وفساد نساءا ورجالا فبدأت بالصياح وقلت لا ياسيدي كيف سيحصل هذا !! فمسح على عيني فرجعت إلى ماكنت عليه ثم قال لي : سيحصل الاسوء مما شاهدتي لكن اعيد عليك الكلام الذي ينجو من هذه الفتن من كانت له عقيدة قوية مع رفض كل ماهو باطل فقلت له نعم سيدي ساتمسك بهذه العقيدة…

فرمت السيدة المال بسرعة في يد امي وبسرعة ذهبت وامي لم تكن لابسة العباءة فصاحت عليها انتظري فعندما ذهبت للبس العباءة خرجت إلى الشارع فلم تجد أحد فظلت امي ماسكة المبلغ وهي متعجبة من رؤيتي ساعة ومن حضور هذه المرأة المفاجئ ساعة وجلست في فناء المنزل تنتظر رجوعي…

فرمت السيدة المال بسرعة في يد امي وبسرعة ذهبت وامي لم تكن لابسة العباءة فصاحت عليها انتظري فعندما ذهبت للبس العباءة خرجت إلى الشارع فلم تجد أحد فظلت امي ماسكة المبلغ وهي متعجبة من رؤيتي ساعة ومن حضور هذه المرأة المفاجئ ساعة وجلست في فناء المنزل تنتظر رجوعي من الكلية فعندما رجعت وجدت باب المنزل مفتوح وامي جالسة على الطارمة المقابلة للبيت والمبلغ في حضنها وهي في دهشة فقلت لها كيف الحال امي وما الذي جعلك تجلسين تحت أشعة الشمس ياامي العزيزة فقالت سيدك وفى لك فقلت له من قالت ابا الفضل فرددت عليها وانا غير متعجبة ألم أقل لك أنه صديقي الوفي وأنه سيحلها
وبعد تخرجي من الكلية التقينا بهذه المرأة صدفة في إحدى المجالس الحسينية التي كانت تقيمها جدتي فعرفتها امي وقالت لها أنت من اعطتنى المال كيف تعرفتي علينا ومن انت فحكت لها انها علوية وكانت من سكنة بغداد وقد جاءت لمحافظتي هربا من صدام لانه كان يلاحق اولادها وقد سمعت من جدتي أن لك ابنة تريد الدخول للكلية فرات المرأة شخصا يخبرها أن تعطي المال الذي عندها لفلانه بنت فلان ولهذا جئت باحثة عنكم
في السنة الأولى من دخولي الكلية رأيت في منامي كاني نائمة على سطح الدار فانتبهت على أحد يطرق الباب باب الشارع قبيل الفجر وإذا بآذان الفجر قد بدأ فنظرت من سياج سطح الدار إلى باب الشارع فإذا بنور قوي جدا بحيث اني اغلقت عيني بيدي فطرق الباب مرة أخرى فقلت له من الطارق فقال افتحي الباب يافلانة فأنا امامك المهدي فقلت وانا متعجبة جدا ماذا !!!! فركزت عليه فرأيت رجلا جميلا ويمسك عصا كأنها عصا رسول الله التي كانت تظهر في فلم الرسالة وكان طويلا رفيعا ويرتدي ملابس كلها بيضاء ولم يكن مرتديا عمامة وانما قطعة قماش بيضاء على رأسه الشريف وعلى خده شامة في خده الأيمن مائلة إلى الحمرة وليست سوداء وانا ارتعد من الخوف فنزلت مسرعة وانا محتارة أأفتح الباب وأنا لم اصلي بعد أم اصلي وأفتح الباب فقلت لا أصلي صلاة الصبح ثم أفتح الباب حتى أن سألني هل صليتي فسأقول له نعم سيدي فنزلت وشاهدت امي تصلي ففرشت سجادتي وبدأت الصلاة