وَحبُّ النَّبيِّ اتِّباعٌ لهُ
وَبذلُ النُّفوسِ وأموالهَا

وليسَ البُكاءُ علَى آلهِ
وَضربَ الدُّفوفِ ومَوالهَا.

صلى عليك الله ما خطَّت يدٌ
‏صلى الإلهُ على النبيِّ محمدِ.

الحمدُ للهِ حمدًا لا حدودَ لهُ
والشّكرُ للهِ إسرارًا وإعـلانا.

-
يعظُم البلاء في عين صاحبه إنْ ظنّ بلاءهُ أعظمَ بلاء، أو أنّه الوحيد في البلاء، ولو كُشِف الغطاء لرأى ما يُعانيه الناس من البلاء، وكثيرٌ منهم بلاؤه كبيرٌ وطويلٌ، ولن تخلو الحياة مِن كَبَد.. فلا تقُل لِمَ بلائي يختلف عن بلاء غيري؛ بل سلّم بحكمة الله وارضَ عن الله واصطبر.

يَا واسِع اللطفِ زحزِحنَا عنِ النّارِ.

#تـدبــر

[ ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ]

أي: ثم شرعنا لك شريعة كاملة تدعو إلى كل خير وتنهى عن كل شر من أمرنا الشرعي { فَاتَّبِعْهَا } فإن في اتباعها السعادة الأبدية والصلاح والفلاح، { وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ } أي: الذين تكون أهويتهم غير تابعة للعلم ولا ماشية خلفه، وهم كل من خالف شريعة الرسول صلى الله عليه وسلم هواه وإرادته فإنه من أهواء الذين لا يعلمون.

يَامن ضَاقت عليكَ الأرضُ بمَا رحُبت، هَل عصفَتكَ الحَياةُ بِعواصِفها؟، هَل هاجَت عليكَ أمواجُها؟، هَل آلامتكَ بِأنيابِها ونواجذها؟، فاصبِر واحتسِب .. واعلَم أن الله من قَدر لكَ قدرك، وألا مُستراح إلّا عِند شجرةِ طُوبى، وألَا نعيمَ إلّا نعيم الجنّة، فكلّ نعيمٍ غير نعيمها زائفٌ زائلٌ لَا بقاءَ ولَا قرارَ له
ولَا تُذهبنّ ثوابًا آتاك اللهُ إيّاهُ ببِضعِ كلماتٍ تنطقُها دونَ أن يعِي عقلكَ إثمَ قولها.
[لِيَجزِىَ الَّذِينَ أَسَآءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجزِىَ الَّذِينَ أَحسَنُوا بِالحُسنَى]

#مجاهد

#تـدبــر

[ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا ۚ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ ]

{ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ } بعمل المعاصي { بَعْدَ إِصْلَاحِهَا } بالطاعات، فإن المعاصي تفسد الأخلاق والأعمال والأرزاق، كما قال تعالى: { ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ } كما أن الطاعات تصلح بها الأخلاق، والأعمال، والأرزاق، وأحوال الدنيا والآخرة. { وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا } أي: خوفا من عقابه، وطمعا في ثوابه، طمعا في قبولها، وخوفا من ردها، لا دعاء عبد مدل على ربه قد أعجبته نفسه، ونزل نفسه فوق منزلته، أو دعاء من هو غافل لاَهٍ. وحاصل ما ذكر اللّه من آداب الدعاء: الإخلاص فيه للّه وحده، لأن ذلك يتضمنه الخفية، وإخفاؤه وإسراره، وأن يكون القلب خائفا طامعا لا غافلا، ولا آمنا ولا غير مبال بالإجابة، وهذا من إحسان الدعاء، فإن الإحسان في كل عبادة بذل الجهد فيها، وأداؤها كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوه، ولهذا قال: { إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ } في عبادة اللّه، المحسنين إلى عباد اللّه، فكلما كان العبد أكثر إحسانا، كان أقرب إلى رحمة ربه، وكان ربه قريبا منه برحمته، وفي هذا من الحث على الإحسان ما لا يخفى.
وقال : ( قريب ) ولم يقل : " قريبة " ; لأنه ضمن الرحمة معنى الثواب، أو لأنها مضافة إلى الله، فلهذا قال : قريب من المحسنين.