قناة احمد علي على تيليجرام ( شروحات تقنية ، تطبيقات ، أفلام ومسلسلات ، خلفيات ، و المزيد )
Last updated 4 months ago
يرمز تيليجرام إلى الحريّة والخصوصيّة ويحوي العديد من المزايا سهلة الاستخدام.
Last updated 5 months, 1 week ago
- بوت الإعلانات: ? @FEFBOT -
- هناك طرق يجب ان تسلكها بمفردك لا اصدقاء، لا عائلة، ولا حتى شريك، فقط انت.
My Tragedy Lies With Those Things That Happen in One Second And Remain
- @NNEEN // ?: للأعلانات المدفوعة -
Last updated 5 months, 4 weeks ago
كلُّنا طلبة الشيخ الحائريّ!
الشيخ عبد الكريم الحائريّ، هل تعرفونه؟
لمن لا يعرفه هو لحوزة قُم المقدَّسة كالشيخ الطوسيّ لحوزة النَّجف الأشرف.
دعني أزيدُك، أليس الشيخ الطوسيّ هو من أسَّس حوزة النَّجف الأشرف؟
كذلك الشيخ الحائريُّ هو من أسَّس حوزة قم المقدَّسة.
وهل تعرف السيد حسين البروجرديّ؟
دعني أقرّب لك الفكرة مرَّةً أخرى، كان مرجع الطائفة في وقته السيد أبو الحسن الأصفهاني، ولكن زعيم الحوزة العلميَّة الميرزا النائينيّ.
الميرزا النَّائيني لم يكن يحضر درسه إلَّا من أتقن السطوح والمقدّمات إتقاناً تامَّاً، فمن طلبته السيد محسن الحكيم، السيد الخوئي، الشيخ الأميني صاحب الغدير، الشيخ محمد رضا المظفر مؤلف المنطق، السيد محمد حسين الطباطبائي صاحب تفسير الميزان، الشيخ حسين الحليّ، السيد حسن البجنوردي صاحب القواعد الفقهيَّة وأغلبهم مراجع دين، وكلّهم أعلام مذهب.
وبعد ذلك، في حوزة النَّجف الأشرف، كان مرجع الطائفة السيد محسن الحكيم، ولكن زعيم الحوزة العلميَّة هو السيد الخوئي، بمعنى أنَّه هو محور الدرس والتدريس فيها.
وتلامذته السيد السيستاني، السيد محمد باقر الصدر، الشيخ الوحيد الخراسانيّ، الشيخ الفياض، الشيخ بشير النَّجفي، السيد محمد سعيد الحكيم، وغيرهم كثيرٌ جدَّاً.
كذلك، كان السيد البروجردي زعيم الحوزة العلميَّة في قم، يعني هو محور الدرس والتدريس، ومن تلامذته السيد الخمينيّ، والسيد السيستاني وكثيرٌ من مجتهدي قم المقدَّسة.
اعتقل الطاغية المقبور محمد رضا بهلوي "الشَّاه" السيد البروجردي وسجنه في سجن قيادة الجيش الإيراني في طهران، وبقي السيد مئة يوم.
هناك زاره الشاه في السجن، وقال له: ماذا تريد؟ أيُّ شيءٍ تريده ننفذه لك.
لكن السيد رفض أن يطلب منه شيئا.
ألحَّ الشاه على السيد، قال له السيد: هؤلاء الجنود المساكين حصَّتهم من الطعام قليلة، زد من طعامهم!
كبُر على الشَّاه أن يرفض السيد طلبَ شيءٍ منه يخصُّه، وطالب – بعد إلحاحٍ من الشاه – أن يُزيد من طعام الجنود.
