نُودِعُ عَامَ، وَيَأْتِي عَامَ، وَلَكِنَّهَا هِيَ مُجَرَّدُ أَيَّامِ تَمُرُّ لَا فَرْقَ بَيْنَ الْيَوْمِ وَغَدُ مَا هُوَ إِلَّا تَارِيخٌ يُدَونُ، هَا أَنَا لِوَحْدِي الْآنَ اكْتُبْ وَدُمُوعِي تَنْهَمِرُ بِغَزَارَةٍ، وَغَدًا سَأَرْتَدِي مَلَابِسِي وَأَذْهَبُ لِعَمَلِي وَكَأَنْ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا كَانَ بِالْأَمْسِ، مُجَرَّدَ تَارِيخٍ نَكْتُبُهُ فِي هَوَاتِفِنَا وَعَمَلِنَا، نَحْنُ عَلَى حَالِنَا لَمْ نَتَغَيَّرْ، وَلَمْ تُغَيِّرْ بِنَا الَاعْوَامُ شَيْءٌ غَيْرَ أَنَّهَا تَمُرُّ مِنْ عُمْرِنَا، عَلَى مَاذَا تَحْتَفِلُونَ، عَلَى سِنِينَ تَمُرٍ مِنْ عُمْرِنَا وَلَمْ نَفْعَلْ شَيْءٌ نُقَابِلُ بِهَا وَجْهَ الْكَرِيمِ، مَاذَا إِنْ كَانَتْ جِنَازَتِي غَدًا؟ مَاذَا زَرَعْتْ لِكَيْ احْصُدْ مَا جَنَيْتُ؟ هَا أَنَا الْآنَ فِي السَّابِعَةِ وَالْعِشْرُونَ مِنْ عُمْرِي وَلَمْ أَفْعَلْ شَيْءٌ أَأْجَرُ عَلَيْهِ، سِوَى رَحْمَتِهِ الَّتِي تَحِلُّ عَلَيَّ، أَيَّامٌ تَلِيهَا أَيَّامٌ، وَالْعُمْرُ يَذْهَبُ سُدًى، لَمْ تَحْدُثْ مُعْجِزَةٌ الْآنَ لِمُجَرَّدِ أَنَّنَا نَدْخُلُ عَلَى عَامٍ جَدِيدٍ، سِوَى أَنَّنَا نَفَتَتْ مِنْ الدَّاخِلِ وَلَمْ يَرَى أَحَدًا هَذَا سِوَى إِلَهِنَا، نَمُوتُ وَنَشْعُرُ أَنَّا النِّيرَانُ تَأْكُلُنَا، مُكَبِّلِينَ الْأَيْدِي مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يَمُرُّ حَوَلُنَا، لَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نُبَوحَ بِشَيْءٍ، عَنْ مَاذَا نَتَحَدَّثُ؟ عَنْ مَا تَفْعَلُهُ الْكُفْرُهُ فِي اخْوَانِنَا؟ أَمْ عَنْ الظُّلْمِ الَّذِي نَرَاهُ فِي بِلَادِنَا؟ أَمْ عَنْ النُّفُوسِ الْحَاقِدِهِ الَّتِي نَعِيشُ مَعَها؟ أَمْ عَنْ النُّدُوبِ الَّتِي فِي قُلُوبِنَا وَلَمْ نُبَوِّحْ بِهَا؟ أَمْ عَنْ مَاذَا وَمَاذَا نَتَحَدَّثُ؟ آهٍ وَأَلْفٌ آهٍ نَمُوتُ وَنَحْنُ عَلَى قَيْدِ الْحَيَاةِ، نَمُوتُ وَلَا أَحَدَ يَشعُر مَا بِدَاخِلَنا، ولا يَسْمَعُ صَوْتَ الْآهِ.??

