*✍🏻* د. عبدالله القرني

🔥 أداء الحقوق وانتظار المقابل 🔥

🔸 من الناس من يبني تعامله مع الناس وفعله للخير على قاعدة أداء الحقوق وانتظار مقابلتها منهم بأداء ما يجب عليهم تجاهها ، وهذه علاقة المعاوضة .

🔸 ومنهم من يسعى في طلب حقوقه بكل سبيل ويغفل عما يجب عليه تجاه الآخرين ، وهذه علاقة الأنانية .

🔸 وأما من يبذل الحقوق للآخرين طلبا للثواب من الله تعالى وابتغاء مرضاته ، دون نظر إلى معاوضة ، ولا يلتفت هل قابلوه بمثل فعله معهم أم لا فهو الكبريت الأحمر ،

🔸 وقل أن تجد من يقوم تعامله مع الناس على هذا الأساس ، وهذه من صفات الأبرار التي ذكرها الله في قوله تعالى : {وَیُطۡعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ مِسۡكِینࣰا وَیَتِیمࣰا وَأَسِیرًا * إِنَّمَا نُطۡعِمُكُمۡ لِوَجۡهِ ٱللَّهِ لَا نُرِیدُ مِنكُمۡ جَزَاۤءࣰ وَلَا شُكُورًا } .

🔸 ولهذا لما كان مسطح بن أثاثة رضي الله عنه من الخائضين في الإفك ، وكان أبو بكر رضي الله عنه ينفق عليه لفقره وكونه من قرابته،

🔸 فأقسم أبو بكر الصديق رضي الله عنه ألا ينفق عليه لأجل ذلك ، لكن الله حثه على أن يصفح عنه ، وألا يقطع نفقته عليه مع شناعة فعله،
فقال تعالى :"{ وَلَا یَأۡتَلِ أُو۟لُوا۟ ٱلۡفَضۡلِ مِنكُمۡ وَٱلسَّعَةِ أَن یُؤۡتُوۤا۟ أُو۟لِی ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡمَسَـٰكِینَ وَٱلۡمُهَـٰجِرِینَ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِۖ وَلۡیَعۡفُوا۟ وَلۡیَصۡفَحُوۤا۟ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن یَغۡفِرَ ٱللَّهُ لَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورࣱ رَّحِیمٌ }**

يظن البعض أننا متحمسون لا نفهم الحسابات السياسية والأطراف الدولية وتاريخ الصراع وتعقيدات المشهد، أو أننا عاطفيون نتأثر بالصور ونكتب..

والحال ليس كذلك.

أقسم بالله العظيم إن ما يجري في سوريا هو فوق كل هذه الحسابات، وإنه نصر الله لا غير، لا غير.

والله أكبر والعزة لله ..

*✍🏻* القائد: صلاح الدين الأيوبي
《 ‏ما سُررت بفتح قلعةٍ أعظم من سروري بفتح قلعة حلب، فإذا فتحت حلب فتحت الشّام كلها بعون الله 》.

📚البداية والنهاية ( ١٦ / ٥٦٤ )**

لقد تعرض الشعب السوري لظلم كبير، وقدم تضحيات هائلة، ووقف رفقة من هاجروا لنصرته في وجه تدخلات دولية وإقليمية دموية داعمة للنظام.

ولكن في ذات الوقت إن حجم التخوين والشيطنة والتصيد وتحريف الكلام عن مواضعه بين المحسوبين على الثورة ضخم. وإن استمرار تلك الحالة المدمرة رغم التحديات الوجودية يناقض التحذير الرباني (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم).

✍️شيخ الإسلام ابن تيمية:

?تمام الورع أن يعلم الإنسان خير الخيرين وشر الشرين، ويعلم أن الشريعة مبناها على تحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها.

?وإلا فمن لم يوازن ما في الفعل والترك من المصلحة الشرعية والمفسدة الشرعية، فقد يدع واجبات ويفعل محرمات، ويرى ذلك من الورع.

