? دُرَرُ الفَوَائِد ?

Description
قناة دعوية متخصصة في نشر الفوائد والدرر المستنبطة من كلام السلف الصالحين، أئمة الدين، وأعلام الهدى.
@dorar_f
Advertising
We recommend to visit

قناة احمد علي على تيليجرام ( شروحات تقنية ، تطبيقات ، ‏أفلام ومسلسلات ، خلفيات ، و المزيد )

Last updated 1 month ago

يرمز تيليجرام إلى الحريّة والخصوصيّة ويحوي العديد من المزايا سهلة الاستخدام.

Last updated 3 months, 3 weeks ago

- بوت الإعلانات: ? @FEFBOT -

- هناك طرق يجب ان تسلكها بمفردك لا اصدقاء، لا عائلة، ولا حتى شريك، فقط انت.

My Tragedy Lies With Those Things That Happen in One Second And Remain

- @NNEEN // ?: للأعلانات المدفوعة -

Last updated 1 month, 1 week ago

3 weeks, 1 day ago

وَكُلَّمَا ​كَانَ ​وُجُودُ ​الشَّيْءِ ​أَنْفَعَ ​لِلْعَبْدِ ​وَهُوَ ​إِلَيْهِ ​أَحْوَجُ، ​كَانَ ​تَأَلُّمُهُ ​بِفَقْدِهِ ​أَشَدَّ، ​وَكُلَّمَا ​كَانَ ​عَدَمُهُ ​أَنْفَعَ ​لَهُ ​كَانَ ​تَأَلُّمُهُ ​بِوُجُودِهِ ​أَشَدَّ، ​وَلَا ​شَيْءَ ​عَلَى ​الْإِطْلَاقِ ​أَنْفَعُ ​لِلْعَبْدِ ​مِنْ ​إِقْبَالِهِ ​عَلَى ​اللَّهِ، ​وَاشْتِغَالِهِ ​بِذِكْرِهِ، ​وَتَنَعُّمِهِ ​بِحُبِّهِ، ​وَإِيثَارِهِ ​لِمَرْضَاتِهِ، ​بَلْ ​لَا ​حَيَاةَ ​لَهُ ​وَلَا ​نَعِيمَ ​وَلَا ​سُرُورَ ​وَلَا ​بَهْجَةَ ​إِلَّا ​بِذَلِكَ، ​فَعَدَمُهُ ​آلَمُ ​شَيْءٍ ​لَهُ، ​وَأَشَدُّهُ ​عَلَيْهِ، ​وَإِنَّمَا ​تَغِيبُ ​الرُّوحُ ​عَنْ ​شُهُودِ ​هَذَا ​الْعَذَابِ ​وَالْأَلَمِ ​لِاشْتِغَالِهَا ​بِغَيْرِهِ، ​وَاسْتِغْرَاقِهَا ​فِي ​ذَلِكَ ​الْغَيْرِ، ​تَتَغَيَّبُ ​بِهِ ​عَنْ ​شُهُودِ ​مَا ​هِيَ ​فِيهِ ​مِنْ ​أَلَمِ ​الْفَوَاتِ ​بِفِرَاقِ ​أَحَبِّ ​شَيْءٍ ​إِلَيْهَا، ​وَأَنْفَعِهِ ​لَهَا، ​وَهَذِهِ ​مَنْزِلَةُ ​السَّكْرَانِ ​الْمُسْتَغْرِقِ ​فِي ​سُكْرِهِ، ​الَّذِي ​احْتَرَقَتْ ​دَارُهُ ​وَأَمْوَالُهُ ​وَأَهْلُهُ ​وَأَوْلَادُهُ، ​وَهُوَ ​لِاسْتِغْرَاقِهِ ​فِي ​السُّكْرِ ​لَا ​يَشْعُرُ ​بِأَلَمِ ​ذَلِكَ ​الْفَوَاتِ ​وَحَسْرَتِهِ، ​حَتَّى ​إِذَا ​صَحَا، ​وَكُشِفَ ​عَنْهُ ​غِطَاءُ ​السُّكْرِ، ​وَانْتَبَهَ ​مِنْ ​رَقْدَةِ ​الْخَمْرِ، ​فَهُوَ ​أَعْلَمُ ​بِحَالِهِ ​حِينَئِذٍ.

وَهَكَذَا ​الْحَالُ ​سَوَاءً ​عِنْدَ ​كَشْفِ ​الْغِطَاءِ، ​وَمُعَايَنَةِ ​طَلَائِعِ ​الْآخِرَةِ، ​وَالْإِشْرَافِ ​عَلَى ​مُفَارَقَةِ ​الدُّنْيَا ​وَالِانْتِقَالِ ​مِنْهَا ​إِلَى ​اللَّهِ، ​بَلِ ​الْأَلَمُ ​وَالْحَسْرَةُ ​وَالْعَذَابُ ​هُنَا ​أَشَدُّ ​بِأَضْعَافٍ ​مُضَاعَفَةٍ، ​فَإِنَّ ​الْمُصَابَ ​فِي ​الدُّنْيَا ​يَرْجُو ​جَبْرَ ​مُصِيبَتِهِ ​بِالْعِوَضِ، ​وَيَعْلَمُ ​أَنَّهُ ​قَدْ ​أُصِيبَ ​بِشَيْءٍ ​زَائِلٍ ​لَا ​بَقَاءَ ​لَهُ، ​فَكَيْفَ ​بِمَنْ ​مُصِيبَتُهُ ​بِمَا ​لَا ​عِوَضَ ​عَنْهُ، ​وَلَا ​بَدَلَ ​مِنْهُ، ​وَلَا ​نِسْبَةَ ​بَيْنَهُ ​وَبَيْنَ ​الدُّنْيَا ​جَمِيعِهَا؟ ​فَلَوْ ​قَضَى ​اللَّهُ ​سُبْحَانَهُ ​عَلَيْهِ ​بِالْمَوْتِ ​مِنْ ​هَذِهِ ​الْحَسْرَةِ ​وَالْأَلَمِ ​لَكَانَ ​الْعَبْدُ ​جَدِيرًا ​بِهِ، ​فَإِنَّ ​الْمَوْتَ ​لَيَعُودُ ​أَعْظَمَ ​أُمْنِيَتِهِ ​وَأَكْبَرَ ​حَسَرَاتِهِ، ​هَذَا ​لَوْ ​كَانَ ​الْأَلَمُ ​عَلَى ​مُجَرَّدِ ​الْفَوَاتِ، ​فَكَيْفَ ​وَهُنَاكَ ​مِنَ ​الْعَذَابِ ​عَلَى ​الرُّوحِ ​وَالْبَدَنِ ​بِأُمُورٍ ​أُخْرَى ​وُجُودِيَّةٍ ​مَا ​لَا ​يُقَدِّرُهُ ​قَدْرَهُ؟ ​فَتَبَارَكَ ​مَنْ ​حَمَّلَ ​هَذَا ​الْخَلْقَ ​الضَّعِيفَ ​هَذَيْنِ ​الْأَلَمَيْنِ ​الْعَظِيمَيْنِ ​اللَّذَيْنِ ​لَا ​تَحْمِلُهُمَا ​الْجِبَالُ ​الرَّوَاسِي.

