𖣘𖣘 فَتَاوَىٰ أَهْلِ الِْإيمَانِ 𖣘𖣘

Description
We recommend to visit

قناة احمد علي على تيليجرام ( شروحات تقنية ، تطبيقات ، ‏أفلام ومسلسلات ، خلفيات ، و المزيد )

Last updated 2 months, 1 week ago

يرمز تيليجرام إلى الحريّة والخصوصيّة ويحوي العديد من المزايا سهلة الاستخدام.

Last updated 3 months, 1 week ago

- بوت الإعلانات: ? @FEFBOT -

- هناك طرق يجب ان تسلكها بمفردك لا اصدقاء، لا عائلة، ولا حتى شريك، فقط انت.

My Tragedy Lies With Those Things That Happen in One Second And Remain

- @NNEEN // ?: للأعلانات المدفوعة -

Last updated 4 months ago

1 month, 4 weeks ago
**كل عام وأنتم بخير…أعاده الله علينا …

كل عام وأنتم بخير…أعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات 🤲****

2 months, 2 weeks ago

*💠 ولكن لماذا اعتبر بعض السلف أنّ الأشاعرة وأمثالهم مُعطلة ويعبدون عدمًا، قال ابن تيمية: (قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ :الْمُعَطِّلُ يَعْبُدُ عَدَمًا*).اهـ ؟؟

وجوابه من وجوه:

📍أولًا : إنّ أهل الإثبات اعتبروا أنّ التقابل بين "الداخل والخارج" في حق الله هو من قبيل النقيضين، أي السلب والإيجاب، ولأنّه يستحيل ارتفاع النقيضين مطلقًا، فمن رفعهما فقد لزمه إنكار وجود الله على مذهب أهل السنة، ومن هنا ألزموا المتكلمين والأشاعرة بإنكار وجود الله وفقًا لأصولهم.

📍ثانيًا : إنّ الأشاعرة والمتكلمين لم يلتزموا هذا اللازم، بل قالوا إنّه لا يلزمنا أصلًا إلا إذا اعتبرنا أنّ هذا التقابل من قبيل السلب والإيجاب موافقة لأهل الإثبات، وهذا ما لم يسلّموا به.

📍ثالثًا : إنّ التكفير في هذه المسألة من قبيل التكفير باللازم، والتحقيق عندنا أنَّ التكفير باللازم قول ضعيف متروك وأنَّ لازم المذهب ليس بمذهب، ولا يعني هذا صحة المذهب الأشعري، ومن رَامَ إلى تكفيرهم باللازم فله وجه عند بعض العلماء وإن كان مجانبًا للصواب عند جمهور أهل السنّة.

📍رابعًا : إنّ الخلاف السُنّي الأشعري ليس خلافًا حول وجود الله أو مباينته لخلقه، إنمّا الخلاف منحصر في وصف الله بأنه داخل العالم أو خارجه، وهل هو من جنس تقابل السلب والإيجاب أم المَلَكة والعدم، مما يؤكد على اتفاق الجميع على وجود الله وأنَّه ليس عدمًا.

📍 خامسًا : إنّ العدم يستحيل أن يُعبد، وإلا فهل شَرَّعَ العدمُ شرائع تُتَّبع؟!، وهل العدم يُصَلَّى له ويُسْجَد؟!، ثُمَّ كيف يكون الإله عدمًا عندهم وهم يعتبرونه "واجب الوجود" ؟!، كيف يكون واجبًا وعدمًا في نفس الوقت؟!

▪️قال فخر الدين الرازي الأشعري:(وَهُوَ وَاجِبُ الْوُجُودِ فِي ذَاتِهِ وَفِي صِفَاتِهِ عَالِمٌ بِكُلِّ الْمَعْلُومَاتِ قَادِرٌ عَلَى كُلِّ الْمَقْدُورَاتِ وَذَلِكَ هُوَ اللَّه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى).اهـ مفاتيح الغيب

بل كيف يكون الإله عدمًا عندهم وهم قد أجمعوا على كفر من عبد غير الله؟!

▪️قال الإمام القرافي الأشعري :(وَلَا خِلَافَ فِي تَكْفِيرِ مَنْ نَفَى الرُّبُوبِيَّةَ أَوِ الْوَحْدَانِيَّةَ أَوْ عَبَدَ مَعَ اللَّهِ غَيْرَهُ).اهـ الذخيرة

🌀 ومن هنا يتضح لك أنَّ اتّهام الأشاعرة بأنّهم يعبدون عدمًا هو من قبيل اللازم، ومن ألصق إليهم هذه الفريّة كحقيقة لمذهبهم فقد أبعد النُّجْعَة، ولم يفهم مذهب الأشاعرة ولا مذهب أهل السنة.
ولأجل ذلك قد تجد بعض العوام أو حتى العلماء ممن لم يفقهوا اصطلاحات المتكلمين والأشاعرة قد اندفعوا نحو تكفيرهم دون درايةٍ بحقيقة مذهبهم؛ ظنّا منّهم أنهم ينكرون وجود الله فعلًا بقولهم إنّ الله لا داخل العالم ولا خارجه.
أمّا من تحرر له أقوال المتكلمين والأشاعرة وكان على دراية بأصولهم فتراه يُغلّظ عليهم في الرد دون تكفيرهم والبراءة منهم كما فعل شيخ الإسلام في غير موطن.

▪️قال ابن تيمية عن علماء الأشاعرة:(الْغَزَالِي وَأَمْثَالِه مِنْ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ، وَمِنْ الْمَعْلُومِ أَنَّ الْمَنْعَ مِنْ تَكْفِيرِ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ تَكَلَّمُوا فِي هَذَا الْبَابِ، بَلْ دَفْعُ التَّكْفِيرِ عَنْ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَإِنْ أَخْطَئُوا هُوَ مِنْ أَحَقِّ الْأَغْرَاضِ الشَّرْعِيَّةِ).اهـ مجموع الفتاوى

والكلام في هذا الباب يطول جدًا، وما ذكرته إلا نبذة تُعين العقلاءعلى فهم حقيقة المسألة ومتفرعاتها كصفة العلو وغيرها، ولعلنا نقف عليها في تقريرٍ آخر إنْ شاء الله تعالى، وبالله التوفيق.

┄┄༻💥💥💥🌷🌷💥💥💥༺┄┄
*✍️ كتبه: أبو هريرة التميمي.*رابط القناة: t.me/fatawa2all
ٰ

2 months, 2 weeks ago

*📌*السؤال رقم (56/25) : هل الأشاعرة يعبدون عدمًا؛ لأنّهم يعتقدون أنّ الله لا داخل العالم ولا خارج العالم، وهذا نفيٌ صريحٌ لوجودِ الله، فكيف لا تكفرونهم بهذا القول؟!

======================

📌الجواب:-
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعدُ:
من المعلوم أنّ الأشاعرة والمتكلمين قد استقروا على القول بأنَّ الله لا داخل العالم ولا خارجه، وهم في نفس الوقت يثبتون وجود الله ويتعبدونه بالصلوات الخمس وغيرها كما هو معلومٌ عنهم،
فهل هذا يُعد تناقضًا في مذهبهم؟**

وجوابهم عن هذا الإشكال يرجع إلى معرفة أقسام التضاد والتقابل عندهم، وهي أربعة أنواع كالآتي:

▪️النوع الأول: تقابل السلب والإيجاب:
وهو التقابل بين وجود الشيء وعدمه مطلقًا، كما تقول: زيدٌ موجود وزيدٌ ليس بموجودٍ، وهذا التقابل يكون بين النفي والإثبات، وهو تقابل التناقض، أي يستحيل معه اجتماع الأمرين أو ارتفاعهما.

