القناة الرسمية والموثقة لـ أخبار وزارة التربية العراقية.
أخبار حصرية كل مايخص وزارة التربية العراقية.
تابع جديدنا لمشاهدة احدث الاخبار.
سيتم نقل احدث الاخبار العاجلة.
رابط مشاركة القناة :
https://t.me/DX_75
Last updated 1 year, 3 months ago
القناة الرسمية لشبكة ملازمنا كل مايحتاجه الطالب.
((ملاحظة : لايوجد لدينا اي حساب تواصل على تلكرام ولا نقوم بنشر اعلانات في القناة))
Last updated 1 day, 5 hours ago
ان الله عز وجل يجعل البركة العظيمة بذكر جل وعلا.
قوة الأجساد بذكر الله، نضارة الوجوه بذكر الله جل وعلا، والإكثار من ذلك، نظارة الوجوه بذكر الله.
القوة على الأعداء بذكر الله.
قال الله سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾.
ولما أُرسل موسى إلى فرعون، ﴿قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا * إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا﴾.
ذكر الله قوة القلوب، قوة الأجساد:
جاءت فاطمة رضي الله عنها، وقد أتعبها الطحن بالرحى، جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادمًا تعينها على العمل، فقال لها النبي صلى الله وسلم: " أَلَا أَدُلُّكِ عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ لَكِ مِنْ خَادِمٍ ؟ تُسَبِّحِينَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتَحْمَدِينَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتُكَبِّرِينَ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ حِينَ تَأْخُذِينَ مَضْجَعَكِ ".
رواه مسلم عن أبي هريرة، وهو في الصحيحين عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ووقع في رواية علي أن الوصية كانت لعلي وفاطمة رضي الله عنهما، حتى قال علي ما تركتها منذ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، ما تركَ هذه الكلمات عند نومه منذ سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قيل لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وَلَا لَيْلَةَ صِفِّينَ ؟ قَالَ : وَلَا لَيْلَةَ صِفِّينَ. فداوم عليها رضي الله عنه.
إن ذكر الله يكسب الإنسان قوة، روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ - إِذَا هُوَ نَامَ - ثَلَاثَ عُقَدٍ، يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ، فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ، وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانَ ".
ذكر الله مطردة للشيطان، العدو المبين الخناس الذي يوسوس في صدور الناس، فإذا أكثرت من من ذكر الله أبعد الله عنك الشيطان.
روى الإمام الترمذي عن الحارث الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر عن يحيى بن زكريا عليه السلام أن الله أوحى إليه بخمس يأمر بها قومه، وكان من تلك الخمس قال: وَآمُرُكُمْ أَنْ تَذْكُرُوا اللَّهَ، فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ خَرَجَ الْعَدُوُّ فِي أَثَرِهِ سِرَاعًا، حَتَّى إِذَا أَتَى عَلَى حِصْنٍ حَصِينٍ فَأَحْرَزَ نَفْسَهُ مِنْهُمْ، كَذَلِكَ الْعَبْدُ لَا يُحْرِزُ نَفْسَهُ مِنَ الشَّيْطَانِ إِلَّا بِذِكْرِ اللَّهِ.
فمن أكثر من ذكر الله، كان الشيطان في بُعد منه، يراه نورًا، يرى العبد الصالح الذاكر يراه نورًا، يخاف على نفسه أن يحترق من نوره.
روى البخاري ومسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال: " مَنْ قَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلَّا أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ ".
وروى الإمام أحمد عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، عشر مرات حين يصبح كتبت له عشر حسنات، ومحيت عنه عشر خطيئات، وكانت حرزًا له من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ومن قالها يمسي كانت له حرزًا من الشيطان ليلته حتى يصبح".
فانظروا إلى الأجور العظيمة، حرز من الشياطين، ومن وساوس الشياطين، ومن أذية الشياطين، ومن السحر والعين، وغير ذلك، فذكر الله جل وعلا أيضًا حرز من العين، حرز من الشياطين، حرز من السحر حرز من الأمور الكثيرة التي تضر المسلم.
