•••

" أُعِدَّت لِلْمُتَّقين" :

أُعِدَّت : فعلُ ماضٍ ، يعني أنَّها موجودة والنبيُّ وصحبُه والشهداءُ وأهلُ الجنةِ فيها الآن …

يتنعّمون ، يتزاورون ، للحواري مُعانِقون ، من أنهارِ الجنةِ يشربون ، والشهداءُ عندَ نهرِ البيدخِ مجتَمِعون ، على السررِ متقابِلون ، على الأرائكِ مُتَّكئون !

أيّ لحمِ طير يشتهون ، وأيّ فاكهةٍ يأكلون ، والوِلدان المُخلَّدون حَولهم يطُوفون

كمَا نحنُ نعيشُ هنا ، هم يعيشون هُناك الآن ، ولكن شتّان بين حَالهِم وَ حَالِنَا …

فاللهمّ اجمَعنا بِهم عَلى حَال تُحبّه وتَرضَاه .

•••

فمِنَّا عُصبةً لا هُم حُمَاةٌ
وَلا هُم فَائتُونَا فِي ذهَابِ

ومِنَّا عُصبَةٌ أُخرَى حُمَاةٌ
كَغلِي النّار حُشّت بِالثِّقابِ

•••

نحنُ من بقيَّةِ القومِ الَّذينَ إنْ يمُتْ لهُم فارِسٌ لا يشقُّ لخيلِ عزمِهِ غُبار، يقُومُ فِي إثرِهِ أخيهِ حابسًا دمعَتَهُ، خافيًا عَبْرتَهُ يحمِلُ رايتَهُ

ويمضِي مُكمِلًا مَهمَّتهُ يُجاهِد العَبْرة بالعِبرةِ، والألمَ بالأمَلِ ؛ فما يُقعِدُه شيءٌ عن بلُوغِ الغايَة.. فلا تظُنُّوا بمكرِكُم تُقعِدُوه وتُنسُوه ثأرَهُ!

- تقبَّلَ اللّٰهُ مَنْ رحَلَ ، وثبَّتَ اللّٰهُ مَن ارتَجل ...

•••

قَال مُوسَى -عَليه السَّلام- فِي مُحكَمِ التّنزِيل لِقَومِه بَعد كُلّ مَا أصَابهُم مِن فِرعَون و مَلئِه :
"استعينوا بالله واصبروا.. إنّ الأرض لله يورِثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين".

أجَل… العَاقِبةُ لِلمُتّقِين!
بالنّصر والغَلبَة عَلى الطُّغيَان
وللظّالمِين بالذّل والخُسرَان .

#سوريا_حرة

•••

أمّا بعدُ…

‏مقاعِدُ الثَّبات مَحدودة؛ وزمنُ التَّمحِيص أوشكَ عَلى التَّلاشِي

استَوثِق بِمقعَدِك .. ولو كانَت في قَبضتِك جمرَة !

#والله_الغالب

•••

أمّا بعدُ …

حَسبُنَا وَ سَلوَى قُلوبنَا أنّها بكُل مَا فِيهَا " دُنيَا " !

وَأنّ المُستَرَاحُ هُنَاك حَيثُ الله ، حيثُ نبيِّنا صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ ، وصحابَتِه ، حيثُ أحبّتنَا الشُّهدَاء ، حيثُ تَجمّعهُم على نهرِ البَيدَخ ..

حيثُ الحَوَاري والغِلمَان ، حيثُ لفيفِ الصّحبَ وَ الخِلّان ، حيثُ لا بُكاء ولا عَناء ولا فَنَاء ولا وبَاء ولا بَلاء ، حيثُ لا تَعب ولا نصَب ولا وصَب ..
هُنَاك حَيثُ العِنَاق ، حيثُ لا فِرَاق !

فَاللهُم الجَنّة وَ مَا سِوَاهَا يهُون …

•••

لله مَا أخَذ ولله مَا أعطَى
وكُلنا لله و إلَيه رَاجعُون …

١٤ عشَر قمرًا مِن عَائلتِي يلقَون ربّهم شُهـ ـدَاء بَعد مَجزرَة بَشِعة عَلى يَد الصّهاينَة المُجرِمين ، كَتب الله لهُم فِيهَا أطَيَب الخَواتِيم عَلى يَد شرّ خَلقِ الله الصّهاينَة المُجرمين ، فِي أطهَر المَعارِك وأشرفهَا ، وكَتب لنَا عُمرًا جَدِيد لِنشَهد عَلى إجرَام هَذا المُحتَل ..
‏
نَسألُك اللّهُم أن تتقَبّل شُهـ ـدائَنا وتُكرِم نُزلَهُم
و أن تَشفِي مُصابِينا وتُتمّم شفَاءهُم
و أن تُفرغ عَلينا صَبرًا ، وَ تُلهِمنَا ثباتًا
وَ أن تَرضَى عنّا وتُرضِنا ، وأن تُطفِئ نَار هَذهِ الحَرب بنَصرٍ يَلِيق بِدمَاء عِبَادك الطّاهرِين يَاربّ العَالمِين .

•••

أمّا بعدُ…

هَذِه الحياة تحتَاج أن تكون قويًّا فيها، لا رَخوًا فتُكسَر، ولا فارغًا فتموت حَيًّا، حين يَضَعُ اللّه قَدمَك على طَريقٍ يُحبّه، خُذهُ بقُوّة، لا تهترئ في المنتصف! كلّ لحظةٍ تُفلت فيها يدك، تَذَكَّر المعنى الذي كابَدتَ لأجله، استحضر ثمرة الوصول، تَطمَئِن.

ليسَ سَهلًا أن تنضبط! ليس سَهلًا أن تُلزم نفسَك كلّ يوم، كلّ دقيقة، كلّ لحظة، بكلّ هذا الجهد والتَّعَب، ليس سَهلًا أن تَنظُرَ حَولك فلا تَجِد أحدًا معك، ليس سَهلًا أن تُداوي الجَرح بالعمل، والألَم بالأمَل

ذَكّر نفسَك مع كلّ نَبضة؛ أنّ الجَنّة أغلى مِن أن تَقِف!

•••

هَذا قَلبِي يَا رَب …
مكتظٌ بأشياء لا أجيدُ بفصَاحتي شرحها، عاجزٌ كُلي عن وصفها، كأنَّ السّهم فيه اخترق، وتأجّجت نيرانه فأصبَح رمادًا بعدما اشتعَل حُزنًا واحترق، كأبكمٍ لا يستطيع أن يُرتِّب دعوة يبتهل إليك بها، لكنكَ تعلم ما في قلب الأبكم يا ربِّ، وأنتَ جبر كسري، وظنّي في آناتِ قلبي .. أنكَ مُداويها .

•••

لن تُوَلّد الأُمّة العظماء دون ثَمَن..

ولن يُخَلّد التاريخ أسماء الفارغين، ولن يسير في درب اللّه أيّ خائفٍ مرتجف! الأيّام القاسية تَصقل نُفوسًا صَلبة، وشدائد الامتحان تُثَبّت الإيمان، مَن رامَ المَعالي يُدرِك شَوكَ الطّريق، والذي يَلزَم ثَغره كأنّه الأمل الوحيد فيه؛ لن يقف! يا طول البَلاء أعدَدنا لك نَفَسًا يَسبِقُك، ويَقينًا يَغلِبُك، نحن اليوم نُعَدّ، وغدًا نَشتَدّ، يقينًا باللّه؛ فجر الأُمّة اقتَرَب.