الرابع من #رمضان .

في هذه الأوقات المباركة التي نعيشها اليوم، تكمن فرص وجوائز لا يعلمها إلا الله تعالى، فالأجور مضاعفة، والشياطين مصفدة، والملائكة تنزل إلى الأرض، ورحمة الله وسعت السماوات والأرض!

فلا تدع هذه الأيام تمر دون أن يكون لك نصيب من هذا الفضل العظيم، فهي أيام لن تعيشها مرة أخرى قبل سنة.

فاجتهد، وشد العزم، وشمر عن ساعدك، واغرف من هذا الفضل العظيم.

ولا تكن ممن كتبهم الله من المطرودين من رحمته، فقد قال رسول الله ﷺ: “رغم أنف امرئ دخل عليه رمضان، ثم انسلخ قبل أن يغفر له”

الثالث من #رمضان
مِنَ الفِقهِ أنْ نُحافِظَ على الواجبِ والفَرضِ ونُقدِّمَهُما على السُّنَنِ والنَّوافِلِ.

فلا نُفَرِّطَ في صلاةِ الفجرِ والعِشاءِ جماعةً في المسجِدِ، بينما نَحرِصُ على التَّراويحِ وصلاةِ العيدِ، وكِلاهما سُنَّةٌ.

والسعيدُ مَن حافظَ على كِلَيهِما جماعةً في المسجدِ.

وقد جاء في الحديثِ عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ رضي اللهُ عنه أنَّهُ قالَ:

“مَن سرَّهُ أنْ يَلقى اللهَ غدًا مُسلِمًا، فليُحافِظْ على هؤلاءِ الصَّلواتِ حيثُ يُنادَى بِهِنَّ، فإنَّ اللهَ شرَعَ لنبيِّكم صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سُنَنَ الهُدى، وإنَّهُنَّ مِن سُنَنِ الهُدى، ولو أنَّكم صَلَّيتُم في بيوتِكم كما يُصلِّي هذا المُتخلِّفُ في بيتِه، لَتركتم سُنَّةَ نبيِّكم، ولو تركتُم سُنَّةَ نبيِّكم لضلَلتُم.” رواه مسلم.

الثاني من #رمضان

أيامٌ مباركةٌ يتجلّى فيها الفرقُ بين من يسهرُ مجتهدًا في عبادةِ ربِّه، راجيًا رحمته، وطامعًا في عفوه، وبين من يسهرُ ليله غارقًا في ملذّاته.

فالأولُ عملَ بما ينفعه، وأمّا الثاني، فلا يزالُ بابُ التوبةِ مفتوحًا له، ويمكنه استدراكُ ما فاته.

وفي الحديث القدسي، فيما يرويه النبيُّ ﷺ عن ربِّه:
“يا ابنَ آدم، لو بلغت ذنوبُك عنانَ السماء، ثم استغفرتَني، غفرتُ لك، ولا أُبالي". ‏⁧

الكبر أداة من أدوات الشيطان وأحد أهم مصايده التي يصطاد بها ضعاف النفوس وأصحاب القلوب المريضة!.

مقال كتبته قبل أحداث الشام، وتحديدًا في شهر سبتمبر/أيلول 2024، أتحدث فيه عن التوازنات الجديدة التي ستحدث في المنطقة.

وما زال الصراع قائمًا ومستمرًا عبر التاريخ، فمن يعرف التاريخ يدرك أين تقف قدماه في الحاضر، ويستطيع أن يستشرف المستقبل.?

التوازنات الجديدة.
كتبه إياد العطية.

بعد أحداث لبنان الأخيرة واستمرار الأحداث في غزة، بات من الواضح أن المنطقة بأسرها تقف على أعتاب تحولات كبرى وجذرية، فأحداث العنف والاضطرابات التي شهدناها لم تكن مجرد صراعات عابرة أو مواجهات تقليدية، بل هي إشارات قوية على أن موازين القوة في المنطقة تعيد تشكيل نفسها بطريقة جديدة، وحسب الرؤية الأمريكية واليهودية لمستقيل المنطقة.

