من تكتيكات التَّيمِيَّة لنُصرة مشربهم!!! (107)

من أقبح أكاذيب ابن تَيميَّة الحرَّاني بدافع (تكفير!!!) الإمام الفخر الرَّازي [بيانُ تَلبيس الجَهميَّة (6/458)، ط. المجمَّع].

من تكتيكات التَّيمِيَّة لنُصرة مشربهم!!! (106)

من أقبح أكاذيب ابن تَيميَّة الحرَّاني في حقِّ الإمام الفخر الرَّازي: ((أمر باتِّباع وتعظيم السِّحر وعبادة الأوثان!!!)) [بيانُ تَلبيس الجَهميَّة (6/317)، ط. المجمَّع].

من تكتيكات التَّيمِيَّة لنُصرة مشربهم!!! (105)

(ردُّ ابنِ تَيميَّة على ابنِ تَيميَّة)

- أوَّلًا: ابن تَيميَّة محتجًّا بتقرير الإمام الخطَّابي (ت: 388 هـ) في طريق إثبات الصِّفات؛ كما حكى هو بنفسه في المناظرة التي جرت حول عقيدته "الواسطيَّة" مع علماء أهل السُّنَّة السَّادة الأشاعرة [مجموع الفتاوى (3/110)، ط. دار الوَفاء].
- ["الفتوى الحَمَوِيَّة الكُبرى" ضمن "مجموع الفتاوى" (5/40)، ط. دار الوَفاء]

- ثانياً: ابن تَيميَّة يورد كلام الإمام الخطَّابي (ت: 388 هـ) في إثبات الصِّفات مع نفي الكَمِّيَّة والكَيفيَّة والحَجميَّة وغيرها من معاني الجِسميَّة في حقِّه تعالى [بيانُ تَلبيس الجَهميَّة (6/237-238)، ط. المجمَّع].
- في ثنايا تعقيبه على كلام الإمام الخطَّابي السَّابق؛ ابنُ تَيميَّة يعدُّ إثبات الصِّفات الخَبَريَّة مع نفي الجِسميَّة = من جُملة طرائق أهل الإثبات النَّاقصة المخالفة لطريق خُلَّص أهل السُّنَّة (=أسلافه المجسَّمة) حاشا أهل السُّنَّة حقًّا [بيانُ تَلبيس الجَهميَّة (6/238 إلى 240)، ط. المجمَّع].

[مُعجم السَّفر للحافظ أبي طاهر السِّلَفي (ص: 58) ، ط. دار الفكر]

فرح المُسلمين بتخلُّص أهلنا في الشَّام من جَور وظلم الحكَّام، ما كان ينبغي أن ينفكَّ عنِ النَّظر في نوايا ومقاصد الجِهات "الفعَّالة" الَّتي أتى منها ذلك؛ أعني: الرُّوس و "و.م.أ"، وأزلامهما: سماسرة الموت وعبيد المصالح؛ لأنَّ منِ استباحَ دِماء أهلنا في غزَّة؛ من غير المعقول أن يكترثَ لدِماء وأَمن واستقرار ووحدة تراب أهلنا في الشَّام.

نسأل الله العظيم السَّلامة والعافية للشَّام ولسائر بلاد الإسلام.

أما آن أن نعيَ حقًّا بأنَّه لا حليف ولا ناصر لنا - نحن معاشر المُسلمين - إلَّا ربّ العالَمين؟! لا أمريكا ولا روسيا ولا أوربا ولا الصِّين ولا غيرهم من إخوان الشَّياطين ﴿بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ﴾ [آل عمران: 150].

لا ولن يأتي مِن طريق الشَّيطان الأكبر "و.م.أ" وأزلامه ولا معسكر الرُّوس وزبانيَّته: الخير لصالح المُسلمين أبداً {لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ} [التَّوبة: 8]، وقد تستبدل الحيَّة جلدها ولكن لا تتخلَّى أبداً عن خُبثها. ولا ولن تَستعيد الأمَّة الإسلاميَّة مجدها وعِزَّها إلَّا بدِين ربِّها وسواعدِ أبنائها لا غير. ومَن يستعين بعبدة الشَّياطين وسماسرة الموت هؤلاء لأجل دفع جور الحُكَّام أو تثبيت النِّظام؛ ويحسب ربَّما أنَّه قد قدَّر لهذا المرَّة تلوَ الأخرى، فعليه أن يتحمَّل عواقب التَّدخُّلات الأجنبيَّة بعدها ألف وألف مرَّة.

نسأل الله أن يُلهمنا رُشدنا ويُحسِن خلاصنا.