‏"اخاف يا الله أن يشكوا لك عبداً مني، اللهم اجعلني عابراً لا أؤذي أحد"♥️****

عَارِفُ احْسَاسَكِ وَأَنْتَ بِتَدَّعِي تَشَوُّفِ شَخْصٍ مُعَيَّنٍ وَتُحِسُّ بِنَبَضَاتِ قَلْبِكَ بِتَسَرُّعٍ بِطَرِيقَةٍ غَرِيبَةٍ، وَتُحِسُّ فِعْلًا إِنَّكَ هَتْشَوفُهُ، وَفَجْأَةً تُشَوفُهُ قُدَّامَكَ، بِتَحَسِ وَقْتِهَا مُشْ عَارِفٌ تَقُولُ إِيهْ! وَلَا تَعْمَلْ إِيهْ، وَإِيهْ الِاحْسَاسْ دَا؟! بِتَبْقَى عَايِزٍ تَتَرَمِي فِي حِضْنِهِ وَتَقُولُهُ إِنَّكَ اشْتَقْتَ لَهُ أَوِي، وَإِنَّكَ كُنْتَ حَاسِسٌ بِوُجُودِهِ وَبِتَتَمَنَّى تَشَوفُهُ.?*❤*?**

أَتَيْتُ إِلَيَّ صُدْفَةً، كُنْتُ أَعْلَمُ بِوُجُودِكَ فِي الْحَيَاةِ، كُنْتَ مَعِي مُنْذُ الصِّغَرِ، وَلَكِنْ فَرَقَتَنَا السِّنِينَ وَكِلَانَا ذَهَبَ إِلَى حَيَاتِهِ، أَتِيْتُ مَرَّةً أُخْرَى وَلَكِنَّ هَذِهِ الْمَرَّةَ كَانَتْ مُخْتَلِفَهُ، كُنْتُ كَمَا حَلَمْتُ بِكَ، كَمَا تَمَنَّيْتَ، كُنْتُ أَنْتَ كَمَا أَرَادَكَ قَلْبِي، لَمْ أَكُنْ أَعْلَمُ أَنَّنَا سَنَتَقَابَلُ مَرَّةً أُخْرَى، بِرَغْمِ أَنَّنِي تَمَنَّيْتُكَ كَثِيرًا بَيْنِي وَبَيْنَ نَفْسِي، يَجُوز أَنْتَ لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ بِوُجُودِي أَوْ لَمْ تَفْكرْ بِي يَوْمًا وَلَمْ تَرَانِي خِلَالَ السَّنَوَاتِ الَّتِي مَضَتْ، وَلَكِنَّنِي كُنْتُ أَنَا هُنَا، اتَمْنَاكَ وَأَرَاكَ، قَلْبِي تُتدَفِّقُ الْمَشَاعِرَ جَمِيعَهَا لَكَ، وَكَأَنَّكَ أَنْتَ وَحْدُكَ فِي هَذَا الْعَالَمِ، الرَّجُلُ الْوَحِيدُ الَّذِي أَحَبَّهُ، الرَّجُلُ الْوَحِيدُ الَّذِي تَمَنَّاهُ قَلْبِي خِلَالَ تِلْكَ السَّنَوَاتِ، الرَّجُلُ الْوَحِيدُ الَّذِي عَشَقْتُهُ دُونَ أَنْ أَتَحَدَّثَ مَعَهُ، وَعِنْدَمَا أَتَيْتُ زَادَتْ لَوْعَةَ قَلْبِي إِلَيْكَ، هِمْتُ حُبًا، وَمْتُ عِشْقًا، وَلَكِنْ لَيْتَ يَا حَبِيبِي مَا يَتَمَنَّاهُ قَلْبِي يُدْرِكُهُ، لَا بُدَّ مِنْ رَحِيلِ كِلَانَا فَلَا أَنْتَ لِقَلْبِي، وَلَا أَنَا لَكَ.?*♥*?**

أصبحتُ بين نعمتينِ ﻻ أدري أيُهما أفضل، ذنوب سترها اللّٰه لا يُعايرني بها أحد، ومودة ألقاها في قُلوب العِباد ﻻ يَبلغها عملي.