فَاعْرِضْ ​عَلَى ​نَفْسِكَ ​الْآنَ ​أَعْظَمَ ​مَحْبُوبٍ ​لَكَ ​فِي ​الدُّنْيَا، ​بِحَيْثُ ​لَا ​تَطِيبُ ​لَكَ ​الْحَيَاةُ ​إِلَّا ​مَعَهُ، ​فَأَصْبَحْتَ ​وَقَدْ ​أُخِذَ ​مِنْكَ، ​وَحِيلَ ​بَيْنَكَ ​وَبَيْنَهُ ​أَحْوَجَ ​مَا ​كُنْتَ ​إِلَيْهِ، ​كَيْفَ ​يَكُونُ ​حَالُكَ؟ ​هَذَا ​وَمِنْهُ ​كُلُّ ​عِوَضٍ، ​فَكَيْفَ ​بِمَنْ ​لَا ​عِوَضَ ​عَنْهُ؟ ​كَمَا ​قِيلَ:
مِنْ ​كُلِّ ​شَيْءٍ ​إِذَا ​ضَيَّعْتَهُ ​عِوَضُ ​... ​وَمَا ​مِنَ ​اللَّهِ ​إِنْ ​ضَيَّعْتَهُ ​عِوَضُ
وَفِي ​أَثَرٍ ​إِلَهِيٍّ: ​" ​«ابْنَ ​آدَمَ، ​خَلَقْتُكَ ​لِعِبَادَتِي ​فَلَا ​تَلْعَبْ، ​وَتَكَفَّلْتُ ​بِرِزْقِكَ ​فَلَا ​تَتْعَبْ، ​ابْنَ ​آدَمَ، ​اطْلُبْنِي ​تَجِدْنِي، ​فَإِنْ ​وَجَدْتَنِي ​وَجَدْتَ ​كُلَّ ​شَيْءٍ، ​وَإِنْ ​فُتُّكَ ​فَاتَكَ ​كُلُّ ​شَيْءٍ، ​وَأَنَا ​أَحَبُّ ​إِلَيْكَ ​مِنْ ​كُلِّ ​شَيْءٍ» ​".

الجــواب_الگافي_لمن_سأل_عن_الدواء_الشافي (ج١_ص١٩٥_١٩٨)

3 weeks, 1 day ago

​وَلَا ​يُتَوَكَّلُ ​إِلَّا ​عَلَيْهِ، ​وَلَا ​يُرْغَبُ ​إِلَّا ​إِلَيْهِ، ​وَلَا ​يُرْهَبُ ​إِلَّا ​مِنْهُ، ​وَلَا ​يُحْلَفُ ​إِلَّا ​بِاسْمِهِ، ​وَلَا ​يُنْظَرُ ​إِلَّا ​لَهُ، ​وَلَا ​يُتَابُ ​إِلَّا ​إِلَيْهِ، ​وَلَا ​يُطَاعُ ​إِلَّا ​أَمْرُهُ، ​وَلَا ​يُتَحَسَّبُ ​إِلَّا ​بِهِ، ​وَلَا ​يُسْتَغَاثُ ​فِي ​الشَّدَائِدِ ​إِلَّا ​بِهِ، ​وَلَا ​يُلْتَجَأُ ​إِلَّا ​إِلَيْهِ، ​وَلَا ​يُسْجَدُ ​إِلَّا ​لَهُ، ​وَلَا ​يُذْبَحُ ​إِلَّا ​لَهُ ​وَبِاسْمِهِ، ​وَيَجْتَمِعُ ​ذَلِكَ ​فِي ​حَرْفٍ ​وَاحِدٍ، ​وَهُوَ: ​أَنْ ​لَا ​يُعْبَدَ ​إِلَّا ​إِيَّاهُ ​بِجَمِيعِ ​أَنْوَاعِ ​الْعِبَادَةِ، ​فَهَذَا ​هُوَ ​تَحْقِيقُ ​شَهَادَةِ ​أَنْ ​لَا ​إِلَهَ ​إِلَّا ​اللَّهُ، ​وَلِهَذَا ​حَرَّمَ ​اللَّهُ ​عَلَى ​النَّارِ ​مَنْ ​شَهِدَ ​أَنْ ​لَا ​إِلَهَ ​إِلَّا ​اللَّهُ ​حَقِيقَةَ ​الشَّهَادَةِ، ​وَمُحَالٌ ​أَنْ ​يَدْخُلَ ​النَّارَ ​مَنْ ​تَحَقَّقَ ​بِحَقِيقَةِ ​هَذِهِ ​الشَّهَادَةِ ​وَقَامَ ​بِهَا، ​كَمَا ​قَالَ ​تَعَالَى: ​{وَالَّذِينَ ​هُمْ ​بِشَهَادَاتِهِمْ ​قَائِمُونَ} ​[سُورَةُ ​الْمَعَارِجِ: ​٣٣] ​.
فَيَكُونُ ​قَائِمًا ​بِشَهَادَتِهِ ​فِي ​ظَاهِرِهِ ​وَبَاطِنِهِ، ​فِي ​قَلْبِهِ ​وَقَالَبِهِ، ​فَإِنَّ ​مِنَ ​النَّاسِ ​مَنْ ​تَكُونُ ​شَهَادَتُهُ ​مَيِّتَةً، ​وَمِنْهُمْ ​مَنْ ​تَكُونُ ​نَائِمَةً، ​إِذَا ​نُبِّهَتِ ​انْتَبَهَتْ، ​وَمِنْهُمْ ​مَنْ ​تَكُونُ ​مُضْطَجِعَةً، ​وَمِنْهُمْ ​مَنْ ​تَكُونُ ​إِلَى ​الْقِيَامِ ​أَقْرَبَ، ​وَهِيَ ​فِي ​الْقَلْبِ ​بِمَنْزِلَةِ ​الرُّوحِ ​فِي ​الْبَدَنِ، ​فَرُوحٌ ​مَيِّتَةٌ، ​وَرُوحٌ ​مَرِيضَةٌ ​إِلَى ​الْمَوْتِ ​أَقْرَبُ، ​وَرُوحٌ ​إِلَى ​الْحَيَاةِ ​أَقْرَبُ، ​وَرُوحٌ ​صَحِيحَةٌ ​قَائِمَةٌ ​بِمَصَالِحِ ​الْبَدَنِ.