وحينها امي قد أكملت صلاتها واعتقد اني قد أطلت وقوف امامي على الدار فسمعت صوت من سطح الدار من السلم العلوي للمنزل فنادي امي باسمها وقال لها يافلانه قولي لابنتك أن الله قد غفر لها ماتقدم وتاخر من ذنب واستيقظت من منامي تعجبت كثيرا من هذه الرؤيا حتى اني شككت بها لأني كنت كلما اقرا القران واصل إلى هذه الآية اتذكر الرؤيا واقول هذه الآية مخصصة للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم فكيف تكون لي وانا كلي ذنوب لأننا بزمن صدام لم نكن نعرف أن الاغاني حرام فكنا نسمعها فترات فعندما رويت الرؤية لامي وهي أول رؤية رايتها لامامي المهدي عليه السلام وكانت أول رؤية علمتني كيف يكون الاخلاص لله تعالى فصار عندي شعور قوي أن اعرف كل شيء عن ديني حتى الفقه والتشريع في الدين كل هذا لاحقق قول امامي بأن يغفر لي ماتقدم وماتاخر فكنت اضغط على امي بأن تشتري لي مسجل خاص بي وان تشتري لي كاسيتات محاضرات دينية ولطميات وقصائد عاشورائية وبالفعل جهزت لي امي كل ماطلبته ومن تلك الساعة تركت سماع الاغاني وكذلك المسلسلات والافلام ولحد الان وانشغلت فقط بالتفقه وقراءة الكتب الشيعية والصلاة وقراءة القرآن خلال السنوات الأربعة لي في الكلية رأيت الإمام المهدي المنتظر عليه السلام بكثرة وقال لي كل الاحداث التي ستحدث على العراق حينها نحن كنا نحب قائدنا صدام لأن آبائنا كانوا يعلمونا حب صدام ولاينطقون أمامنا شيئا عن شخصيته وانا كنت من المعجبين به جدا واعتقد هذا سبب رؤيتي بالامام المهدي عليه السلام التي سارويها لك لأنه أراد أن يريني شخصية صدام الحقيقية وكنت كلما اتكلم عن الرئيس صدام كنت الاحظ ابتسامات واستهزاءات فكنت اسال اهلي واقاربي لماذا هذا التبسم أخبروني هل هو كذلك ام لا ؟! فكانوا يكذبون علي ويقولون نعم هو جيد ولايوجد احسن منه فراودتني الشكوك حوله فبدأت اسال الله تعالى بأن يريني حقيقة صدام
ففي يوم جئت من الكلية تعبة تغديت وصليت ونمت قليلا رأيت امامي المهدي عليه السلام على راسي وهو يناديني ألم تسالي عن معرفة حقيقة صدام قومي لكي اقول لك فعندما فمت قلت له من انت قال أنا حجة الله على هذه الارض فقال لي اسمعي جيدا قبل أن اريك حقيقة صدام الطاغية سوف يأتي عليكم زمان لايعرف منه الصادق من الكاذب ولايعرف به المؤمن من المنافق ولايعرف العراقي ابن بلدك من الأجنبي إلا من كانت لهم عقيدة قوية مع تطبيقهم لما يعتقدونه فقلت له : عقيدة قوية بماذا قال : بنا أهل البيت وبدين محمد صلى الله عليه وآله وسلم فقلت له : وهل في ذاك الزمان من ليست لهم عقيدة بكم سيدي ؟! فتقدم نحوي ومسح بيده الشريف على عيني ثم قال انظري وإذا انا انظر العجب وإذا الحال هو نفسه الذي تشاهديه الان من عري .....

