قناة احمد علي على تيليجرام ( شروحات تقنية ، تطبيقات ، أفلام ومسلسلات ، خلفيات ، و المزيد )
Last updated 4 months, 2 weeks ago
يرمز تيليجرام إلى الحريّة والخصوصيّة ويحوي العديد من المزايا سهلة الاستخدام.
Last updated 5 months, 3 weeks ago
- بوت الإعلانات: ? @FEFBOT -
- هناك طرق يجب ان تسلكها بمفردك لا اصدقاء، لا عائلة، ولا حتى شريك، فقط انت.
My Tragedy Lies With Those Things That Happen in One Second And Remain
- @NNEEN // ?: للأعلانات المدفوعة -
Last updated 6 months, 2 weeks ago
الوحش، والمنديل، وأنا.
قبل عدة أيام، فتحتُ الصندوق المخبوء أسفل السرير القديم في غرفتي القديمة. حيث كان هناك صندوق خشبي عتيق لكنه صلب، وكان مغطى بالرمال، كقبور العصافير. وعندما لمحته، بدا كما لو أنه بانتظاري، كأنه يعرف أنني لن أستطيع مقاومة نبشه. زحفتُ ببطء، مقتربةً منه، وفي طريقي إليه قابلت الوحش أسفل السرير، مجرد جثة. العناكب نسجت خيوطها حوله، الحشرات حفرت طريقها عبر الجلد المتآكل، وكان النمل الأحمر يسير فوقه في صفوفٍ عدة، كأنه يؤدي طقسًا مهمًا. وفكرت حينها أن لهذا الوحش الميت حضور أكثر مما ينبغي.
مددتُ يدي وجلستُ بالقرب من الجثة الهامدة. وضعتُ الصندوق على حجري وفتحته على مهل، خشية أن يستيقظ الوحش.
أخرجتُ المنديل الأحمر الغاني. كان هذا جرحي القديم، يا أبي. لا يزال ينزف، لا يزال نديًا، لا يزال طازجًا ومتقرحًا وعميقًا. لم أشفَ منك بعد، يا أبي.
انتشرت رائحة العتق والعدم والدم في المكان، رائحة مألوفة تشبه رائحة الليل حين يتعفن ببطء تحت جفون الأرق.
لمسته برقة، فشعرتُ بوخز دافئ تحت جلدي، وتحرك الوحش بخفة، كما تتحرك الأشباح. تجاهلته، وتجاهلتُ ذلك الألم الذي ينبض في صدري. وأعرف أن الجروح لا تختفي عندما نتجاهلها، إنها تبقى رغم ذلك، تتحرك، تتوسع، تتبعك في الطرق، تحتسي معك فناجين القهوة، تقرأ المجلات، تتسلل إلى أحلامك، ثم تستيقظ قبلك في الصباح، وتجلس على حافة السرير المبعثر بانتظارك.
تمنيتُ لو كان في جسدي جرح آخر، أبٌ آخر. تمنيتُ لو أنك كنتَ أقل قسوة… أو ربما، ربما لو كنتَ أكثر قسوة، أكثر شراسة، حتى يقتلني الرفض تمامًا ولا يتركني هكذا، نصف ميتة، نصف مشتعلة، نصف ممزقة بين عالمين.
أفكر في إبليس أحيانًا، يا أبي، ليس في صورته الملعونة، بل كروحٍ وحيدة، كروحٍ تائهة في الفراغ الصامت بعد أن أُغلقت أبواب الانتماء في وجهه. ماذا لو لم يكن غاضبًا بقدر ما كان حزينًا؟ ماذا لو أنه توقف عن التآمر وحاول أن يتذكر ذاته القديمة؟
لم أشفَ منك، يا أبي، ولا أظنني سأشفى. هناك جراح لا تندمل، لأنها تصبح نحن، تتسرب إلى جلودنا وعظامنا، إلى صوتنا حين ننادي، إلى أطراف أصابعنا حين نلمس الأشياء، إلى قلوبنا حين نحاول، بكل سخافة، أن نقع في الحب، إلى هويتنا حين نحاول أن ننتمي، إلى الأحلام التي لا تأتي.