وَفِي ​الْحَدِيثِ ​الصَّحِيحِ ​عَنْهُ ​- ​صَلَّى ​اللَّهُ ​عَلَيْهِ ​وَسَلَّمَ ​-: ​«إِنِّي ​لَأَعْلَمُ ​كَلِمَةً ​لَا ​يَقُولُهَا ​عَبْدٌ ​عِنْدَ ​الْمَوْتِ ​إِلَّا ​وَجَدَتْ ​رُوحُهُ ​لَهَا ​رَوْحًا» ​فَحَيَاةُ ​هَذِهِ ​الرُّوحِ ​بِحَيَاةِ ​هَذِهِ ​الْكَلِمَةِ ​فِيهَا، ​فَكَمَا ​أَنَّ ​حَيَاةَ ​الْبَدَنِ ​بِوُجُودِ ​الرُّوحِ ​فِيهِ، وَكَمَا ​أَنَّ ​مَنْ ​مَاتَ ​عَلَى ​هَذِهِ ​الْكَلِمَةِ ​فَهُوَ ​فِي ​الْجَنَّةِ ​يَتَقَلَّبُ ​فِيهَا، ​فَمَنْ ​عَاشَ ​عَلَى ​تَحْقِيقِهَا ​وَالْقِيَامِ ​بِهَا ​فَرُوحُهُ ​تَتَقَلَّبُ ​فِي ​جَنَّةِ ​الْمَأْوَى ​وَعَيْشُهُ ​وَأَطْيَبُ ​عَيْشٍ ​قَالَ: ​{وَأَمَّا ​مَنْ ​خَافَ ​مَقَامَ ​رَبِّهِ ​وَنَهَى ​النَّفْسَ ​عَنِ ​الْهَوَى ​- ​فَإِنَّ ​الْجَنَّةَ ​هِيَ ​الْمَأْوَى} ​[سُورَةُ ​النَّازِعَاتِ: ​٤٠ ​- ​٤١] ​.

فَالْجَنَّةُ ​مَأْوَاهُ ​يَوْمَ ​اللِّقَاءِ.
وَجَنَّةُ ​الْمَعْرِفَةِ ​وَالْمَحَبَّةِ ​وَالْأُنْسِ ​بِاللَّهِ ​وَالشَّوْقِ ​إِلَى ​لِقَائِهِ ​وَالْفَرَحِ ​بِهِ ​وَالرِّضَا ​بِهِ، ​وَعَنْهُ ​مَأْوَى ​رُوحِهِ ​فِي ​هَذِهِ ​الدَّارِ، ​فَمَنْ ​كَانَتْ ​هَذِهِ ​الْجَنَّةُ ​مَأْوَاهُ ​هَاهُنَا، ​كَانَتْ ​جَنَّةُ ​الْخُلْدِ ​مَأْوَاهُ ​يَوْمَ ​الْمِيعَادِ، ​وَمَنْ ​حُرِمَ ​هَذِهِ ​الْجَنَّةَ ​فَهُوَ ​لِتِلْكَ ​الْجَنَّةِ ​أَشَدُّ ​حِرْمَانًا، ​وَالْأَبْرَارُ ​فِي ​النَّعِيمِ ​وَإِنِ ​اشْتَدَّ ​بِهِمُ ​الْعَيْشَ، ​وَضَاقَتْ ​عَلَيْهِمُ ​الدُّنْيَا، ​وَالْفُجَّارُ ​فِي ​جَحِيمٍ ​وَإِنِ ​اتَّسَعَتْ ​عَلَيْهِمُ ​الدُّنْيَا، ​قَالَ ​تَعَالَى: ​{مَنْ ​عَمِلَ ​صَالِحًا ​مِنْ ​ذَكَرٍ ​أَوْ ​أُنْثَى ​وَهُوَ ​مُؤْمِنٌ ​فَلَنُحْيِيَنَّهُ ​حَيَاةً ​طَيِّبَةً} ​[سُورَةُ ​النَّحْلِ: ​٩٧] ​وَطِيبُ ​الْحَيَاةِ ​جَنَّةُ ​الدُّنْيَا، ​قَالَ ​تَعَالَى: ​{فَمَنْ ​يُرِدِ ​اللَّهُ ​أَنْ ​يَهدِيَهُ ​يَشْرَحْ ​صَدْرَهُ ​لِلْإِسْلَامِ ​وَمَنْ ​يُرِدْ ​أَنْ ​يُضِلَّهُ ​يَجْعَلْ ​صَدْرَهُ ​ضَيِّقًا ​حَرَجًا} ​[سُورَةُ ​الْأَنْعَامِ: ​١٢٥] ​.
فَأَيُّ ​نَعِيمٍ ​أَطْيَبُ ​مِنْ ​شَرْحِ ​الصَّدْرِ؟ ​وَأَيُّ ​عَذَابٍ ​أَمَرُّ ​مِنْ ​ضِيقِ ​الصَّدْرِ؟
وَقَالَ ​تَعَالَى: ​{أَلَا ​إِنَّ ​أَوْلِيَاءَ ​اللَّهِ ​لَا ​خَوْفٌ ​عَلَيْهِمْ ​وَلَا ​هُمْ ​يَحْزَنُونَ ​- ​الَّذِينَ ​آمَنُوا ​وَكَانُوا ​يَتَّقُونَ ​- ​لَهُمُ ​الْبُشْرَى ​فِي ​الْحَيَاةِ ​الدُّنْيَا ​وَفِي ​الْآخِرَةِ ​لَا ​تَبْدِيلَ ​لِكَلِمَاتِ ​اللَّهِ ​ذَلِكَ ​هُوَ ​الْفَوْزُ ​الْعَظِيمُ} ​[سُورَةُ ​يُونُسَ: ​٦٢ ​- ​٦٤] ​فَالْمُؤْمِنُ ​الْمُخْلِصُ ​لِلَّهِ ​مِنْ ​أَطْيَبِ ​النَّاسِ ​عَيْشًا، ​وَأَنْعَمِهِمْ ​بَالًا، ​وَأَشْرَحِهِمْ ​صَدْرًا، ​وَأَسَرِّهِمْ ​قَلْبًا، ​وَهَذِهِ ​جَنَّةٌ ​عَاجِلَةٌ ​قَبْلَ ​الْجَنَّةِ ​الْآجِلَةِ.

3 weeks, 1 day ago

★قـــــال_الإمـــــــام_ابن_القـيـم_رحمه_الله ؛

︎فَصْلٌ ​؛ الْحُبُّ ​أَصْلُ ​كُلِّ ​عَمَلٍ]