اللَّهمَّ أبرِم لأهلنا في الشَّام وفي سائرِ بلاد المسلمين أمرَ رُشدٍ، تُؤلِّفُ به بينَ قُلوبِهم وتُصلِحُ ذاتَ بَينِهم، وتُوَحِّدُ به كلِمَتَهم وتَجمعُ شَملَهم، وتَحقِنُ به دِماءَهم وتُحسِنُ عاقِبَتَهم، وتُعزُّ فيه أَولِياءَك، ‌وتُذلُّ ‌به ‌أَعداءَك، ويُعمل فِيه بطاعتِك، ويُنهى فيه عن سَخطِك، وتُلهِمُهم به يا حنَّان يا مَنَّان ما أَلهَمتَ الصَّالِحين، وتُوقِظُهم به من رَقدَةِ الغافِلين، وتَحفَظُهم به مِن كَيدِ الكائِدين ومَكرِ أعداءِ الملَّة والدِّين.

لا خلاص للأمَّة الإسلاميَّة إلَّا في الاستمساك بحبل المرجعيَّة الدِّينيَّة الأصيلة:
1- عقيدة أهل السُّنَّة السَّادة الأشاعرة والماتُريديَّة وفُضلاء أهل الحديث.
2- المذاهب الأربعة السُّنِّيَّة = المالكي، الحَنَفي، الشَّافعي، والحَنبلي.
3- التصوُّف السُّنِّي المنضبط بالكتاب والسُّنَّة.
هذه المرجعيَّة هي الَّتي أنجبت لنا أمثال النَّاصر صلاح الدِّين الأيُّوبي قاهر الصَّليبيِّين، وقُطز قاهر التَّتار، والسُّلطان العُثماني محمَّد الفاتح فاتح القُسطنطينيَّة، وشيخ المجاهدين عُمر المُختار قاهر الطّليان، ومُؤسِّس الدَّولة الجزائريَّة الحديثة الأمير عبد القادر، وغيرهم كثير.
ويوم أن غُيِّبت هذه المرجعيَّة عن حُكومة الدَّولة والرَّاعي والرَّعيَّة ضاعت البَوصَلة، وإذا كان "لا فراغ في الطَّبيعة" - كما يُقال -؛ فقد انصهرت فئات شتَّى من هذه القوى الفاعلة في قوالب مُتناقضة، بل وتبعثرت على تيارات وافدة ومذاهب هَدَّامة، فهذا الرَّاعي اليوم يُشرِّق وغداً قد يغرِّب! وهذه الفِئة من رعيَّته قد تُغرِّب اليوم! والأخرى لا شرقيَّة ولا غربيَّة! وهلمَّ سحباً!
وإذا كان الأمر كذلك فلا بُدَّ أن تصادف هذه الأهواء أهواء الأعداء بشكل أو بآخر، فلا جرم أن خرج علينا بعدُ من بني جلدتنا مَن يدعو للتَّطبيع مع بني صهيون ويتَّهم المُجاهدين في أرض الرِّباط بالإرهاب! وظهر مَن يزعم أنَّ تحكيم الشَّريعة الإسلاميَّة = رجعيَّة! وأنَّ جلباب المرأة المسلمة = تخلُّف! بل وتعالت أصوات أخرى تدَّعي أنَّ أغلبيَّة الأمَّة الإسلاميَّة المرحومة قد ارتدَّت عن دينها وغرقت في الشِّرك الأكبر المُبيح للدَّم والمال بعد خير القرون الثلاثة الأولى! بل وأصبح كثير من الغُفَّل والسُّذَّج يعتقدون بأنَّ الخلاص من جور الحُكَّام ربَّما قد يأتي من طريق الشَّيطان الأكبر و.م.أ وأزلامها! وحال هؤلاء لا يفرق عن حال تلك السَّمكة وقد علقت مع أمِّها في شباك صيَّاد عجوز، فقالت لأمِّها والعجوز يسحب بهم الشَّبكة: انظري إلى تجاعيد وجهه؛ فمع تقدُّمه في السِّن وضعف قواه فهو لا يزال يعمل! فقالت لها أمُّها: أيَّتها الحمقاء؛ لا تنظري إلى وجهه بل إلى صنيع يديه!
والأكيد هو أنَّ أُمَّتنا إذا لم تُحصِّن نفسها بهذه المرجعيَّة، ولم تمكِّن لها في الأَنفس والآفاق؛ فسيَتلاعب بها أعداؤها تلاعب الصِّبيان بالكُرة، تارةً باسم الدِّين، وتارةً باسم الحرِّيَّة وإقامة العدل، ومرَّة باسم التَّقدُّم وتحرير المرأة وحقوق الإنسان والطِّفل والحيوان، ومرَّة باسم مُحاربة الحُكَّام الطُّغاة والظَّلمة - مع الإقرار التَّام هنا بأنَّ لهؤلاء الحُكَّام مسؤوليَّة عظيمة أمام الله تُجاه ما تُعانيه أُمَّتنا -، ومرَّة...ومرَّة...الخ، ولن يعدم الأعداء من ذرائع مع تشرذمنا طرائق قِدَداً، ولنا في التَّاريخ عِبَر.
نسأل الله أن يوقظنا مِن غَفلتنا ويُلهمنا رُشدنا.