الآن، ها أنا ذا مرة أخرى. أعيد المنديل إلى الصندوق، والصندوق إلى الوحش الذي يحرسه. أعيد كل شيء إلى عهده، كل شيء كما كان منذ أن غادرتَ أنت. كما لو أن الذاكرة يمكن طيّها، كما لو أن الجراح تركن حقًا أسفل السرير.
يقولون إن الناس يصدقون ما يريدون تصديقه. عبارة اختزالية، مريحة سهلة الهضم، وتُقال بثقة كبيرة في كثير من الأحيان ولكأنها قانون ثابت. لكنها لم تكن مقتنعة بذلك تمامًا. كانت تجلس في مقهى نصف مضاء، وكانت ملامحها الهادئة تحمل شيء من الدماثة حينئذ، تتأمل بشرود دوامة صغيرة من الحليب وهي تختفي في سواد قهوتها. لو كان العقل مجرد وعاء يُسكب فيه ما نرغب بتصديقه فقط، فلماذا إذن تشعر هي أحيانًا بأن الحقيقة تتسلل إليها رغمًا عنها، بلا إذن، بلا مفاضلة، بلا خيار؟
تنهدت بخفة وهي ترهف سمعها نحو الضوضاء من خلفها، الحقيقة ليست قرارًا، بل موجة بطيئة تغمر كل شيء، تتشكل، تتشظى، تتقولب، تتكسر، لكنها لا تزول.
أما أولئك الذين يفرون منها، فيعيشون في الظلال، حيث كل شيء ضبابي، طري، ناعم الحواف، مجازي لا يحتاج إلى مواجهة مباشرة. فتجدهم يستجيرون خلف قصص حاكوها بأنفسهم.
ولكنهم على أي حال لا يشكلون أي خطر سوى على أنفسهم، ظاهرون للغاية، وجوههم مألوفة، أحاديثهم مكررة، خطواتهم خفيفة، كلماتهم محسوبة. لا يواجهون ثقل الحقيقة، لم تلمس جلودهم خشونتها ولا لسعاتها بعد، ومع الوقت وحين يختلط النقد باليقين، تبدأ عقولهم في التحلل والتعفن، مثل ورقة غار تُركت تحت المطر.
في الخارج، انعكست أضواء الشارع على الزجاج المهشم قرب الرصيف. الحقيقة، حين تُترك دون تدقيق ومعالجة، تصبح مثل ذلك الزجاج تعكس ما حولها، لكن بشكل مشوه ومضلل.
ربما يصدق الآخرون ما يريدون تصديقه، لكن فقط عندما يتخلى العقل عن سلطته الأخيرة: القدرة على الحكم.
هل سبق لك أن شعرت بأنك "فائض"، أنك وجدت نتيجة للإسراف؟ أنك احتياطي، أنك هنا بغرض الحيطة والحذر فقط؟ أنك الجزء الذي يستهلك نفسه بنفسه؟ وأنك هش للحد الذي يذوب وأنك مهمش للحد الذي قد تربكك فيه نظرة؟ هل شعرت بالكفر والإيمان في ذات الوقت؟ وإن الإله والشيطان يتصارعان فوق رأسك دون أدنى محاولة للإنتصار؟ هل عجزت أن تسمع صرختك الخافتة وسط ضجيج الجماهير؟ أن تلقي نظرك فتجد نفسك مركونًا في الخلف محشورًا في الهامش.
لا تتفاعل مع أي شيء ولا يتفاعل أي شيء معك. جامد كصخرة، وبعيد للغاية رغم أنك هنا دائمًا، هنا دون أن تتزحزح خطوة واحدة، كصخرة، كجبل، كصومعة ، كشجرة، كقلعة.
هل سبق لك أن ألقيت نظرة على ذكرياتك فوجدتها محاكة بخيوط العنكبوت؟ لا شيء فيها فارغة من الملامح كظل، كورقة بيضاء، كصدفة .
هل سبق لك أن نسيت نفسك؟ هل سبق لك أن بكيت لأنك ممل للحد الذي يقتل؟ وأنك الوادي الذي لن تنبت بقلبه زهرة ولن يجري في صدره نهر؟ فقط ملقي هناك فارغ، شاسع، وغريب.