?كمن:

1. يدع الجهاد مع الأمراء الظلمة ويرى ذلك ورعا
2. ويدع الجمعة والجماعة خلف الأئمة الذين فيهم بدعة أو فجور ويرى ذلك من الورع
3. ويمتنع عن قبول شهادة الصادق وأخذ عِلْمِ العالِم لما في صاحبه من بدعة خفية، ويرى ترك قبول سماع هذا الحق الذي يجب سماعه من الورع.

✍ علي عزت بيجوفيتش:

?ٱفة الظلم في العمل الحركي والتبرير له

"لقد بقينا حتى الآن نتحدّثُ عن الخسائر والهزائم التي ألحقها بِنا الآخرون، وحانَ الوقت لأن نبدأ الحديث عن الخسائِر والهزائم التي ألحقناها نحنُ بأنفُسِنا. وستكون هذه بداية رُشدنا".

⚡️آفة الظلم:
بدايةً .. بعض النصح ليس من قبيل معاداة حركة عظيمة تجاهد ألدَ أعداء الله، وتتعرض لهجمة شرسة من كل واطي ونذل وخسيس لكن: *?حمل السلاح في مجابهة أعدى عدو لا يقلب الباطلَ حقاً ، فلا بُدَّ من واجب البيان بشرط القول بالعلم والعدل*.

?ولا يوجد أحدٌ أكبرَ من أن يُنصَح، ولا أحد أصغرَ من أن يُنصح.

فهذا خالد بن الوليد -رضي الله عنه - مع ما له من المكانة الرفيعة في الإسلام حتى استحق وسام "سيف الله المسلول " = قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم في واقعة مشهورة : اللهم إني أبرأُ إليك مما صنع خالد ، فلم يجامل عليه السلام في الحق مع حبه لخالد وإكباره جهاده الماجد.

بل هذا النقد والتصحيح يحيي الضمير الإيماني في وجدان الأفراد، فيقومون بواجبهم لإنقاذ تاريخ الحركة العظيم من أيِّ شرذمة تقوم بتعطيل الطاقات، وإبعاد الكفاءات، حتى لا يطول أمد الظلم، وتتضاعف معاناة الناس.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنِ اسْتَعْمَلَ رَجُلًا مِنْ عِصَابَةٍ وَفِي تِلْكَ الْعِصَابَةِ مَنْ هُوَ أَرْضَى لِلَّهِ مِنْهُ فَقَدْ خَانَ اللَّهَ وخانَ رَسُولَهُ وخانَ الْمُؤْمِنِينَ» رواه الحاكم في مستدركه.

عن ابن مسعود قال، قال رسول الله ﷺ: إن الرجل من بني إسرائيل كان إذا رأى أخاه على الذنب نهاه عنه تعزيرًا، فإذا كان من الغدِ لم يمنعه ما رأى منه أن يكون أكيله وخليطه وشَرِيبَه. فلما رأى ذلك منهم ضرب بقلوب بعضهم على بعض، ولعنهم على لسان نبيهم داود وعيسى ابن مريم="ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون"، قال صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده، لتأمُرنَّ بالمعروف، ولتنهَوُنَّ عن المنكر، ولتأخُذُنَّ على يدي المسيء، ولتُؤَطِّرُنَّه على الحقّ أطْرًا، أو ليضربنَّ الله قلوب بعضكم على بعض، وليلعنَّنكم كما لعنهم.

⚡️وأمَّا ٱفةُ تبرير الأتباع:
فمشكلة كثير من الحركات الإسلامية أنها لا تمتلك آلية رقابة وتوجيه وتقويم حقيقية ؛ فمعظمُ ما تراه من الأتباع هو التبرير والدفاع الأعمى عن خيارات ومواقف ظالمة ، واستخدام مغالطة فزاعة التبن المتمثلة في التالي:

?تقول له: أنا ضد الظلم والتبرير له ، فيقول لك: أنت ضد إخوانك ومصلحة الدعوة.

?وعادةً ما يُوصف المنتقدون بأنّهم "متساقطون على طريق الدعوة" أو "ناكثون للبيعة"، حتى يصبحَ مجرّد التفكير في النقد أو الخروج عن السرب أمراً خطيراً يحتاج من الفرد التفكير ألف مرّة قبل التجرّؤ للإقدام عليه لِما يتبعه من عواقب وخيمة!

