**وَأَفضَلُ قَسمِ اللَهِ لِلمَرءِ عَقلُهُ
فَلَيسَ مِن الخَيراتِ شِيءٌ يُقارِبُه

إِذا أَكمَلَ الرَحمَنُ لِلمَرءِ عَقلَهُ
فَقَد كُمُلَت أَخلاقُهُ وَمآرِبُه

يَعيشُ الفَتى في الناسِ بِالعَقلِ إِنَّهُ
عَلى العَقلِ يِجري عَلمُهُ وَتَجارِبُه

يَزينُ الفَتى في الناسِ صِحَّةُ عَقلِهِ
وَإِن كانَ مَحظوراً عَلَيهِ مَكاسِبُه

يَشينُ الفَتى في الناسِ قِلَّةُ عَقلِهِ
وَإِن كَرُمَت أَعراقُهُ وَمَناسِبُه

يُنسَب لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه**

**[ التأريخ الهجري ]

درر مقتطفة من مقال بعنوان "التأريخ الهجري" للشيخ الشيخ معن العجلي رحمه الله

- إن التزامنا بالتاريخ الهجري وتبجيلنا ليوم الهجرة واعتقاد وجوب رعايته هو من قِبَل الحنين إلى أصل أمتنا، والانتساب إلى جَذمِها الوجودي الأساس.

- وليعلم كل عربي ومسلم وجوب الحرص على التقيد بالتأريخ الهجري والترقيم به، وكتابته بالحروف والأرقام العربية في التعيّن الزمني لكل حدث من الأمر والنهي، وعند الإسرار والإعلام، وحين الإشهار والإخفاء على مقتضى كل حال من الأحوال، وفي كل شأن من شؤون الأفراد والجماعات.
وأن يكون هذا في العرف التأريخي كأنه صنو الواجب والمندوب في الحفاظ على وحدة التأريخ العربي الإسلامي.

- إن العزوف عن التأريخ الهجري والأخذ بغيره… توهين لإرادة الأمة في الوحدة والتوحيد، وتنكّر لسيرة النبي عليه الصلاة والسلام، وجفاء وجهل وعار وخزي وشنار أن ينسى المسلمون تاريخ الهجرة المحمدية فيؤرخون بالميلاد الذي لم يكن لزمانه ارتباط بتأريخ أمتنا.

- إن ذكريات الهجرة في التصور الإسلامي ما زالت تؤرج وقدة الشوق في أفئدة المسلمين حنيناً إلى سيرة النبي عليه الصلاة والسلام، وانتعاشاً بأنباء الصحابة المهاجرين.

- يجب على كل مسلم مؤمن أن يعتقد أن التأريخ الهجري هو رمز الفتح القرآني الأول الذي أشرق فيه الفكر العربي مهتديا بالنور القرآني .

- أكثر الدول العربية قد نبذت التأريخ الهجري نبذاً تامّاً، ولم يبقَ التقويم الهجري مأخوذاً به إلا في المملكة العربية السعودية إلى يومنا هذا في الوقائع الرسمية وعقود البيع والشراء، وكان ذلك لزاماً برقابة الأشداء من فقهاء الحنابلة القائمين بجلال دعوة التوحيد والثبات على منهج السلف وتحكيم الكتاب والسنة إن شاءالله.

- إن المبشرين النصارى المرافقين لنابليون في حملته على مصر هم الذين أشاروا عليه أن يفرض الكتابة بالتأريخ الميلادي في الصحائف المتبادلة بينه وبين المسلمبن. ومن ذلك الزمن أخذ المسلمون طبقة بعد طبقة يؤرخون بالميلادي  .

- كان العثمانيون وجميع الأمم التابعة لسلطانهم لا يعرفون غير التأريخ الهجري إلى أن ظهر كمال أتاتورك فغير معالم الإسلام .

- كانت الأمة الإيرانية نؤرخ بالهجري في جميع العصور الإسلامية إلى إن حكمها رضا بهلوي فألزم الفرس بالتاريخ الميلادي، والتزم التاريخ الشمسي.

- والأغرب والأعجب أن وزارات الأوقاف في العالم العربي - ما عدا السعودية واليمن -  تؤرخ بالتاريخ الميلاي، وأن مشايخ الأزهر لم يعبأوا بالتاريخ الهجري في الأعم الأغلب من أعمالهم الرسمية المرتبطة بالدولة، وحتى في الكثير من فتاواهم وكتبهم الدينية.

- إن يوم الهجرة يفيض بالمعاني الجامعة للأمة قاصيها ودانيها، والرقم التأريخي لذلك اليوم هو المثل الأعلى لجميع أيام الأمة، ومن ساعاته الأولى انبثقت البشائر الكبرى لأن تكون أمتنا شاهدة على الأمم، ومهيمنة على دعوة التوحيد.

- ومن حق كل مسلم أن يطاول الأمم بالتأريخ الهجري لأنه المذكر بالأمر النبوي والمقرر للسيادة العربية الإسلامية على الأرض، فكأن أمتنا قد ولدت في هذا اليوم، وكأن إبراهيم الخليل عليه السلام قد نسل قريشاً في هذا اليوم فخصها الله تعالى بمحمد النبي الرسول عليه الصلاة والسلام، واجتباها ـ من دون قبائل العرب - لمنبر الخلافة والحكم إلى يوم القيامة.

- إن استبدال التأريخ الهجري بغيره مطلب استعماري صليبي قديم، ناله أعداؤنا على الرغم من أنوفنا، وما زلنا مغلوبين على أمرنا تحت وطأة القوانين الطاغوتية.

