رُبَّ أمرٍ تَتَّقيهِ
جَرَّ أمرًا تَرتَجيهِ

خَفِيَ المَحبوبُ مِنهُ
وبَدا المكروهُ فيهِ

فاترُكِ الدَّهرَ وسَلِّمْـ
ـهُ إِلى عَدلٍ يَليهِ

- ابن المعتز | مجزوء الرَّمَل.

العجز عن تحقيق الأماني

أمانيك تأتي حلُّها فيك كاللغز
وأصعبُ ما تلقى شعورُك بالعجْزِ

وعشتَ على الأحلام في حين أنَّها
أذلَّتْك ما أبقتْ بنفْسك من عزِّ

إلى شاطئ الآمال أغرقَك الهوى
وهاجت بك الأمواجُ لم تُبقِ من حرْزِ

وصرتَ ترى في كل حلمٍ صعوبةً
وكلُّ طموحٍ تاركٌ فيك من وخْزِ

أمانيك والأحلامُ إنْ بُحتَ عنهما
تُقابَلُ عند الناس بالهمز واللمزِ

وقالوا: أتى المجنونُ صاحبُ حُلمِهِ!
وزادوا.. إلى أن لَّم ينقُّوك من نبْزِ

وظلُّوا على ما كان منهمْ بسخرهمْ
وإن لم يكن بالجهر آذَوْك بالرِّكْزِ

فبتَّ على يأس من الناس والمُنى
وأمسيتَ في همٍّ وما لك من فوزِ

- أنس المغربي.

من لم يُحسن في رجب؛ فلْيستدرك في شعبان؛ ورَحِمَ اللهُ -تعالى- مَنْ قال:

**مَضَى رَجَبٌ وما أحسنتَ فيهِ
وهذا شهرُ شعبانَ المُبارَكْ

فيا منْ ضيَّعَ الأوقاتَ جَهْلًا
بحُرمَتِها أفِقْ واحذرْ بَوارَكْ

فسوف تُفارِقُ اللَّذَّاتِ قَسْرًا
ويُخْلِي المَوْتُ كُرْهًا منكَ دارَكْ

تَدارَكْ ما استطعتَ مِنَ الخطايا
بتوبةِ مُخلِصٍ واجعلْ مَدارَكْ

على طلَبِ السَّلامَةِ مِنْ جحيمٍ
فخيرُ ذوي الجرائمِ مَنْ تَدارَكْ**

مين هياكل علقة ناو؟

التّدريس مِحنة من مِحن الحياة، لا يصبر على لَأوائها غير المُحتسبين الذين وطَّنوا أنفسهم على المجاهدة والمجالدة في سبيل أمَمهم، وأصحاب هذه المهنة جديرون بأن يكتهلوا قبل الأوان؛ لأن إحراق الدّمِ والأعصاب في سبيل التعليم بَليَّة لا يتحمَّلُها غيرُ من اطمأنّ إلى حمل راية الجهاد.

- ذكريات باريس، زكي مبارك.

‏«الأدبُ يسترُ قليلَ العلم، لكن العلم لا يسترُ قليلَ الأدب».

هل زلَّ عزيزٌ إلا بموافقةِ شهوتِه؟
هل ارتفع ذليلٌ إلا بصبره عن لذَّتِه؟

أمَا في لقمة آدمَ وصبرِ يوسفَ عِبرة؟!
بلى والله، يفهمُها أهلُ الخبرة.

- ابن الجوزي في (مقاماته).

(عسى) (ولعل) (وإنْ الشرطية) من الله.

⬅️ ذكر الزركشيُّ (ت٧٤٩هـ) في تفسيره (البرهان) أنَّ:
(عسى) و(لعل) من الله واجبتان، وإن كانتا رجاءً وطمعًا في كلام المخلوقين؛ لأن الخلق هم الذين يعرض لهم الشكوك والظنون، والبارئ منزه عن ذلك.

⬅️ وذكر الخطيب الشربيني (ت ٩٧٧هـ) في تفسيره (السراج المنير) أنَّ:
(عسى) من الله واجبٌ؛ للإطماع، والله تعالى إذا أطمع عبدَه بشيء أوصله إليه.

⬅️ وذكر الطاهر بن عاشور (ت١٣٩٣هـ) في تفسيره (التحرير والتنوير) أنَّ:
(عسى) و(لعلَّ) في القرآن لليقين، ومرادُهم إذا أُسنِدَ إلى اللَّه تعالى؛ بخلاف نحْوِ قولِه:
﴿…وَقُلۡ عَسَىٰۤ أَن یَهۡدِیَنِ رَبِّی لِأَقۡرَبَ مِنۡ هَـٰذَا رَشَدࣰا﴾ [الكهف ٢٤].