فلنكن من الذاكرين الله كثيرًا، وليكن أيضًا من ذكر العبد أن يكثر من قوله لا حول ولا قوة إلا بالله فهي ذكر عظيم أيضًا، قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي موسى الأشعري رضي الله عنه: أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ ؟ " فَقُلْتُ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ : " قُلْ : لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ".
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَفَلَا أُعَلِّمُكُمْ شَيْئًا تُدْرِكُونَ بِهِ مَنْ سَبَقَكُمْ، وَتَسْبِقُونَ بِهِ مَنْ بَعْدَكُمْ، وَلَا يَكُونُ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِنْكُمْ إِلَّا مَنْ صَنَعَ مِثْلَ مَا صَنَعْتُمْ ؟ " قَالُوا : بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ : " تُسَبِّحُونَ، وَتُكَبِّرُونَ، وَتَحْمَدُونَ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ مَرَّةً ".
دبر كل صلاة، يعني مكتوبة، تسبحون الله دبر كل صلاة، ثلاثًا وثلاثين، وتحمدون الله ثلاثًا وثلاثين، وتكبرون الله ثلاثًا وثلاثين.
فإذا فعلوا ذلك أدركوا من سبقهم ولم يدركهم أحد إلا من صنع كما صنعوا.
فانظروا إلى هذا الفضل العظيم، يدركون به أجور المتصدقين، ولا غرابة في ذلك، فإن مداومة الذكر تُلحقك بالمنفقين في سبيل الله، كثرة الذكر والمداومة عليه تُلحقك بالمجاهدين في سبيل الله، فلا غرابة فليكن لسانك رطبًا من ذكر الله، أكثر من ذكر الله.
فالأجور عظيمة، لا يعلم قدرها إلا الله جل وعلا.
روى الإمام مسلم عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَحَبِّ الْكَلَامِ إِلَى اللَّهِ ؟ " قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنِي بِأَحَبِّ الْكَلَامِ إِلَى اللَّهِ. فَقَالَ : " إِنَّ أَحَبَّ الْكَلَامِ إِلَى اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ ".
وروى الترمذي عن ابن مسعود في حديث يحسنه بعض أهل العلم، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لَقِيتُ إِبْرَاهِيمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ، أَقْرِئْ أُمَّتَكَ مِنِّي السَّلَامَ، وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ الْجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ عَذْبَةُ الْمَاءِ، وَأَنَّهَا قِيعَانٌ ، وَأَنَّ غِرَاسَهَا : سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ ".
فيا عباد الله الأجور عظيمة، حياة القلوب بذكر الله، ﴿ألا بذكر الله تطمئن القلوب﴾.
يا من ابتليت بضيق الصدر، حياة قلبك بعد أداء فرائض الله بذكر الله سبحانه وتعالى، يا من ابتليت بتسلط الشيطان والسحر وغير ذلك عليك بذكر الله سبحانه. فذكر الله جل ينخنس منه الشيطان.
فإذا كنت من الذاكرين الله كثيرًا فإن ذلك يبعد عنك الشيطان، ويبعد عنك السحر، ويبعد عنك مس الشياطين، ويبعد عنك همزات الشياطين، ﴿وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ﴾.
إن ذكر الله جل وعلا سبب للأجور العظيمة كما سمعتم في الأحاديث المتقدمة، إن ذكر الله جل وعلا سبب لكل خير، فليكن المسلم ذاكرًا لله جل وعلا.
أيها المسلم إن الشيطان حريص عليك، يجعلك في غفلة عن ذكر الله، فإذا أتيت إلى ذكر الله شغلك بما لا ينفعك، وإذا أتيت تذكر الله عند نومك، سارع بإلقاء النوم عليك.
أيها الناس الشيطان عدو، ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾.
حافظوا أيها المسلمون على الأذكار، ولتكونوا محافظين على الرواتب، من حافظ على رواتب الأذكار فهو من الذاكرين الله كثير والذاكرات، من حافظ على الأذكار الراتبة، من أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم والاستيقاظ، والأذكار عقب الصلوات المكتوبات، فهو من الذاكرين الله كثيرًا.