▪️النوع الثاني: تقابل المَلَكَة والعدم:
وهو التقابل بين وجودِ الشيء وعدمه في محلٍ قابل له، فمثلًا التقابل بين العلم والجهل لا يُتصور إلا في محلٍ قابل له كالإنس والجنّ، فالجدار مثلًا لا يُقال إنّه عالمٌ أو جاهلٌ، فالتقابل بين العلم والجهل في حقه هو تقابل مَلَكَة وعدم.

▪️النوع الثالث: تقابل المتضايفين:
وهو التقابل بين موجودين متلازمين في الوجود، ولا يتصور وجود أحدهما بدون الآخر، ومثالٌ للمتضايفين: الأب والابن أو المُعَلِّم والتلميذ؛ إذ لا يُتصور وجود مُعَلِّم بدون تلميذ والعكس.

▪️النوع الرابع: تقابل الضدين:
وهو التقابل بين موجودين لا يجتمعان ولكن يرتفعان، كالتقابل بين السواد والبياض، فالشيءُ يستحيل أن يكون أسودَ وأبيضَ في نفس الوقت، لكن يمكن أن يكون أصفرَ أو أحمر.

وبناءً على هذا التقسيم اعتقد الأشاعرة أنّ الله لا يُوصف بأنّه داخل العالم ولا خارجه، لأنّ المقابلة بين "الداخل والخارج" لا تكون إلا في حق المخلوقات وهي تندرج تحت "تقابل المَلَكَة والعدم" ، والذات الإلهية ليست محلًا لهذين الوصفين"الداخل والخارج"، ولا يعني هذا إنكارهم لوجود الله، وذلك كما تنفي عن الجدار العلم والجهل ولا يلزمك أنْ تنفي وجود الجدار لنفيك الضدين عنه.

*💠*واعترض عليهم ابن تيمية رحمه الله في هذا التأصيل من عدة أوجه، منها:

📍أولًا : إنّ هذا التقسيم ليس جامعًا مانعًا؛ لأنّه لا يتناول كل متناقضين، فمثلًا الممكن والواجب متناقضان ولا يتناولهما هذا التقسيم، وكذلك الأزلية والحدوث** متناقضانولا يندرجان تحت الأقسام الأربعة أعلاه، فثبت قصور هذا التقسيم.

▪️قال ابن تيمية:(لَا يَصِحُّ حَصْرُ النَّقِيضَيْنِ اللَّذَيْنِ لَا يَجْتَمِعَانِ وَلَا يَرْتَفِعَانِ فِي السَّلْبِ وَالْإِيجَابِ وَحِينَئِذٍ فَقَدَ ثَبَتَ وَصْفَانِ شَيْئَانِ لَا يَجْتَمِعَانِ وَلَا يَرْتَفِعَانِ؛ وَهُوَ خَارِجٌ عَنْ الْأَقْسَامِ الْأَرْبَعَةِ).اهـ مجموع الفتاوى.

📍ثانيًا : إنّ تقابل المَلَكَة والعدم يدخل في تقابل السلب والإيجاب، وبينهما عموم وخصوص، فمثلًا العدل والظلم هو تقابل بين الملكة والعدم في حق الجدار، وهو أيضًا تقابل سلب وإيجاب في حقه.

📍ثالثًا : إنّ تقابل التضايف يدخل في تقابل التضاد، وبينهما أيضًا عموم وخصوص، فإن قلتَ مثلًا: إنّ المُعَلِّم والتلميذ متقابلان متضايفان فهما أيضًا ضدان لا يجتمعان في محل.

📍رابعًا : إنّ تقابل المَلَكَة والعدم يتعلق بالممكنات فقط، ولا يتعلق بواجب الوجود "الله" ، وبالتالي فالتقابل بين الداخل والخارج في حق الله ليس من باب المَلَكَة والعدم، لأنّ الله ليس من الممكنات، بل الواجبات.

📍خامسًا : إنّ تقابل السلب والإيجاب يتعلق بالواجبات والممكنات والممتنعات، فهو أعم من تقابل المَلَكَة والعدم، ومن ثمّ فوصف الإله بأنّه خارج العالم هو من باب تقابل السلب والإيجاب وليس المَلَكَة والعدم.

وبناءً على ما سبق يتبين بطلان احتجاج الأشاعرة بتقابل المَلَكَة والعدم على أنَّ الله لا داخل العالم ولا خارجه، والصحيح أنّه تقابل سلب وإيجاب كما حرّره شيخ الإسلام.
فإذا فهمت ما تقدم فاعلم أنّ النزاع بين أهل السنة والأشاعرة لم يكن في إثبات وجود الذات الإلهية، بل وقع النزاع في نوع التقابل فقط بين "الداخل والخارج" أهو سلب وإيجاب أم ملكة وعدم؟فرَأَى الأشاعرة أنّ ذات الله ليست محلًا قابلًا لهذين الوصفين، بينما رأى أهل الإثبات أنّ ذات الله محلًا لأحد الوصفين، ومن هنا يتضح لك أنّ الجميع متفقون على إثبات وجود الله وأنّه مباينٌ لخلقه وأنّه ليس عدمًا، فتدبر!

6 months, 2 weeks ago

*?فإن قيل: ولماذا حصر قتادة شرك العرب في ثلاث صور فقط مع أنّهم وقعوا في شركيات أخرى كثيرة مثل: الطواف والاعتكاف للأصنام والنذر لها والتحاكم إلى الطاغوت وموالاة المشركين وادعاء علم الغيب...إلخ ؟*

قلتُ: لم يقصد قتادة الحصر الحقيقي لكافة صور الشرك، إنما أراد التنبيه والتركيز فقط على أشهر صور الشركيات عند العرب ومنها الذبح لغير الله؛ لأنّ هذا هو محل البحث بينه وبين الجمهور في حكم متروك التسمية.
?1- وذلك كقول النبيّ ﷺ:(لا رِبَا إلَّا في النَّسِيئَةِ).رواه البخاري، لم يقصد النبي هنا الحصر الحقيقي لكافة صور الربا، بل أراد التنبيه فقط على أشهر صور الربا، فلا يفهم أحدٌ مثلًا أنّ ربا الفضل حلال!

?2- ومنه أيضًا قول النبي ﷺ:(إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ الأخلاق) رواه البزار، وكلمة "إنما" من أدوات الحصر، ومع ذلك فالمراد ههنا هو التنبيه على مكارم الأخلاق، وليس حصر بعثة النبي ﷺ فيها، فلا يفهم أحمقٌ من هذا الحديث أنّ النبي ﷺ لم يُبعث بالتوحيد مثلًا!.

?3- ومنه أيضًا قول النبي ﷺ:(الحج عرفة) ، تنبيهًا منه على أعظم مناسك الحج، ولم يفهم أي عاقل من الحديث أنَّ مناسك الحج محصورة في الوقوف بعرفة فقط!

?4- ومنه أيضًا قول التابعي عبد الله بن شقيق:(كان أصحابُ مُحمَّدٍ ﷺ لا يرَوْنَ شيئًا مِن الأعمال تَرْكُه كُفْرٌ غيرَ الصَّلاةِ) صحيح الترمذي، تنبيهًا منه على عِظَم جريمة ترك الصلاة من غير قصدٍ للحصر الحقيقي.

