وقد جاء النهي في كثير من النصوص عن مثل هذه الألفاظ التي لها محامل متعددة لاحتمال إفضاء استعمالها إلى مهاوي الزيغ والضلال، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر قول الله سبحانه:

١-"يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا وقُولُوا انْظُرْنا واسْمَعُوا ولِلْكافِرِينَ عَذابٌ ألِيمٌ"
٢- وقوله: (وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ)

٣- وكم كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- حريصاً على إغلاق باب الغلو فيه -صلى الله عليه وسلم-، وسدّ كل الذرائع المُفْضِية إلى ذلك! ومنها نهيه -صلى الله عليه وسلم- أصحابه عن مجاوزة الحد في مدحه ويقول: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد، فقولوا: عبدالله ورسوله"، والمعنى: لا تعتقدوا فيَّ شيئًا ينافي العبودية.

٤- لمّا قال وفد بني عامر للنبي صلى الله عليه وسلم: "أنت سيدنا" قال لهم: "السيد الله"،

٥- وخطب رجلٌ عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "مَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ، فقَدْ رَشَدَ، وَمَن يَعْصِهِمَا، فقَدْ غَوَى"، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: قُلْ: وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسولَهُ"،
ووجه الاعتراض عليه أنه لم يفصل بين اسمه واسم الله تعالى بفاصل يجعله تابعا لا مساويا

٦-وقال له رجل: "ما شاءَ اللَّهُ وشئتَ" فقال صلى الله عليه وسلم: "أجعلتَني للَّهِ ندًّا؟ قُلْ: ما شاءَ اللَّهُ وحدَهُ"،

٧-ويوصي ابنَ عباس: «إذا سألتَ فاسأل الله، وإذا استعنتَ فاستعن بالله». أخرجه أحمد والترمذي.

٨ -وينكر على الجارية قولها كما في صحيح البخاري : «وفينا نبيٌ يعلم ما في غدٍ»
ويقول لها : «دعي هذا وقولي ما كنت تقولين»

٩-ولما فكّر النبي صلى الله عليه وسلم في تأخير كسر الالهة توسُّلًا بذلك لإيمان الكفار وخضوعهم أنزل الله سبحانه كلامًا شديدًا في حق أحب الخلق إليه وأعظمهم جاهًا عنده، فقال سبحانه:
[وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاتَّخَذُوكَ خَلِيلا (٧٣) وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلا (٧٤) إِذًا لأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا]،
هذا والنبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل هذا والفعل نفسه لا يلزم أن يكون كفرًا

١٠- وكان صلى الله صلى الله عليه وسلم ينهى أن يتخذ قبره عيدًا ويدعو الله ألا يمكنهم من ذلك: «اللهم لا تجعَل قبرِي وثنًا يُعبَد، اشتدَّ غضبُ الله على قومٍ اتَّخذُوا قبورَ أنبيائِهم مساجِد». وغير ذلك كثير جدا

ولهذا فالنبي صلى الله عليه وسلم جاء لتحرير القلوب والنفوس من أسر المعبودات كلها وتخليصها لله سبحانه وتعالى

#فائدة: صفات الله على الحقيقة، وليست على المجاز، بإجماع الأمة

قال أبو علي عمر السكوني الإشبيلي (ت:٧١٧)

وذلك في رده على الزمخشري في كتاب " المقتضب من التمييز لما أودعه الزمخشري من الاعتزال في تفسير الكتاب العزيز " قال :

" قوله : ( أي الزمخشري) في وصف الله سبحانه بالرحمة أنه #مجاز اعتزال وضلال بإجماع الأمة، لأن الأمة أجمعت على أن الله تعالى رحيم على الحقيقة وأن من نفى عنه تعالى حقيقة الرحمة فإنه كافر...".