وَإِذَا ​كَانَ ​الْحُبُّ ​أَصْلَ ​كُلِّ ​عَمَلٍ ​مِنْ ​حَقٍّ ​وَبَاطِلٍ، ​فَأَصْلُ ​الْأَعْمَالِ ​الدِّينِيَّةِ ​حُبُّ ​اللَّهِ ​وَرَسُولِهِ، ​كَمَا ​أَصْلُ ​الْأَقْوَالِ ​الدِّينِيَّةِ ​تَصْدِيقُ ​اللَّهِ ​وَرَسُولِهِ، ​وَكُلُّ ​إِرَادَةٍ ​تَمْنَعُ ​كَمَالَ ​الْحُبِّ ​لِلَّهِ ​وَرَسُولِهِ ​وَتُزَاحِمُ ​هَذِهِ ​الْمَحَبَّةَ ​أَوْ ​شُبْهَةٍ ​تَمْنَعُ ​كَمَالَ ​التَّصْدِيقِ، ​فَهِيَ ​مُعَارِضَةٌ ​لِأَصْلِ ​الْإِيمَانِ ​أَوْ ​مُضْعِفَةٌ ​لَهُ، ​فَإِنْ ​قَوِيَتْ ​حَتَّى ​عَارَضَتْ ​أَصْلَ ​الْحُبِّ ​وَالتَّصْدِيقِ ​كَانَتْ ​كُفْرًا ​أَوْ ​شِرْكًا ​أَكْبَرَ، ​وَإِنْ ​لَمْ ​تُعَارِضْهُ ​قَدَحَتْ ​فِي ​كَمَالِهِ، ​وَأَثَّرَتْ ​فِيهِ ​ضَعْفًا ​وَفُتُورًا ​فِي ​الْعَزِيمَةِ ​وَالطَّلَبِ، ​وَهِيَ ​تَحْجُبُ ​الْوَاصِلَ، ​وَتَقْطَعُ ​الطَّالِبَ، ​وَتُنَكِّسُ ​الرَّاغِبَ، ​فَلَا ​تَصِحُّ ​الْمُوَالَاةُ ​إِلَّا ​بِالْمُعَادَاةِ ​كَمَا ​قَالَ ​تَعَالَى ​عَنْ ​إِمَامِ ​الْحُنَفَاءِ ​الْمُحِبِّينَ ​أَنَّهُ ​قَالَ ​لِقَوْمِهِ: ​{أَفَرَأَيْتُمْ ​مَا ​كُنْتُمْ ​تَعْبُدُونَ ​- ​أَنْتُمْ ​وَآبَاؤُكُمُ ​الْأَقْدَمُونَ ​- ​فَإِنَّهُمْ ​عَدُوٌّ ​لِي ​إِلَّا ​رَبَّ ​الْعَالَمِينَ} ​[سُورَةُ ​الشُّعَرَاءِ: ​٧٥ ​- ​٧٧] ​.
فَلَمْ ​يَصِحَّ ​لِخَلِيلِ ​اللَّهِ ​هَذِهِ ​الْمُوَالَاةُ ​وَالْخُلَّةُ ​إِلَّا ​بِتَحْقِيقِ ​هَذِهِ ​الْمُعَادَاةِ، ​فَإِنَّهُ ​لَا ​وَلَاءَ ​إِلَّا ​بِالْبَرَاءَةِ ​مِنْ ​كُلِّ ​مَعْبُودٍ ​سِوَاهُ، ​قَالَ ​تَعَالَى: ​{قَدْ ​كَانَتْ ​لَكُمْ ​أُسْوَةٌ ​حَسَنَةٌ ​فِي ​إِبْرَاهِيمَ ​وَالَّذِينَ ​مَعَهُ ​إِذْ ​قَالُوا ​لِقَوْمِهِمْ ​إِنَّا ​بُرَآءُ ​مِنْكُمْ ​وَمِمَّا ​تَعْبُدُونَ ​مِنْ ​دُونِ ​اللَّهِ ​كَفَرْنَا ​بِكُمْ ​وَبَدَا ​بَيْنَنَا ​وَبَيْنَكُمُ ​الْعَدَاوَةُ ​وَالْبَغْضَاءُ ​أَبَدًا ​حَتَّى ​تُؤْمِنُوا ​بِاللَّهِ ​وَحْدَهُ} ​[سُورَةُ ​الْمُمْتَحَنَةِ: ​٤] ​.
وَقَالَ ​تَعَالَى: ​{وَإِذْ ​قَالَ ​إِبْرَاهِيمُ ​لِأَبِيهِ ​وَقَوْمِهِ ​إِنَّنِي ​بَرَاءٌ ​مِمَّا ​تَعْبُدُونَ ​إِلَّا ​الَّذِي ​فَطَرَنِي ​فَإِنَّهُ ​سَيَهْدِينِ ​- ​وَجَعَلَهَا ​كَلِمَةً ​بَاقِيَةً ​فِي ​عَقِبِهِ ​لَعَلَّهُمْ ​يَرْجِعُونَ} ​[سُورَةُ ​الزُّخْرُفِ: ​٢٦ ​- ​٢٨] ​.
أَيْ ​جَعَلَ ​هَذِهِ ​الْمُوَالَاةَ ​لِلَّهِ، ​وَالْبَرَاءَةَ ​مِنْ ​كُلِّ ​مَعْبُودٍ ​سِوَاهُ ​كَلِمَةً ​بَاقِيَةً ​فِي ​عَقِبِهِ ​يَتَوَارَثُهَا ​الْأَنْبِيَاءُ ​وَأَتْبَاعُهُمْ ​بَعْضُهُمْ ​عَنْ ​بَعْضٍ ​وَهِيَ ​كَلِمَةُ: ​لَا ​إِلَهَ ​إِلَّا ​اللَّهُ، ​وَهِيَ ​الَّتِي ​وَرَّثَهَا ​إِمَامُ ​الْحُنَفَاءِ ​لِأَتْبَاعِهِ ​إِلَى ​يَوْمِ ​الْقِيَامَةِ.

كَلِمَةُ ​التَّوْحِيدِ

وَهِيَ ​الْكَلِمَةُ ​الَّتِي ​قَامَتْ ​بِهَا ​الْأَرْضُ ​وَالسَّمَاوَاتُ، ​وَفَطَرَ ​اللَّهُ ​عَلَيْهَا ​جَمِيعَ ​الْمَخْلُوقَاتِ، ​وَعَلَيْهَا ​أُسِّسَتِ ​الْمِلَّةُ ​وَنُصِبَتِ ​الْقِبْلَةُ، ​وَجُرِّدَتْ ​سُيُوفُ ​الْجِهَادِ، ​وَهِيَ ​مَحْضُ ​حَقِّ ​اللَّهِ ​عَلَى ​جَمِيعِ ​الْعِبَادِ، ​وَهِيَ ​الْكَلِمَةُ ​الْعَاصِمَةُ ​لِلدَّمِ ​وَالْمَالِ ​وَالذُّرِّيَّةِ ​فِي ​هَذِهِ ​الدَّارِ، ​وَالْمُنْجِيَةُ ​مِنْ ​عَذَابِ ​الْقَبْرِ ​وَعَذَابِ ​النَّارِ، ​وَهِيَ ​الْمَنْشُورُ ​الَّذِي ​لَا ​يُدْخَلُ ​الْجَنَّةُ ​إِلَّا ​بِهِ، ​وَالْحَبْلُ ​الَّذِي ​لَا ​يَصِلُ ​إِلَى ​اللَّهِ ​مَنْ ​لَمْ ​يَتَعَلَّقْ ​بِسَبَبِهِ، ​وَهِيَ ​كَلِمَةُ ​الْإِسْلَامِ، ​وَمِفْتَاحُ ​دَارِ ​السَّلَامِ، ​وَبِهَا ​انْقَسَمَ ​النَّاسُ ​إِلَى ​شَقِيٍّ ​وَسَعِيدٍ، ​وَمَقْبُولٍ ​وَطَرِيدٍ، ​وَبِهَا ​انْفَصَلَتْ ​دَارُ ​الْكُفْرِ ​مِنْ ​دَارِ ​الْإِيمَانِ، ​وَتَمَيَّزَتْ ​دَارُ ​النَّعِيمِ ​مِنْ ​دَارِ ​الشَّقَاءِ ​وَالْهَوَانِ، ​وَهِيَ ​الْعَمُودُ ​الْحَامِلُ ​لِلْفَرْضِ ​وَالسُّنَّةِ، ​وَ ​«مَنْ ​كَانَ ​آخِرُ ​كَلَامِهِ ​لَا ​إِلَهَ ​إِلَّا ​اللَّهُ ​دَخَلَ ​الْجَنَّةَ» ​.