?5- ومنه أيضًا قول الزهري:(لا يَخْرُجُ الْعَبْدُ مِنَ الإِسْلامِ حَتَّى يَخْرُجَ كَمَا دَخَلَ إِلا سُجُودًا لِغَيْرِ اللَّهِ أَوْ جُحُودًا لِلَّهِ).اهـ كتاب المحاربة.

والشاهد أنّ هذا الإسلوب مستعملٌ بكثرة في لغة العرب، ويسميه البلاغيون بـ (القصر الإضافي)، وهو نوع من المجاز غرضه التنبيه، وقد استعمل قتادة هذا الأسلوب المجازي في كلامه للتنبيه على أنّ العرب اشتهروا بالذبح لغير الله ولذلك يجب تفسير آية:{وَلَا تَأۡكُلُواْ مِمَّا لَمۡ يُذۡكَرِ ٱسۡمُ ٱللَّهِ عَلَيۡهِ} بما اشتهر عن العرب، لا كما فعل الجمهور، فتدبر!
ولكن للأسف جهل الناس اليوم بلغة العرب وبالحقيقة والمجاز جعلهم يَضلون في فهمِ كلام قتادة وغيره.

ومما يُؤكد أنّ قتادة لا يقصد بكلامه الحصر الحقيقي أنَّه كَفَّرَ مشركي العرب بمناط التشريع مع الله في آياتٍ أخر، مع أنّه لم يذكر شرك التشريع في الصور الثلاث التي حكاها عنهم أعلاه.

▪️قال الواحدي في تفسيره:( {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ}...مذهب قتادة من المفسرين إنهم عمدوا فزادوا صفرًا في الأشهر الحرم فقرنوه بالمحرم في التحريم، وأشركوا بينهما في الاسم فقالوا للمحرم وصفر: صفران).اهـ

▪️قال ابن كثير في تفسيره:( {وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لَا يَطْعَمُهَا إِلَّا مَنْ نَشَاءُ بِزَعْمِهِمْ}...عن ابن عباس: الحجر: الحرام مما حرموا من الوصيلة وتحريم ما حرموا، وكذلك قال مجاهد والضحاك والسدي وقتادة).اهـ

▪️قال القرطبي في تفسيره:( {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً}...قَالَ قَتَادَةُ يَعْنِي تَحْلِيلَ الْحَلَالِ وَتَحْرِيمَ الْحَرَامِ).اهـ

?ويمكن توجيهُ كلام قتادة المُشْكَل من وجهٍ أخر: وهو أنَّه أراد أن يُبين أنَّ مجرد الأكلِ مما ذُبِحَ لغير الله ليس بشركٍ، بل الشرك هو الذبحُ لغير الله، وليس الأكلَ نفسَه، وذلك دفعًا للإشكال الذي توهمه الخوارج من آية {وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} وهو أنَّ من أطاع الكفار في مجرد الأكل مما ذُبِح لغير الله أو في مجرد أكل الميتة فهو كافر بالله، ثمّ عمّموا الاستدلال بالآية على تكفير كل عصاة المسلمين، والوجه الأول أظهر.

▪️أخرج ابن ابي حاتم في تفسيره:(عن الشَّعْبِيَّ {وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} قَالَ تَزْعُمُ الْخَوَارِجُ أَنَّهَا فِي الأُمَرَاءِ).اهـ

?وأخيرًا أقول: إنّ المحتج بكلام قتادة لم يفهم الخلاف الوارد في الآية، ولم يستوعب علاقة كلامه بالآية أصلًا، ولذلك عَجِزَ عن فهم كلامه رحمه الله وأخرجه عن سياقه، وعلى أي حال فكلام قتادة ليس بحجة في دين الله، إنّما الحجة هي الكتاب والسنة والإجماع، ولكن آفة الزمان هي التعجل في البحث، والقول على الله بغير علمٍ، وإنزال كلام العلماء منزلة كلام الله ورسوله، ومن هنا هَلَك الكثيرون وضلّوا أنفسَهم وأهليهم، وقد قال تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا) ، والله أعلى وأعلم، وصلِّ اللهم على محمد.

┄┄༻????????༺┄┄
*✍️ كتبه: أبو هريرة التميمي.*بوت التواصل: @Twhied_bot
رابط القناة: t.me/fatawa2all
ٰ

6 months, 2 weeks ago

*?القول الثاني: مذهب الشافعي وقتادة:
وفيه أنَّ الآية من بدايتها تتحدث عن تحريم الذبح لغير الله، وقد استحل الكفار الميتة فنزل قوله تعالى:{وَإِنۡ أَطَعۡتُمُوهُمۡ إِنَّكُمۡ لَمُشۡرِكُونَ}أي
وإنْ أطعتموهم في الذبح لغير الله أو في إهلال الميتة للأصنام والتسمية عليها باسم اللات والعزى فأنتم مشركون.*

▪️قال القسطلاني الشافعي:( {وَإِنۡ أَطَعۡتُمُوهُمۡ إِنَّكُمۡ لَمُشۡرِكُونَ} هذا مخصوص بما ذبح على اسم النصب يعني لو رضيتم بهذه الذبيحة التي ذبحت على اسم إلهية الأوثان فقد رضيتم بإلهيتها وذلك يوجب الشرك، قال إمامنا الشافعي رحمه الله: فأوّل الآية وإن كان عامًّا بحسب الصيغة إلا أن آخرها لما حصلت فيه هذه القيود الثلاثة علمنا أن المراد من العموم الخصوص).اهـ شرح صحيح البخاري.

▪️قال ابن نُور الدِّين الشافعي:( {وَلَا تَأۡكُلُواْ مِمَّا لَمۡ يُذۡكَرِ ٱسۡمُ ٱللَّهِ عَلَيۡهِ}...ذهبَ أبو عبدِ الله الشافعي رحمه الله أنَّ التسميةَ غيرُ واجبة؛ وإن آية الأنعام مَخْصوصَةٌ بما ذُبح للأصنامِ، وذلك أن الجاهليةَ كانتْ تعظِّم آلهتَها، فتُهدي إليها، وتتقربُ إليها بالذبحِ عليها، وفعلُها هذا يتضمَّن ثلاثةَ أمورٍ قبيحةٍ شنيعةٍ:
أحدها: الإهلالُ لغير اللهِ تعالى.
وثانيها: ذبحُها تعظيمًا لآلهتها.
وثالثها: تركُ ذكرِ اسم اللهِ عليها، وتعويضُه باسمِ آلهتها
).اهـ كتاب تيسير البيان.

فالإمام الشافعي كما ترى قَيَّدَ الآية بثلاثة قيود وهي (الإهلال للأصنام والذبح لها والتسمية باسمها)، وعليه فمن حقَّق في الميتة هذه القيود الثلاثة أو بعضها فهو مشرك.

?تنبيه:-
لا تنافي بين قول الجمهور وقول الشافعي في كفر من استحل الميتة، ولكن وقع النزاع بينهما في ذبيحة المسلم متروكة التسمية، وهل هي بمنزلة الميتة أم لا؟ ، فليس الخلاف في حكم الميتة نفسها، فتنبه!