أُطلِق سراح السيد بعد مئة يوم، ولكن لم يُسمح له بمغادرة طهران، فبقي رهيناً فيها، وجاء به الشَّاه إلى قصر "المرمر" وأراد أن يضرب أسفيناً بين السيد البروجرديّ والشيخ عبد الكريم الحائريّ، فأظهر احتراماً بالغاً للسيد، وقال له: إذا أراد طلبة حوزة قم شيئاً فليبعثوا حاجاتهم برسائل عن طريقكِم، وليس عن طريق الشيخ!!
كان الشَّاه يذكر الشيخ الحائريّ باستصغار "الشيخ" في حين يذكر السيد بكلّ إجلالٍ ووقار، يريد أن يشعل نار الحسد في قلب السيد على مكانة الشيخ عسى أن ينازعه على المرجعيَّة، ولكن السيد كان أتقى لله تعالى، فقال للشَّاه بكلِّ شجاعةٍ وإيمان: كُلُّنا طلبة الشيخ الحائريّ، لن ترسل أيَّة رسالة إلَّا عن طريقه لو احتجنا إليك.
هذه صورة مشرقة من صور الحوزة العلميَّة في نكران الذات، والعمل لله تعالى فقط وفقط.
إذا أعجبتك القصة انشرها حتى ولو باسمك، جزيت خيرا.
انتظم عِقدُ النبوَّة بهذه اللؤلؤة الفريدة، واتَّسق نّضْدُ الرسالة بذاك الجوهر اليتيم، لقد كان رسول الله – صلى الله عليه وآله – بين الأنبياء كواسطة العقد، ما صيغت هذه القلادةُ إلَّا لأجل تلك الدُّرَّة اليتيمة، هي أول الفرطِ وجوداً، وآخره انتظاماً، وبه تتمُّ إشراقة شمس الرسالة على أفق البِعثة.
فهو الخاتم لما سبق من الأنبياء، والفاتح لما استُقبِل من الأئمَّة، والمهيمن على ذلك كلّه.
فكما كان خاتم الأنبياء اسمه محمد – صلى الله عليه وآله – كان خاتم الأئمَّة كذلِك، ولفظ "محمد" صلى الله عليه وآله بالنّسبة إلى باقي اسمائه، كلفظ الجلالة بالنسبة إلى سائر اسمائه تعالى، فكما أنَّ لفظ الجلالة جامعٌ لصفات الجمال والجلال وفيه تنطوي سائر الأسماء كما تنطوي اشعة القمر في القمر، كذلك هذا الاسم الذي هو المبالغة في الحمد، ف (محمد) ما وقع الحمدُ من غيره عليه، ولكن هذا الوقوع لو كان مرةً واحدة لسُمِّيَّ (محموداً) ولكنَّه وقع عليه مراتٍ متعددة لذا سُمِّي (محمَّدا) على صيغة المبالغة، وخرج هذا اللفظ من الوصفية الى العلمية عليه صلى الله عليه وآله .
أمَّا (أحمد) فهو الذي وقع الحمدُ منه على غيره، ولكن ليس لمرةٍ واحدة، وإلاَّ كان اسمُهُ (حامدا) بل إنَّ الحمد وقع منه على غيره - وهو الله تعالى - مراراً كثيرة؛ لذا جيء به على صيغة افعل التفضيل أي الذي هو أحمد من غيره؛ لذا سُمِّي (أحمد) صلى الله عليه وآله.
كان – صلى الله عليه وآله – وهو في السابعة والثلاثين من عمره الشريف يأتيه آتٍ في المنام يقول له: يا رسول الله!
حتى إذا أتمَّ الأربعين جاءه جبرئيل – عليه السَّلام – فعلَّمه الوضوء والصلاة.
نزل الوحيُ من السَّماء: اقرأ، كانت الآيات الأولى من سورة العلق التي عدَّتُها تسع عشرة آية.
ونزلت سورة الحمد كاملةً من كنوز الجنَّة ليس لها نظير، فلا تعجب إن قيل لك: إنَّ أول سورةٍ نزلت هي الحمد، أو العلق، فما من منافاة، يقصد بالأولى أول سورةٍ كاملةٍ أنزلت، وفي الثانية أول سورةٍ غير كاملة.