فقالت لها كيف وهل لك إثبات فقالت لها نعم لان امي كانت تعرف أن أباها قد طلق امها وتتذكر أن لها اخت صغيرة عمرها عشرة أيام وكان عمر امي وقتها اربع سنين فعندما طلق امها ابعد الطفلة عن اختها وقالت له زوجته الأولى انا لااستطيع تربية طفلة حديثة الولادة وكان سبب طلاق…

قبل ولادتي امي أسقطت طفلا ذكرا وقد توفي وبعدي أيضا أسقطت امي طفلا ذكرا وتوفى لان امي كانت بصحة غير جيدة وقد ولدت مريضة ولااستطيع المشي ونمو عقلي بطيئ فكانت امي دائما تقول مات قبلك ولدا وبعدك ولدا وانت عشتي دخلت في مستشفيات عديدة وأجروا لي عمليات في راسي وكل…

اكو شي لازم تعرفونة قبل لا أبدي قصتي هو أن الامام ماينجبر ياتي لشخص لأن سوه فد عمل لأن الامام ياتي من ذاته بأمر من الله الأعمال الي نسويها هي عبارة عن إزالة الشوائب عن أنفسنا وتزيل الاحجبة الي تتكون من الذنوب ومو شرط الإنسان يكون مذنب هناك عباد مايذنبون ابد…

في يوم ٣ /١٢ وفي الساعة ٨:٣٠ ليلا اشتد المرض عليه عند الساعة ٧:٣٠ همس بأذني هذه ساعتك فقمت صليت بخشوع وهو يهمس بأذني فقمت إلى الغسل لكي اذهب إلى القبر نظيف وتعبت تعب شديد جدا وعند الساعة ٨:١٠ طلبت من زوجتي ان تناولني الدواء فشربت الدواء وأنا اذهب إلى فراش الموت وطلبت من ابنتي وزوجتي ليلتزموا دينيا وعندها فقدت الوعي فحضرت وأمامي الإمام الحسين سلام الله عليه على اليمن وأمامي الإمام المهدي عجل الله فرجه استقبلوني وأنا اصلي على محمد واستنجد بالإمام الحسين وابكي على فاطمة الزهراء عليها السلام وأعجل بالظهور وعندها همسة بأذني وأقال أنت من شيعي وقبلناك وانت شهيد فقلت الحمد لله وافقت وشعرت اني شفيت وأنا متضور جوعا وكنت فاقد للذاكرة فناديت على اهلي وبعد نصف ساعة عرفتهم واكلت مرتين بعد اني لم آكل لمدة يومين وأعتقد السبب اني اطلب الشهادة كثيرا الحمد لله على مرضي والحمد لله اني شفيت حاليا وازدت من التزاماتي الدينيه الحمد لله رب العالمين واللهم صل على محمد وال محمد

كنت بعمر الثالثة عشر وكنت دائما ما اذهب الى بيت عمتي اقضي وقت قليل عندهم ثم اعود للبيت كانو كثيري الذكر للامام الحسين عليه السلام خصوصا حين يشربون الماء فكان ذلك يلفت نضري كنت اتذكر فعلهم هذاكلما اردت شرب الَماء وفي احد الليالي في عالم الرؤيا رأيت نفسي واقفه اشرب الماء في بيتهم ورأيت مكتوب على الكأس حسين وكان لون الكاس اخضر ورائحته زكيه جدا فقلت لما الاسم مكتوب على الكؤوس قالو لاننا نذكره قبل شرب الماء وقد مات عطشان فكتب ذلك بجميع كؤوسنا بعدها اخذتني ابنة عمتي خلف دارهم فرأيت رجلا عسكريا ضخما جدا وجميلا جدا ينام وسط الماء ولكن لم يكن الماء يمسه ببلل مطلقا فاشرت اليه من هذا قالو هذا العباس قمر بني هاشم حينما نطقو بأسمه توهج قلبي بحب له اقتربت منه جدا ومسكت يده بيدي كان كف يده المبارك كبيرا جدا مقارنتا بكفي وقبلتها بعدها بكل حب وطهر تلك الرؤيا المباركه اشعلت في قلبي حبا لانضير له للعباس