كان الخليفة الثَّاني الفاروق عمر بن الخطاب أوَّل مَن جمع الصَّحابة الكرام على إمام واحد في صلاة التَّراويح، وقال: "نِعمت البدعة هذه" كما في البخاري وغيره، وهذه الكيفيَّة لم تُعهد في عهده صلى الله عليه وآله وسلَّم، ولا في عهد الخليفة الأوَّل أبي بكر الصِّدِّيق رضي الله عنه.

ومحاولة صرف كلام الفاروق إلى البدعة اللُّغوية لا يستقيم من جهة؛ لأن استحسانه كان لكيفيَّة في التَّعبُّد وهي "صلاة التَّراويح" لا غير؛ فالمقام إذن: مقام عبادة لا لغة، ثمَّ إنَّ الفاروق لم يخترع أصل صلاة التَّراويح؛ فكيف يقال أنَّه أراد البِدعة اللُّغوية - وهي ما اخترع على غير مثال سابق -؟! نعم؛ فقد كانت صلاة القيام في العهد النَّبوي؛ فهي ثابتة من حيث الأصل مغايرة فقط من حيث الكيفيَّة في العهد العُمَري.

فعَدُّ الغطغط الوهابيَّة المجسِّمة عمل المَولد النَّبوي الشَّريف..من جملة ذرائع الشِّرك..الخ هرائهم المعهود، كلام ساقط ولا يصدر إلا من جهول أفَّاك، ونحن نلزمهم بطريقة تعامل الصَّحابة - رضوان الله عليهم - مع صلاة التَّراويح:

(1)- فإذا كانت سُنَّة نبويَّة: فلمَ لم تُسنّ ابتداءً جمعا على إمام واحد مع أنَّهم كانوا يصلُّونها في العهد النَّبوي فرادى وجماعات متفرِّقة، لا على إمام واحد، ولا بتحديد عدد الرَّكعات، ولا كمِّيَّة الآي التي تقرأ في كلِّ ركعة..الخ ما ابتدأ في العهد العُمَري؟!

(2)- وإن لم تكن كذلك: فلمَ رضي الصَّحابة - رضوان الله عليهم - بإحداث سيِّدنا عمر رضي الله عنه لكيفيَّة لم تُعهد قبله، وليس لها أي دليل تفصيلي؟! لمَ لم يخاطبوه بلغة الخشب التي تخاطبون بها غيركم: "لو كان خيراً لسبقونا إليه"؟!

إذن؛ فالوهابيَّة - وفق فهمهم المنكوس - أمام أحد خيارين أحلاهما مُرٌّ:

(1)- فإمَّا الحكم بأنَّ الشَّرع لم يكتمل حتى استدرك عليه الفاروق عمر - رضي الله عنه - بكيفيَّة مُحدثَة لم تُعهد!!!، وهذا يستلزم - وفق لغتهم - تكذيب القرآن: {اليومَ أكملتُ لكم دينَكم} الآية؛ ونسبة حقّ التَّشريع للفاروق عُمَر!!!

(2)- وإمَّا اتِّهام الصَّحابة باستحسان البدع الضَّالَّة!!!، فذهب شعارهم الكاذب "كتاب وسنَّة بفهم سلف الأمَّة" أدراج الرِّياح!!!

والحق أنَّ الوهَّابيَّة قوم بُهت، ومستواهم في الفهم = ضحالة وجهالة، يُقحمون شعبان في رمضان ويتَّهمون أيمَّة الإسلام ويحسبون أنَّهم يُحسنون صُنعاً، فسيِّدنا عُمر استقى دليله من عمومات النُّصوص الشَّرعيَّة، وأنَّ صلاة التَّراويح من جملة العبادات المشروعة من حيثُ الأصل، المُطلقة - لا التَّوقيفيَّة - من حيثُ الكيفيَّة والكمِّيَّة، تماما كتحزيب القرآن يوميًّا أو تحديد الأذكار بأعداد حسب الطَّاقة أو ختم القرآن كلّ يوم أو في قيام الليل أو في صلاة التَّراويح أو ليلة 27 أو 29 من رمضان أو التَّصدُّق كلّ يوم بمقدار محدَّد...الخ، فلا يوجد في الشَّرع ما يصادم هذه الاجتهادات في التَّعبُّد إذا كانت تندرج ضمن نصوص الطَّلب العام، والقاعدة المصطفويَّة: "مَن سَنَّ سُنَّة سيِّئة...ومَن سَنَّ سُنَّةً حسنة..." كما في الحديث الصَّحيح.

والله الموفِّق..