رُوحُ ​كَلِمَةِ ​التَّوْحِيدِ
وَرُوحُ ​هَذِهِ ​الْكَلِمَةِ ​وَسِرُّهَا: ​إِفْرَادُ ​الرَّبِّ ​- ​جَلَّ ​ثَنَاؤُهُ، ​وَتَقَدَّسَتْ ​أَسْمَاؤُهُ، ​وَتَبَارَكَ ​اسْمُهُ، ​وَتَعَالَى ​جَدُّهُ، ​وَلَا ​إِلَهَ ​غَيْرُهُ ​- ​بِالْمَحَبَّةِ ​وَالْإِجْلَالِ ​وَالتَّعْظِيمِ ​وَالْخَوْفِ ​وَالرَّجَاءِ ​وَتَوَابِعِ ​ذَلِكَ: ​مِنَ ​التَّوَكُّلِ ​وَالْإِنَابَةِ ​وَالرَّغْبَةِ ​وَالرَّهْبَةِ، ​فَلَا ​يُحَبُّ ​سِوَاهُ، ​وَكُلُّ ​مَا ​كَانَ ​يُحَبُّ ​غَيْرَهُ ​فَإِنَّمَا ​يُحَبُّ ​تَبَعًا ​لِمَحَبَّتِهِ، ​وَكَوْنِهِ ​وَسِيلَةً ​إِلَى ​زِيَادَةِ ​مَحَبَّتِهِ، ​وَلَا ​يُخَافُ ​سِوَاهُ، ​وَلَا ​يُرْجَى ​سِوَاهُ،

4 weeks ago

**‏توفي ليلة الثلاثاء الشيخ العابد الزاهد ‌ محمد بن سليمان العليِّط⁩  (١٣٥١-١٤٤٦هـ) رحمه الله.

‏وصلي عليه عصر الثلاثاء، في جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب في مدينة بريدة⁩ .

وقد تتلمذ على أجلّة أهل العلم، وكانت له دروس، وتوجيهات وكلمات نافعات، وتُذكّر حاله بحال علماء السلف وزهدهم وإقبالهم على الدار الآخرة.

وقد أثّر رحمه الله بسلوكه وحياته في الكثير.

قال ابن الجوزي - رحمه الله تعالى - في ترجمة شيخه عبدالوهاب بن المبارك بن أحمد الأنماطي (ت 535هـ): (…وما عرفنا من مشايخنا أكثرَ سماعًا منه، ولا أكثر كتابة للحديث، ولا أصبر على الإقراء، ولا أحسن بِشْرًا ولقاءً، ولا أسرع دمعة ولا أكثرَ بكاءً.

ولقد كنت أقرأ عليه الحديثَ في زمان الصِّبا، ولم أذُقْ بعدُ طعمَ العلم، فكان يبكي بكاءً متصلاً، وكان ذلك البكاءُ يعمل في قلبي وأقول: "ما يبكي هذا هكذا إلا لأمرٍ عظيم، فاستفدت ببكائه ما لم أستفدْ بروايته).
صفة الصفوة (٢/ ٤٩٩).

غفر الله للشيخ ورحمه، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان، وعوض الله الأمّة خيرا.

إذا ما مات ذو علمٍ وفضل
فقد ثُلِمت من الإسلام ثُلمة**

4 weeks ago
4 weeks, 1 day ago

​«لَزَوَالُ ​الدُّنْيَا ​أَهْوَنُ ​عَلَى ​اللَّهِ ​مِنْ ​قَتْلِ ​مُؤْمِنٍ ​بِغَيْرِ ​حَقٍّ» ​.

الجـواب_الگـافـي_لمن_سـألَ_عن_الدواء_الشَافـي_ (ج١_ص١٤٨_١٥٠)

1 month ago

★قــــــال_الإمام_ابن_القيـــــم_رحمه_الله ؛

︎فَصْلٌ ​الْعُقُوبَاتُ ​الشَّرْعِيَّةُ ​عَلَى ​الْمَعَاصِي]

فَإِنْ ​لَمْ ​تَرْدَعْكَ ​هَذِهِ ​الْعُقُوبَاتُ، ​وَلَمْ ​تَجِدْ ​لَهَا ​تَأْثِيرًا ​فِي ​قَلْبِكَ، ​فَأَحْضِرْهُ ​الْعُقُوبَاتِ ​الشَّرْعِيَّةَ ​الَّتِي ​شَرَعَهَا ​اللَّهُ ​وَرَسُولُهُ ​عَلَى ​الْجَرَائِمِ، ​كَمَا ​قَطَعَ ​الْيَدَ ​فِي ​سَرِقَةِ ​ثَلَاثَةِ ​دَرَاهِمَ، ​وَقَطَعَ ​الْيَدَ ​وَالرِّجْلَ ​فِي ​قَطْعِ ​الطَّرِيقِ ​عَلَى ​مَعْصُومِ ​الْمَالِ ​وَالنَّفْسِ، ​وَشَقَّ ​الْجِلْدَ ​بِالسَّوْطِ ​عَلَى ​كَلِمَةٍ ​قَذَفَ ​بِهَا الْمُحْصَنُ، ​أَوْ ​قَطْرَةِ ​خَمْرٍ ​يُدْخِلُهَا ​جَوْفَهُ، ​وَقَتَلَ ​بِالْحِجَارَةِ ​أَشْنَعَ ​قِتْلَةٍ ​فِي ​إِيلَاجِ ​الْحَشَفَةِ ​فِي ​فَرْجٍ ​حَرَامٍ، ​وَخَفَّفَ ​هَذِهِ ​الْعُقُوبَةَ ​عَمَّنْ ​لَمْ ​تَتِمَّ ​عَلَيْهِ ​نِعْمَةُ ​الْإِحْصَانِ ​بِمِائَةِ ​جَلْدَةٍ، ​وَيُنْفَى ​سَنَةً ​عَنْ ​وَطَنِهِ ​وَبَلَدِهِ ​إِلَى ​بَلَدِ ​الْغُرْبَةِ، ​وَفَرَّقَ ​بَيْنَ ​رَأْسِ ​الْعَبْدِ ​وَبَدَنِهِ ​إِذَا ​وَقَعَ ​عَلَى ​ذَاتِ ​رَحِمٍ ​مِنْهُ، ​أَوْ ​تَرَكَ ​الصَّلَاةَ ​الْمَفْرُوضَةَ، ​أَوْ ​تَكَلَّمَ ​بِكَلِمَةِ ​كُفْرٍ، ​وَأَمَرَ ​بِقَتْلِ ​مَنْ ​وَطِئَ ​ذَكَرًا ​مِثْلَهُ ​وَقَتْلِ ​الْمَفْعُولَ ​بِهِ، ​وَأَمَرَ ​بِقَتْلِ ​مَنْ ​أَتَى ​بَهِيمَةً ​وَقَتْلِ ​الْبَهِيمَةَ ​مَعَهُ، ​وَعَزَمَ ​عَلَى ​تَحْرِيقِ ​بُيُوتِ ​الْمُتَخَلِّفِينَ ​عَنِ ​الصَّلَاةِ ​فِي ​الْجَمَاعَةِ، ​وَغَيْرِ ​ذَلِكَ ​مِنَ ​الْعُقُوبَاتِ ​الَّتِي ​رَتَّبَهَا ​اللَّهُ ​عَلَى ​الْجَرَائِمِ، ​وَجَعَلَهَا ​بِحِكْمَتِهِ ​عَلَى ​حَسَبِ ​الدَّوَاعِي ​إِلَى ​تِلْكَ ​الْجَرَائِمِ، ​وَحَسَبِ ​الْوَازِعِ ​عَنْهَا.
فَمَا ​كَانَ ​الْوَازِعُ ​عَنْهُ ​طَبِيعِيًّا ​وَمَا ​لَيْسَ ​فِي ​الطِّبَاعِ ​دَاعٍ ​إِلَيْهِ ​اكْتُفِيَ ​بِالتَّحْرِيمِ ​مَعَ ​التَّعْزِيرِ، ​وَلَمْ ​يُرَتِّبْ ​عَلَيْهِ ​حَدًّا، ​كَأَكْلِ ​الرَّجِيعِ، ​وَشُرْبِ ​الدَّمِ، ​وَأَكْلِ ​الْمَيْتَةِ.
وَمَا ​كَانَ ​فِي ​الطِّبَاعِ ​دَاعٍ ​إِلَيْهِ ​رَتَّبَ ​عَلَيْهِ ​مِنَ ​الْعُقُوبَةِ ​بِقَدْرِ ​مَفْسَدَتِهِ، ​وَبِقَدْرِ ​دَاعِي ​الطَّبْعِ ​إِلَيْهِ.