اكدها تصريحات الرئيس الإيراني من نيويورك الذي حذر فيها من تقسيم إيران إلى دويلات صغيرة إذا ما شهد وضعها الداخلي اضطرابات.

ما يحدث الآن ليس مجرد تغيير في الأدوار أو تبديل للمواقع بين اللاعبين التقليديين، بل هو بداية لنمط جديد من التوازنات والتحالفات التي ستعيد رسم الخريطة السياسية والاجتماعية برمتها.

فالقوى الإقليمية والدولية تتسابق لملء الفراغات، بينما تتصارع الشعوب بين الأمل في التغيير والخوف من المجهول.

ومن هنا، تأتي أهمية أن نكون على دراية بما يجري حولنا، وأن نتحلى بالوعي والحكمة في مواجهة هذه المتغيرات.

إذ إن فهمنا العميق لما يحدث سيحدد قدرتنا على الاستفادة من الفرص التي ستبرز في هذه الفوضى، وكذلك على تجاوز التحديات التي ستفرضها المرحلة القادمة.

نحن أمام لحظة تاريخية قد تكون مصيرية، إما أن نغتنمها لنرسم ملامح مستقبل أفضل، أو أن نبقى أسرى للأحداث التي ستجرفنا دون رحمة.

الله أولًا.

كتبه: إياد العطية

إرضاء الناس غاية لا تُدرك، ولابد أن تُترك، وإرضاء رب الناس غاية تُدرك ولا تُترك. فإن أدركتها ورضي الله عنك، أرضى الله الناس عنك. فاعمل بما يُدرك واترك ما لا يُدرك، تنجو.
وفي الحديث:
"من التمس رضا الله بسخط الناس، كفاه الله مؤنة الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله، وكله الله إلى الناس."

فمن قدم رضا الله تعالى على رضا الناس، رضي الله عنه وأرضى الناس عنه، وزرع محبته في قلوبهم لا محالة.
قال الله تعالى: "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا."

قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: يخبر تعالى أنه يغرس لعباده المؤمنين الذين يعملون الصالحات، وهي الأعمال التي ترضي الله عز وجل بمتابعتها الشريعة المحمدية، يغرس لهم في قلوب عباده الصالحين مودة. وهذا أمر لا بد منه ولا محيد عنه....

بغداد

عندما حاصر جيش المأمون بغداد سنة 197 هجرية، قبل أن يدخلها ويقتل أخاه الأمين، أصاب المدينة خراب شديد بسبب الحصار والقتال العنيف بين الجيشين. في تلك الفترة، قال أحد الشعراء مخاطبًا بغداد:

“من ذا أصابكِ يا بغداد بالعين
ألم تكوني زمانًا قرة العين؟
ألم يكن فيكِ قومٌ كان مسكنهم
وكان قربهم زينًا من الزين؟”

لكن لو رأى هذا الشاعر بغداد اليوم، وقد دُمِّرت بالكامل، وتسيّد أراذل الناس عليها، فماذا تراه يقول؟

#أمة_واحدة

كتبه إياد العطية

من أشدّ ما يخشاه النظام الدولي من الشعوب المسلمة هو يقظتها من غفلةٍ طويلةٍ، وعودتها إلى إدراك قوة مفهوم “الأمة الواحدة”، الذي شكّل الركيزة الأساسية لقوتها وعزتها على مدى القرون.

فقد عمل النظام الدولي بجهدٍ منظمٍ لإضعاف هذا المفهوم في نفوس المسلمين، وسعى لدفنه تحت ركام التاريخ منذ سقوط الخلافة العثمانية. وجاء مشروع سايكس-بيكو ليُكرّس تقسيم الأمة وتشتيت وحدتها، حتى صار هذا التقسيم واقعًا جغرافيًا وسياسيًا يُضعف قواها، ويمزق أوصالها.