وتأمل أيها المسلم إلى الأذكار التي عقب الصلوات، سبحان الله ثلاثًا وثلاثين، وحمد الله ثلاثًا وثلاثين، والتكبير ثلاثًا وثلاثين ويختمها بالتهليل فتلك مئة. أجورها عظيمة لا يعلم قدرها إلا الله.
روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" مَنْ سَبَّحَ اللَّهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَحَمِدَ اللَّهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَكَبَّرَ اللَّهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ ".
وَقَالَ، تَمَامَ الْمِائَةِ : " لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، غُفِرَتْ خَطَايَاهُ، وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ ".
وروى الإمام مسلم عن كعب بن عجرة رضي الله عنه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مُعَقِّبَاتٌ لَا يَخِيبُ قَائِلُهُنَّ - أَوْ فَاعِلُهُنَّ - دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ : ثَلَاثٌ وَثَلَاثُونَ تَسْبِيحَةً، وَثَلَاثٌ وَثَلَاثُونَ تَحْمِيدَةً، وَأَرْبَعٌ وَثَلَاثُونَ تَكْبِيرَةً ".
لا يخيب قائلهن، تأملوا قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لَا يَخِيبُ". ليس عليه خيبة، معناه أنه موعود بالنجاة، موعود بالنجاة في الآخرة، وموعود بجنان الرحمن جل وعلا، فلا خيبة عليه، وهو يحافظ على هذه الأذكار.
هذه كلمات عظيمة، يحبها الرحمن جل وعلا فليكن لسانك أيها المسلم رطبًا من ذكر الله جل وعلا، فان ذلك حياة لقلبك، حياة القلوب والأجور العظيمة عند الله جل وعلا، بذكر الله سبحانه. فكن من الذاكرين الله كثيرًا، كن من الذاكرين الله كثيرًا بذكر الله سبحانه وتعالى، ستنال المراتب العظيمة عند الله جل وعلا
فإذا أصبحت وقلت سبحان الله وبحمده مئة مرة، وأمسيت وقلت سبحان الله وبحمده مئة مرة فإنك قد حصلت على أجر عظيم.
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " مَنْ قَالَ يُصْبِحُ : سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ. مِائَةَ مَرَّةٍ - لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلَّا أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ، أَوْ زَادَ عَلَيْهِ ".
فانظروا عباد الله التفاضل في الأعمال، ذكر الله جل وعلا أجوره لا يعلم قدرها إلا الله جل وعلا، مضاعفات لا يعلم قدرها إلا الله جل وعلا.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: " ومَنْ قَالَ حِينَ يُمْسِي: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ. مِائَةَ مَرَّةٍ - لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلَّا أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ، أَوْ زَادَ عَلَيْهِ ".
فانظروا كيف أن الشرع يأمرنا بالازدياد، إذا زاد على المئة صار أعظم ممن اكتفى بالمئة، كلما زاد الإنسان من ذكر الله كانت درجته أعظم عند الله جل وعلا.
فالإنسان يكثر من ذكر الله جل وعلا.
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " مَنْ قَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، حُطَّتْ خَطَايَاهُ، وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ ".
فانظروا إلى عظم الأجر بالثواب في هذه الكلمات العظيمة.
أيها المسلم أنت بحاجة إلى كثرة ذكر الله، في جميع أوقاتك. حياة قلبك ونشاط لأعمالك. الدينية والدنيوية.
وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مبينًا فضيلة الذكر.
قال: "مَنْ قَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. عَشَرَ مِرَارٍ كَانَ كَمَنْ أَعْتَقَ أَرْبَعَ رِقَابٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ".
وعتق النفس الواحدة، سبب في دخول الجنة، فكيف وقد وصل إلى درجة من أعتق أربع أنفس من ولد إسماعيل.
وروى الإمام مسلم عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه عَنْ جُوَيْرِيَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى وَهِيَ جَالِسَةٌ، فَقَالَ : " مَا زِلْتِ عَلَى الْحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا ؟ " قَالَتْ : نَعَمْ. قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ : سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ، وَرِضَا نَفْسِهِ، وَزِنَةَ عَرْشِهِ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ ".