اللهم وفِّق العاملين في سبيلك لما تُحبه وترضاه، وقِهم وقنا شرور أنفسنا وحظوظها يا رحمن يا رحيم

*✍?*ش. أبو ياسر القادري:

?غياب الوعي السياسي ?

✨قال الله تعالى:
(قُل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين) يوسف:108.

?ومن البصيرة الوعي السياسي والحركي لدى المسلم, والمقدرة على استخدام الوسائل الحديثة الإلكترونية والإعلامية التي وفرت الكثير من الفرص للتواصل مع الجماهير..

?وإن الدعوة وقيادة الأمة إن لم تكن على بصيرة فإنها لا تؤدي مهمتها المرجوة. وهذا ما نلاحظه في وقتنا الحاضر, فكم ذهبت الجهود والأعمال الدعوية والقيادية وفشلت في التغيير بسبب أنها كانت بدون بصيرة ووعي لتحديات الواقع داخلياً وخارجياً، وخاصّة فيما يتعلق بالواقع السياسي..

?الخطاب الديني الحالي وبرامجه الشرعية، غالباً مُنفصل عن واقع الأمة وتحدياتها، وفشله في رسم طريق النهوض والتغيير، بل وكأن الأمر لايعنيه!!

?والمطلوب اليوم من الدعاة الصادقين والقيادات إعادة السياسة إلى مظلة الشريعة بعد أن خرجت عنها؛ تحت مبرر أن الشريعة لم تهتم بالسياسة، أو بالقول أنه لا يمكن العمل بالسياسة الشرعية في ظل الأوضاع المعاصرة؛ وما استجد من أمور..

?ولطالما مُيّعت مصطلحات ومفاهيم السياسة الشرعية، والتجرء على كثيرٍ من الأحكام، والخلط الحاصل بين ما هو من الثوابت وماهو من المتغيرات. وهو ما يلهث وراءه أعداء المسلمين ويروج له العلمانيون والليبراليون وغيرهم، إقصاء الشريعة عن الحكم وواقع الأمة..

? ولأهمية الوعي السياسي يُصبح أمراً ضرورياً وواجباً حتمياً على الأمة فهمُ السياسة وأساليبها. وبالأخص من هم في مكان المسؤولية والقيادة. ومعرفةُ محل التدرج الذي تسمح به السياسة الشرعية..

?ولكي نُقدّر أكثر مدى أهمية «الوعي السياسي» فإن علينا النظر إلى الآثار المترتبة على غيابه عن الساحة، ومن ذلك:

(( الجهل بأساليبِ السياسةِ ومصطلحاتها وأبعادها، ومن ثَم وقوع كثير من أبناء الحركات الإسلامية في أحابيلها ))

? وعجز العاملين للإسلام عن تقديمِ برنامجٍ متكاملٍ لأزمةِ الأمة تستطيع مواجهة المخاطر التي تتهدد وجودها..

?ولما غاب الوعي السياسي عن كثيرٍ من العلماءِ والدعاةِ والقياداتِ الجهاديةِ تحولوا إلى أدواتٍ لتنفيذ مخططات الأعداء أو خدمة أهدافهم دون الشعور بذلك..

?فالوعيُ السياسيُ يحول دون وجودِ سُذَّجٍ من أبناءِ الأمةِ ينفذون مخططات الأعداء ويكونون أدوات لتنفيذ مشاريعهم الخبيثة..

?وكثيراً مالاحظنا ضعفَ جُلِّ الحركاتِ الإسلاميةِ والجهاديةِ في مواجهة المشاريع المعادية للإسلام، واعتمادها على ردات فعلٍ غير مدروسةٍ وأرتجالية..

?ومن مظاهر الأمية السياسية في واقعنا ضعف الخطاب السياسي الإسلامي وقصوره عن طموحات الأمة. ومواجهة البهلوانية السياسية العالمية الماكرة والمخادعة. وكانت النتيجة تعثر بل فشل غالب الحركات الإسلامية من الوصول إلى السلطة..