?رابعًا : وقفة مع قول قتادة المْشْكَل:-
▪️قال قتادة:(وإنا واللهِ ما نَعْلَمُه كان شِرْكٌ قطُّ إلا بإحدى ثلاثٍ: أَن يَدْعُوَ مع اللهِ إِلَهًا آخرَ، أو يَسْجُدَ لغيرِ اللهِ، أو يُسمِّيَ الذبائحَ لغيرِ اللهِ).اهـ

قلتُ: كلام قتادة لا إشكال فيه لمن فهم الخلاف في تفسير الآية.
?فقول قتادة: (أو يُسمِّيَ الذبائحَ لغير اللهِ).اهـ
لاحظ استعمال قتادة للفعل"يُسمِّيَ" ، فهو إشارة منه لأول الآية:{ولَا تَأۡكُلُواْ مِمَّا لَمۡ يُذۡكَرِ ٱسۡمُ ٱللَّهِ عَلَيۡهِ وَإِنَّهُۥ ‌لَفِسۡق}، وهذه الإشارة تبين لكَ المراد من كلام قتادة، وأنَّه أراد بها التوضيح بأنَّ الآية تتكلم عن الذبح لغير الله وهو معنى الفسق في الآية كما هو مذهب الشافعية، لا أنَّ الآية تتكلم عن تحريم أكل متروك التسمية كما فهم الجمهور، مما يعني أن قتادة أراد بكلامه هذا أن ينصر مذهبه في القول بجواز أكل متروك التسمية، وأن يدفع قول الجمهور، ومن هنا تعلم وجه الارتباط بين كلام قتادة والآية الكريمة.

*?أمَّا قول قتادة:(وإنا واللهِ ما نَعْلَمُه كان شِرْكٌ قطُّ).اهـ
لم يقصد قتادة هنا أنّه كان جاهلًا بصور الشرك كما فهم بعض الجهال اليوم، فقوله:(
وإنّا والله ما نَعْلَمُه) لا يقصد به علم نفسه، بل يقصد ما يعلمه عن شرك كفار العرب وقتئذٍ، بدليل قوله بعدها:(كان شِرْكٌ قطُّ) وكان: فعل ماض، والمعنى:كان هذا هو شرك العرب في الماضي، أي كان شركهم هو الذبح لغير الله، وليس استحلال أكل الميتة فحسب، وإلا فهل كان الكفار يأكلون الميتة مستحلين أم كانوا يسمون عليها اسم اللات والعزى أيضًا؟!، هذا هو مفصل المسألة.
وحاصل القول أنّه لا شكّ في كفر من استحل الميتة وإن لم يأكلها وإن لم يسمِّها للأصنام، ولكن أهذا ما كانت تفعله العرب أم كانت تسمي الذبائح للأصنام؟
فإن ثَبَتَ تسميتهم الذبائح للأصنام فقول الجمهور في متروك التسمية مدفوع* حينئذٍ، هذا هو مقصد قتادة من كلامه.

?فإن قيل: ولكن قتادة حَصَرَ شرك العرب في ثلاث صور فقط وهي: الدعاء والسجود والذبح لغير الله، ويلزم من ذلك أنّه كان جاهلًا ببقية صور الشرك؟!
قلتُ: لا يلزم، لأنّ كلامه حكاية عن واقع مشركي العرب وما كانوا يفعلونه من شركيات، وذلك كقولي: (ما أعلمه كان شركٌ قط في قوم سبأ إلا السجود للشمس) فهل يفهم أي عاقل من قولي هذا أنَّي أجهل كافة صور الشرك إلا السجود للشمس؟! ، أم كل عاقل سيفهم أنّي لا أعلم عن قوم سبأ أي شركيات أخرى عدا السجود للشمس؟!

6 months, 2 weeks ago

*?ثانيًا: تفسير الشطر الثاني من الآية:{وَإِنَّهُۥ ‌لَفِسۡق}:-*اختلف السلفُ في تفسير هذا الشطر على قولين أيضًا…

?القول الأول: قول الجمهور:
اعتبروا أنّ قوله تعالى:{وَإِنَّهُۥ ‌لَفِسۡق} يعني أنَّ أكل متروك التسمية حرام؛ لأنّه بمنزلة الميتة، واستدلوا بأنّ حرف الواو للعطف على ما سبق، وبأنَّ الضمير في كلمة {وَإِنَّهُ} يعود على الأكل ومفاده أنَّ أكل متروك التسمية حرامٌ وفسقٌ، ولذلك فسَّروا الفسقَ في الآية بالفسق الأصغر غير المخرج من الملة.

?القول الثاني: قول الشافعية وقتادة:
اعتبروا أنّ قوله تعالى:{وَإِنَّهُۥ ‌لَفِسۡق} يعني ما ذُبِحَ لغير الله كفر، واستدلوا بأنَّ الضمير في كلمة {وَإِنَّهُ} يعود على الذبح لغير الله، ولذلك فسّروا الفسق في الآية بالفسق الأكبر، واحتجوا على ذلك بقوله تعالى:{أَوۡ ‌فِسۡقًا أُهِلَّ لِغَيۡرِ ٱللَّهِ بِهِ}، ومن هنا اعتبروا أنَّ الواو في كلمة {وَإِنَّهُ} هي واو الحال، وعليه فمعنى الآية عندهم هو: ولا تأكلوا من الذبيحة حال كونها ذُبِحت لغير الله أمّا حال كونها لم تُذبح لغير الله فلا مانع من أكلها، ثُمَّ دفعوا قول الجمهور بأنَّ الواو للعطف بحجة أن قوله تعالى:{وَإِنَّهُۥ ‌لَفِسۡق} جملة اسمية، ولا يجوز عطف الجملة الاسمية على الجملة الفعلية عند اللُغويين.

وحاصل القول أنَّ الفريقين اختلفوا في: معنى حرف الواو، وفي معنى الضمير، وفي معنى الفسق، وكل فريق فسّرهم بحسب قوله في حكم متروك التسمية.

▪️قال ابن كثير في تفسيره:( {وَإِنَّهُۥ ‌لَفِسۡق} وَالضَّمِيرُ قِيلَ عَائِدٌ عَلَى الْأَكْلِ، وَقِيلَ عَائِدٌ عَلَى الذَّبْحِ لِغَيْرِ اللَّهِ".اهـ

▪️قال الطبري في تفسيره:( {وَإِنَّهُۥ ‌لَفِسۡقٞ} اختلف أهل التأويل في معنى "الفسق" في هذا الموضع فقال بعضهم: معناه المعصية...وقال آخرون: معنى ذلك الكفر".اهـ

▪️قال الألوسي في تفسيره:( {وَإِنَّهُۥ ‌لَفِسۡقٞۗ} ذكر العلامة للشافعي...أنَّ هذه الجملة في موقع الحال إذ لا يحسن عطف الخبر على الإنشاء، وقد بَيَّنَ الفسق بقوله عز شأنه {أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ} فيكون النهي عن الأكل مقيدًا بكون ما لم يُذكر اسم الله تعالى عليه قد أُهِلَّ به لِغَيْرِ اللَّهِ تعالى، فيحل ما ليس كذلك إما بطريق مفهوم المخالفة وإما بحكم الأصل وإما بالعمومات الواردة في حل الأطعمة).اهـ

▪️قال شمس الدين الكَرْماني :( قال الشافعي إنَّها سُنَّة...وقوله تعالى{وَإِنَّهُۥ ‌لَفِسۡقٞ} هو مفسر بما أُهِلَّ به لِغَيْرِ اللَّهِ، ومعناه لا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وقد ذكر اسم غير الله يعني اللات والعزى).اهـ شرح صحيح البخاري.