أربع كلمات أجورهن عظيمة. "سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ، وَرِضَا نَفْسِهِ، وَزِنَةَ عَرْشِهِ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ ".
هذه الكلمات ليست مخصوصة في الصباح، اذكر الله بها، في أي وقت تشاء، ما شئت فهي كلمات عظيمة، وذكر مبارك، تذكر الله عز وجل. وتتقرب إلى الله بهذه الكلمات العظيمة في أي وقت تشاء، فأجورها عظيمة عند الله سبحانه وتعالى.
نسأل الله جل وعلا أن يجعلنا وإياكم من الذاكرين الله كثيرًا والحمد لله رب العالمين.
? ذكر الله عز وجل-- وجوبه وفضائله?
?الخطبة الثانية?
الحمد لله، حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، الحمد لله ملء السماء، وملء الأرض وملء ما بينهما، وملء ما شاء ربنا من شيء بعد، ولا نحصي ثناء على ربنا، فربنا كما أثنى على نفسه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليمًا كثيرًا.
معشر المسلمين: ليكن المسلم محافظًا على أذكاره فيصير من الذاكرين الله كثيرًا وتصير المسلمة من الذاكرات الله كثيرًا، إذا حافظ الإنسان على الأوراد في يومه وليله، التي جاءت في السنة، فإن الله سبحانه وتعالى يزيده رفعة، ويكون من الذاكرين الله كثيرًا، ومن زاد على ذلك زاده الله درجات.
انظروا إلى فضل الأذكار، جاء الصحابة إلى النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين جاء فقراؤهم، يتألمون أن الأغنياء سبقوهم بالعمل، وسبقوهم بالقربات، فَقَالُوا يا رسول الله: ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالدَّرَجَاتِ الْعُلَا وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ، فَقَالَ : " وَمَا ذَاكَ ؟ " قَالُوا : يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَيَتَصَدَّقُونَ وَلَا نَتَصَدَّقُ، وَيُعْتِقُونَ وَلَا نُعْتِقُ.
انظروا إلى عظم هذه الكلمات، وقرنت مع من ابتلي بولده، مع من ابتلي بولده فصبر، قرنت هذه الكلمات، مع من ابتلي بفقد ولده فصبر واحتسب.
وقد قال الله تعالى في الحديث القدسي كما في صحيح البخاري عن أبي هريرة:
"مَا لِعَبْدِي الْمُؤْمِنِ عِنْدِي جَزَاءٌ إِذَا قَبَضْتُ صَفِيَّهُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا ثُمَّ احْتَسَبَهُ، إِلَّا الْجَنَّةُ ".
عبادات عظيمة، وهي الباقيات الصالحات كم فسرها كثير من العلماء، فسروها بهذه الكلمات، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر.
قال الله سبحانه: ﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلا﴾.
هي من الأعمال الصالحة، وليست هي جميع الباقيات الصالحات، ولكنها من أعظم الباقيات الصالحات، هذا الذكر العظيم سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، كلمات عظيمة يتقرب بها الإنسان لربه يذكر الله كثيرًا.
قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم عن سمرة بن جندب رضي الله عنه: أَحَبُّ الْكَلَامِ إِلَى اللَّهِ أَرْبَعٌ ؛ سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، لَا يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ.
كلمات عظيمة يحبها الله جل وعلا، تثقِّل الموازين، والله سبحانه يرفعك بها درجات عظيمة، لا يعلم قدرها إلا الله جل وعلا، ومن كان أكثر ذكرًا لله، كان أعظم منزلة عند الله جل وعلا، بقدر ما يتقرب الإنسان لربه بكثرة هذه الكلمات العظيمة، يزيده الله درجات، من أكثر منها صار أعظم عند جل وعلا.
قال النبي صلى الله عليه وسلم، كما في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: " لَأَنْ أَقُولَ : سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ ".
يعني أحب إليه من الدنيا وما فيها، أربع كلمات خير لك من الدنيا وما فيها، من الأموال والملك، ومن الأراضي الواسعات والعمارات الشاهقات، والمراكب الحديثات، خير لك هذه الأربع الكلمات، تقولها بقلبك ولسانك.