من بديع مسالك الترجيح عند الإمام ابن العربي المعافري، قوله في نجاسة دم الحيض قليله وكثيره:
قوله جل وعلا {قل هو أذى} هذا يعم القليل والكثير، ويترجح هذا العموم على الآخر، بأنه عموم في خصوص عُيّن، وذلك الأول هو عموم في خصوص حال -يقصد قول الله جل وعلا {أو دما مسفوحا} -، وحال المعين أرجح من حال الحال، وهذا من غريب فنون الترجيح، وقد بيناه في أصول الفقه، وهو مما لم نسبق إليه ولم نزاحم عليه.?

أحكام القرآن 162/1 بتصرف يسير

‏(مختارات من وصايا إمام دار الهجرة مالك بن أنس الأصبحي (93 – 179هـ) -رحمه الله-)

‏١- (أذكرُ لك شيئًا تبلغُ به حكمة الحكماء: إذا حضرتَ مجلسًا فاستعمل الصمت، فإن أصابوا استفدت، وإن أخطؤوا سلمت.
‏وشيئًا تبلغُ به علم العلماء: إذا سُئلتَ عما لا تعلم فقل: لا أعلم.
‏وشيئًا تبلغ به طبّ الأطبّاء: لا تأكل حتى تجوع، وارفع يدك وأنت تشتهيه؛ فإنه لا يلمّ بجسدك شيء غير الموت).

‏٢- (لا تجعل ظهرك جسرًا للناس يُجيزون إلى ما يحبّون؛ فإنَّ أخسرَ الناس صفقة من باع آخرته بدنيا غيره).

‏٣- (ما عَلِمتَه فقُل به ودُلَّ عليه، وما لم تعلم فاسكت عنه).

‏٤- (اتق الله جلّ وعزّ، وانظر عمّن تَنقل).

‏٥- (اتق الله جلّ وعزّ، وعليك بتلاوة القرآن).

‏٦- (أوصيك بتقوى الله والقرآن ونشر هذا العلم).

‏٧- (اتقوا الله في هذا العلم، ولا تَنزلوا به دار مَضْيَعة، وبُثّوه ولا تكتموه).

‏٨- (اتق الله إذا خلوتَ بالله، وإذا عملتَ حسنة فاحذر أن يَعلم بها أحدٌ من الناس).

‏٩- (عليك بتقوى الله في السّرّ والعلانية، والنُّصح لكل مسلم، وكتابة العلم مِن عند أهله).

‏١٠- (مهما تلاعبتَ بشيء فلا تَلعبنَّ بدِينك).

‏١١- (عليك بمجالسة مَن يزيد في علمك قولُه، ويدعوك لحال الآخرة فعلُه).

‏١٢- (إذا تعلّمتَ علمًا من طاعة الله فليُرَ عليك أثرُه، وليُرَ فيك سَمْتُه، وتعلّم لذلك العلم الذي تعلَّمتَه السكينة والحِلم والوقار).

‏١٣- (تَعَلَّم الأدبَ قبل أن تتعلّم العلم).

‏١٤- (عليك بالدِّين المحض، وإياك وبُنَيّات الطريق).

‏١٥- (لا تأمر بحسنة إلا بدأتَ بها، ولا تنهَ عن شيء إلا بدأتَ بتركه).

‏١٦- (مَن أثنى عليك وقال فيك من الخير ما ليس فيك، يوشك أن يقول فيك من الشرّ ما ليس فيك).

‏١٧- (ليس العلم بكثرة الرواية، إنما هو نورٌ يضعه الله في القلب).

‏١٨- (العلم حِكمة، ونور يهدي الله به من يشاء، ليس بكثرة المسائل).

‏١٩- (ينبغي للعالِم أن يألَفَ فيما أشكلَ عليه قول: لا أدري؛ فإنه عسى أن يُهَيّأ له خير).

‏٢٠- (كثرة الكلام تمجُّ العالِم وتذلّه وتنقّصه، ومن صنع هذا ذهب بهاؤه).

‏٢١- (إن الرجل إذا ذهب يمدحُ نفسه ذهب بهاؤه).

‏٢٢- (ما زَهِدَ أحدٌ في الدنيا واتّقى إلا أنطقه الله بالحكمة).