?وإذا ما عبَّرت هذه الحركات عن مواقفها السياسية فنرى بعضها وقع في تشددٍ وعزل نفسه عن المحيط الأقليمي أو العالمي. والبعض الآخر وقع في التفريط والتمييع في الثوابت الشرعية التي لايقبل فيها المداهنة والتبعيض وبحجة المعاصرة!!.

✨إن من أهم وسائل تنمية الوعي السياسي متابعة وسائل الإعلام المختلفة - ولو بالحد الأدنى - التي أصبحت تصل إلى أكبر قطاع من الناس حيثما كانوا؛ فالقنوات الفضائية والإذاعات والصحف والمواقع الإلكترونية والجوالات تحيط المرء وتجعله دائم الاطلاع على الأحداث، بل ومتفاعلاً معها إن لم يكن مؤثراً فيها..

✨والمشاركة في حواراتٍ تتناول المستجدات السياسية مما يعزز وضوح الرؤية للواقع العام داخلياً وخارجياً...**

✍ الشيخ عبد العزيز الطريفي:

?فقه الموازنات الشرعية?*
?*بعض المصلحين يُحسنون الإسقاط لكنهم لا يُحسنون البدائل، يهدمون خيراً مخلوطاً بشر، ليبني عدوّهم مكانه شرّاً خالصاً، وهؤلاء يُفسدون ولا يشعرون.

?الإسلام جاء بالموازنة مع تعدد الخصوم، فرح النبي بفوز الروم على فارس لأن الروم أقرب إلى الحق :
•{يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله}• فسماه : •{نصر الله}•

?ليس من العقل منازعة كل مخالف بل يُسالَم الأدنى للانشغال بالأعلى، فلم ينازع النبي اليهود حتى أضعف المشركين ولم يواجه النفاق حتى هجّر اليهود !.

?انشغال الكاتب واندفاعه في مسائل الخلاف والعداء للمخالفين ، والتغافل عن مسائل الإجماع المنتهكة والسكوت عن منتهكيها ، علامة صريحة على هوى متدثر بحق.

?السياسة الشرعية تُفرِّق بين من يؤسس لمنكر جديد، وبين من يتراخى في إزالة منكرٍ فعله غيره.
فالأول مذموم لفعله، والثاني موكول إلى قصده.

?من يبيع الماء ليكسو عُريانًا بين عطاش على شفا موت، هو من يضيع جهده في خلافيات والإجماع يُخرق بين يديه ومن خلفه وإذا نوزع قال : وهل فعلت باطلًا !.

?قد يشارك المصلحَ في عمل الخير من لا يرضى دينه، تأليفاً له، ودفعاً لمزيد عداوته، فقد كان المنافقون يجالسون النبي وربما رافقوه حتى في الجهاد !.

?خطوة الصالح إلى الفساد فساد، وخطوة الفاسد إلى الصلاح صلاح، فيشدد على الأول لأنه مدبر، ويُلان مع الثاني لأنه مقبل، وإن كان خير الأول أكثر !.

?إذا اختلفت طائفتان فانظر إلى أقربهما إلى الحق وأبعدهما من الباطل فانصرها، لأن الشرائع جاءت بتقريب الخير وإتمامه وإبعاد الشر وتقليله.

?من حكمة الإسلام وسياسته أن لا تواجه طائفةً تصارع أمامك طائفة أخرى أخطر منها، فالعداوة دركات كما أن المودة درجات.

?لا تواجه خصماً حتى تعرف من أسعد الناس بهزيمته، فقد تكون هزيمتك لعدوٍ تقوّي عدواً أخطر منه.

?الانشغال بخلاف الجزئيات في زمن ضعف الكليات يُضيّع الكليات ، لهذا بدأ النبي صلى الله عليه وسلم الشريعة بالأصول وترسيخها ثم أقام عليها الفروع فرسخت رسالته.

?إذا وُجد الخلاف الأكبر وجب أن يتحد أهل الخلاف الأصغر، فلا يُحيي الصغائر زمن الكبائر إلا جاهل بهما أو محارب لهواه لا لله.