أيها الناس كثير من الناس، ربما إذا ذكر الله يذكر بلسانه وقلبه غافل، فلا يحصل على أجور عظيمة، ومن ذكر الله بقلبه ولسانه، اكتسب الأجور العظيمة فأحضر قلبك عند ذكر الله سبحانه.
تأمل هذه المعاني العظيمة وأنت تقول سبحان الله، ومعنى سبحان الله تنزيهًا لربي جل وعلا عن كل نقص أنزه الله تنزيهًا عن كل نقص، وعن كل سوء وعن كل عيب، فتعالى ربنا جل وعلا فهو صاحب الكمال، وتعالى ربنا جل وعلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون.
وإذا قلت الحمد لله فمعناها أنك تقر من قلبك، بأن الكمال لله جل وعلا وأن جميع أوصاف الكمال لله سبحانه وتعالى هو المتصف بصفات الكمال، التي لا نقص فيها بوجه من الوجوه، والذي يعجز البشر يعجز جميع البشر أن يحصوا صفات الله جل وعلا، وأن يحيطوا بتلك الصفات العظيمة، فربنا جل وعلا كما أثنى على نفسه، فسبحان ربنا وبحمده، فهو كما أثنى على نفسه.
وإذا قلت: لا إله إلا الله هذه الكلمة العظيمة، التي من أجلها خلق الخلق، ومن أجلها خلقت الجنة والنار، ومن أجلها افترق الناس إلى فريقين: فريق في الجنة وفريق في السعير، هي كلمة التوحيد التي معناها لا معبود بحق إلا الله.
لا إله إلا الله معناها: لا معبود بحق إلا الله.
فافهم معناها أيها المسلم، وقلها بقلبك ولسانك.
فلا معبود بحق إلا الله، وكل ما يعبد من دون الله فعبادته باطلة من الأصنام والأنصاب والأوثان والقبور، بل وعبادة الأنبياء والملائكة كلها عبادة باطلة.
﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾.
فلا إله إلا الله كلمة عظيمة. معناها لا معبود بحق إلا الله.
قال النبي صلى الله عليه وسلم "ما من عبد يقول لا إله إلا الله إلا رفعها الله حتى تبلغ العرش". هذه الكلمة العظيمة.
في حق رجل قالها بقلبه ولسانه، عالمًا بمعناها مخلصًا وصادقًا ومستيقنا بها: "من قال لا اله الا الله مستيقنًا بها قلبه فبشره في الجنة". رواه مسلم عن أبي هريرة.
وهكذا الله أكبر معنى هذه الكلمة العظيمة أن الله سبحانه وتعالى أكبر من كل شيء، تعالى وتقدس جل وعلا، فلا يماثله شيء ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾. ﴿وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾.
﴿هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيا﴾. ﴿فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾.
فالله أكبر من كل شيء، أين الملوك! وأين الجبابرة! أين الأرض بمن فيها! كلها لا تساوي شيئًا. عند سبحانه، الذي يقول للشيء كن فيكون، ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾.
﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ * عَلَىٰ سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ * مُّتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ * يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ * بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ * لَّا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنزِفُونَ وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ * وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ * جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾.
كثرة ذكر الله جل وعلا من أعظم الأعمال التي يتقرب بها الإنسان لمولاه.
روى الإمام الترمذي عن أبي الدرداء رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ، وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ، وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ، وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ، فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ، وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ ". قَالُوا : بَلَى. قَالَ : " ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى ". والحديث صحيح.
والمراد بالحديث أن من حافظ على ذكر الله وصار راتبة له وصار محافظًا له في أيامه وفي ليله ونهاره وصل إلى درجة المجاهدين، بل وجاوز درجات المجاهدين، بكثرة ذكره لربه جل وعلا.
فَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : مَا شَيْءٌ أَنْجَى مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ.
وقد استشكل بعض العلماء كيف يكون ذكر الله أعظم من الجهاد في سبيل الله، كما في هذا الحديث، وأجاب بعض أهل العلم بجواب صحيح، وهو أن المُدَاوِم على ذكر الله، يصل إلى مرتبة أعظم من الجهاد في سبيل الله، فالذي يداوم على ذكر الله هنيئًا له.
