُزا ‏وبِتُّما بين مكتوبٍ ومنشِدةٍ ‏تسقي بأنجع ماءٍ صفحةً جُرُزا ‏فلتَذكُريني لديها ذكرةً عرضًا ‏قولي: نوار تشكّى بعدك العوزا

‏ناشدتكِ الله إن أدركتِ قافيةً
‏وليّنتْ لك منها المتن والعَجُزا

‏وبِتُّما بين مكتوبٍ ومنشِدةٍ
‏تسقي بأنجع ماءٍ صفحةً جُرُزا

‏فلتَذكُريني لديها ذكرةً عرضًا
‏قولي: نوار تشكّى بعدك العوزا