٢٣- (ينبغي للرجل إذا خُوِّلَ علمًا، وصار رأسًا يُشارُ إليه بالأصابع= أن يضع التراب على رأسه، ويمتهن نفسه إذا خلا بها، ولا يَفرح بالرئاسة؛ فإنّه إذا اضطجع في قبره وتوسّد التراب، ساءه ذلك كلّه).

وصية مؤثرة من فتاة أصيبت بمرض السرطان

ادعوا لها بالمغفرة والرحمة.. رحمها الله

↪️ @souhnoun

#اتباع_الإمام فيما فيه خلاف سائغ:

قال القاضي أبو بكر ابن العربي في تفسير قوله تعالى: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّك وَكُنْ مِنْ السَّاجِدِينَ}:

(وقد ظن بعضُ الناس أنَّ المرادَ به ههنا الأمرُ بالسجود نفسِه، فيرى هذا الموضعَ محلَّ سجود في القرآن.

وقد شاهَدتُ الإمامَ بمِحْراب زكريا -مِن البيت المقدَّسِ طهَّرَه الله- يسجُدُ في هذا الموضع عند قراءتِه له في تراويح رمضان، وسجَدْت معَه فيها. ولم يَرَه جماهيرُ العُلماءِ).

? أحكام القرآن 3/115.

✍? قال العلامة زين ولد اجمد في نحو هذا المعنى:

ويُترَكُ الأفضلُ للمُوافَقهْ
لأنّ سُوقَ المحسنِين نافِقَهَ

قد ذكَرَ الموّاقُ ذاك في سنَنْ
المُهتدَين وهْو منهجٌ حسَنْ

والوصلُ للوتْر للاقتِداءِ
بالواصلِين مِن دليلِ ذاءِ

↪️ @souhnoun

#مسألة: قيام الجالس للقائم له أربع حالات

✍? قال القاضي الفقيه شيخ المذهب محمد ابن رشد:

القيام للرجل على أربعه أوجه: وجه يكون القيام فيه محظورا، ووجه يكون فيه مكروها، ووجه يكون فيه جائزا، ووجه يكون فيه حسنا.

● فأما الوجه الذي يكون فيه محظورا لا يحل، فهو أن يقوم إكبارا وتعظيما لمن يحب أن يقام إليه تكبرا وتجبرا على القائمين إليه.

● وأما الوجه الذي يكون القيام فيه مكروها فهو أن يقوم إكبارا وتعظيما وإجلالا لمن لا يحب أن يقام إليه ولا يتكبر على القائمين إليه، فهذا يكره للتشبه بفعل الجبابرة ولما يخشى أن يدخله من تغير نفس المقوم إليه.

● وأما الوجه الذي يكون القيام فيه جائزا فهو أن يقوم تجلة وإكبارا لمن لا يريد ذلك ولا يشبه حاله حال الجبابرة ويؤمن أن تتغير نفس المقوم إليه لذلك، وهذه صفة معدومة إلا فيمن كان بالنبوة معصوما، لأنه إذا تغيرت نفس عمر بالدابة التي ركب عليها، فمن سواه بذلك أحرى.

● وأما الوجه الذي يكون فيه القيام حسنا فهو أن يقوم الرجل إلى القادم عليه من سفر فرحا بقدومه ليسلم عليه، أو إلى القادم عليه مسرورا بنعمة أولاها الله إياه ليهنئه بها، أو إلى القادم عليه المصاب بمصيبة ليعزيه بمصابه وما أشبه ذلك، فعلى هذا يتخرج ما ورد في هذا الباب من الآثار ولا يتعارض شيء منها.

? البيان والتحصيل 4/359 - 360.

#مسائل_الآداب_الشرعية *↪️*** @souhnoun

كتاب هام لمن له أهمية بالفقه المالكي

? النور المبين على المرشد المعين

♦️تأليف: الشيخ محمد بن يوسف الكافي (مفتي المالكية بدمشق )