‏تودُّ لو أن الحياة كانت أخف مِن هذا الثقل كله، لكنَّها سفر، والسفر مظنة المشقَّة، ومِن تعِبَ اليوم أدركَ مفاز الغد..

تودُّ لو أنها أهونُ ممّا هي عليهِ الآن
لكنَّك المؤمنُ القويّ!
الذي لا تغلبهُ العاجلة كلما تذكَّر بهجة الباقية.

بمناسبة نزولنا عالمشفى وبداية حياتنا العمليّة، حابة أنوّه على شغلة مهمة..

لما نشوف حالة نادرة أو مرض شو ما كان بسيط أو خطير درسنا عنّه، لا داعي إنّا ننبهر ونفرح بالنهاية المريض مش مجرد "case" درسناها عالورق، وإنّما هو إنسان من لحم ودم وعنده مشاعر وخصوصيّة لازم نراعيها، ولو ما كان متألم ما كان إجا عالعيادة.

الله يعافي الجميع ويخفف عنهم آلامهم يارب.🤍

ورَبٌّ كريم. ☁️

الإنسانُ في هذه الدُّنيا لا يُمكن أن يبقىٰ مسرورًا دائمًا، بل هو يومًا يُسَرُّ، ويومًا يحزن، ويومٌ يأتيهِ شيء، ويومٌ لا يأتيه، فهو مُصابٌ بمصائبَ في نفسه، ولكن المؤمن أمره كلُّه خير؛ إن أصابتهُ ضرَّاء صَبَر فكان خيرًا له، وإن أصابتهُ سرَّاء شَكَر فكانَ خيرًا له.🌿

خلال تواجدنا اليومَ في قسم الأورام
-هذا القسم الكئيب بشهادة كلّ من دخل عليه
الحزين الملامح بكل ما تحمله كلمة حزن من معنى-..

تجوّلنا بين غرَف المرضى والألم يعتصر قلوبنا
لأننّا نعلم أنَّ عداد الأيام ليس لصالحهم وأنّ خاطف الأرواح قد يحطّ رحاله في أية لحظة..
لا شفاء تام، ولا نجاة كاملة، مجرّد زيادة بضعة أيام في أعمارهم وكلّها طبعًا أقدارُ الخالقِ جلّ جلاله..

ولكنّ ابتسامات إحداهنّ أعادت لنا القليل من الأمل،
دخلنا عليها أنا وصديقتاي والدكتورة المشرفة عليها، بعد أن عرّفتنا على حالتها قبل ذلك بأنّها أصيبت بسرطان المبيض وعلى إثر ذلك ٱستأصلوا لها المبيضين والبوقين والرحم
سلّمنا عليها فنظرتْ إلينا بحنوٍّ وقالت: ما أحلى هالدكتورات..
أخبرتنا الخالة سنا بقصتها بعد أن سألتها الدكتورة بعض الأسئلة، وقد كُنَّا حريصاتٍ كلَّ الحرص على عدم توجيه الأسئلة لقلة خبرتنا في التعامل مع مرضى السرطان..
أنهينا لقاءنا وكانت كلمتي الأخيرة لها: أجر وعافية خالة الله يكتب لك الشفاء.

الخالة متفائلة ووجهها بشوشٌ باسمٌ، برغم الألم، برغم الحزن وقد فقدت من جسدها ما فقدته، لا أدري ما أقول!
الأمر واللهِ أصعب ممّا تخيلت!

دعواتكم للخالة سنا
اليوم أوّلُ جرعة علاج كيماوي لها..

عودةٌ بعد انقطاع. 🌱