بالمقلوب
....
كيف تثقين بشاعرٍ يبكي مع الأغاني،
يرقصُ مع قطة،
يكلّمُ الهواء،
ويفتحُ ذراعيه
للغيمةِ التي تتوسّل خلفَ زجاجِ النافذة،

يربّت على وسادتِهِ كي تنام مرتاحةً،
يقول لقميصهِ: تصبح على خير يا صديقي،
ويدوّن في دفترِ الشعر أسماءَ العطور والبارات
وتواريخ الحروب الخاسرة.

يصحو في الثالثة صباحاً
ويرسم كلمةً طويلةً ثم يضع لها عينين
لئلا تسقط في معنى وهي في طريقها إلى معنى آخر،

في اليوم التالي يصحو في الثالثة صباحاً أيضاً
يكسرُ خاطره بيديه لكي يبرر للحياة
الأخطاءَ الإنسانيةَ الكثيرة التي جعلته وحيداً.

كيف تثقين بشاعر
لا يخشى سوى الأحكامِ الحادّة
واليقين التام والقصائد الواضحة،

مرّةً وهو سكران وضعَ خمسةَ دنانير أمام كلبٍ
وقال له اذهبْ واشتر خبزاً وسمكاً لكلبتِك.

مرّةً ابتاعَ بما لديه من نقود ثلاثةَ بلابل
أطلقهم دفعة واحدة
أرجوكم سلموا لي عليها
وامسكوها بمناقيركم لئلا تسقطوا من سمائها،
كان يقصد الحرية.

في صباه رمى بكتبِهِ ورأسِهِ
خلفَ سياج العقائد
هربَ ولم يعد،
كان يردّدُ ما قاله ممثلُه الهندي المفضل:
كن بطلَ حياتِك ولا تكن الضحية.

ماجد موجد

- وأنت مو گلتلي هالسنة راح أكمل احلامي واهدافي الي ماكملتهن بالسنوات الماضية
= أي
- وشنو الي كملته
= باكيت الجگاير ههه
- شنو؟
= تعال نروح نجيب كيكة
- والاهداف؟
= مو لازم كلشي نريده يصير
- لعد ميري كريسمس
= بالضبط

- مؤمّل عَدنان.

‏هذا البرد
عذرٌ مؤدبٌ للعِناق.

أود أن اكتب الكثير عن هذا العام..
عن المحاولات التي لا تصيب، عن الانكسارات المتتالية، عن الخذلان الذي لا يُعد، عن الخوف والقلق والتفكير والسهر.

عن كل سعي وجهد بذلتُه في اشياء لا تستحق، عن تلك الأحلام التي شاخت وهي تنتظر ان تتحقق.
عن الوقوف طويلًا دونما حائط او عكاز استند عليه.

آلمني هذا العام لكنه على الجانب الآخر علمني وانضجني، علمني أن السعادة قرار وليست أمنية، أن النتائج الملموسة والحقيقية وان كانت صغيرة هي إنجاز، صمودي امام ما مالاقيته هو إنجاز، الحفاظ على ابتسامتي رغم ان كل مايحاوطني يدفعني للبكاء هو إنجاز، تمسكي بالأمل رغم ما يجرني للاستسلام هو إنجاز،
علمني هذا العام ان الوقت الذي لا تبذله
في سبيل ذاتك هو مضيعة للوقت،
وان الدرس الاعظم والاجدر بالذكر ان تعصف بوجهي المصاعب فلا ازداد الا ثباتٌ ورزانة..

مؤمّل عَدنان.

إذا جاريتَ في خُلقٍ دنيئًا
فأنتَ ومن تُجاريهِ .. سواءُ

الحزن…
ذلك الرفيق الذي لا يستأذن حين يدخل،
يجلس بثقلٍ في زاوية القلب،
يمدُّ ظلاله على كل شيء،
حتى الألوان تفقد بريقها،
والأيام تمضي ببطءٍ مثقلٍ بالصمت.

أحمل بداخلي كلامًا لا يُقال،
وأسئلة لا تُجاب،
ورغبة في البوح، لكن لمن؟
وكأن العالم لا يسمع،
أو ربما يسمع ولا يكترث.

في داخلي وجعٌ يتسلل بهدوء،
مثل ليلٍ بلا نجوم،
يحاصرني حتى في أحلامي،
فيغدو الفرح غريبًا،
والضحك محاولةً هزيلةً للهروب.

لكن رغم هذا الحزن،
ثمة بصيصٌ صغير،
أشبه بنجمةٍ بعيدة،
تُخبرني أن الفجر قادم،
وأن هذا الثقل يومًا ما سيخف،
ولو بعد حين.

مؤمّل عَدنان.

كلما زاد كلام المرء، قل معنى الكلمات.