اللهُمَّ مَولايَ كَم مِن قَبيحٍ سَتَرتَهُ ،
وَكَم مِن فادِحٍ مِنَ البَلاءِ أقَلتَهُ ،
وَكَم مِن عِثارٍ وَقَيتَهُ،
وَكَم مِن مَكروُهٍ دَفَعتَهُ ،
وَكَم مِن ثَناءٍ جَميلٍ لَستُ أهلاً لَهُ نَشَرتَهُ.

_كُميل. 🕊

كلما كان الإنسان منفتحًا على مجتمعه ومتّصلًا بمعاناة غيره تعامل مع معاناته الخاصة بهدوء وحكمة. هذا الانفتاح يدفعنا إلى إدراك طبيعة الحياة من خلال الآخرين فيمنحنا رؤية أشمل وأكثر دقّة ويساعدنا على استنبات شعور عميق بالقبول والتسليم .

الكثير من آلام الفرد ستبدو تافهة في نظره عندما يشهد معاناة الآخر، يعيد تقييم قصته التي كان يصفها بأنها مأساوية وربما يساوره أثناء ذلك شعور بالخجل إزاء تعامله غير الناضج مع بعض الضغوط.

سيدرك بأن الحياة جُبلت على كدر ولا تصفو لأحد، حتى أولئك الذين ظنّهم للوهلة الأولى من المنعّمين -وأن يسمع هذه الفكرة ليس كأن يختبرها في تجربة-. سيتوقف عن التفكير الطفولي القاصر في نفسه كما لو أنه المناضل الوحيد، سيتوقف عن خلق سيناريوهات دراميّة حول مواقف لا تتطلّب إلا عبورًا صامتًا.

تلك الضحالة في التفكير والتشويش في الرؤية والمحدودية في الإدراك هي صنيعة الانغلاق على الذات والفشل في الانفتاح الواسع الواعي.!

مع مرورِ كلّ وقت أشعرُ بعظمِ ما فقدنا في شخصية الشهيد القائد .. فكر وثقافة وتربيّة السيد حُسين كانت عظيمة جدًا موسوعة فكرية إسلامية شاملة بكلِّ المقاييس .. نأسفُ جدًا لأننا لم نكُن معه ولم نستمع إليه ولم نُعطيه حقّ قدره حتّى هذا اليوم .

الثقافة القرآنية لو شربها كلُّ منتمي للمسيرة القرآنية كُنّا سنلحظُ واقعًا مختلفًا في الواقع وبين الناس وعلى المستوى الحكومي والحياتي كله ..

_ دُرّة .

يا ربّ ،
نرجوكَ بدمِّ أعظمِ من قدّمنا ألّا تحجُب عنّا السيرَ إليك ، ولا الطاعة لك ، ولا أن نكون الخُلّص من عبادك ..

ربّاهُ..
نرجوكَ يوم يمتدُّ الطريق ، وتغلبُ على قلوبنا الوحشة ، ونفقِدُ العزيز ، ونودّعُ القريب ، ونجري في الليالي الحالكات ، وننزعُ من أقمصةَ دفئنا ما نُدثّرُ بِه غيرنا مؤثِرين ، أن تلُمّ قلوبَنا على اليقينِ بخطّك ، وعلى الثباتِ باستقامةٍ على نهجِك ..

إلهي ..
عند الغربلةِ الغربلة.. عند التمحيصِ والتخليص ، عند الألمِ والسقم ، عند تيه الأفكار وشتاتِ التيار ، عند الخانقةِ الخانقة..
أن تُنجينا بكفِّكَ الحنون!
من كلِّ كرائبٍ وبلاء..

ربّاهُ ..
بحقِّ هذا الكدِّ والتّعب ، والصّبرِ والغُربة ..
أن تُخلّصنا من سوءِ الخيارِ يومَ تتشعّبُ الطُرق ، وأن تحتضننا بكفِّ لُطفك الذي أنجانا من كلِّ كرب..

إلهي العظيم..
إلهي العظيم..
إلهي العظيم..

بحقِّ من قدّستهم خِتام كلِّ صلاة،
أن لا نتوهَ أو نجهل أو تقلّ بصيرتنا أو لا نلتفُّ بنورٍ حولَ الحوضِ المورود ، فسِر بنا بالدُنيا بطريقِ النورِ الّذي يمدُّ ضياءهُ للجنّة .. ولا حولَ ولا قوّة إلّا بِكَ يا من أنت حسبُنا عند كلِّ نائبةٍ وضائقة..

أنتَ المدعوُّ للمهمّات وأنتَ المفزعُ في المُلمّات..
صلِّ على محمدٍ وآله وتقبّل..

_ دُرّة

من النقاط المهمة التي التفت إليها السيد القائد أهمية الإعداد في الجانب العسكري للتصدي لأعداء الأمة..

ما يحدث في سوريا وفلسطين وباقي الدول التي شُنّت عليها الحروب كلبنان واليمن هو نتيجة لحالة الجمود التي عشناها لأمد طويل من الزمن ونحن نهتم بالبنية التحتية التي سيأتي العدو ليحطمها في غضون دقائق دون أن نستطيع ردعه!

فلذا لا أهمية أبدًا تعلوا على أهمية البناء العسكري لكل شعب من شعوب المنطقة المستهدفة ، لأنّ ما يصد العدو هو البندقيّة وشرف النيران ليست الأبراج ولا ناطحات السحاب .

وهذا ما يجب أن نكرّس جهودنا فيه في اليمن بكل الإمكانيات المستطاعة لمساندة جيشنا وقواتنا الصاروخية ؛ لأننا الآن ولو لم نبقى إلّا بمفردنا فنحنُ المعوّلُ عليهم ، نحنُ فقط من لا زال بيدنا فوهة المدفع لندافع عن شرف أصدقاء أبناء اليهودية في الواقع العربي الساذج هذا !

نحنُ أمام خيارين في ظلّ هذا التمحيص الدقيق والغربلة الشديدة :

إمّا أن نستمرّ ونتلافى جميعًا التقصير ونستعدّ للشدّة أكثر من أيّ وقتٍ مضى ونثبُت على الزناد حتى يقضي اللّٰه أمره .

وإمّا أنها ليست الفاصلة ونحن مهيّأين للاستبدال بقومٍ آخرين ، ونحنُ من بيدنا الخيار إمّا التشرّف بالثبات أو التخلّف بالارتداد .

إذا لم تستشعر رقابة الله الذي يعلم كل ماتعمل وماتوسوس به نفسك وهو اقرب اليك من حبل الوريد فأنت لست مؤمن