وهو – صلى الله عليه وآله – نبيٌّ وآدم بعدُ بين الماء والطين، لم يُخلق بعد، ولا نفخت فيه الروح، ولا سجد له الملائكة.
ولكنَّه في السابع والعشرين من رجبٍ بُعث بالرسالة، فكان خاتَم النبيين، أي آخرهم، وقيل بل زينتهم، كما تتزيَّن الاصبع بالخاتِم تتزيَّن الأنبياءُ به – صلى الله عليه وآله –
ثمَّ بعد ذلك بثلاث سنين نزل عليه القُرآن الكريم في شهر رمضان، فبدء البعثة غير نزول القرآن بصفته كتاباً سماوياً، فبدء البعثة في رجب، يوم الاثنين، ونزول القرآن الكريم في ليلة القدر، ونزل فيها قوله تعالى: "فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ"
عن عبيد الله بن علي الحلبي قال :
"سمعتُ أبا عبد الله عليه السلام يقول: مكث رسول الله - صلى الله عليه وآله - بمكة بعد ما جاءه الوحي عن الله تبارك وتعالى ثلاث عشرة سنة منها ثلاث سنين مختفيا خائفا لا يظهر حتى أمره الله -عزَّ وجلَّ - أنْ يصدع بما أمره به ، فأظهر حينئذٍ الدعوة) .
المتمرجعُ الخبيث!
أرفع إلى سيدي ومولاي صاحب الزمان – عليه السلام – آيات الحزن والأسى بشهادة جدِّه الإمام الكاظم – عليه السَّلام – وإلى مراجع الدين الأعلام والمؤمنين جميعا.
حذا الإمام الكاظم – عليه السلام – حذو أجداده الكرام في محاربة المتمرجعين.
فقد نَظَرَ أبوه الإمام الصادقُ – عليه السَّلام - إِلَى أَبِي حَنِيفَةَ وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ -فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ وَهُمْ حَلَقٌ فِي الْمَسْجِدِ- فَقَالَ:
"هَؤُلَاءِ الصَّادُّونَ عَنْ دِينِ اللَّهِ بِلَا هُدًى مِنَ اللَّهِ وَلَا كِتَابٍ مُبِينٍ.
إِنَّ هَؤُلَاءِ الْأَخَابِثَ لَوْ جَلَسُوا فِي بُيُوتِهِمْ فَجَالَ النَّاسُ فَلَمْ يَجِدُوا أَحَداً يُخْبِرُهُمْ عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَعَنْ رَسُولِهِ صلى الله عليه وآله حَتَّى يَأْتُونَا فَنُخْبِرَهُمْ عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَعَنْ رَسُولِهِ صلى الله عليه وآله".
ومعنى الحديث: أن الإمام – عليه السلام – كان قد دخل البيت الحرام – مكَّة المكرَّمة – فنظر إلى المسجد فوجد أبا حنيفة وسفيان وهم في حلقةٍ مستديرةٍ يُفتون النَّاس، فقال: هؤلاء الذين يصدُّون عن سبيل الله؛ لأن الإمام المعصوم هو السبيل إلى الله فإذا نزا على سدَّة الفتوى متمرجعٌ فإنَّ الناس يرجعون إليه ولا يرجعون للمعصوم – عليه السلام – فيكون ذلك صدَّاً عن سبيل الله تعالى.
وتأمَّل كيف وصفهم الله تعالى على لسان المعصوم – عليه السلام – بالأخابث، والأخبثان في الروايات البول والغائط لأنَّهما أقذر النجاسات، والأخابث جمع الأخبث وهو الذي فيه مبالغة في الخبث، وكونهم أخبث النَّاس لأنهم يتعدَّون حدود الله ويفتون بلا هدىً و لا كتابٍ منير، وينزون على سُدَّة المعصوم – عليه السلام – والمتمرجع من جنسهم القبيح للعلَّة نفسها.