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم كما في سنن الترمذي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ رَضِيَ اللَّهُ فقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ، فَأَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ ؛ أَتَشَبَّثُ بِهِ، قَالَ : " لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ ".
أيها الناس لو لم يكن من فضائل الذكر إلا ما قاله ربنا جل وعلا في الحديث القدسي الذي رواه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى: "إِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَأٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَأٍ هُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ".
ربك جل وعلا أيها المسلم، إذا ذكرته ذكرك، إذا ذكرته في نفسك، ذكرك في نفسه، وإن ذكرته في ملأ ذكرك عند ملائكته. إنها لمراتب عظيمة.
روى الإمام ابن ماجه عن النعمان بن بشير رضي الله تعالى عنه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ مِمَّا تَذْكُرُونَ مِنْ جَلَالِ اللَّهِ : التَّسْبِيحَ وَالتَّهْلِيلَ وَالتَّحْمِيدَ، يَنْعَطِفْنَ حَوْلَ الْعَرْشِ لَهُنَّ دَوِيٌّ كَدَوِيِّ النَّحْلِ، تُذَكِّرُ بِصَاحِبِهَا، أَمَا يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَوْ لَا يَزَالَ لَهُ مَنْ يُذَكِّرُ بِهِ ؟ ".
أيها المسلمون ما أخف عبادة الذكر، ما اخف عبادة الذكر على الألسن، ما أخفها وما أعظمها في موازينك يوم القيامة.
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، قال:
" كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ : سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ، سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ ".
فما أخف هذه الأذكار على ألسنة الإنسان ولا يوفق لها إلا من وفقه الرحمن.
أيها المسلم إنها لأعمال يسيرة يثقل الله بها الموازين.
فعليك أن تحافظ على ذكر الله جل وأن تجتهد في ذكر الله سبحانه وتعالى.
وروى الإمام مسلم عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآنِ، أَوْ تَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ.
انظروا إلى هذه الأجور العظيمة، ما أسهلها! وما أيسرها! على من يسرها الله عليه.
أيها المسلم، لا تكن عاجزًا عن هذه الأعمال اليسيرة، إنها لأعمال يسيرة، يكتسب بها المسلم الدرجات العظيمة.
عباد الله: إنها لعبادات عظيمة، تنجيك من عذاب الله.
روى الإمام الحاكم عن أبي سُلمى راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بَخٍ بَخٍ لخمس ما أَثْقَلَهُنَّ فِي الْمِيزَانِ، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر والولد الصالح يُتوفى للمرء فَيَحْتَسِبُهُ".
والله سبحانه وتعالى متى ما أراد سخر لك أيها المسلم أن تؤمّ بيت الله الحرام، وأن تحج بيت الله الحرام الذي فيه من مغفرة الذنوب والأجور العظيمة التي لا يعلمها إلا ربنا جل وعلا
، ففي ”الصحيحين“ عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم قَالَ: «الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ».
وفي ”الصحيحين“ عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «مَنْ حَجَّ هَذَا البَيْتَ، فَلَمْ يَرْفُثْ، وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ».
وفي سنن النسائي عن ابن مسعود وابن عمررضي الله عنهما أن رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، فَإِنَّهُمَا: يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ، كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ: خَبَثَ الْحَدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَلَيْسَ لِلْحَجِّ الْمَبْرُورِ ثَوَابٌ دُونَ الْجَنَّةِ».
وأخرجه أحمد أيضًا عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
فيجب على المسلم الذي لم يحج بيت الله الحرام أن يعجل بالحج كما أمره الله سبحانه وتعالى، ولا يجوز للمسلم الذي صار مستطيعا قادرا على الحج لا يجوز له أن يؤخره.
قال الله سبحانه: ﴿وَلِلهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾ [آل عمران:٩٧]، وقال رسولُ الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: «مَنْ أرادَ الحَجَّ فلْيَتَعجَّلْ».
فأمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بتعجيل الحج، فليس للمسلم، وقد صار قادرا على حج بيت الله الحرام، ليس له أن يتأخر عن حج بيت الله الحرام؛ فإن هذا لا يجوز له، بل عليه أن يحج، وأن يسعى فيما أوجبه الله عليه، والحج الواجب مرة في العمر.
قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم : «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْحَجُّ» قَالَ: فَقَامَ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ فَقَالَ: أَفِي كُلِّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «لَوْ قُلْتُهَا لَوَجَبَتْ، وَلَوْ وَجَبَتْ لَمْ تَعْمَلُوا بِهَا، - أَوْ: لَمْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْمَلُوا بِهَا - الْحَجُّ مَرَّةً، فَمَنْ زَادَ فَهُوَ تَطَوُّعٌ» أخرجه أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما.
فالواجب على المسلم هي حجةٌ واحدةٌ، هذا هو الذي أوجبه عليه الشرع، وعلى المسلم إذا أراد الحج أن يتعلم أحكام الحج وأن يأخذ كتابات أهل العلم ليتعلم مناسكه، كما فعله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وفي هذه الأيام المباركة أيضا يتقرب المسلمون إلى ربهم بعبادة الذبح وعبادة الأضاحي التي هي من خير الأعمال والقربات التي يتقرب بها المسلم إلى ربه سبحانه وتعالى، يتقرب إلى ربه سبحانه وتعالى بأن يذبح لله ممتثلا قوله سبحانه: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾ [الكوثر:٢]، وممتثلاً قوله تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام:١٦٢].
نسك لله يتقرب بذبح لله سبحانه وتعالى يتقرب بالعبادة لله جل وعلا، فعبادة الذبح من العبادات التي يحبها الله سبحانه وتعالى، وكان نبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم يتقرب لله بهذه الذبيحة، قال شيخ الإسلام كما في "الفتاوى" (١٦/ ٥٣٢): وَأَجَلُّ الْعِبَادَاتِ الْمَالِيَّةِ النَّحْرُ وَأَجَلُّ الْعِبَادَاتِ الْبَدَنِيَّةِ الصَّلَاةُ. اﻫ
فالنحر من خير العبادات المالية التي يتقرب بها المسلم إلى ربه سبحانه وتعالى ولذلك قرن الله بينهما بقوله: ﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ﴾ [الكوثر ٢]، ولا يجوز للمسلم أن يذبح إلا لله، قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : «لَعَنَ اللهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ»، رواه الإمام مسلم من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
كم من أناس تقربوا بالذبائح لغير الله، تقربوا بالذبائح للأولياء والقبور، تقربوا بالذبائح للجن، كم من أناس ذبحوا للأوثان، للقبور، للأولياء، فيا أيها المسلم أنت تعظم ربك وتذبح لله سبحانه وتعالى، ولذلك من استطاع أن يباشر عبادة الذبح بيده فليباشر بيده إن كان يحسن ذلك فخير له أن يباشر عبادة الذبح بيده.
وهكذا ليعلم المسلم أن الأمر ليس مجرد لحم، بل هي قربة عظيمة يتقرب بها المسلم لربه سبحانه وتعالى، فكثير من الناس صارت عبادة الأضاحي عندهم عادات إنما يذبحون من أجل اللحم، يأكلون اللحم من أجل العيد، وإنها لعبادة عظيمة، ينبغي أن يحتسبها المسلمون، وأن يعلموا فضيلتها، قال الله: ﴿لَن يَنَالَ اللهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ﴾ [الحج:٣٧].
القناة الرسمية والموثقة لـ أخبار وزارة التربية العراقية.
أخبار حصرية كل مايخص وزارة التربية العراقية.
تابع جديدنا لمشاهدة احدث الاخبار.
سيتم نقل احدث الاخبار العاجلة.
رابط مشاركة القناة :
https://t.me/DX_75
Last updated 1 year, 3 months ago
القناة الرسمية لشبكة ملازمنا كل مايحتاجه الطالب.
((ملاحظة : لايوجد لدينا اي حساب تواصل على تلكرام ولا نقوم بنشر اعلانات في القناة))
Last updated 1 day, 5 hours ago