عليه السلام حتى اصبحت في عائلتي مشهورتا بجنوني به حتى انهم اصبحو ينادونني بأسمه كنت ارى بأن حبي له شيئا عضيما ومقدسا ليس كما يحبه الناس كان حبا يسيطر على جميع جوارحي لم يكن قلبي يميل لأن يعشق سواه او يرى غيره فانا عندما كنت انضر للناس في الشارع لا ارى الناس مطلقا ارى فقط الاعلام والرايات التي تحمل صورته جننت به و قلت والله لايغلبن احدا حبي للعباس عليه السلام فبدأت ابحث عن سيرته بين الكتب والمقال ومعجزاته وكراماته بين الناس و حياته و كل ما يخصه فكان كل ذلك يشعل في قلبي شرارة العشق والحب المقدس له اكثر واكثر حتى صرت كالفراشة التي تحوم حول النار لايهمها تمزق جناحيها من شدة اللهب كان حب العباس عليه السلام يحرقني ويؤلمني جدا كنت لا ارى الا اياه في الوجود اصبحت ابكي كل ليلة بلوعة فراق والم على مصابه وما حل به كنت احترق لكنني لم اكن اعلم بان حبي له كان مؤذيا له ايضا بقيت اعوام كثيرا وانا ماجن علي الليل الا واصبحت بالدموع غارقه لفراقه حتى ياخذ الحزن ماخذه مني فاصاب بالوهن والتعب وانام وكنت اتمنى الموت كل يوم في سبيل ان اكون بجواره ومعه فقلت لاحياة لي في دنيا لاوجود لك فيها حتى اشتد بي الشوق احد الليالي فبكيت عليه بكائا مريرا شعرت وكأن روحي كادت ان تزهق عليه من شدة البكاء والالم فنمت تلك الليله بعدما اخذ الحزن مني ماخذه رأيت في عالم الرؤيا ابا الفضل العباس عليه السلام واقفا امامي وانا واقفة امامه انضر اليه ووجهه كالبدر في ليلة تمامه وكماله شديد الجمال والنور والبهاء لكنه كان يصرخ في وجهي ويعاتبني بألم وغضب لم انتبه لتلك الرويا ولغضبه مطلقا بقدر ما افرحتني رؤيته عدت في الليه الثانيه وأنا على نفس الحزن والبكاء ورآيته ايضا بنفس الحال من الغضب والعتاب بل كان اشد غضبا واكثر عتابا لم انتبه لهذه الرؤيا ايضا كنت استيقض فرحه لمجرد رؤيته بعد تلك الرؤيتين فاض بي الشوق له حد الجنون قلت لاخي وفقه الله لا نوم لي اليوم ولاراحه اريد رؤيةالعباس فوفقنا الله لزيارته حتى اني ما رايت قبته الذهبيه المنيره حتى فاضت دموعي من عيني شوقا إليه وحسرتا لم اكن اشعر بقدماي من شدة الشوق هذا الشعور حينما تقابل من تحب بجنون تتمنى لو انك فقط تختفي من هذا العالم لتكون معه لم اكن اشعر بجسدي مطلقا كانت روحي تسير لا انا والقلب يرى لا العين والروح تسمع لا الجوارح لم اكن انا يومها كان هو ذهبت مسرعة الى حظرته كالمجنونة لا ارى الناس اراه فقط بكيت بحرقه بكاء العاشقين حتى رايت نفسي اقع على الارض وانااضربها بقوه بيدي واصرخ خذني لا عيش لي بدونك خذني معك لما لا تلبي طلبي احبك الا تحبني الا تشعر بي لاعيش لي بدونك الا يسوئك حالي اقولها بكل لوعة ومرار لم ادري باي حال صرت حتى خارت قواي تماما اخذتني قدماي من حيث لا اشعر بزاويه من زوايا الضريح المقدس جلست والمقام الطاهر امامي انضر اليه بلوعة وضعت راسي بين ركبتي اجهشت بالبكاءحتى قطع نفسي وكادت روحي ان تخرج فسمعت صوتا