وَلِهَذَا ​لَمَّا ​كَانَ ​دَاعِي ​الطِّبَاعِ ​إِلَى ​الزِّنَا ​مِنْ ​أَقْوَى ​الدَّوَاعِي ​كَانَتْ ​عُقُوبَتُهُ ​الْعُظْمَى ​مِنْ ​أَشْنَعِ ​الْقِتْلَاتِ ​وَأَعْظَمِهَا، ​وَعُقُوبَتُهُ ​السَّهْلَةُ ​أَعْلَى ​أَنْوَاعِ ​الْجَلْدِ ​مَعَ ​زِيَادَةِ ​التَّغْرِيبِ.
وَلَمَّا ​كَانَتْ ​جَرِيمَةُ ​اللِّوَاطِ ​فِيهَا ​الْأَمْرَانِ، ​كَانَ ​حَدَّهُ ​الْقَتْلُ ​بِكُلِّ ​حَالٍ، ​وَلَمَّا ​كَانَ ​دَاعِي ​السَّرِقَةِ ​قَوِيًّا ​وَمَفْسَدَتُهَا ​كَذَلِكَ، ​قَطَعَ ​فِيهَا ​الْيَدَ.
وَتَأَمَّلْ ​حِكْمَتَهُ ​فِي ​إِفْسَادِ ​الْعُضْوِ ​الَّذِي ​بَاشَرَ ​بِهِ ​الْجِنَايَةَ، ​كَمَا ​أَفْسَدَ ​عَلَى ​قَاطِعِ ​الطَّرِيقِ ​يَدَهُ ​وَرِجْلَهُ ​اللَّتَيْنِ ​هُمَا ​آلَةُ ​قَطْعِهِ، ​وَلَمْ ​يُفْسِدْ ​عَلَى ​الْقَاذِفِ ​لِسَانَهُ ​الَّذِي ​جَنَى ​بِهِ، ​إِذْ ​مَفْسَدَتُهُ ​تَزِيدُ ​عَلَى ​مَفْسَدَةِ ​الْجِنَايَةِ ​وَلَا ​يَبْلُغُهَا، ​فَاكْتَفَى ​مِنْ ​ذَلِكَ ​بِإِيلَامِ ​جَمِيعِ ​بَدَنِهِ ​بِالْجَلْدِ.

فَإِنْ ​قِيلَ؛

​فَهَلَّا ​أَفْسَدَ ​عَلَى ​الزَّانِي ​فَرْجَهُ ​الَّذِي ​بَاشَرَ ​بِهِ ​الْمَعْصِيَةَ.
قِيلَ؛ لِوُجُوهٍ؛

أَحَدُهَا؛
أَنَّ ​مَفْسَدَةَ ​ذَلِكَ ​تَزِيدُ ​عَلَى ​مَفْسَدَةِ ​الْجِنَايَةِ، ​إِذْ ​فِيهِ ​قَطْعُ ​النَّسْلِ ​وَتَعْرِيضُهُ ​لِلْهَلَاكِ.
الثَّانِي؛
أَنَّ ​الْفَرْجَ ​عُضْوٌ ​مَسْتُورٌ، ​لَا ​يَحْصُلُ ​بِقَطْعِهِ ​مَقْصُودُ ​الْحَدِّ ​مِنَ ​الرَّدْعِ ​وَالزَّجْرِ ​لِأَمْثَالِهِ ​مِنَ ​الْجُنَاةِ، ​بِخِلَافِ ​قَطْعِ ​الْيَدِ.
الثَّالِثُ؛
أَنَّهُ ​إِذَا ​قَطَعَ ​يَدَهُ ​أَبْقَى ​لَهُ ​يَدًا ​أُخْرَى ​تُعَوِّضُ ​عَنْهَا، ​بِخِلَافِ ​الْفَرْجِ.
الرَّابِعُ؛
أَنَّ ​لَذَّةَ ​الزِّنَا ​عَمَّتْ ​جَمِيعَ ​الْبَدَنِ، ​فَكَانَ ​الْأَحْسَنُ ​أَنْ ​تَعُمَّ ​الْعُقُوبَةُ ​جَمِيعَ ​الْبَدَنِ، ​وَذَلِكَ ​أَوْلَى ​مِنْ ​تَخْصِيصِهَا ​بِبُضْعَةٍ ​مِنْهُ.

فَعُقُوبَاتُ ​الشَّارِعِ ​جَاءَتْ ​عَلَى ​أَتَمِّ ​الْوُجُوهِ ​وَأَوْفَقِهَا ​لِلْعَقْلِ، ​وَأَقْوَمِهَا ​بِالْمَصْلَحَةِ.
وَالْمَقْصُودُ ​أَنَّ ​الذُّنُوبَ ​إِنَّمَا ​تَتَرَتَّبُ ​عَلَيْهَا ​الْعُقُوبَاتُ ​الشَّرْعِيَّةُ ​أَوِ ​الْقَدَرِيَّةُ ​أَوْ ​يَجْمَعُهَا ​اللَّهُ ​لِلْعَبْدِ، ​وَقَدْ ​يَرْفَعُهَا ​عَمَّنْ ​تَابَ ​وَأَحْسَنَ.

