دروس الغد إن شاءالله

خمس دقايق ونبدأ درس التفسير إن شاءالله

أمر رسول الله ﷺ بتعاهد القرآن في قوله «تَعاهَدُوا هذا القُرْآنَ، فَوالذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ لَهو أشَدُّ تَفَلُّتًا مِنَ الإبِلِ في عُقُلِها
فإذا كان القرآن يتفلّت من الصدر إذا لم يتعاهده صاحبه فكيف بالفوائد؟
قال ابن عبد البرِّ رحمه الله: «وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ مَنْ لَمْ يَتَعَاهَدْ علمه ذهب عنه أي مَنْ كَانَ لِأَنَّ عِلْمَهُمْ كَانَ ذَلِكَ الْوَقْتَ الْقُرْآنُ لَا غَيْرَ وَإِذَا كَانَ الْقُرْآنُ الْمُيَسَّرُ لِلذِّكْرِ يَذْهَبُ إِنْ لَمْ يُتَعَاهَدْ فَمَا ظَنُّكُ بغيره من العلوم المعهودة وخيرُ العلوم مَا ضُبِطَ أَصْلُهُ، وَاسْتُذْكِرَ فَرْعُهُ، وَقَادَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى وَدَلَّ عَلَى مَا يَرْضَاهُ»

اجتمع عليهم مصائب شتى:
جوار شر خلق الله قتلةِ رسل الله
والتقتيلُ (والتحريق)والتشريد والإخراج من أرضهم والتجويع وحصار أعوان عدُو الله
وخذلان أكثر المسلمين لهم

وليست الفتنةُ على من قضى (نسأل الله أن يتقبلهم في الصالحين)
ولكن الفتنة على من بقِي :
مَن بقي من أهليهم ومن بقي في هذه الأرض المطحونة
مُحاصَرٌ خائف جائع مُستضعف
لا يجد حيلةً ولا يهتدي سبيلا
وأولئك ندعو الله لهم بالفرج والهداية والثبات

والفتنةُ علينا نحن كذلك؛ فنحن واللهِ مُبتلون مُختبرون بذلك ليرى الله ماذا في قلوبنا وعلى ألسنتنا وماذا نحن فاعلون
ونعوذ بالله أن نكون عن آياته غافلين
ونعوذ بالله أن نغرق في دوامة المُلهيات ومصيدة الحياة الدنيا التي نصبها شياطين الإنس والجن ليُضلُونا عن سبيل الله وعن الإعداد للقائه وعن ما ينزل بإخواننا

وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله
على الله توكلنا
ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين
ونجنا برحمتك من القوم الكافرين
وعذِّب عدوك بأيدي المؤمنين
واشف صدرونا من عدوك من بني جلدتنا واجعلهم عبرة

جباليا.. وغززة كلها..

حسبنا الله ونعم الوكيل
إنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم اجرنا في مصيبتنا وأخلف لنا خيرا
ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفّنا مسلمين
ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين ونجنا برحمتك من القوم الكافرين
ونج المستضعفين وأنزل السكينة والطمأنينة عليهم
واشدد وطأتك على المجرمين وكل من أعان أو رضِي
وانصر عبادك الصالحين.

لم يذكر اللهُ قطُّ ولا جاء في سيرة رسول الله ولا صحابته أن المؤمن يقف عند ما ينزل به من المصائب ويُوقِف سعيه وعمله حُزنا على المصيبة -مهما عظمتْ وتنوعَّت-
بل يستعين اللهَ ويصبرُ ويحتسبُ ويتلمّس لُطف الله به فيها ويستأنف العمل استئناف مُوقِنٍ مُستبشرٍ لا يزيدُه البلاء إلا إيمان وعملا

((فَمَا وَهَنُوا۟ لِمَاۤ أَصَابَهُمۡ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا۟ وَمَا ٱسۡتَكَانُوا۟ۗ وَٱللَّهُ یُحِبُّ ٱلصَّـٰبِرِینَ))

((الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ))

واللهُ يُحب الصابرين وهو يتولَّى الصالحين وهو مع الذين اتقوا والذين هم مُحسنون
فلا ير اللهُ في قلبك إلا اليقين وحُسن الظن
ولا يسمع من لسانك إلا الاسترجاع وذكر الله
ولا ير من فعلِك إلا العمل الصالح والسعي

ولا حول ولا قوة إلا بالله

تفسير الطبري | المجلد ١٣.

📍تفسير سورة يوسف.

تفسير شيخ الإسلام ابن تيمية (الجامع لكلام الإمام ابن تيمية في التفسير) | ط. دار ابن الجوزي. 📔

#القرآن_العظيم

(إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (15) تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (16) فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
وقال
ابْنُ رَواحَةَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
وَفِينا رَسولُ اللَّهِ يَتْلُو كِتابَهُ...
إذا انْشَقَّ مَعْرُوفٌ مِنَ الفَجْرِ ساطِعُ
أَرانا الهُدَى بَعْدَ العَمَى فَقُلُوبُنا...
به مُوقِناتٌ أنَّ ما قالَ واقِعُ
يَبِيتُ يُجافِي جَنْبَهُ عن فِراشِهِ...
إذا اسْتَثْقَلَتْ بالكافِرِينَ المَضاجِعُ