أَقولُ لِلّائِمِ المُهدي مَلامَتَهُ
ذُقِ الهَوى وَإِنِ اِسطَعتَ المَلامَ لُمِ

-الشريف الرضي

وأنا ابنُ ساعاتِ الحنيـ نِ فمن يُخالِلُ أو يُصافي

- المستهام

سَأُعطيكِ الرِضا وَأَموتُ غَمًّا
وَأَسكُتُ لا أَغُمُّكِ بِالعِتابِ

عَهِدتُكِ مَرَّةً تَنوينَ وَصلي
وَأَنتِ اليَومَ تَهوينَ اجتِنابي

وَغَيَّرَكِ الزَمانُ وَكُلُّ شَيءٍ
يَصيرُ إِلى التَغَيُّرِ وَالذَهابِ

فَإِن كانَ الصَوابُ لَدَيكِ هَجري
فَعَمّاكِ الإِلَهُ عَنِ الصَوابِ

-أبو نواس

إِذا مَحاسِنِيَ اللاتي أُدِلُّ بِها
كانَت ذُنوبي فَقُل لي كَيفَ أَعتَذِرُ

-البحتري

إذا وجدتُ أُوَارَ الحُبِّ في كبدي
ذهبتُ نحوَ سقاءِ الماءِ أبترِدُ

هبني بردتُ بمَسِّ الماءِ ظاهرَهُ
فمَن لِنارٍ على الأحشاءِ تتَّقِدُ

- عروة بن أُذينة

الحمدلله مُطفِي النارِ بالنارِ
ومرغمٍ أنفَ أمريكا بإعصارِ

حلَّت يهودُ بدارِ الشامِ واتخذت
من النصارى نصيرًا كلبةَ الدارِ

هانت يهودُ هوانًا إنها عَرِيَتْ
من بعدما لبست ثوبًا من العارِ !

لو أشغل اللهُ في الأسقامِ كلبتَهم
فرَّت يهودُ بغيرِ النارِ كالفاْرِ

يُصادف اليوم مرور شهر كامل على سقوط أكبر منظومة فساد في الشرق الأوسط. عربيدٌ كبير وزَّع سوريا لأبنائه كما توزَّع الغنائم، مثل غزالة جريحة وقعت تحت أنياب الثعالب. منظومة أفسدت في سوريا على مدار ستة عقود، في فسادٍ لم تشهد له البلاد مثيلاً من قبل، حتى اندلعت شرارة أمل سمَّيناها “ثورة”.

ولكن، كان من قَدَر الله أن يقف في وجهها أحد الثعالب. ثعلبٌ بلغ طغيانه ما يُضاهي فرعون والنمرود في جبروتهما. أكاد أجزم أنه لو عاش في زمانهم، لأنزل الله فيه سورةً كاملة في القرآن.

وقف هذا الثعلب مع حلفائه في وجه الثورة طيلة ثلاثة عشر عاماً، مستعيناً بمكره وغدره وبمساعدة الكلاب الضالة. قَتل مئات الآلاف من الأبرياء، وهجَّر الملايين من أبناء الوطن إلى المنافي. ناهيكم عن الدمار الهائل الذي شهدته البلاد، من جنوبها إلى شمالها، ومن شرقها إلى غربها. ومع ذلك، فإنَّ دمار الوطن بأسره لا يُضاهي حرمة دم شخص بريء يُراق.

وشاء الله لهذه الشرارة الفارقة في تاريخ سوريا أن تحرق عروش الظالمين في مثل هذا اليوم، قبل شهر واحد فقط.

اليوم، وبعد مضي ربع قرن من عمري، شعرت لأول مرة بالانتماء الحقيقي لهذه الأرض. شعرت بعظمة أن تكون عربياً سورياً

_محمد نور الفرج

السَّلامُ على مَن لم أَرَ منهُ سَلامًا ولا عَفْوًا أو أَمَانًا، تَحيَّةُ اللهِ على مَن أشقاني صَدُّهُ فصِرتُ بعدَهُ دَامِيَ القَلْبِ مُلهَبَ الحَشَا مُغرَّورِقَ العَيْنَيْن. سُلِبَ بِبُعدِكِ لُبُّهُ، مَيْتٌ لا مِثْلَ الأمواتِ، حَيٌّ لا مِثْلَ الأحياء.

ثُمَّ إنَّكِ شَهِدتِ خُلُقِي، وأنَّهُ مِمَّا تُبْغَضُ عليهِ الرِّجَال، وعلِمتِ أنِّي رَجُلٌ ذو بأسٍ ورِبَاطَةِ جَأْشٍ، كَريمُ الحَسَبِ، طَيِّبُ النَّسَبِ، مِن قومٍ صَغيرُهُم أَرِيبٌ وكَبيرُهُم في النَّاسِ خَطيبٌ.
وخيرُ شاهدٍ سيِّدُنا خالدُ بنُ الوَلِيدِ سَيفُ اللهِ الفاتِحُ إذا قال:

جَزَى اللَّهُ عَنَّا طَيِّئًا في دِيارِها
بِمَعْتَرَكِ الأبطالِ خَيْرَ جَزَاءِ
هُمُ أَهْلُ راياتِ السَّمَاحَةِ وَالنَّدَى
إذا ما الصِّبَا أَلْوَتْ بِكُلِّ خِبَاءِ
هُمُ أَضْرَبُوا قَيْسًا على الدِّينِ بعدما
أجابُوا مُنَادِي ظُلْمَةٍ وَعَمَاءِ.

وإنِّي رَجُلٌ ما سَلَك مَسَالِكَ الهَوَى قَبْلَكِ، ولا أَغَرَّتْهُ دَهَالِيزُ العُشَّاقِ بَعْدَكِ، إنَّما غَفَلَتْ عَيْنِي عنِ العِبَادَةِ التي تُرضِي الخَالِقَ فأنزَلَ في القَلْبِ حُبَّ العِبَادِ عِقَابًا على غَفْلَتِي، جَلَّ جَلَالُهُ.
لكنَّكِ وَقَرْتِ في قَلْبِي حتَّى صارَ فُؤَادًا، بَيْدَ أنَّهُ فُؤَادٌ جَرِيحٌ، وما جَرَحَهُ رُمْحٌ سَمْهَرِيٌّ أو سَيْفٌ هِنْدِيٌّ، إنَّما قَوْسُ حاجِبٍ كانَ للنِّيَاطِ صائِبًا، وما الحبُّ إلا قبسٌ من نارِ الشوقِ يُضيءُ القلوبَ، أو يُحرقُها حتى تصيرَ رمادًا. فإنْ كان في وصالِكِ حياةٌ لي أحييها، وإنْ كان في صدِّكِ هلاكٌ، فأهلاً بالموتِ الذي يُبقيني وفي قلبي اسمُكِ محفورًا، وأعُوذُ باللهِ مِن أنْ أكونَ عَاشِقًا غَيْرَ مَعْشُوقٍ، أو مُحِبًّا غَيْرَ مَحْبُوبٍ.
والحمدُ للهِ الذي جعلَ من الحبِّ امتحانًا للنفسِ، وميزانًا للقلوبِ، ونسأله أنْ يَهبَنا صبرَ العاشقين، ويَرزُقنا حُبًّا يرضى عنه ربُّ العالمين.

_مُحمَّد نور الفَرَج