الجـواب_الگـافـي_لمن_سـألَ_عن_الدواء_الشَافـي_ (ج١_ص١١١_١١٢)

1 month ago

★قــــــال_الإمام_ابن_القيـــــم_رحمه_الله ؛

︎فَصْلٌ ​؛ الْمَعَاصِي ​مَجْلَبَةُ ​الْهَلَاكَ]

وَمِنْ ​عُقُوبَاتِهَا؛
أَنَّهَا ​تَسْتَجْلِبُ ​مَوَادَّ ​هَلَاكِ ​الْعَبْدِ ​مِنْ ​دُنْيَاهُ ​وَآخِرَتِهِ، ​فَإِنَّ ​الذُّنُوبَ ​هِيَ ​أَمْرَاضٌ، ​مَتَى ​اسْتَحْكَمَتْ ​قَتَلَتْ ​وَلَابُدَّ، ​وَكَمَا ​أَنَّ ​الْبَدَنَ ​لَا ​يَكُونُ ​صَحِيحًا ​إِلَّا ​بِغِذَاءٍ ​يَحْفَظُ ​قُوَّتَهُ، ​وَاسْتِفْرَاغٍ ​يَسْتَفْرِغُ ​الْمَوَادَّ ​الْفَاسِدَةَ ​وَالْأَخْلَاطَ ​الرَّدِيَّةَ، ​الَّتِي ​مَتَى ​غَلَبَتْ ​أَفْسَدَتْهُ، ​وَحِمْيَةٍ ​يَمْتَنِعُ ​بِهَا ​مِمَّا ​يُؤْذِيهِ ​وَيَخْشَى ​ضَرَرَهُ، ​فَكَذَلِكَ ​الْقَلْبُ ​لَا ​تَتِمُّ ​حَيَاتُهُ ​إِلَّا ​بِغِذَاءٍ ​مِنَ ​الْإِيمَانِ ​وَالْأَعْمَالِ ​الصَّالِحَةِ، ​تَحْفَظُ ​قُوَّتَهُ، ​وَاسْتِفْرَاغٍ ​بِالتَّوْبَةِ ​النَّصُوحِ، ​تَسْتَفْرِغُ ​الْمَوَادَّ ​الْفَاسِدَةَ ​وَالْأَخْلَاطَ ​الرَّدِيَّةَ ​مِنْهُ، ​وَحِمْيَةٍ ​تُوجِبُ ​لَهُ ​حِفْظَ ​الصِّحَّةِ ​وَتَجَنُّبَ ​مَا ​يُضَادُّهَا، ​وَهِيَ ​عِبَارَةٌ ​عَنِ ​اسْتِعْمَالِ ​مَا ​يُضَادُّ ​الصِّحَّةَ.
وَالتَّقْوَى: ​اسْمٌ ​مُتَنَاوِلٌ ​لِهَذِهِ ​الْأُمُورِ ​الثَّلَاثَةِ، ​فَمَا ​فَاتَ ​مِنْهَا ​فَاتَ ​مِنَ ​التَّقْوَى ​بِقَدَرِهِ.
وَإِذَا ​تَبَيَّنَ ​هَذَا ​فَالذُّنُوبُ ​مُضَادَّةٌ ​لِهَذِهِ ​الْأُمُورِ ​الثَّلَاثَةِ، ​فَإِنَّهَا ​تَسْتَجْلِبُ ​الْمَوَادَّ ​الْمُؤْذِيَةَ ​وَتُوجِبُ ​التَّخْطِيطَ ​الْمُضَادَّ ​لِلْحِمْيَةِ، ​وَتَمْنَعُ ​الِاسْتِفْرَاغَ ​بِالتَّوْبَةِ ​النَّصُوحِ.
فَانْظُرْ ​إِلَى ​بَدَنٍ ​عَلِيلٍ ​قَدْ ​تَرَاكَمَتْ ​عَلَيْهِ ​الْأَخْلَاطُ ​وَمَوَادُّ ​الْمَرَضِ، ​وَهُوَ ​لَا ​يَسْتَفْرِغُهَا، ​وَلَا ​يَحْتَمِي ​لَهَا، ​كَيْفَ ​تَكُونُ ​صِحَّتُهُ ​وَبَقَاؤُهُ، ​وَلَقَدْ ​أَحْسَنَ ​الْقَائِلُ؛

جِسْمُكَ ​بِالْحِمْيَةِ ​حَصَّنْتَهُ ​... ​مَخَافَةً ​مِنْ ​أَلَمٍ ​طَارِي
وَكَانَ ​أَوْلَى ​بِكَ ​أَنْ ​تَخْشَى ​... ​مِنَ ​الْمَعَاصِي ​خَشْيَةَ ​الْبَارِي
فَمَنْ ​حَفِظَ ​الْقُوَّةَ ​بِامْتِثَالِ ​الْأَوَامِرِ، ​وَاسْتَعْمَلَ ​الْحِمْيَةَ ​بِاجْتِنَابِ ​النَّوَاهِي، ​وَاسْتَفْرَغَ ​التَّخْطِيطَ ​بِالتَّوْبَةِ ​النَّصُوحِ، ​لَمْ ​يَدَعْ ​لِلْخَيْرِ ​مَطْلَبًا، ​وَلَا ​مِنَ ​الشَّرِّ ​مَهْرَبًا، ​وَاللَّهُ ​الْمُسْتَعَانُ.

الجـواب_الگـافـي_لمن_سـألَ_عن_الدواء_الشَافـي_ (ج١_ص١٠٩)

1 month ago

​الْحَقَّ ​وَيُلْقِيهِ ​عَلَى ​اللِّسَانِ، ​وَالشَّيْطَانُ ​يُلْقِي ​الْبَاطِلَ ​فِي ​الْقَلْبِ ​وَيُجْرِيهِ ​عَلَى ​اللِّسَانِ.

فَمِنْ ​عُقُوبَةِ ​الْمَعَاصِي ​أَنَّهَا ​تُبْعِدُ ​مِنَ ​الْعَبْدِ ​وَلِيَّهُ ​الَّذِي ​سَعَادَتُهُ ​فِي ​قُرْبِهِ ​وَمُجَاوَرَتِهِ ​وَمُوَالَاتِهِ، ​وَتُدْنِي ​مِنْهُ ​عَدُوَّهُ ​الَّذِي ​شَقَاؤُهُ ​وَهَلَاكُهُ ​وَفَسَادُهُ ​فِي ​قُرْبِهِ ​وَمُوَالَاتِهِ، ​حَتَّى ​إِنَّ ​الْمَلَكَ ​لَيُنَافِحُ ​عَنِ ​الْعَبْدِ، ​وَيَرُدُّ ​عَنْهُ ​إِذَا ​سَفِهَ ​عَلَيْهِ ​السَّفِيهُ ​وَسَبَّهُ، ​كَمَا ​اخْتَصَمَ ​بَيْنَ ​يَدَيِ ​النَّبِيِّ ​- ​صَلَّى ​اللَّهُ ​عَلَيْهِ ​وَسَلَّمَ ​- ​رَجُلَانِ، ​فَجَعَلَ ​أَحَدُهُمَا ​يَسُبُّ ​الْآخَرَ ​وَهُوَ ​سَاكِتٌ، ​فَتَكَلَّمَ ​بِكَلِمَةٍ ​يَرُدُّ ​بِهَا ​عَلَى ​صَاحِبِهِ، ​فَقَامَ ​النَّبِيُّ ​- ​صَلَّى ​اللَّهُ ​عَلَيْهِ ​وَسَلَّمَ ​- ​فَقَالَ: ​يَا ​رَسُولَ ​اللَّهِ ​لَمَّا ​رَدَدْتُ ​عَلَيْهِ ​بَعْضَ ​قَوْلِهِ ​قُمْتَ، ​فَقَالَ: ​«كَانَ ​الْمَلَكُ ​يُنَافِحُ ​عَنْكَ، ​فَلَمَّا ​رَدَدْتَ ​عَلَيْهِ ​جَاءَ ​الشَّيْطَانُ ​فَلَمْ ​أَكُنْ ​لِأَجْلِسَ» ​.
وَإِذَا ​دَعَا ​الْعَبْدُ ​الْمُسْلِمُ ​لِأَخِيهِ ​بِظَهْرِ ​الْغَيْبِ ​أَمَّنَ ​الْمَلَكُ ​عَلَى ​دُعَائِهِ، ​وَقَالَ: ​«وَلَكَ ​بِمِثْلٍ» ​.