فهو ليس خبيثاً، بل أخبث كالبول والغائط.
ومهما بلغ مقلّدو المتمرجع فلن يكون أكثر من مقلّدي أبي حنيفة وغيره، ولكن مهما كثر مقلّدوه فلن يكون مرجعاً عن الله تعالى والمعصوم عليه السلام، سيكون متمرجعاً شيطانيَّاً، والفرق بينه وبين المعصوم والمرجع الحقيقي، أنَّ المعصوم نصبه الله تعالى علَمَاً للنَّاس، والمرجع الحقيقي نصبه الإمام – عليه السلام – مرجعاً للعَوَام، والمتمرجع زيَّنه الشيطان للمغفلين، وبائعي دينهم بدنيا غيرهم.
والعجيب، أنَّ أفواههم النتنة تصرخ ليلَ نهار: لماذا لا تتكلَّم حوزة النَّجف الأشرف بالحق والحقيقة؟
وحين يبيّن فضلاؤها واساتذتها حقيقة المرجع المزيَّف صاحوا: هذه فتنة، هذا حسَدٌ، ذاك افتراء، مثلهم مثل مشركي قريش لما طلبوا من الرسول – صلى الله عليه وآله – المعاجز وجاء بها كذَّبوها حتى لو أنَّ الله تعالى فتح لهم باباً إلى السماء يعرجون فيها لقالوا: "إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ"
المجتهد الجامع للشرائط لا يضرُّه من راغ عن تقليده، كما لا يضر اللهَ تعالى من يعبد الصنمَ، ولا يضر الرسول – صلى الله عليه وآله من يتّبع مسيلمة، ولا يضرُّ الإمام المعصوم من يستفتي أبا حنيفة، إنَّما تضرُّ براقش نفسها، وعلى نفسها جنت براقش.
وفي الرواية: "إنَّ أهل الحق إذا دخل عليهم داخل سرُّوا به، وإذا خرج عنهم خارجٌ لم يجزعوا عليه، وذلك أنَّهم على يقين من أمرهم.
وإنَّ أهل الباطل إذا دخل فيهم داخل سروا به وإذا خرج عنهم خارج جزعوا عليه، وذلك أنهم على شكٍّ من أمرهم، إنَّ الله جل جلاله يقول: " فمستقَرٌ ومستودَعٌ "
والإمام الكاظم – عليه السلام – تصدَّى لهارون العبَّاسيّ لما نصب نفسه خليفةً لرسول الله – صلى الله عليه وآله – بحجَّة القرابةحين قال له: السلام عليك يا ابن عمّ!
فقال الإمام الكاظم – عليه السلام – السلام عليك يا أبتاه "مضمون الرواية" فألقم المتمرجع العباسيَّ حجراً غصَّ به حلقوم حجَّته، إن تكن أنت الخليفة للقرابة فأنا أولى منك بالخلافة لأنني ابن رسول الله – صلى الله عليه وآله – فبهت الذي كفر.
لستُ أفقَه في السياسة، فلها رجالُها المُنظّرون لها، البصيرون بأمورها، العارفون بأسرارها.
ولكن أفكّرُ كما يُفكّر النَّاس، فالسياسة وإن كانت علماً له أصوله ولكن في كثيرٍ من الأحيان تجري على غير الأصول، كما يسير القطار على غير سكَّة، وتخرج سيَّارةٌ عن جادَّةِ الطريق، وقد يجعلُ الله سرَّه في أضعف خلقهِ كما يجعل الدَّوحة الكبيرة في البذرة الصغيرة.
لو كنتُ مكان نّتنياهو لطلبتُ السَّلام، بل الاستسلام، فغايةُ ما عندي هو سلبُ أرواح النَّاس، ولكن: هم يتمنَّون ذلك نيلاً للشهادة.