لكن المحاولات المتكررة لإحياء هذا الوعي في نفوس المسلمين تثير مخاوف النظام الدولي، لأنه يدرك أن عودة هذا المفهوم إلى الساحة لن تكون مجرد رجوع إلى التاريخ، بل ستُفضي إلى إعادة بناء مشروع حضاري قادر على تغيير موازين القوة العالمية.

ومخاوفهم هذه تعكس حرصهم على المضي قدمًا في استكمال مشروع سايكس-بيكو الثاني، الذي لا يكتفي بتقسيم الدول إلى كيانات صغيرة، بل يسعى لتفتيت المفتت ذاته إلى دويلات الطوائف والقوميات: سنّة، شيعة، كرد، وأقليات أخرى. وهذا المشروع، في الوقت نفسه، يُبرّر وجود “إسرائيل” كدولةٍ قائمةٍ على مفهوم الأقليات، ويدعم طموحاتها التوسعية في المنطقة.

لكن بعد أحداث الشام المباركة، تحطّمت كثيرٌ من هذه الأحلام، وانقلبت الحسابات رأسًا على عقب.
ووجد النظام الدولي نفسه مجبرًا على التعامل مع واقعٍ جديدٍ لم يكن في الحسبان؛ واقعٍ أظهر أن إرادة الشعوب وقوتها قادرة على تحدي الهيمنة الدولية، وأنه لم يعد وحده من يخطط للمنطقة أو يفرض إرادته بقوة السلاح.

إنّ وعي الأمة بوحدتها هو المفتاح لمستقبلٍ يعيد لها مكانتها ودورها الحضاري.

سوف تتسارع الأحداث فانتظروا.

من أهم مرتكزات المرحلة القادمة ما تشهده الشام من أحداث وما سيليها من تطورات في العراق واليمن ولبنان ومصر، مصحوبة بتغيرات في موازين القوة وشكل أنظمة الحكم.

ستنتقل المنطقة، بفعل هذه الأحداث، إلى مرحلة جديدة مختلفة تمامًا عن سابقاتها بكل المقاييس، ويمكن تصنيفها كإحدى أهم المنعطفات في تاريخ الأمة منذ سقوط الخلافة العثمانية واستبداد النظام الغربي بمقدراتها واستضعافها.

ومع تطور المعطيات خطوة بخطوة، ستتكامل ركائز هذه المرحلة، ويُعاد تشكيل موازين الصراع لتصبح الأمة لاعبًا رئيسيًا، بعدما كانت مُهمَّشة وخارج دائرة التأثير.

سنة التدافع: حكمة إلهية في صراع الظالمين
كتبه إياد العطية

من فضل الله تعالى على هذه الأمة أن جعل من سننه الثابتة على الأرض تدافع الناس بعضهم ببعض، ودفع الظالم بالظالم، ليمهد بذلك الطريق لأمر عظيم.
في هذا التدافع تتجلى حكمة الله في شغل الظالمين ببعضهم، حتى تنصرف الأمة إلى النهوض بواجباتها دون أن تُستنزف في مواجهة مباشرة معهم.

التاريخ حافل بمثل هذه المشاهد، حيث يستخدم الله الظالمين كأدوات لمعاقبة بعضهم البعض.
واليوم، ونحن نرى مرحلة جديدة تقترب مع ولاية ترامب، قد تكون مثالًا حيًا لهذه السنة الإلهية، حيث يظهر بوضوح كيف يُشغل الظالمون ببعضهم، مما يُفسح المجال لفرج قريب، بإذن الله.

إنها دعوة للتأمل والثقة بوعد الله، فالسنن الإلهية لا تتبدل، وما نراه اليوم من تدافع بين القوى الكبرى ليس إلا دليلًا على أن الله يدبر الأمر بحكمته ويهيئ الأمة لما هو أعظم.