ومثْلُ هذا ما قالُوه في وقوع حرفِ (إنْ) الشَّرطيَّة في كلام اللَّهِ تعالى، مع أنَّ أصلَها أنْ تكونَ للشَّرطِ المشكوكِ في حصوله.

? انتبه:
نقل ابن الأنباري (ت ٣٢٨) في (الأضداد) عن بعض المفسرين قولَهم:
(عسى) في القرآن واجبة؛ إِلاَّ في موضعين:
1️⃣ في سورة بني إِسرائيل:
﴿عَسَىٰ رَبُّكُمۡ أَن یَرۡحَمَكُمۡۚ…﴾ [الإسراء ٨]؛ يعني: بني النَّضير، فما رحمهم ربُّهم؛ بل قاتلهم رسول الله ﷺ، وأَوقع العقوبة بهم.
2️⃣ وفي سورة التَّحريم:
﴿عَسَىٰ رَبُّهُۥۤ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن یُبۡدِلَهُۥۤ أَزۡوَ ٰ⁠جًا خَیۡرࣰا مِّنكُنَّ…﴾ [التحريم ٥]؛
فما أَبدله الله بهنَّ أَزواجًا، ولا بِنَّ منه، حتَّى قُبِض -عليه السلام-.

? ونقل السيوطيُّ (ت٩١١هـ) هذين الاستثناءين في كتابه (الإتقان)، ثم علَّق قائلًا:
وأبطل بعضهم الاستثناء، وعمَّم القاعدةَ؛ لأن الرحمة كانت مشروطةً بألا يعودوا، كما قال:
﴿…وَإِنۡ عُدتُّمۡ عُدۡنَاۚ…﴾ [الإسراء ٨]، وقد عادوا، فوجب عليهم العذاب، والتبديلُ مشروطًا بأنْ يُطلِّقَ، ولم يُطلِّقْ، فلا يجبُ.

⬜ فإن قلتَ:
ما الوجه في استعمال هذه الألفاظ؟
رد عليك الزركشيُّ¹:
أن الأمور الممكنة لما كان الخلق يشكون فيها ولا يقطعون على الكائن منها، والله يعلم الكائن منها على الصحة، صارت لها نسبتان:
1️⃣نسبة إلى الله، تسمى: نسبة قطع ويقين.
2️⃣ونسبة إلى المخلوقين، تسمى: نسبة شك وظن.
فصارت هذه الألفاظ لذلك ترد:
? تارة بلفظ القطع، بحسب ما هي عليه عند الله تعالى؛ نحو:
﴿…فَسَوۡفَ یَأۡتِی ٱللَّهُ بِقَوۡمࣲ یُحِبُّهُمۡ وَیُحِبُّونَهُۥۤ…﴾ [المائدة ٥٤].
? وتارة بلفظ الشك، بحسب ما هي عليه عند الخلق؛ نحو:
﴿…فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ…﴾ [المائدة ٥٢]، ونحو: ﴿فَقُولَا لَهُۥ قَوۡلࣰا لَّیِّنࣰا لَّعَلَّهُۥ یَتَذَكَّرُ أَوۡ یَخۡشَىٰ﴾ [طه ٤٤].
وقد علم الله -حال إرسالهما- ما يفضي إليه حال فرعون؛ لكن ورد اللفظ بصورة ما يختلج في نفس موسى وهارون من الرجاء والطمع.
ولما نزل القرآن بلغة العرب جاء على مذاهبهم في ذلك، والعرب قد تخرج الكلام المتيقن في صورة المشكوك لأغراض؛ فتقولُ: لا تتعَرَّضْ لمَا يُسخطُني؛ فلعلَّك إن تفعلْ ذلك ستندمُ.
وإنَّما مرادُه أنَّه يندمُ لا محالة؛ ولكنه أخرجه مخرج الشك؛ تحريرًا للمعنى، ومبالغةً فيه؛ أي: إنَّ هذا الأمر لو كان مشكوكًا فيه لم يَجبْ أنْ تتعَرَّضَ له، فكيف وهو كائنٌ لا شكَّ فيه؟!

¹ انظر: البرهان في علوم القرآن، للزركشي (ت٧٤٩هـ).

لماذا نقول: (إيَّاك نعبدُ وإيَّاك نستعينُ) بالنون، ولا نقول: (إياك أعبد وإياك أستعين) مع أن المتكلم واحد؟ ذكر الإمام الرازي في تفسيره عدةَ أوجه، فقال في الخامس منها: كأنَّ العبدَ يقولُ: إلهي، ما بلغَتْ عبادتي إلى حيثُ أستَحِقُّ أن أذكرَها وحدَها؛ لأنَّها…

طفولتك تنتهي عندما تدركُ أنَّ النومَ مكافأةٌ، وليس عقابًا.

- دوستويفسكي.