وما تصنع في قومٍ مستميتين؟
ولك في ألفين وستَّةٍ، وستٍّ وتسعين عبرة، وقد رأيتَ من صبرِهم ما تزول منه الجبال وهم ثابتون.
إذن علامَ لا تقبل بالهدنةِ والصلح؟
والجواب – والله العالِم – لو قَبِل بالهدنة الآن ربما سيقاضيه قومُهُ على قضايا فسادٍ متنوعةٍ، فهو ينتظر الانتخابات الأمريكيَّة ليأخذ ضماناً من الفائز بعدم محاكمته على أيَّة قضيَّةٍ بعد وقف الحرب، في قبال أن يقبل بالهدنة ويكون ذلك مكسباً متبادلاً ..
رئيس الولايات يُحسب له إيقاف الحرب انجازاً،
\وهذا يكسب سلامته من المحاكمة بعد انتهائها...
ذلك ما وصل إليه فكري، والله العالِمُ بحقائق الأمور.
الشيخ عبد العزيز البشري هو ابن الشيخ سليم البشري شيخ الأزهر الأسبق الذي جرت له مع السيد عبد الحسين شرف الدين – قُدِّس سره - محاورات كان من نتيجتها المراجعات.
وهذا له كتاب المختار في جزأين صغيرين، وله كتاب النضار وهو مقالاتٌ متفرقة في بطون الجرائد والمجلات جمعها د. عبد الرحمن بن حسن قائد.
وهم يسمونه ب "جاحظ العصر" لما يرون من مشاكلة أسلوبه أسلوب الجاحظ، ولا مشاكلة ولا هم يحزنون، فليس مجرّد قوله "أرشدنا الله وأرشدك" مما يكثر من أمثالها الجاحظ مسوغاً للحكم بالتشابه والقضاء بالتماثل.
وهو مغرمٌ بالطاغية هارون العباسيِّ، ويزعم أن المؤرخين كذبوا فيما زعموا في أمر سُكره ومجونه، وما أعطى الشعراء والمغنيين من أموال؛ لأنه لو قام قائمٌ بعدِّ ما أنفق من مالٍ على هؤلاء وعلى أولئك لما قامت له خزائن بيت المال، وما بقي على ظهر الأرض من درهمٍ ودينار.ص123
وجوابه: أن المال الذي يسع تجهيز جيشه من السلاح والعدَّة والطعام والشراب وغيرها الذي زعموا أنَّه يغزو به في سبيل الله تعالى بين سنةٍ وسنة يسع – من بابٍ أولى – عطاء الشعراء والمغنيين.
ثم هو يدفع الروايات بالصدر فيقول للجمع بين المتعارضين لا مانع أن يكون ديِّنَاً ويستسيغ سماع الغناء، ويصيب بعض النبيذ مجتهداً أو بفتوى من يثق بدينه! ص123
فمجونه وسكره مما استفاضت به حياض المحابر، واشتجرت عليه اسلات الأقلام وهذه جميعاً مكذوبة، ورواية استماعه موعظة ابن السَّماك وبكائه - وهي خبر آحاد - زكيَّة يضوع من مجمر راويها عبق الصدق، ويعبق من روض حديثها أريج الحقّ، وعليها بنى البشريُّ تدينَ العبَّاسيّ.
على أن التعارض لا يقع بين المتواتر أو المستفيض من جهة، وبين خبر الآحاد من جهةٍ أخرى، بل يُقدَّم الأوليين على الأخير ولا وجه للجمع بينهما إلَّا بوجهٍ غير وجيه.
وتسأله عن الروايات، ما نصنع بها؟ وجوابه: وما آفة الأخبار إلَّا رواتها.
ومعناه: ما وافق هواك فخُذ به وإن كان كاذبا، وما خالف رؤاك فاعرض عنه وإن كان صادقا.
