أَعَدَّ لِلَّهِ يَومَ يَلقاهُ في
دِعبِلٌ أَن لا إِلَهَ إِلّا هو

يَقولُها مُخلِصاً عَساهُ بِها
يَرحَمُهُ في القِيامَةِ اللَهُ

اللَهُ مَولاهُ وَالرَسولُ وَمِن
بَعدِهِما فَالوَصِيُّ مَولاهُ

وَفاطِمٌ بَضعَةُ النَبِيِّ وَنَجلا
ها مِنَ المُرتَضى وَسِبطاهُ

خَمسَةُ رَهطٍ دَعا الاِلَهَ بِهِم
آدَمُ مِن ذَنبِهِ فَأَرضاهُ

جاءَتْ الى الدُّنيا حبيبةُ أحمدٍ
صِدِّيقةً تهفُو لها الآلاءُ

فاستَبْشَرَ البيتُ العتيقُ ومكَّةٌ
وتسامَتِ الوِديانُ والبطحاءُ

وتهلَّلَ الهادي الأمينُ بنورِها
ولَنُورُ فاطمةِ البتولِ شِفاءُ

مُتوَّجِينَ بما رَاخَتْ عمَائِمُهم
وَكُلُّهم طَرِبٌ للمَوتِ، غِرِّيدُ

لا آخُذُ الطَعنَ إِلا عَن رِماحِهِمُ
إذا تَطاعَنَتِ الشُمُّ المَناجيدُ

إن كانَ قَد عَزَّ في الدُّنيا اللِّقاءُ بِكُم
في مَوقِفِ الحَشرِ نَلقاكُم وَتَلقَونا

يَلُومُونَنِي أَن هِمتُ وَجداً بِحُسنِهَا
وَأَيُّ امرِئٍ بِالْحُسنِ لَيسَ يَهِيمُ

وَهَل يَغلِبُ المَرءُ الهَوَىٰ وَهْوَ غَالِبٌ
وَيُخفِي شَكَاةَ القَلبِ وَهْوَ كَلِيمُ

فَإِن أَكُ مَحسُورَاً بِهَا فَلَرُبَّمَا
مَلَكتُ عِنَانَ الْقَلبِ وَهْوَ كَظِيمُ

قد نلتقي أَو لا نَعُودُ لِحُبنا
‏كُل النتائجِ فِي النهايةِ واردةْ
‏ أُولَى علاماتِ الرحِيلِ قطِيعَةٌ
‏ وَدَلِيلُهَا خُطُوَاتنا المُتباعدةْ
‏ لِلكِبرياءِ نتائجٌ مَذمُومَةٌ
‏بينَ الأَحبةِ لَا تَعُودُ بِفائِدةْ

إِبليسُ خَيرٌ مِن أَبيكُم آدَمٍ
فَتَنَبَّهوا يا مَعشَرَ الفُجّارِ
إِبليسُ مِن نارٍ وَآدَمُ طينَةٌ
وَالأَرضُ لا تَسمو سُمُوَّ النارِ
بشار

"قد كنتُ أحسبُ أن الشوقَ يُرجِعُهُ
وأنّ دمعَ المآقي سوف يُرضيهِ
لكنّهُ صدّ عن قلبي فأوجَعهُ
ياليتهُ قد درى عمّا أقاسيهِ
وليتَ عينيهِ مِن بعد الجفاءِ ترى
تقلُّب الروحِ من تيهٍ إلى تيهِ
يا من سقاني لذيذَ الحُب من يدهِ
إني ظمِئتُ فمَن للقلبِ يرويهِ!
قد مسّهُ منكَ داءٌ لا شفاءَ لهُ
وأنتَ وحدكَ دونَ الناسِ تشفيهِ
يا أجملَ الناس في عيني ويا أملاً
لطالما بِتُّ في ليلي أناجيهِ
سأحفظُ العهدَ إن طالَ البعادُ بنا
وأكتمُ الشوقَ في قلبي وأخفيهِ
لأنّ روحكَ في جنبيّ ساكنةٌ
فليحفظ اللهُ قلبي والذي فيهِ."

رَأَيتُكَ في الدُنيا عَلى ثِقَةٍ بِها
وَإِنَّكَ في الدُنيا لَأَنتَ المُرَوَّعُ

وَصَفتَ التُقى وَصفاً كَأَنَّكَ ذو تُقًى
وَريحُ الخَطايا مِن ثِيابِكَ تَسطَعُ

- أبو العتاهية