أعرفك، وهذا ما يجعلُ الأعذارَ لا قيمةَ لها.

حزينةٌ عليّ
حزينةٌ عليك
حزينةٌ على ما وصلنا إليه.

كان دافئاً
أُخبرُه عن خوفي
فيُطمئنُني،
أُريه جراحي
فيُضمّدُها،
أُشكو له وحدتي
فيُريني أنّه جيشي الوحيد.

وسامحني حين
أبكي على قضائِك
رغمَ إيماني به.
واغفر لي إذا
نفدَ صبري
آمين

حين يعودُ الشتاء
‏وتبدأ رائحةُ المطرِ
باقتحام الأجواء
‏حين يصبح الليلُ أطول
‏والمساء أكثر برودة
‏تذكّرني
‏أنا التي أحبَّتْك أكثر من المطرِ
‏ودعتْ لأجلك
كثيراً.

أنا لا أعرفُ كيف أعيشُ باعتدال
عندما أحزنُ، لا أبكي
بل أنسكبُ كلّي
عليك أن تراني عندما ينفطرُ قلبي
لا أكتئب
بل أتقطّع.

مثل ولدٍ مؤدّب
ينتظرُ أمّه على بابِ المدرسة
أنتظرُ أنا صوتك
ليأخذني إلى البيت.

سأُحِبُّك كأنَّك كتابي المفضّل،
كأنَّك أُغنيتي الهادئة،
كأنَّك عطري الأحب..
سأُحِبُّك وكأنَّك أولُ العالمِ وآخرِه..

‏"يؤمنُ بوحدتِه، يراها منجى، كأنّه يملك الدنيا والمتاع."

هل تسمحين
بأن ينامَ على جفونكِ لحظةً
طفلٌ يطارده الخطر؟

هل تسمحين
لمن أضاعَ العمرَ أسفاراً
بأن يرتاحَ يوماً..
بين أحضانِ الزهر؟

- فاروق جويدة