بَانَ الأَحِبَّةُ والأَرْوَاحُ تَتْبَعُهُم
فالدَّمْعُ ما بَيْنَ مَوْقُوْفٍ ومَسْفُوْحِ

قَالُوْا: نَخَافُ السُّقْمَ .. قُلْتُ لَهُم
ما يَفْعَلُ السُّقْمُ في جِسْمٍ بلا رُوْحِ!

السلام عليكم اخوان
ادعو الله ان تكونوا انتم وعوائلكم بالف خير وصحة وعافية
اقترب شهر رمضان وبهذي المناسبة خلي نتذكر سوة ان الله تعالى قال: ﴿وَلتَكُن مِنكُم أُمَّةٌ يَدعونَ إِلَى الخَيرِ وَيَأمُرونَ بِالمَعروفِ وَيَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَأُولئِكَ هُمُ المُفلِحونَ﴾.
انطلاقًا من هذه الاية الكريمة خلي ندعو بعض الى الخير.

قيل في كثرة الاجر على العبادة في رمضان:

تلك الغنائمُ تسمو أن يُحيطَ بها
نظمٌ من الشعرِ أو نثرّ من الخُطَبِ

العبارة "رمضان للعبادات لا للمسلسلات" استوقفتني وكلت اشاركها وياكم وخلي نتفكر بيها سوة.

شكد ابتعدنا عن جوهر رمضان والغاية منه الى امور دنيوية، وبدل ما يكون رمضاننا صلاة، وطاعة، وذِكر، وصَدَقة صار عبارة عن زينة "رمضانية" ومسلسلات وملابس، بدل ما نقيم الليل بالصلاة صرنا نقيمه بمشاهدة البرامج التلفزيونية (وهي القنوات ما شاء الله تشد حيلها برمضان عبالك متقصدة تلهينا عن العبادة)
بدل ما نخلي لساننا مشغول بقراءة القران والذكر صار مشغول بسوالف دنيوية لا تخلو عن الغيبة والنميمة وذكر عيوب الناس.
بدل ما تكون عيوننا مشغولة بالنظر للقران(وهو بحد ذاته عبادة نؤجر عليها) صارت تنظر للمحرمات (تحاول تغض البصر خلال يومك طاعةً لأمر الله فتجي بالاخير تشوف مسلسل بيه ما غضيت عنه بصرك ويمكن اكثر وبالتالي نفس الشي)

والحل بعد كل هذا؟
ان نتفكر في هذا الشهر عَظّمه الله لنا وغلق فيه ابواب النار وفتح ابواب الجنة وسلسل الشياطين فيه وانزل فيه القران، لنعبد الله فيه لو لنجعله للزينة والمسلسلات واللهو؟

وبعد ذلك شنو الحل؟
الحل ان نستبدل البرامج المفيدة الي تفيدنا دينيا واخلاقيًا بالبرامج الموجودة الي ما تزيدنا الا تفاهة.

ومن هذه البرامج برامج العلوم الشرعية والسيرة النبوية ولا شك انها من اجل العلوم وافضلها للانسان حتى قال الشافعي رحمه الله تعالى:

كُلُّ العُلومِ سِوى القُرآنِ مَشغَلَةٌ
إِلّا الحَديثَ وَعِلمَ الفِقهِ في الدينِ

وان عبادة الله عن علم خير من عبادته عن جهل فالعلم هو سبيل العمل الصالح والهدى قال القحطاني رحمه الله تعالى:

كن طالبا للعلم واعمل صالحا
فهما إلى سُبل الهدى سببان

ونختم بأجل قول وافضله قول العزيز الحكيم في كتابه الكريم:

﴿يَرفَعِ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا مِنكُم وَالَّذينَ أوتُوا العِلمَ دَرَجاتٍ وَاللَّهُ بِما تَعمَلونَ خَبيرٌ﴾

ومن البرامج الي شخصيًا مقرر اشوفها اقترحها لكم:
1. دين وطين
2. كيف احببت رسول الله
وغيرها الكثير وكل منا حسب الي يفضله .