عاليا ملأ اركان الضريح المقدس من شدته وعلوه حتى ضننت بان اهل السماء سمعو ذلك الصوت كان صوتا قويا جدا ورحيما حنونا ملأ صداه قلبي ومسامعي بالدفء والسكينه قال لي بتلك العباره(لاتبجين) هدأت حينها لوهلة شعرت بتلك الكلمة كانت موجه لي فاستحيت ضنا مني بان هناك رجلا قد دخل الحرم المقدس الخاص بالنساء رفعت رأسي لم ارى احدا من الرجال كان كل الحاضرين نساءوكانت جميع الزائرات بحالة هدوء وخشوع وصلاة من اين اتى صوت هذا الرجل؟ عدت لبكائي بعد تلك اللحظة حتى عاد الصوت مجددا وبقوة (لاتبجين) كان الصوت قد خرج من ضريحه المبارك وانا كلي يقين هذه المره نضرت بذهول كانت المره الثانيه وكانه يرجوني ان اتوقف عن ذلك وبدهشة كبيره وصدمة توقفت عن البكاء وهدأت يا الله انا هنا لم اكن اصدق ما سمعت اذناي محبوبي العباس عليه السلام يحدثني يهدأني يواسيني

لا بدّ من الإشارة إلى أنّ الزوار يأتون ليشاهدوا تمثالاً أبيض ، يخلد واقعة ظهور السيدة فاطمة ، و يجتمعون حوله ليطلبوا حاجاتهم أو ليقدّموا شكرهم للهداية إلى طريق الحق ، و آخرون يرجون أن تعود لهم قوّة الإيمان و الروح لتصحّ قلوبهم التي أثقلتها أدران المادية .
نعم ، إنّ الأوروبيين يجتمعون حول المزار الذي يمثّل عندهم ( كنيسة فاطما ) ، و يطلبون منها تبديل حياتهم بحياة أخرى ، و يؤكّدون أنه ما من زائر عاد من البقعة المباركة و هو خالي الوفاض .
في جانب الكنيسة الأيسر هناك جناح خاص للزوّار المرضى طالبي الشفاء ، الذين يقضون الليل في الدعاء و التسبيح ، و لا توجد لهم لغة يمكن لها أن توضّح حقيقة تلك الجاذبية العميقة التي يشعر بها الزوّار و توسّلهم العجيب ؟
أليس عجيباً سفر أولئك الناس من عالم المسيحية إلى عالم الإسلام للدخول في دائرة الحُب و الإخلاص القلبي لابنة الرسول الأكرم ( صلى الله عليه و آله ) ؟ !
إنهم يسبّحون تسبيحات فاطمة و هم يضعون الصليب على صدورهم ؟ !
يسبّحون تسبيحات الزهراء و يبنون كنيسةً باسمها ؟ !
يسبّحون تسبيحات الزهراء و يطلبون النجدة و المساعدة منها ؟ !
و قلوبهم ملأى بذكرى حدث اهتزاز الشمس العجيب و ظهور تلك الرؤيا المنوّرة .
لا ليس عجيباً ما يقومون به لأن قدرة فاطمة و قوّة فاطمة و طُهْر فاطمة و نزاهة فاطمة بنت الرسول فاقت كل تصوّر حتى غدت تسيطر على قلوب الملايين .
كيف لا نقتنع بذلك و نحن نرى هذه الجموع تنذر لفاطمة و تمشي المسافات من أجل زيارتها و التبرّك ببقعتها ، و تركع في محرابها طلباً للمغفرة و للحصول على الطُهر و الروحانية .
و لعلّ زيارة البابوات لـ ( فاطيما ) ليست ظاهرة بسيطة ، كما أن اهتمام و تعلّق الآباء اليسوعيين بسيدة نساء العالمين ظاهرة توضح بنور ساطع للعيون المؤمنة بفاطمة أحقيّة هذا الطريق ، و هي ظاهرة تشير إلى عمق نفوذ سيدة نساء الإسلام الكبرى في عالم المسيحية .
لقد كان من بين زوّار مدينة ( فاطيما ) البابا جان بول الثاني لتقديم شكره لمحضر فاطمة بعد أن أنجاه الله من أحد الحوادث .