وَإِذَا ​فَرَغَ ​مِنْ ​قِرَاءَةِ ​الْفَاتِحَةِ ​أَمَّنَتِ ​الْمَلَائِكَةُ ​عَلَى ​دُعَائِهِ.
وَإِذَا ​أَذْنَبَ ​الْعَبْدُ ​الْمُوَحِّدُ ​الْمُتَّبِعُ ​لِسَبِيلِهِ ​وَسُنَّةِ ​رَسُولِهِ ​- ​صَلَّى ​اللَّهُ ​عَلَيْهِ ​وَسَلَّمَ ​- ​اسْتَغْفَرَ ​لَهُ ​حَمَلَةُ ​الْعَرْشِ ​وَمَنْ ​حَوْلَهُ.
وَإِذَا ​نَامَ ​الْعَبْدُ ​عَلَى ​وُضُوءٍ ​بَاتَ ​فِي ​شِعَارِ ​مَلَكٍ.
فَمَلَكُ ​الْمُؤْمِنِ ​يَرُدُّ ​عَنْهُ ​وَيُحَارِبُ ​وَيُدَافِعُ ​عَنْهُ، ​وَيُعَلِّمُهُ ​وَيُثَبِّتُهُ ​وَيُشَجِّعُهُ، ​فَلَا ​يَلِيقُ ​بِهِ ​أَنْ ​يُسِيءَ ​جِوَارَهُ ​وَيُبَالِغَ ​فِي ​أَذَاهُ ​وَطَرْدِهِ ​عَنْهُ ​وَإِبْعَادِهِ، ​فَإِنَّهُ ​ضَيْفُهُ ​وَجَارُهُ.

وَإِذَا ​كَانَ ​إِكْرَامُ ​الضَّيْفِ ​مِنَ ​الْآدَمِيِّينَ ​وَالْإِحْسَانُ ​إِلَى ​الْجَارِ ​مِنْ ​لَوَازِمِ ​الْإِيمَانِ ​وَمُوجِبَاتِهِ، ​فَمَا ​الظَّنُّ ​بِإِكْرَامِ ​أَكْرَمِ ​الْأَضْيَافِ، ​وَخَيْرِ ​الْجِيرَانِ ​وَأَبَرِّهِمْ؟ ​وَإِذَا ​آذَى ​الْعَبْدُ ​الْمَلَكَ ​بِأَنْوَاعِ ​الْمَعَاصِي ​وَالظُّلْمِ ​وَالْفَوَاحِشِ ​دَعَا ​عَلَيْهِ ​رَبَّهُ، ​وَقَالَ: ​لَا ​جَزَاكَ ​اللَّهُ ​خَيْرًا، ​كَمَا ​يَدْعُو ​لَهُ ​إِذَا ​أَكْرَمَهُ ​بِالطَّاعَةِ ​وَالْإِحْسَانِ.

قَالَ ​بَعْضُ ​الصَّحَابَةِ ​- ​رَضِيَ ​اللَّهُ ​عَنْهُمْ ​-: ​إِنَّ ​مَعَكُمْ ​مَنْ ​لَا ​يُفَارِقُكُمْ، ​فَاسْتَحْيُوا ​مِنْهُمْ ​وَأَكْرِمُوهُمْ.
وَلَا ​أَلْأَمَ ​مِمَّنْ ​لَا ​يَسْتَحِي ​مِنَ ​الْكَرِيمِ ​الْعَظِيمِ ​الْقَدْرِ، ​وَلَا ​يُجِلُّهُ ​وَلَا ​يُوَقِّرُهُ، ​وَقَدْ ​نَبَّهَ ​سُبْحَانَهُ ​عَلَى ​هَذَا ​الْمَعْنَى ​بِقَوْلِهِ: ​{وَإِنَّ ​عَلَيْكُمْ ​لَحَافِظِينَ ​- ​كِرَامًا ​كَاتِبِينَ ​- ​يَعْلَمُونَ ​مَا ​تَفْعَلُونَ} ​[سُورَةُ ​الِانْفِطَارِ: ​١٠ ​- ​١٢] ​أَيِ ​اسْتَحْيُوا ​مِنْ ​هَؤُلَاءِ ​الْحَافِظِينَ ​الْكِرَامِ ​وَأَكْرِمُوهُمْ، ​وَأَجِلُّوهُمْ ​أَنْ ​يَرَوْا ​مِنْكُمْ ​مَا تَسْتَحْيُونَ ​أَنْ ​يَرَاكُمْ ​عَلَيْهِ ​مَنْ ​هُوَ ​مِثْلُكُمْ، ​وَالْمَلَائِكَةُ ​تَتَأَذَّى ​مِمَّا ​يَتَأَذَّى ​مِنْهُ ​بَنُو ​آدَمَ، ​وَإِذَا ​كَانَ ​ابْنُ ​آدَمَ ​يَتَأَذَّى ​مِمَّنْ ​يَفْجُرُ ​وَيَعْصِي ​بَيْنَ ​يَدَيْهِ، ​وَإِنْ ​كَانَ ​يَعْمَلُ ​مِثْلَ ​عَمَلِهِ، ​فَمَا ​الظَّنُّ ​بِأَذَى ​الْمَلَائِكَةِ ​الْكِرَامِ ​الْكَاتِبِينَ؟ ​وَاللَّهُ ​الْمُسْتَعَانُ.

الجـواب_الگـافـي_لمن_سـألَ_عن_الدواء_الشَافـي_ (ج١_ص١٠٦_١٠٩)

1 month, 1 week ago
? دُرَرُ الفَوَائِد ?
We recommend to visit

قناة احمد علي على تيليجرام ( شروحات تقنية ، تطبيقات ، ‏أفلام ومسلسلات ، خلفيات ، و المزيد )

Last updated 1 month ago

يرمز تيليجرام إلى الحريّة والخصوصيّة ويحوي العديد من المزايا سهلة الاستخدام.

Last updated 3 months, 3 weeks ago

- بوت الإعلانات: ? @FEFBOT -

- هناك طرق يجب ان تسلكها بمفردك لا اصدقاء، لا عائلة، ولا حتى شريك، فقط انت.

My Tragedy Lies With Those Things That Happen in One Second And Remain

- @NNEEN // ?: للأعلانات المدفوعة -

Last updated 1 month, 1 week ago