?ثالثًا: تفسير الشطر الأخير من الآية:{وَإِنۡ أَطَعۡتُمُوهُمۡ إِنَّكُمۡ لَمُشۡرِكُونَ}:
نزلت هذه الآية لما رفض الكفار الحكم بتحريم الميتة بحجة أنّ الميتة قتلها الله بنفسِه فكيف تكون حرامًا؟! ، وعلى هذا يمكن تفسير الآية مرة بحسب تصور الجمهور، ومرة بحسب تصور الشافعية ..

?القول الأول: قول الجمهور:
وفيه أنَّ الآية من بدايتها تتحدث عن تحريم أكل متروك التسمية وأنَّه بمنزلة الميتة، وقد استحل الكفار الميتة فنزل قوله تعالى:{وَإِنۡ أَطَعۡتُمُوهُمۡ إِنَّكُمۡ لَمُشۡرِكُونَ} أي وإنْ أطعتموهم في استحلال أكل الميتة فأنتم مشركون.

▪️قال ابن أبي حاتم في تفسيره:(عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَوْلَهُ {وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ} يَعْنِي اسْتِحْلالًا فِي أَكْلِ الْمَيْتَةِ إِنَّكُمْ ‌لَمُشْرِكُونَ مِثْلَهُمْ).اهـ

▪️قال القرطبي في تفسيره:( {وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ} أي في تحليل الميتة إنكم لمشركون فدلت الآية على أن من استحل شيئا مما حرم الله تعالى صار به مشركا، وقد حرم الله سبحانه الميتة نصًا، فإذا قبل تحليلها من غيره فقد أشرك).اهـ

▪️قال الطبري في تفسيره:( {إنَّكُمْ لَمُشْركُونَ} يعني إنكم إذًا مثلهم إذ كان هؤلاء يأكلون الميتة استحلالاً، فإذا أنتم أكلتموها كذلك فقد صرتم مثلهم مشركين).اهـ

6 months, 2 weeks ago

*?*السؤال رقم (55/24) : أشكل عليَّ قول قتادة تحت آية: {وَإِنۡ أَطَعۡتُمُوهُمۡ إِنَّكُمۡ لَمُشۡرِكُونَ}
حيث قال قتادة:(وإنا واللهِ ما نَعْلَمُه كان شِرْكٌ قطُّ إلا بإحدى ثلاثٍ: أَن يَدْعُوَ مع اللهِ إِلَهًا آخرَ، أو يَسْجُدَ لغيرِ اللهِ، أو يُسمِّيَ الذبائحَ لغيرِ اللهِ).اهـ
فهل كان قتادة يجهل بقية صور الشرك كشرك التشريع مثلًا، وما علاقة كلامه بالآية المذكورة؟

======================

?الجواب:-
ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ الله، ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ:
وَرَد كلام قتادة أعلاه في تفسير الطبري رحمه الله، وللأسف أشكل كلامه على الكثيرين، فبعضهم فَهِمَ منه أنّه لا يُكفّر المُشرع مع الله، وأخرون فهموا منه أنَّه كان جاهلًا ببعض صور الشرك فعذروه بجهله!، وكلا الفريقين ضلَّ في فهم كلام قتادة، ودونك البيان.
لقد جاء كلام قتادة تحت آية الأنعام:{
وَلَا تَأۡكُلُواْ مِمَّا لَمۡ يُذۡكَرِ ٱسۡمُ ٱللَّهِ عَلَيۡهِ وَإِنَّهُۥ ‌لَفِسۡقٞۗ وَإِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰٓ أَوۡلِيَآئِهِمۡ لِيُجَٰدِلُوكُمۡۖ وَإِنۡ أَطَعۡتُمُوهُمۡ إِنَّكُمۡ لَمُشۡرِكُونَ**}
ولا يُمكن فهم كلام قتادة إلا بفهم تفسير الآية كاملة، لذا سأقوم بشرحٍ موجزٍ لكل شطرٍ من الآية...

?أولًا: تفسير الشطر الأول من الآية:{وَلَا تَأۡكُلُواْ مِمَّا لَمۡ يُذۡكَرِ ٱسۡمُ ٱللَّهِ عَلَيۡهِ}:
اختلفَ السلفُ في تفسير هذا الشطر حول أكل ذبيحة المسلم إذا ترك التسمية، على قولين رئيسين...
?القول الأول: قول الجمهور:
وفيه أنَّ التسمية واجبة ويحرم أكل متروك التسمية؛ لأنّه بمنزلة الميتة إلا إذا تركها الذابحُ ناسيًا، وهو مذهب أبي حنيفة ورواية عن أحمد ورواية عن مالك.

?القول الثاني: قول الشافعية وقتادة:
وفيه أنَّ التسيمة سُنّة، وعليه أباحوا الأكل من الذبيحة سواءً ترك الذابح التسمية عامدًا أو ناسيًا، وبنحوه قال عكرمة وعطاء والنخعي والحسن وجمهور الشافعية وغيرهم، وقالوا إنّ قوله تعالى: {لَمۡ يُذۡكَرِ ٱسۡمُ ٱللَّهِ عَلَيۡهِ} يُراد به ما ذُبِحَ لغير الله كالأصنام والأوثان، وقوله:{وَلَا تَأۡكُلُواْ} يُراد به النهي عن الأكل مما ذُبِحَ لغير الله، وعليه فالآية عندهم ليست للنهي عن الأكل من مترك التسمية أصلًا، ومن هنا نَصَّ الشافعيُ على أنّ الآية من قبيل العام المخصوص.

▪️حكى ابن حيان في تفسيره عن:(عطاء وابن المسيب والحسن وجابر وعكرمة وطاووس والنخعي وقتادة وابن زيد وعبد الرحمن بن أبي ليلى وربيعة ومالك في رواية والشافعي والأصم: يحل أكل متروك التسمية عمداً كان الترك أو نسيانًا).اهـ

▪️قَال الإمام الشَّافِعِي:( {وَلَا تَأۡكُلُواْ مِمَّا لَمۡ يُذۡكَرِ ٱسۡمُ ٱللَّهِ عَلَيۡهِ}...هَذَا النَّهْيُ مَخْصُوصٌ بِمَا إِذَا ذُبِحَ عَلَى اسْمِ النُّصُبِ".اهـ مفاتح الغيب.

▪️قال الطبري في تفسيره:(واختلف أهل التأويل في الذي عنى الله جل ثناؤه بنهيه عن أكله مما لم يذكر اسم الله عليه، فقال بعضهم: هو ذبائح كانت العرب تذبحها لآلهتها).اهـ

▪️قال البغوي في تفسيره:( {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ}...قالَ عَطَاءٌ الْآيَةُ فِي تَحْرِيمِ الذَّبَائِحِ الَّتِي كَانُوا يَذْبَحُونَهَا عَلَى اسْمِ الْأَصْنَامِ).اهـ

▪️قال ابن كثير في تفسيره:(عن عطاء {وَلَا تَأۡكُلُواْ مِمَّا لَمۡ يُذۡكَرِ ٱسۡمُ ٱللَّهِ عَلَيۡهِ} قال ينهى عن ذبائح كانت تذبحها قريش عن الأوثان، وينهى عن ذبائح المجوس، وهذا المسلك الذي طرقه الإمام الشافعي رحمه الله قوي).اهـ

8 months ago

*?القول الثاني:
فهموا من قول الكرابيسي: (
لفظي بالقرآن مخلوق) أنَّه كان يقصد صوت العبد وحركاته، وهذا قولٌ حق بلا شك، وقد رجَّحه ابن تيمية والذهبي وابن كثير رحمهم الله جميعًا.
واستدلوا بــ
1- قول ﺍﻟﻜﺮﺍﺑﻴﺴﻲ:(ﻷﻗﻮﻟﻦَّ ﻣﻘﺎﻟﺔً ﺣﺘﻰ ﻳﻘﻮﻝ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﺑﺨﻼﻓﻬﺎ ﻓﻴﻜﻔﺮ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻟﻔﻈﻲ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﺨﻠﻮﻕ).اهـ تاريخ الإسلام 2- وقول الكرابيسي:( القُرْآنَ كَلاَمُ اللهِ غَيْرُ مَخْلُوْقٍ مِنْ كُلِّ الجِهَاتِ إِلاَّ أَنَّ لَفْظي بِهِ مَخْلُوْقٌ، وَمَنْ لَمْ يَقُلْ: لَفْظي بِالقُرْآنِ مَخْلُوْقٌ، فَهُوَ كَافِرٌ*).ﺍﻫـ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻻﺳﻼﻡ.
ويظهر من قول الكرابيسي الأول أنّه كان يقصد صوتَ العبدِ، وإلا فإنْ كان يقصد أنَّ القرآنَ مخلوقٌ، فكيف يَكْفُر الإمام أحمد إذا قال بخلاف قوله؟!

ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ : (ﻭَﻻَ ﺭَﻳْﺐَ ﺃَﻥَّ ﻣَﺎ ﺍﺑْﺘَﺪَﻋَﻪُ ﺍﻟﻜَﺮَﺍﺑِﻴْﺴِﻲُّ ﻭَﺣَﺮَّﺭَه ﻓِﻲ ﻣَﺴْﺄَﻟَﺔِ ﺍﻟﺘَّﻠَﻔُّﻆِ، ﻭَﺃَﻧَّﻪُ ﻣَﺨْﻠُﻮْﻕٌ ﻫُﻮَ ﺣَﻖٌّ, ﻟَﻜِﻦْ ﺃَﺑَﺎه ﺍﻹِﻣَﺎﻡُ ﺃَﺣْﻤَﺪُ, ﻟِﺌَﻼَّ ﻳُﺘَﺬَﺭَّﻉَ ﺑِﻪِ ﺇِﻟَﻰ ﺍﻟﻘَﻮْﻝِ ﺑِﺨَﻠْﻖِ ﺍﻟﻘُﺮْﺁﻥِ، ﻓَﺴُﺪَّ ﺍﻟﺒَﺎﺏُ).اهـ ﺳﻴﺮ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﻨﺒﻼﺀ

وقال ابن تيمية:(مع اتفاق الطائفتين على أن القرآن كله كلام الله، لم يحدث غيره شيئًا منه، ولا خلق منه شيئًا في غيره: لا حروفه، ولا معانيه، مثل حسين الكرابيسي وداود بن علي الأصبهاني وأمثالهما).اهـ درء التعارض.

?والذي يظهر لي هو رجحان القول الأول وأنَّ الكرابيسي كان على مذهب الكلابية فعلًا؛ إذ لا يُتصور جهل الإمام أحمد بقول الكرابيسي خاصة وأنَّهما أقرانٌ وكانت بينهما صداقة، كما لا يُتصور أنْ يُكفِّر الإمام أحمد الكرابيسي سدًا للذريعة فقط!
كما أنّ قول الكرابيسي :(القُرْآنَ كَلاَمُ اللهِ غَيْرُ مَخْلُوْقٍ مِنْ كُلِّ الجِهَاتِ إِلاَّ أَنَّ لَفْظي بِهِ مَخْلُوْقٌ) يُمكن تأويله بأنَّه يقصد به المعاني الأزلية للقرآن وأنَّها غير مخلوقة من كل الجهات بينما القرآن الحالي بحروفه وألفاظه مخلوقٌ عنده؛ ولذلك كفره الإمام أحمد.

وعلى أي حالٍ، فإنَّ خلافَ الإمام أحمد مع كل خصومه سواءً الجهمية أو الواقفة أو اللفظية كان في مسألة خلق القرآن فقط، لا كما فهم بعضُ الجهالِ اليوم أنّ الإمام أحمد كانت خصومته مع مخالفيه حول صوت العبد أثناء قراءة القرآن وأنّه غير مخلوق!

? ختامًا :-
أنوهُ إلى أنَّ المذهب الحنبلي خاصة، قد وقعت فيه بعض الاضطرابات في باب تكفير أهل البدع والأهواء، بدءً من تكفير الخوارج، مرورًا بتكفير تارك الصلاة، ثُمَّ تكفير المتأول لآحاد الصفات الخبرية…إلخ.

قال ابن تيمية الحنبلي :(اضْطَرَبَتْ الْأُمَّةُ اضْطِرَابًا كَثِيرًا فِي تَكْفِيرِ أَهْلِ الْبِدَعِ وَالْأَهْوَاءِ).اهـ مجموع الفتاوى.

وقد حاول بعض الحنابلة معالجة هذا الاضطراب في التكفير بعدة معالجات:
?منها أنَّ المذهب الحنبلي يُفرق بين تكفير الداعية وتكفير المقلد.
?ومنها أنّ المذهب الحنبلي يُفرق بين تكفير النوع وتكفير العين، وأنّ المُعين لا يكفر إلا بعد قيام الحجة.
?ومنها أنَّ المذهب الحنبلي يُكفر بالظاهر؛ وفقًا لأصوله في الباب.

قال ابن مفلح رحمه الله :(قَالَ صَاحب الْمُحَرر وَالصَّحِيح أَن كل بِدعَة كفرنا فِيهَا الداعية، فَإنَّا نفسق الْمُقَلّد فِيهَا كمن يَقُول بِخلق الْقُرْآن).اهـ الفروع.

والحقُ أنّ التكفيرَ في تلك المسائل لا يكون بقول أحمدٍ ولا من هو أعلى منه قدرًا، بل لا يكون إلا بدليلٍ صريحٍ من الكتاب والسنةِ، وإنْ اجتهدَ الإمامُ أحمد فأصاب فله أجران، وإنْ أخطأ فله أجر، لكن بعض الناس اليوم يعاملون اجتهادات الإمام أحمد كنصٍ مقدسٍ من عند الله، فضلُّوا وأضلٌّوا.

قال النبي ﷺ :(إذا حَكَمَ الحاكِمُ فاجْتَهَدَ ثُمَّ أصابَ فَلَهُ أجْرانِ، وإذا حَكَمَ فاجْتَهَدَ ثُمَّ أخْطَأَ فَلَهُ أجْرٌ) رواه البخاري.

والكلام يطول، مكتفيًا بما تقدم، وصلَّ اللهم على محمدٍ وآله وصحبه وسلم.

┄┄༻????????༺┄┄
*✍️ كتبه: أبو هريرة التميمي.*بوت التواصل: @Twhied_bot
رابط القناة: t.me/fatawa2all
ٰ

8 months ago

*? ثالثًا: عقيدة ﺍﻟﻜﺮﺍﺑﻴﺴﻲ في القرآن :-
ﻟﻘﺪ ﻭﻗﻌﺖ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻜﺮﺍﺑﻴﺴﻲ ﺳﻨﺔ 234هـ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻗﺎﻝ عبارته الشهيرة:(
ﻟﻔﻈﻲ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﺨﻠﻮﻕ) وهي ﻋﺒﺎﺭﺓ مُحتملة كما تقدم، ﻓﻬﻞ ياتُرى ﺃﺭﺍﺩ الكرابيسي ﺑﻬﺎ ﻣﻮﺍﻓﻘﺔ مذهب اللفظية الكلابية، ﺃﻡ ﺃﺭﺍﺩ بها موافقة الإمام البخاري والسلف؟! *من هنا انقسم العلماء في فهم كلام الكرابيسي إلى قولين:

?القول الأول:أنّ الكرابيسي كان على مذهب الكلابية، وقوله:(ﻟﻔﻈﻲ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﺨﻠﻮﻕ) أراد به أنَّ القرآنَ مخلوقٌ؛
ودليل ذلك:
1- قول الإمام أحمد:(ﻣَﺎﺕَ ﺑِﺸْﺮٌ ﺍﻟْﻤِﺮِّﻳﺴِﻲُّ ﻭَﺧَﻠَﻔَﻪُ ﺣُﺴَﻴْﻦٌ ﺍﻟْﻜَﺮَﺍﺑِﻴﺴِﻲُّ**).ﺍﻫـ ﺍﻹﺑﺎﻧﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ.