- وفي القديم كان الناس يؤرخون على طوفان نوح عليه السلام، وقبل الإسلام كانت قريش تؤرخ بعام الفيل،
وانتبه عمر الفاروق في عهد خلافته لهذا الأمر الجلل وقد كان رضي الله عنه بعيد النهايات في بصره وبصيرته، فأمر بتسمية يوم الهجرة النبوية أول محرم الحرام رأساً لكتابة الترقيم السنوي وعنواناً تتسلسل بعده أعوام الزمن التأريخي.

- فلولا إشراقة النور هذه من فكر عمر الفاروق،  واستشراف تحولات الزمن التأريخي القادم لحارت الأمة وتاهت وراحت تلتمس تواريخ الأمم الأخرى.

- نعم: لولا تلك الومضة الروحية من صدر عمر لانطمست أخبار الحوادث الكبرى وخبطت الأجيال الإسلامية في كتابة التأريخ، وعميت أنباء الفتوح وغمضت وتطلست ترجمات العلماء والفاتحين والصالحين من هذه الأمة. 

المصدر / كتاب "قطوف السمر والمحاورات" ص٧٥-٧٩

انتقاء
أبو الحسن العنزي**

#قال_الدكتور_رياض_الطائي :

من المهمات في طلب العلم التركيز على استيعاب مضامين المادة، وما يتعلق بها، وما يطرأ عليها من إيرادات.
فالعلم لا يؤخذ جملة، وإلا: ضاع جملةً!
وينبغي أن نفرّق بين منهجيتين في الطلب:
الأولى: طلب العلم لتكوين عالم. فهذه بحاجة إلى تأسيس صحيح، وتدرج في السلّم، وإيفاء بحق المرحلة.
وهذا يحتاج إلى صبر وتأن.
الثانية: طلب العلم لتكوين مثقف! وهذه تكون بجمع معلومات من هنا وهناك، والانتقال بين الكتب والمراحل، وعدم الإيفاء بحق التدرج.
وهذا يظهر في التسرّع، واستعجال قطف الثمار .

#قال_الشيخ_حمد_العتيبي أبو زيد :

مَن أَرَادَ مِن الدُّعَاةِ أَنْ يَكُونَ (رَبَّانِيَّاً) فِي دَعوَتِهِ؛ فَليُوَطِّنْ نَفْسَهُ (أَباً) لِلمَدعُوِّينَ.
- بالشَّفَقَةِ رَحمَةً؛ بِأَنْ يُشَارِكَهُمْ هُمُومَهُمْ، وَآلامَهُمْ.
- وَبِالتَّضحِيَةِ كَرَمَاً؛ بِأَنْ يُقَدِّمَ حُظُوظَهُمْ عَلَى حَظِّهِ.
- وَبِالتَّعلِيمِ رِفقَاً؛ بِأَنْ يَزْجُرَهُم عَنِ الْهَفَوَاتِ تَأْدِيْبَاً لا تَعْذِيْبَاً.

#قال_الدكتور_رياض_الطائي :

طلبُ العلم وتقفّرُه، ونشرُه وإذاعتُه، والعملُ به، والتحلّي بسَمْته، كلُّ ذلك لا يقف عند حال الدَّعَة والراحة.
ولم تكن المصايب والمدلهمّات صارفة عن القيام بهذا الواجب، والإحسان في أدائه.
وما زال أهل العلم وطلبتُه والدعاةُ إلى هذا الدين قائمين بحقه في سائر أحوالهم وأحيانهم، لا تصرفهم نازلة عن واجب التعلم والاستفادة أو التعليم والإفادة في أصناف العلم وألوانه.
ولم تمنعهم النوازل عن التدريس أو التأليف أو الدعوة فيما سوى النازلة، بل إننا لنعجب حينما نطالع أخبارهم يقومون على هذا الثغر بالتأليف والتدريس والدعوة في كل ما يقرّب الناس إلى ربهم، ويحببهم في دينهم، في أحلك الظروف، وأقسى الأحوال.
ومن الصور الجلية التي تشهد لعظيم قيامهم بهذا الأمر، وشديد حرصهم على أدائه:
ما سطره العلامة المُظهري (727هـ) في أثناء كتابه "المفاتيح في شرح المصابيح" 2 / 444-445؛ قائلاً:
ليعلم زمرةُ إخواني، وثلَّةُ خُلَصائي أني قد شرطْتُ في أول الكتاب أن أُورد كلَّ حديثٍ من أحاديث هذا الكتاب مكتوبًا بالحمرة، ثم أشرح ذلك، ثم إني لمَّا رأيت غلبة الكفار على المسلمين، وسمعتُ بواقعة أمير المؤمنين، تكدَّر زماني، وتحيَّر جَناني، وترحل قوتي وفرحي، وتوطَّن غَمِّي وتَرَحي.
وعلمتُ أن هذه الواقعة من اقتراب الساعة، وأيقنتُ أن الوقائع تصير أضعافًا مضاعفةً، فهممتُ أن أترك التصنيف والتدريس طُرًّا، وأطوي في البكاء عُمرًا، ولكن خفتُ ربَّ العالمين أن أترك ما استطعت إظهار الدين؛ فإن هذا ممَّا يفرح به الشيطان اللعين.
فحَوْلَقْتُ وردَّدْتُ كلمةَ الاسترجاع، وأقبلت مع امتلاء قلبي من الجراح والأوجاع إلى إتمام الكتاب، واستعنتُ فيه من الله الوهاب، سالكًا سبيل الاختصار، بأن أترك كتابة لفظ "المصابيح" بالحمرة، وأورد منه ما يحتاج إلى الشرح، من غيرِ أن أترك من الإشكالات شيئًا، والله الموفق والمرشد. اهـ.