أنا مؤخرًا
أكثر هدوءًا، أقل صخبًا، ليس من الخارج فقط، بل حتى من الداخل. لم يعد بالي ساحة معركة تتذابح عليها الأفكار، بل هو الآن أشبه ما يكون بمسرح تتوالى عليه الأفكار برقة وسلاسة.
أصبحت أكثر تكتمًا وأقل وضوحًا، حتى مع نفسي. لم أعد أبوح لنفسي بأعمق هواجسي. فبتّ أنا هي سريّ العظيم. ودّعت محاولات التحليق المؤلمة وعروض السّرك التي كنتُ أقوم بها على حواف التجارب.
إنقطعت صلتي بالسماء، وصارت عيناي تحدق بالأرصفة المتسخة وتعدّها هي كتعويض عن فقداني وشوقي للنجوم وبريقها.فأصبحتُ أمشي على الطرق بتهادي وتعرّج وكأنّني أسير على سحاب.
لم أعد أحاول التغريد خارج السّرب أو حتّى معه. لم يعد للسّرب أولوية حتى أخصّصها. أنظر له فقط بنظرةٍ مشوّشةٍ من آخر الغصن، محتفظةً بتغريدي لنفسي.
أنا الآن أقل تمردًا عما كنت عليه في السابق،ولكني أخيرًا أشعلت الجذوة الخائرة في قلبي منذ الأمد في خطوة صريحة مني لأن أُربِك هُواَده.هنالك شيءٌ فيني أكثر ولعًا لتتبع تلك البوصلة ذات النذوات.تلك الثمرة التي حرمتها علي، أحد رموز النضج.تتناهى لي نداءات الجنة، فأمدّ يدي نحوها دون أن أمسكها، فلست مستعدة تمامًا لرحلة الهبوط.ولكن هذه الفردوس هنا قد أضجرني.كل هذا التحفظ وتلك الطقوس الغير مجدية.
لم أعد أعطي الوعود، ولا آخذها. فتوقفت مطلقًا عن زيارة محطات الانتظار. لستُ بانتظار أحد، أو ذاهبًا لوفاء أحد
بوعدي.
ولكنّي لا أزالُ وبذات القوة ونفس الشغف، أو ربما أكثر.أحبّ النيل، وأناديه مناداة المستغيث.
هذه أنا مؤخرًا، لستُ أنا حقًا التي تعرفها.وكأنّي قد لذتُ بالفرار بعيدًا عني، وكأنّي ضللتُ الطريق نحوي، وتهتُ في
حياة شخص آخر.
تغييرٌ دراماتيكيٌّ تامٌّ في المشهد، كزجاجة كبيرة على وشك التدفق على الأرض، ولكنْ هنالك شيءٌ يحولُ بينها وبين السقوط. تلك المرأة هي أنا. على وشك أن أكون شخصًا آخر تمامًا، على وشك الانبثاق من ولادتي الجديدة. ولكنْ النيل، ذلك المحبوب، يحولُ بيني وبين أناي الأخرى.
فلستُ أنا هنا، ولستُ أنا هناك، لا، بل بين أحضان النيل أرقصُ مع أمواجه، أبكي على ضفافه، أغني، وأكتبُ القصيدة المنتظرة. فيتدفّقُ من خلالها السرّ، ويموج بعيدًا، حيث يموج النيل.
رمضان كريم عليكم أحبابي ❤️?
قناة احمد علي على تيليجرام ( شروحات تقنية ، تطبيقات ، أفلام ومسلسلات ، خلفيات ، و المزيد )
Last updated 4 months, 2 weeks ago
يرمز تيليجرام إلى الحريّة والخصوصيّة ويحوي العديد من المزايا سهلة الاستخدام.
Last updated 5 months, 3 weeks ago
- بوت الإعلانات: ? @FEFBOT -
- هناك طرق يجب ان تسلكها بمفردك لا اصدقاء، لا عائلة، ولا حتى شريك، فقط انت.
My Tragedy Lies With Those Things That Happen in One Second And Remain
- @NNEEN // ?: للأعلانات المدفوعة -
Last updated 6 months, 2 weeks ago