ولا ننسى اننا نؤجر على نية طلب العلم في سبيل الله فكيف اذا استفدنا منها ونشرناها وعملنا بيها؟

هذا والله اعلم وابقى، هذي رسالة لنفسي ولكم عسى الله ان يهدينا جميعًا لدين يرضاه ويعلمنا وينفعنا بما علمنا.

وتذكروا …
هذا هو الربحُ العظيمُ فأينَ
مَن يُعطي لوجه الواحدِ الديّان؟

شَمْسُ الخَمِيْسِ إِذَا تَغِيْب
زِدْ في الصَلَّاةِ عَلَىٰ الحَبِّيْب، ﷺ

لَعَلَّ خَيَالَ العَامِرِيَّةِ زَائِرُ
فَيُسْعَدُ مَهْجُوْرٌ ويُسْعَدُ هَاجِرُ

وقَدْ كُنْتُ لا أَرْضَىٰ مِنَ الوَصْلِ بالرِضَا
لَيَالِيَ ما بَيْنِي وبَيْنَكَ عَامِرُ

عَلَيْكَ صَلَّاتُنَا لَمْ تَخْبُ يَوْمًا
إِلَيْكَ نَزُّفُهَا مَغْدًىٰ ومَسْرَىٰ

فَبَيْنَ ضُلُوْعِنَا تَنْسَابُ نَبْضًا
وفَوْقَ شِفَاهِنَا تَنْسَابُ عِطْرَا

إِلَىٰ لُقْيَاكَ كَمْ تَجْرِي قُلُوْبٌّ
تَمُدُّ مِنَ الصَلَّاةِ عَلَيْكَ جِسْرَا، ﷺ

يا تَارِكِي جَسَدًا بِغَيْرِ فُؤَادِ
أَسْرَفْتَ في هَجْرِيَ وفي إِبْعَادِي

إِنّْ كَانَ يَمْنَعُكَ الزِّيَارَةَ أَعْيُنٌ
فَاِدْخُلْ عَلَيَّ بِعِلَّةِ العُوَّادِ

إِنَّ القُلُوْبَّ مَعَ العُيُوْنِ إِذا جَنَتْ
جَاءَتْ بَلِيَّتُهَا عَلَىٰ الأَجْسَادِ

أَشْكُوْ إِلَيْكَ جَفَاءَ أَهْلِكَ إِنَّهُم
ضَرَبُوْا عَلَيَّ الأَرْضَ بالأَسْدَادِ

تراهُ مِن الذكاءِ نحيل جسْمٍ
عليـهِ مِـن توقـدهِ دليـلُ

إذا كان الفتى ضخْم المعالي
فليسَ يضيرهُ الجسم النحيلُ

لَقَدْ حَازَنِي وَجْدٌ بِمَنْ حَازَهُ بُعْدُ
فيا لَيْتَنِي بُعْدٌ ويا لَيْتَهُ وَجْدُ

يَسْتَرِيْحُ القَلْبُّ إِنّْ صَلَّىٰ عَلَىٰ
خَيْرِ خَلْقِ اللهِ بَدْءً وخِتَامَا

هو كالشَّمْسِ ضِيَاءٌ وهُدًىٰ
وكَمِثْلِ البَدْرِ حُسْنًا وتَمَّامَا

كَيْفَ تَشْتَاقُوْنَ إِنّْ لَمْ تَسْكُبُوْا
خَفْقَةَ الشَّوْقِ صَلَّاةً وسَلَامَا؟، ﷺ

دَعِ الأيامَ تفعلُ ما ترومُ
ولا تَعبَث بهمَّتِكَ الهُمومُ

يزولُ الشَّرُّ مثلَ الخير عنَّا
فلا هذا ولا هذا يدومُ

سَوادُ اللَّيلِ يَعقُبُهُ بَياضٌ
وهُوجُ الرِّيحِ يَعقُبُها النَّسيمُ