في فيلم ( gravity ) الذي ينتمي إلى تصنيف أفلام الفضاء يسافر رائدا فضاء في مهمة كان من المفترض أن تكون قصيرة ، لولا أن حادثاً تسبب بضياعهما في الفضاء ، في هذا الفيلم مشهد أدهشتني معالجته الدرامية لارتباط البشر العاطفي بكل ما هو أرضي ، حيث بعد أن يتيه المكوك في الفضاء اللامتناهي وينقطع اتصاله بالأرض وتبقى رائدة الفضاء ( ساندرا بوليك ) عالقة في المجهول المظلم المنعدم الجاذبية والأوكسجين يعود جهاز اللاسلكي إلى العمل لفترة وجيزة وينقل عشوائياً صوت نباح كلب قادم من إذاعة على الأرض فتنبح ساندرا معه ، لقد كان نباح الكلب يمثل تواصلاً من نوع ما حتى وإن لم يكن بشرياً ولكنه كان يخرق وحدة ساندرا الموحشة ..
ولعل هذا يتوافق مع مذهب اللسانيات القائل أن الإنسان هو من اخترع اللغة لإدراكه الحاجة الغريزية للتواصل ..

ذكرني هذا المشهد بشهادة أحد الناجين من سجن تدمر عن بكائه فرحاً عندما لامست رجله الحافية الرمل لأول مرة بعد اثني عشر عاماً وعن القشعريرة التي سرت في جسده عندما تناول طعاماً يحتوى على الملح ؛

كأنّ الإنسان في مثل هذه الحالات يعود طفلاً يكتشف العالم لأول مرة فيدهش ويتفاعل بشدة مع كل شيء ..

يظل الإنسان مرتبطاً بهذا العالم بعجره وبجره وأقل تفاصيله ارتباطاً حميمياً .

يقول عمر أبو ريشة :

ملاك الموت طاف بي الأعالي
وشقّ بها غياهب كل تيهِ

وأبرز لي النجوم وكل نجمٍ
يتيهُ بما لديه على أخيهِ

وقال ليَ انتقِ المأوى فإني
أريدكَ تنتقي ما تشتهيهِ

فأنت شقيتَ في دنياك مما
بلوتَ بها من العيش الكريهِ

وأنت قضيت عمركَ في التغني
بفردوسِ الجمال وساكينه

فأين تريد أن تحيا بعيداً
عن القلق المرير وعن بنيهِ

ولاح إليّ نجم من بعيدٍ
تفلتَ من مواكب راصديهِ

توشَّح بالغيوب فكان بدعاً
يتيمَ الندّ منفرد الشبيهِ

فقلت هناك! قال بكل رفق
هو النجم الذي قد متَّ فيه

.
"خلص البروفيسور البريطاني روبرت فيليبسون في كتابه الإمبريالية اللغوية (Linguistic Imperialism) إلى أن تعليم الإنجليزية هو في الحقيقة فعل استعماري بأدوات لغوية ..
لقد مضى على كتاب فيليبسون ما يقرب من 25 عاماً، والبلاد العربية تنتقل في تعليمها من تعليم الإنجليزية الإلزامي إلى التعليم بالإنجليزية! "

_ د. هشام القاضي

يومٌ على الغَربِ دارَ المَشرفيُّ بهِ
وَلَم يَدُر قبلَهُ إلا على العَرَبِ

غَزوتَهُم فأحَلتَ الأرضَ من لَهَبٍ
عليهِمُ وعِظامُ الناسِ من حطَبِ

وللسماءِ نقلتَ الحربَ فاضطَرَبَت
وقلتَ للأرضِ من بعدِ السَّما اضطربي

فلو رأيتَ خيول اللّٰه طائرةً
فوقَ السحابِ شددتَ الرأسَ من طَرَبِ

كأنَّما الشمسُ والأكوانُ مَيمنةٌ
والرِّيحُ مَيسرةٌ والقلبُ للشّهبِ

عقدتَ فيها لواءً بعدهُ عَقَدَت
للثأرِ ما جرَّها في سوءِ مُنقلبِ

ضربتَ فيها طَوَاغيتاً جَبابرةً
فذلَّلَتها ظُبى الأرماحِ والقُضُبِ

" رَمَى بكَ اللّٰه بُرجَيها فهدَّمها
ولو رَمَى بكَ غيرُ اللّٰه لم يُصِبِ "

_ حذيفة الجابري

.

" نحن أمّةٌ تُعبّر عن مشاعرها بالطعام، فنعلمُ أنّ الضيفَ لن يأكل ربع ما طبخناه، ولا المريض قادرٌ على أكل ما اشتريناه، ولا الميت عارفٌ بمن قدّم للمعزين الموائد، لكنّما هي لغة العرب كلما عجزت ألسنتهم عن عرض مشاعرهم الحقيقيّة، يُنفقون بلا هوادة "

_ بندر الغميز

ً
" عاصٍ خائف خيرٌ من مترخصٍ جريء "

.
" المثقفون هم أقدر الناس على ارتكاب الخيانة ، لأنهم أقدرهم على تبريرها "

_ فلاديمير لينين

يقول جار اللّٰه الزمخشري يرثي شيخه أبا مضر النحوي :

وقَائِلَةٍ ما هذه الدُّرَرُ التِي
تُسَاقِطُهَا عَيْنَاكَ سِمْطَيْنِ سِمْطَيْنِ

فَقُلْتُ هو الدُّرُّ الذي قَـدْ حَشَا بهِ
أبُو مُضَرٍ أُذْنِي تَسَاقَطَ مِنْ عَيْنِي

_ [ الأنساب ] السمعاني

ً
" وابن الفارض من متأخّري الإتحادية ، صاحب القصيدة التائية المعروفة بنظم السلوك ، وقد نظَمَ فيها الإتحاد نظماً رائقَ اللفظ ، فهو أخبث من لحم خنزير في صينية من ذهب "

_ شيخ الإسلام ابن تيمية
( مجموع الفتاوى 73/4 )

قال الإمام الشعبي - رحمه اللّٰه - :

" تعايش الناس زماناً بالدّين والتّقوى، ثم رفع ذلك فتعايشوا بالحياء والتذمّم، ثم رفع ذلك فما يتعايش الناس إلا بالرغبة والرهبة، وأظنه سيجيء ما هو أشدّ من هذا "

_ ( عيون الأخبار ) ابن قتيبة