هذه سطورٌ كتبتُها قُبيل أيام ثم أمسكتُ عن نشرها لما رأيتُ بعضاً من الأفاضل ممَّن أجلُّ شخصه، وأُكبِرُ علمه، وأقدّر ورعه كتب شيئاً خلاف ما كتبتُ، فقلتُ لو نشرتُهُ الآن لربَّما فُهم أنَّه ردٌّ عليه، فصمتُ عن إذاعته حتى تهدأ الثورة، وتسكن الفورة حتى إذا كان وقت إذاعتها، وأزفت ساعة نشرها قلتُ أبثَّه في النَّاس.
نشر بعض الأخوة منشوراً بيَّن فيه بعض حقائق الإيمان: التَّولي والتَّبري، فسلقه بعض النَّاس بألسنةٍ حداد: أنت غايتك المنشودة تفريق الكلمة، وتشتيت الصفّ، أما ترى ما نحن فيه من تكالب الأمم علينا، وتربّص العدوِّ بنا؟ ألا تدري أنَّ المرجعيَّة تحرّم إثارة الخلافات المذهبيَّة خصوصاً في مثل هذا الظرف العصيب؟ وقال كالمتهكّم: هنيئاً لكم ذلك!
فقلتُ في نفسي: الذي فهمته أنَّ المرجعيَّة حرَّمت إثارة الفتن المذهبيَّة، ولكن لم تُحرّم تبين الحقائق خصوصاً مع كثرة المنشورات في هذا الفضاء الأزرق التي تعاضدت على طمسها وتضافرت على طلسها، فمالي لا أجعل من فعل العلماء الأعلام ممن كتب في الخلافات المذهبية قرينةً خارجيةً على صحَّة هذا الفهم؟ خصوصاً وأن بعضهم قال: إنَّهم يسكتون عن نبش الحقائق ساعة الشدائد.
فذهبتُ إلى كتاب المراجعات للسيد شرف الدين، فرأيت أن تاريخه الهجري لمقدّمة المؤلّف كانت موافقةً لنهاية سنة 1911 والطائرات الإيطاليَّة تطحن الليبيين طحنا، والوطن العربي الإسلامي كلُّه يرزح تحت الاستعمار. ليت شعري: لم كتب المراجعات في ذلك الظرف الذي أحوج ما يكون فيه المسلمون إلى رصّ الصفّ وتوحيد الكلمة ونبذ الخلاف؟
أتراه يريد إثارة الفتن؟ أم غاب عنه ما فطن له ذلك البعض؟
ثم جئت إلى أصل الشيعة وأصولها للشيخ كاشف الغطاء، وهو يتألَّم للحال التي وصل إليها المسلمون والاستعمار يجثم على صدورهم جَثْمَ سواد الظلماء على صدر السماء، ويطالب المسلمين بتوحيد الكلمة أمام الاستعمار فالحال لا يتحمل الفرقة، ولا ينهض بالشقاق ومع ذلك ردَّ على النشاشيبي، و النصولي، وأحمد أمين والحصان فكتب أصل الشيعة ونشره في الشهر نفسه الذي أُعدم فيه عمر المختار، والعراق ما يزال تحت الانتداب البريطاني إذ نال استقلاله سنة 1932
فلم يأبه لاستقلال بلاد الرافدين، وما تألَّم لمصاب المختار على حدّ قول ذلك البعض.