- ابن تيمية.

الحمدُ لله الذي أذِنَ لنّا بِيومٍ جديد لِنعبدَه ونشكرَه ونَتوبَ إليه .

هَلْ تَعلَمُ يَا عَزِيزُ قَلبِي مَا هُو أَنْقَى انوَاعِ الحُبِّ؟ هُو حُبُّ الطفُولَةِ، يَظَل بِدَاخلِكَ وَلَا تَدرِي بِهِ إِلَّا أَنْ تَرى الحَبيبُ مُجددًا، تُشعُرُ أَنَّ قَلْبكَ يَكادُ أَنْ يَجزِمَ مِنْ مَكانِهِ مِنْ شِدةِ خَفقَانِهِ، نَعمْ ذَاكَ الطفْلُ الصغِيرُ الَّذِي لَا يَعلَمُ مَا هُوَ الْحَبُّ سِوَى امتِلَاكِ لَعبَتِهِ الْخَاصهِ بِهِ، لَمْ يَخطُرْ فِي عَقلِهِ افْكَارٌ بِأَنْ يُدنِّسَ ذَاكَ الْحُبُّ النقِيَّ، حُبُّ الطُّفُولَةِ يَظلُّ بِدَاخلِنَا، رُبمَا نُرِيدُ أَنْ نُبقِيَهُ هَكذَا نَقِيٌّ؟! لَا أَعلَمُ! وَلكِنْ أَعلَمُ جَيدًا أَنَّ ذَاكَ الْحُبَّ لَنْ يَنتَهِيَ أبدًا حَتى لَو أَصحَبْنَا فِي عُمرِ الشَّيبِ.
كُنْتُ اخْتَلِسَ نَظْرَةً إِلَيْكَ، كُنْتُ أُحِبُّ دَومًا أَنْ أَرَاكَ وَانظُر إِلَيْكَ، حِينهَا لَا أَعلَمُ لِمَا اُنظُرْ إِلَيكَ هَكذَا! وَلَمَا كُنْتُ أَوَدُّ الْحَدِيثَ مَعَكَ! عَلِمتَ الآنَ مَا السبَبُ!! لَقدْ تَسَلَّلَ الْحُبُّ دَاخلَ قَلْبِي وَأَنَا لَا أَعلَمُ شَيءٌ عَنهُ، أَنَا تِلكَ الطفْلَةُ الصَّغِيرُهُ ذَاتُ الشَّعرِ الْاسوَدِ وَالْمُنْسَدِلِ عَلَى ظَهْرِي وَارفَعْهُ بِرَبطَةٍ صَغيرَةٍ تُشبِهُنِي هَا أَنا الآنَ مَضى الْكَثيرُ مِن عُمرِي وَعلِمتُ مَا سببَ نَظراتِي لكَ، عَلِمتُ أَنْ حُفرَ بِداخلِي حبٌّ كبِيرٌ إِلَيكَ، لَا أَعلمُ كَيفَ حَدثَ كُلُّ ذَلكَ، بِرَغمِ أَنَّنَا لَمْ نَعشِ شيْءٌ سَويًّا فِي طُفُولَتنَا، هَا أَنَا الآنَ يَا عَزِيزُ قَلبِي أَشعرُ وأَنَّ قَلبِي يَطيرُ فَرحًا؛ وَلَكِن لَا سعادَةَ تدُومُ لنَا، فَأَنتَ الآنَ تَعشَقُ غَيرِي، وَأنَا الآنَ لَنْ أَكُونَ لكَ يَومًا، فَ هَا هِيَ عزِيزي الْحَياةَ لَنْ تُعطِينَا مَا نَرغَبُ بهِ....

كنت أود أن اطمئن بك، اخبرتك أنني أعدت على الخذلان، قُلت لي أنكَ غير ذلك؛ لكن ماذا؟ خذلتني فأنهيتني، وانهيت أملي في أن اجد الطمئنينه مرة أُخرى.?*?***