?من كان بعيداً عن الحق نفرح لاقترابه خطوة ونلين معه ليأتي بمثلها، ومن كان قريبا من الحق نغضب لابتعاده عنه خطوة ونقسوا عليه حتى لا يبتعد مثلها.

?كل مكر من أهل الباطل على الحق لابد أن يرجعه الله عليهم •{ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ }•**

✍️ لقائله..

?“شعلة إدلب” بين المزايدة والنقد الموضوعي?

?انتشر عددٌ من المنشورات والفيديوهات لشخصيات علقت على حدث ( البارالمبية في ملعب ادلب ) اتصفت بالتشدد والجهل من جهة، والضحالة السياسية والمجتمعية من جهة أخرى، متدثرة بالغيرة على جناب العقيدة والشريعة، وغلب على حقيقتها التصيد والمزايدة وإثبات الذات ( إلا من رحم ربي )، والمسألة لها عدة جوانب:

?أولاً: ارتباط الشعلة الأولمبية بالديانات والفلسفات الوثنية الإغريقية لا يعرفه إلا أهل التخصص ليس في الشريعة فحسب بل في الديانات اليونانية والرومانية القديمة، وعلى هذا من قام بالفعل غير مدرك لأصله أو معتقداً به فلا شيء عليه ولا يجب الإنكار في هذا الفعل، وإنما يجب البيان فقط للجهات المختصة بدون إثارة اللغط والمزايدة التي دفعت ولازالت الثورة بمراحلها المختلفة ثمن كبير وباهظ بسببها.

?ثانياً: انتشرت حملة تكفير من قام بالفعل أو أن الفعل نفسه كفر !! وهذا أيضا من التشدد والجهل، فإشعال النار لا يكون كفراً إلا إن اعتقد فاعله بقدسيته أو اعتقد عقائد عباد النار أو عقائد اليونان الوثنية القديمة، بل لو قام صاحب الفعل بإشعال النار مع معرفته بأصل الفعل لكنه يقصد أن الفعل انتقل من العقيدة إلى العرف فهذا مذنب أو مخطىء وليس بكافر أو مشرك فلا يكفر الإنسان بهذا الفعل إلا إن اعتقده وآمن به.

?ثالثاً: حين تأكد المعترضون أن القائمين على الفعّالية لم يكونوا يعرفون أصلها الوثني، ما الذي منعهم حينها من النصح المباشر والرفق بهم وتبيين المسألة بدل استخدام المزايدة الإعلامية التي ليس فيها أبسط قواعد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتي فيها قاعدتين رئيسيتين:

1. أن يكون الأمر بالمعروف بالمعروف وأن يكون النهي عن المنكر بغير منكر.

2. أن لا يترتب على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تفويت معروف أكبر أو الوقوع في منكر أكبر.

ولا شك أن المزايدة على القائمين على الفعّالية أو على الحكومة لم يكن بالمعروف بل ويترتب عليه منكر أكبر من نشر حالة التشدد والجهل والفوضى لصالح أجندات لا ترجو خيراً للمحرر، وهنا يستوي الجاهل مع المغرض لأن نتيجة فعلهما واحدة وإن اختلفت النية.

?رابعاً: إن من العلاج الناجع لحالة المزايدة هذه أمران:

1. أن يتوقف المزايدون عن المزايدة وأن يجتهدوا في النصح والتبيين المباشر بغير تهييج أو تضييع لمصالح متحققة يقيناً.

2. أن يجتهد القائمون على الأعمال المختلفة بالبحث والتحقق من فعالياتهم وما يتعلق بها، مما يشمل سؤال أهل العلم في التخصصات المختلفة ومنها السياسي والشرعي والاجتماعي والخدمي وغيره.

?أخيراً: أنزل الله الإسلام وشريعته وأخلاقه لكي نَعبد الله به وندعو الناس إليه بالحسنى، وليس لاستخدامه سلاحاً في المزايدة على الآخرين وتحصيل السلطان والريادة والتعالي على الخلق أو للمتجارة به في المعارك السياسية والتنظيمية.

والله تعالى أعلم.