لا بد من الإشارة إلى أن الناس في مدينة ( فاطيما ) البرتغالية يطلقون على بناتهم اسم ( فاطيما ) حتى يكاد أن لا يخلو منزل من هذا الاسم المبارك .
أخي القارئ الكريم ، ما رأيك أن تتعرّف إلى الدعاء الخاص الذي يبتهل به كل زائر لمقام فاطمة في البرتغال .
إنه دعاء يبلسم الروح حيث يقول : " أنا الآن مضطر لأن أبتعد عنك ، أنا الآن مجبر لأن أنأى عنك في المكان ، إلا أنني أرجو من الله و أتوسّل إليه أن لا يكون هذا آخر العهد مني ، و سيبقى الرجاء و هذا الشوق حيّاً في كياني و وجودي ، يا فاطمة وداعاً ، الوداع يا سيدتنا الزهراء الطاهرة " .

قصة تجلي فاطمة الزهراء لثلاثة أطفال في البرتغال وماذا كانت تطلب منهم

كان ذلك عام ( 1916م ) ، و بينما كان ( فرانسيسكو ) عمره 9 سنوات و ( جاسنتا ) عمرها 7 سنوات و ( لوسيا ) عمرها 10 سنوات ، يلعبون في بلدة نائية وسط البرتغال التي تقع في الجزء الغربي لشبه الجزيرة الإيبرية ، غرب إسبانيا ، و بينما كانوا كذلك و إذ بملاك يظهر أمامهم و هو يردّد هذه الجملة ثلاث مرّات : " لا تخافوا أنا ملاك السلام ، إلهي لديّ إيمان و اعتقاد بك ، إلهي إني أذوب بك حُبّاً ، و أنا أطلب الاستغفار منك لأجل أولئك الذين لا إيمان لهم و لا حبّ و لا اعتقاد " .
بعد هذه الجملة اختفى الملاك ليعود بعد ذلك مرة في فصل الصيف و أخرى في فصل الخريف .
و يروي الأطفال الثلاثة قصّتهم المثيرة إلى أهل قريتهم و أقاربهم و يقولون : إنه في كل مرّة كان يطلب منّا الملاك أن نقدّم الأضاحي و الإستغفار من أجل المذنبين و الخطاة ، و أن ندعوا لأجلهم حتى يستقيموا ، و بدا واضحاً أن هذا الظهور الثلاثي للملاك كان تحضيراً لرؤية الأطفال الثلاثة للسيّدة صاحبة التسبيح و ابنة رسول الإسلام فاطمة ( عليها السلام ) .
ففي الثالث عشر من شهر أيار عام ( 1917 ) رأى الأطفال ( جاسنتا ) و ( فرانسيسكو ) و ( لوسيا ) مرّةً أخرى نوراً لامعاً ، و بعد ذلك شاهدوا ضوءاً و نوراً عظيماً فوق شجرة بلّوط يحيط بسيّدة أشد سطوعاً من الشمس اسمها فاطمة .
قالت السيّدة المنوّرة للأطفال المندهشين : " لا تخافوا أنا لا أريد إخافتكم ! " .
تمالك الأطفال أنفسهم و سألوها بوجل : " من أنتِ ؟ " .
فأجابت السيّدة المتلألئة نوراً : " أنا فاطمة ابنة الرسول " .
سألها الأطفال الثلاثة : " و من أين أتيتِ ؟ " .
أجابتْ بصوت مطمئن : " أنا أتيتُ من الجنّة " .
قالوا لها : " و ماذا تريدين منّا ؟ " .
قالت : " لقد حضّرتكم لتأتوا إلى هذا المكان مرّةً أخرى ، و سأقول لكم فيما بعد ماذا أُريد ".