2- وقول الإمام أحمد عن الكرابيسي:(هو الكافر قاتَلَه الله، وأيُّ شيءٍ قالت الْجَهْميّة إلا هذا؟ قالوا كلام الله، ثمّ قالوا: مخلوق، وما ينفعه وقد نقضَ كلامه الأخير كلامه الأوّل حين قال لفظي بالقرآن مخلوق).اهـ تاريخ الإسلام.

ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﺎﺗﻢ ﺍﻟﺮَّﺍﺯِﻱّ ﺑﺴﻨﺪٍ ﺻﺤﻴﺢ :( ﻣﻦ ﻛَﻼَﻡ ﺟﻬﻢ ﺑﻦ ﺻَﻔْﻮَﺍﻥ، ﻭﺣﺴﻴﻦ ﺍﻟْﻜَﺮَﺍﺑِﻴﺴِﻲ، ﻭَﺩَﺍﻭُﺩ ﺍﺑْﻦ ﻋَﻠﻲّ ﺃَﻥ ﻟَﻔﻈﻬﻢْ ﺍﻟْﻘُﺮْﺁﻥ ﻣَﺨْﻠُﻮﻕ، ﻭَﺃَﻥ ﺍﻟْﻘُﺮْﺁﻥ ﺍﻟْﻤﻨﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﻧَﺒﻴﻨَﺎ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢ َﻣِﻤَّﺎ ﺟَﺎﺀَ ﺑِﻪِ ﺟِﺒْﺮِﻳﻞ ﺍﻷْﻣﻴﻦ ﺣِﻜَﺎﻳَﺔ ﺍﻟْﻘُﺮْﺁﻥ ﻓﺠﻬﻤﻬﻢ ﺃَﺑُﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺃَﺣْﻤَﺪ ﺑﻦ ﻣُﺤَﻤَّﺪ ﺍﺑْﻦ ﺣَﻨْﺒَﻞ، ﻭَﺗَﺎﺑﻌﻪ ﻋَﻠَﻰ ﺗﺠﻬﻴﻤﻬﻢ ﻋُﻠَﻤَﺎﺀ ﺍﻷْﻣْﺼَﺎﺭ ﻃﺮﺍ ﺃَﺟْﻤَﻌُﻮﻥَ، ﻻَ ﺧﻼﻑ ﺑَﻴﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻷَْﺛﺮ ﻓِﻲ ﺫَﻟِﻚَ).ﺍﻫـ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻟﻸﺻﺒﻬﺎﻧﻲ.

وﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺮ (ﺕ463ﻫـ) :(اﻥَّ ﺃَﺣْﻤَﺪَ ﺑْﻦَ ﺣَﻨْﺒَﻞٍ ﻛَﺎﻥَ ﻳَﻘُﻮﻝُ ﻣَﻦْ ﻗَﺎﻝَ ﺍﻟْﻘُﺮْﺁﻥُ ﻣَﺨْﻠُﻮﻕٌ ﻓَﻬُﻮَ ﺟَﻬْﻤِﻲٌّ ﻭَﻣَﻦْ ﻗَﺎﻝَ ﺍﻟْﻘُﺮْﺁﻥُ ﻛَﻼﻡُ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻭَﻻ ﻳَﻘُﻮﻝُ ﻏَﻴْﺮُ ﻣَﺨْﻠُﻮﻕٍ ﻭَﻻ ﻣَﺨْﻠُﻮﻕٌ ﻓَﻬُﻮَ ﻭَﺍﻗِﻔِﻲٌّ ﻭَﻣَﻦْ ﻗَﺎﻝَ ﻟَﻔْﻈِﻲ ﺑِﺎﻟْﻘُﺮْﺁﻥِ ﻣَﺨْﻠُﻮﻕ ﻓَﻬُﻮَ ﻣُﺒْﺘَﺪﻉ، ﻭَﻛَﺎﻥَ ﺍﻟﻜﺮﺍﺑﻴﺴﻰ ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑْﻦُ ﻛِﻼﺏٍ ﻭَﺃَﺑُﻮ ﺛَﻮْﺭٍ ﻭَﺩَﺍﻭُﺩُ ﺑْﻦُ ﻋَﻠِﻲٍّ ﻭﻃﺒﻘﺎﺗﻬﻢ ﻳَﻘُﻮﻟُﻮﻥَ ﺍﻥ ﺍﻟْﻘُﺮْﺁﻥ ﺍﻟﺬﻯ ﺗﻜﻠﻢ ﺑِﻪِ ﺍﻟﻠﻪ ﺻِﻔَﺔٌ ﻣِﻦْ ﺻِﻔَﺎﺗِﻪِ ﻻَ ﻳَﺠُﻮﺯُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﺍﻟْﺨَﻠْﻖُ ﻭَﺇِﻥَّ ﺗِﻼﻭَﺓَ ﺍﻟﺘَّﺎﻟِﻲ ﻭَﻛَﻼﻣِﻪِ ﺑِﺎﻟْﻘُﺮْﺁﻥِ ﻛَﺴْﺐٌ ﻟَﻪُ ﻭَﻓِﻌْﻞٌ ﻟَﻪُ ﻭَﺫَﻟِﻚَ ﻣَﺨْﻠُﻮﻕٌ، ﻭَﺇِﻧَّﻪُ ﺣِﻜَﺎﻳَﺔٌ ﻋَﻦْ ﻛَﻼﻡِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻭَﻟَﻴْﺲَ ﻫُﻮَ ﺍﻟْﻘُﺮْﺁﻥُ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﺗَﻜَﻠَّﻢَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺑِﻪِ).ﺍﻫـ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﺀ.

ﻭﻗﺎﻝ ﻣﺴﻠﻤﺔ ﺑﻦ ﻗﺎﺳﻢ (ت353هـ):(ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻜﺮﺍﺑﻴﺴﻲ ﻏﻴﺮ ﺛﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺨﻠﻖ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺬﻫﺒﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﻠﻔﻈﻴﺔ) .ﺍﻫـ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ ﻻﺑﻦ ﺣﺠﺮ.

9 months, 1 week ago

*?السؤال رقم (049/24) : وَرَدَ لابن عابدين الحنفي سؤالًا نصه كالآتي:-
*?1- مَا قَوْلُكُمْ فِي سَبَبِ وُجُوبِ مُقَاتَلَةِ الرَّوَافِضِ وَجَوَازِ قَتْلِهِمْ هُوَ الْبَغْيُ عَلَى السُّلْطَانِ أَوْ الْكُفْرِ؟

?2- إذَا قُلْتُمْ بِالثَّانِي فَمَا سَبَبُ كُفْرِهِمْ؟

?3- وَإِذَا أَثْبَتُّمْ سَبَبَ كُفْرِهِمْ فَهَلْ تُقْبَلُ تَوْبَتُهُمْ وَإِسْلَامُهُمْ كَالْمُرْتَدِّ أَوْ لَا تُقْبَلُ كَسَابِّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟

?4- وَإِذَا قُلْتُمْ بِالثَّانِي فَهَلْ يُقْتَلُونَ حَدًّا أَوْ كُفْرًا ؟**

*?جواب ابن عابدين:*?

(( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ اعْلَمْ أَسْعَدَك اللَّهُ أَنَّ هَؤُلَاءِ الْكَفَرَةَ وَالْبُغَاةَ الْفَجَرَةَ جَمَعُوا بَيْنَ أَصْنَافِ الْكُفْرِ وَالْبَغْيِ وَالْعِنَادِ وَأَنْوَاعِ الْفِسْقِ وَالزَّنْدَقَةِ وَالْإِلْحَادِ، وَمَنْ تَوَقَّفَ فِي كُفْرِهِمْ وَإِلْحَادِهِمْ وَوُجُوبِ قِتَالِهِمْ وَجَوَازِ قَتْلِهِمْ فَهُوَ كَافِرٌ مِثْلُهُمْ، وَسَبَبُ وُجُوبِ مُقَاتَلَتِهِمْ وَجَوَازِ قَتْلِهِمْ الْبَغْيُ وَالْكُفْرُ مَعًا ...
وَأَمَّا الْكُفْرُ فَمِنْ وُجُوهٍ مِنْهَا:
1- أَنَّهُمْ يَسْتَخِفُّونَ بِالدِّينِ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِالشَّرْعِ الْمُبِينِ.
2- وَمِنْهَا أَنَّهُمْ يُهِينُونَ الْعِلْمَ وَالْعُلَمَاءَ مَعَ أَنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}
3- وَمِنْهَا أَنَّهُمْ يَسْتَحِلُّونَ الْمُحَرَّمَاتِ وَيَهْتِكُونَ الْحُرُمَاتِ.
4- وَمِنْهَا أَنَّهُمْ يُنْكِرُونَ خِلَافَةَ الشَّيْخَيْنِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُوقِعُوا فِي الدِّينِ الشَّيْنَ.
5- وَمِنْهَا أَنَّهُمْ يُطَوِّلُونَ أَلْسِنَتَهُمْ عَلَى عَائِشَةَ الصِّدِّيقَةِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا وَيَتَكَلَّمُونَ فِي حَقِّهَا مَا لَا يَلِيقُ بِشَأْنِهَا مَعَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَنْزَلَ عِدَّةَ آيَاتٍ فِي بَرَاءَتِهَا وَنَزَاهَتِهَا، فَهُمْ كَافِرُونَ بِتَكْذِيبِ الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ وَسَابُّونَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضِمْنًا بِنِسْبَتِهِمْ إلَى أَهْلِ بَيْتِهِ هَذَا الْأَمْرَ الْعَظِيمَ وَمِنْهَا أَنَّهُمْ يَسُبُّونَ الشَّيْخَيْنِ سَوَّدَ اللَّهُ وُجُوهَهُمْ فِي الدَّارَيْنِ....
وَثَبَتَ بِالتَّوَاتُرِ قَطْعًا عِنْدَ الْخَوَاصِّ وَالْعَوَامِّ مِنْ الْمُسْلِمِينَ أَنَّ هَذِهِ الْقَبَائِحَ مُجْتَمِعَةٌ فِي هَؤُلَاءِ الضَّالِّينَ الْمُضِلِّينَ فَمَنْ اتَّصَفَ بِوَاحِدٍ مِنْ هَذِهِ الْأُمُورِ فَهُوَ كَافِرٌ يَجِبُ قَتْلُهُ بِاتِّفَاقِ الْأُمَّةِ وَلَا تُقْبَلُ تَوْبَتُهُ...
وَلَيْسَ سَبُّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَالِارْتِدَادِ الْمَقْبُولِ فِيهِ التَّوْبَةُ؛ لِأَنَّ الِارْتِدَادَ مَعْنًى يَنْفَرِدُ بِهِ الْمُرْتَدُّ لَا حَقَّ فِيهِ لِغَيْرِهِ مِنْ الْآدَمِيِّينَ فَقُبِلَتْتَوْبَتُهُ، وَمَنْ سَبَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَعَلَّقَ بِهِ حَقُّ الْآدَمِيِّ وَلَا يَسْقُطُ بِالتَّوْبَةِ كَسَائِرِ حُقُوقِ الْآدَمِيِّينَ، فَمَنْ سَبَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ أَحَدًا مِنْ الْأَنْبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَسَلَامُهُ فَإِنَّهُ يَكْفُرُ وَيَجِبُ قَتْلُهُ.
ثُمَّ إنْ ثَبَتَ عَلَى كُفْرِهِ وَلَمْ يَتُبْ وَلَمْ يُسْلِمْ يُقْتَلُ كُفْرًا بِلَا خِلَافٍ، وَإِنْ تَابَ وَأَسْلَمَ فَقَدْ اخْتَلَفَ فِيهِ وَالْمَشْهُورُ مِنْ الْمَذْهَبِ الْقَتْلُ حَدًّا وَقِيلَ يُقْتَلُ كُفْرًا فِي الصُّورَتَيْنِ...
وَمِمَّنْ أَفْتَى بِنَحْوِ ذَلِكَ فِيهِمْ الْمُحَقِّقُ الْمُفَسِّرُ أَبُو السُّعُودِ أَفَنْدِي الْعِمَادِيُّ وَنَقَلَ عِبَارَتَهُ الْعَلَّامَةُ الْكَوَاكِبِيُّ الْحَلَبِيُّ فِي شَرْحِهِ عَلَى مَنْظُومَتِهِ الْفِقْهِيَّةِ الْمُسَمَّاةِ الْفَرَائِدُ السَّنِيَّةُ وَمِنْ جُمْلَةِ مَا نَقَلَهُ عَنْ أَبِي السُّعُودِ بَعْدَ ذِكْرِ قَبَائِحِهِمْ عَلَى نَحْوِ مَا مَرَّ، فَلِذَا أَجْمَعَ عُلَمَاءُ الْأَعْصَارِ عَلَى إبَاحَةِ قَتْلِهِمْ وَأَنَّ مَنْ شَكَّ فِي كُفْرِهِمْ كَانَ كَافِرًا )).اهـ

┄┄༻????????༺┄┄

*✍️ كتبه: ابن عابدين الحنفي.
المصدر: كتاب العقود الدرية.
*
بوت التواصل: @Twhied_bot
رابط القناة: t.me/fatawa2all
ٰ

We recommend to visit

قناة احمد علي على تيليجرام ( شروحات تقنية ، تطبيقات ، ‏أفلام ومسلسلات ، خلفيات ، و المزيد )

Last updated 2 months, 1 week ago

يرمز تيليجرام إلى الحريّة والخصوصيّة ويحوي العديد من المزايا سهلة الاستخدام.

Last updated 3 months, 1 week ago

- بوت الإعلانات: ? @FEFBOT -

- هناك طرق يجب ان تسلكها بمفردك لا اصدقاء، لا عائلة، ولا حتى شريك، فقط انت.

My Tragedy Lies With Those Things That Happen in One Second And Remain

- @NNEEN // ?: للأعلانات المدفوعة -

Last updated 4 months ago