والشيخ الأمينيُّ كتب موسوعة الغدير ومسلمو المغرب العربي يعانون من نير الفرنسيين الذين ساموهم سوء العذاب، فلِم لَم يلتفت إلى ذلك وقال مالنا ومال العقائد وتبين الحقائق والمسلمون يناضلون الكفر في المغرب العربيّ؟
وعند رحيل النَّبيّ الأعظم – صلى الله عليه وآله – ادَّعى النبوَّة في اليمامة مسيلمة الكذاب، وفي اليمن الأسود العنسيّ، وفي نجد طلحة بن خويلد الأسديّ، وسجاح في قلب الجزيرة العربية، والروم والفرس متوثّبون على الإسلام والمسلمين في المدينة، وخطرهما محدقٌ بها، وكلُّ ذلك تهديدٌ وجوديٌّ جدّيٌّ للإسلام، ومع هذا طالب أمير المؤمنين – عليه السلام – بحقّه في الخلافة وصمَّم على قتال القوم لو اجتمع إليه أربعة نفرٍ قد حلقوا رؤوسهم فجاء سلمان وأبو ذرٍّ والمقداد حالقي رؤوسهم، وعمار وقد حلق نصف رأسه فلم يتمّ العدد أربعة فلم يصل بيدٍ جذَّاء ولكن قامت السيدة الزهراء – عليها السلام – بالذود عن حقّ أمير المؤمنين – عليه السلام – في ذلك الظرف العصيب الدَّائر بالإسلام من منافقي الدَّاخل، ومتنبّئيّ الخارج وكتائب الفرس، وجيوش الروم.أفتراها تأخذ تكليفها من ذلك البعض وتقول : فلتذهب مقامات أمير المؤمنين - عليه السلام - فداء وحدة الصف وخوف إثارة الفتن؟ أم هو توضيح حقيقةٍ محجوبة، وبيان منقبةٍ مدفونة؟
فاضل السَّاقي ضابطٌ كبيرٌ أيام انقلاب عبد الكريم قاسم على الملكيَّة، يروي يونس البحري في مذكَّراته أنه عندما اعتُقِل مع رؤوس الوزراء في العهد الملكيّ بقي ورفاقه من غير طعامٍ ليومين، حتى طلبوا من حارس السجن أن يأتيهم بطعامٍ مقابل مبلغٍ ماليٍّ، فأطارت العملة الورقيَّة بلبّهِ إلى درجةٍ أنه أغلق باب السجن من غير أن يحكم غلق مزلاج الباب!!
ولمَّا دخل الضابط فاضل السَّاقي ركل الطعام برجله فتناثرت "السندويشات" فقال له يونس البحري: خفِ الله يا رجل!!
فقال له: ماكو الله!!
كان ذلك في 14 تموز 1958
بعد ثلاثة أشهر أي في تشرين الثاني سنة 1958 صارت تصفية بين قيادات الثورة والرؤوس الكبار فدخل فاضل السَّاقي السجن، وبقي ل 75 ساعةً بلا طعام وطلب مهدي عمَّاش له طعاماً من يونس البحري فقدَّم له الطعام قائلاً: كُل باسم الله!
فاستحى وقال: اغفروا لي وسامحوني فإنَّ الله غفورٌ رحيم!!
وعنون يونس البحري ذلك الفصل ب "الله موجود"!
التقيتُ اليوم - وبئس اللّقاء - شخصاً يكرهُ كلَّ مؤمنٍ وكلَّ خَفِرَة.
هتكَ أعراض الزائرين الإيرانيين طيّبي الولادة، وجهر ببغضهم، فقلتُ له : لو جاء إلى "مضيف" أبيك ضيف، فأنت تحترمه إكراماً لأبيك حتى لو كنتَ تُبغض هذا الضيف وبينك وبينه عداوة.
وكذلك العراق مضيف الإمام الحسين - عليه السَّلام - الكبير، فاحترام الزَّائر الإيرانيّ احترامٌ للإمام الحسين - عليه السَّلام - حتى لو أساء الزائرَ الإيرانيَّ إليك في إيران ولم يحترمك، فهو على فرض إساءته لك أساء للإمام الرضا - عليه السَّلام - فلماذا نُسيء نحن للإمام الحسين - عليه السلام - باعتباره ضيفا؟
وشعرتُ أنني اقنعته بهذا الرّد ولكنني فوجئت أن قال لي: هذا رأيُك، أما أنا فلن احترمه.
وأحببتُ تغيير دفَّة الحديث إلى اتجاهٍ آخر بعدما علمتُ أن الجدال عقيم، قلتُ له: الدُّنيا حارَّةٌ اليوم!