و أخذت السيدة صاحبة التسبيح ، بعد هذا الحادث المهيب و المذهل تظهر للأطفال البرتغاليين مرّة كلّ شهر ، ما بين شهري أيار و تشرين الأول ، و في اللقاء السادس و الأخير جاء سبعون ألف شخص لمشاهدة السيدة المقدّسة التي حققت معجزة أمام أنظارهم حيث توقّف سقوط المطر فجأةً ، و ظهر قُرص الشمس مرتجفاً ، ثم توقّف ليدور بعدها مرّتين ، ثم يتوقّف مجدداً ، بحيث أن الجموع الغفيرة خامرها شعور بأن الشمس ستقع عليهم في أيّ لحظة ، إلا أن الشمس رجعت مرّةً أخرى إلى موضعها الأصلي ببريقها الجميل و المعتاد نفسه .

صحيفة لشبونة تنشر خبر الحادثة العجيبة
هذه الحادثة المدهشة ظهرت لأول مرّة في صحيفة لشبونة في 15 تشرين الأول من نفس العام ، ما دفع الكثيرين للتحقق من رواية الأطفال الثلاث حتى أصبح كل ما ذكروه موضع قبول و تصديق قلبي لديهم .
و فيما يخص الأطفال الثلاثة و مصيرهم فإنّ ( جاسنتا ) و ( فرانسيسكو ) أكّدا أنّ السيدة الزهراء ( عليها السلام ) قالت لهما أنهما سيلتحقان بها قريباً ، و ستأخذهما إلى الجنة معها ، و بالفعل تُوُفّيَ الطفلان بعد سنتين و ثلاث سنوات من الرؤيا ، بسبب مرضٍ رئوي ، فتحوّل رحيلهما المبكر إلى رسوخ الإيمان بالواقعة و الظهور ، و إثباتاً لأقوال هؤلاء الأطفال الذين أكّدت عوائلهم أنهم لم يتّصفوا بالكذب في حياتهم .
- و فيما يتعلّق بالطفلة الثالثة ( لوسيا ) فقد دخلت سلك الرهبنة ، و كرّست نفسها لهذه الرؤيا ، و بقيت حيّةً تُرزق ، ذلك أنّ سيّدة التسبيح المقدّسة طلبت نشر و ترويج العبودية لله .

لكن ماذا حدث حتى اصبحت القرية تعرف بمدينة فاطمة ؟
في عام ( 1919 م ) ، قرّر الأهالي بناء مزار ديني في قريتهم باسم ( فاطمة ) ، فقام بعض الحاقدين بإحراقه و تفجيره ، لكن الأهالي أعادوا إعماره مجدّداً .
و في سنة ( 1938 م ) وضعت أولى لبنات الموقع الحجرية .
و في عام ( 1940 م ) منح أسقف إيبيريا رخصته لإنشاء المزار المطهّر لسيدتنا فاطمة ( عليها السلام ) بعدما سبقته الكنيسة بذلك .
و في عام ( 1952 م ) أقيمت مراسم خاصة بسيدتنا الزهراء ( عليها السلام ) و تُوّجت هذه الخطوة بتبني المزار رسميّاً عام ( 1953 م ) من قبل الحكومة البرتغالية ، و منذ ذلك الحين في الثالث عشر من أيار من كل عام ، يأتي محبّو فاطمة و مريدوها من أنحاء البرتغال و مناطق الدول المجاورة إلى المنطقة التي سمّيت بمدينة ( فاطما ) لطلب الشفاعة و الشفاء و التوبة و تزكية الروح ، و كل شخص من أتباع هذا المذهب أو ذاك يقوم بمراسم زيارة ( فاطمة ) بأسلوبه و طريقته الخاصّة ، فواحد يأتي ماشياً على قدميه لأداء الزيارة ، و آخر ينذر الشموع ، فيما تقام أماسي الدعاء و مجالس الذكر ، و تحتل تمتمات و همهمات التسابيح الجانب الأهم و الرواج الأكبر و الشهرة الواسعة ، ذلك أنّ السيدة المقدّسة طلبت من الناس يوم ظهورها عليهم أن يقوموا بالتسبيحات في كلّ يوم .