فقال: نعم، هذه موجة حرٍّ أرسلها الله على الزوَّار الإيرانيين حتى يجييفوا!
فقلتُ له متهكّماً: أظنُّك بعثياً؟!
فقال لي: بعثيٌّ يُحبُّ وطنه أمرٌ جيد!
فرددتُ عليه: حشرَكَ الله مع صدَّام!
فأجابني: ليس كلُّ من أحبَّ الخوئيَّ حشره الله مع الخوئيّ.
فقلتُ له: وكلُّ من أحبَّ صدَّاماً حشره الله مع صدَّام.
فغضب ولكن لم يتكلَّم ثمَّ بعد دقائق تفارقنا مادياً، وأشعر أنّي فارقتُهُ روحيَّاً، عندك مشكلة مع إيران الدَّولة، مع الساسيين الإيرانيين، لك ذلك ولكن لا تعكسها على زائر الإمام الشهيد - عليه السَّلام -
قيل: إنَّها تابَتْ وندمَتْ وبَكَتْ بعد حرب الجمل،
ولكنَّه بكاءُ المذلَّة والانكسار، لا بُكاء التوبة والإنابة.
ولو كانت توبتُها صادقةً لما رمَت جنازة الإمام الحسن - عليه السَّلام - بالسّهام.
ولا فرق بين حرملة الذي رمى صدر الإمام الحسين - عليه السلام - بالسَّهم المثلث وحال بينه وبين شاطئ الفرات.
وبين تلك التي رمت جنازة الإمام الحسن - عليه السَّلام - بالسّهام وحالت بينها وبين قبر رسول الله - صلى الله عليه وآله –
أولئك يطلبون أمير المؤمنين ثارات بدر ، وأخذوها من سبط النبيّ الأصغر،
وهي تطلب الإمام علياً - عليه السَّلام - ثارات الجمل وأخذتها من ولد الوصيِّ الأكبر.
يعيشُ الكثيرون تقيَّةً فكريَّة ممن يشاطرونهم المعتقد نفسه؛ لأنَّ العاطفة هي التي تسوقهم إلى التعاطي مع الأحداث لا الفقاهة، ولأنَّ عقيدتهم كانت غرس البيئة لا نتيجة الدَّليل والبرهان.
وما يحدث على السَّاحة من تجاذبات وتقاطعاتٍ شاهدٌ على ذلك.
أنت حدِّد الموقف الفقهيّ لمرجع تقليدِك في ما اختلفتم فيه ثمَّ فسّر بياناته على ضوء ذلك الموقف.
من حُرِم ولاية أمير المؤمنين - عليه السَّلام - يُحرم سائر ما دونها من الامتيازات الأخرويَّة.
والبيان تُراعى فيه حيثياتٌ شتَّى، فلا تعامله معاملة الفتوى أو المسألة في الرسالة العمليَّة.
هذا هو الحق،
وعبارات الاستهجان والاستنكار التي يكتبها معلّقون هنا وهناك على كلِّ من يصحر بالحقيقة عبارة عن سخف معرفي لا يُغيّر من الواقع شيئا.
قناة احمد علي على تيليجرام ( شروحات تقنية ، تطبيقات ، أفلام ومسلسلات ، خلفيات ، و المزيد )
Last updated 4 months ago
يرمز تيليجرام إلى الحريّة والخصوصيّة ويحوي العديد من المزايا سهلة الاستخدام.
Last updated 5 months, 1 week ago
- بوت الإعلانات: ? @FEFBOT -
- هناك طرق يجب ان تسلكها بمفردك لا اصدقاء، لا عائلة، ولا حتى شريك، فقط انت.
My Tragedy Lies With Those Things That Happen in One Second And Remain
- @NNEEN // ?: للأعلانات المدفوعة -
Last updated 5 months, 4 weeks ago